السبت، 14 نوفمبر 2009

فكة الـ 20 الجزء الثاني

بعد المشهد الإنساني الذي كنتُ بطله في المحل السابق أو الدكان كما يحلو لنا تسميته، بعد ذلك المشهد الذي خرجت منه منتصراً نفسياً بعض الشيء لإفلاتي من كرم الرجل، اتجهت إلى القرية الأخرى التي هي أكبر بقليل من ناحية المحلات والخدمات الحكومية والمساكن مقارنة بالقرية السابقة. كان طول المسافة في حدود الـ 30 كيلو مترا. وأمانةً فإن وصفي للمشهد لن يعطي ما رأيت حقه.. فأنا أصلح فقط أن أكون مراسلاً لقناة إخبارية فاشلة وليس مراسلاً لـ ناشنال جيوجرافيك التى تعنى بالطبيعة والحياة البرية، مع أني لو تدربت أسبوعين ثلاثة أربعة خمسة..إلخ في ناشنال جيوجرافيك ربما استطيع وصف ما رأيت بطريقة أفضل. لذلك أعتذر الآن عن الوصف إلى أن تنفك عقدة لساني لكي تفقهوا قولي..
بعد نصف ساعة من السواقة(سلحفاة!) في ذلك المكان الرائع وصلت إلى القرية المنشودة.. وقد استبشرت خيرا فور دخولي ربوعها لأنني شممت رائحة الكيمة الفواحة من على بعد مسافة ليست بالقصيرة. قلت في نفسي هذي تباشير الخير.. أدق لي صحن كيمة بالبراتا أو بالشباتي وبعدما يرد لي حسي أدور على السكر و الماي.. وين بيطيروا يعني..؟!!
بدأت "أبحلق" و"أحملق" و"أحدق" يمنةً ويسرة لعلى أري المطعم متلبساً بكيمته!.. لم أرَ أي مطعم مفتوح!!.. ولكن الرائحة تزيد وتزيد!..وبالرغم من أن هناك حوالي 10 لوحات مطاعم معلقة على أبواب مقفلة بأقفال مصدية بعض الشيء في أقل من 200 متر مربع، بالرغم من ذلك إلا أن المطعم لم يظهر..
..عجيب!!
أهو يوم إجازة لأصحاب المطاعم؟ أهناك قانون جديد يلزم المطاعم بطبخ الكيمة عند جيران المطعم بينما تظل المطاعم مقفلة الأبواب؟!.. أم أن جوعي هو من أوحى إليّ بهذه النفحات الكيماوية(نسبة إلى رائحة الكيمه)... لحظة لحظة كيماوية؟!! هذي كلمة خطيرة جداً.. أحسن لي أكمل و بلاش أدخل نفسي في السياسة الدولية..
المهم بعدين قلت لنفسي يا محفيف حدك تخريف.. دور على أي حد تشوفه في الشارع وسأله عما تريد "فما خاب من سأل" كما يُقال. وقفت السيارة عند أقرب لوحة تحتها باب مفتوح وكانت لدوبي(مغسلة ملابس) القرية وسألت عن المطاعم وعن السوبرماركت.. قال في هذي القرية مطعم ودكان واحد للمواد الغذائية فقط.. قلت والبقية؟! قال مافيه.. كله مني مني شغل!!.. هذا لوحة من شان بلدية بس!..
قلت في نفسي أكيد الحكومة بتدخل فلوس ووواجد إذا طبقت القانون الجديد على المساكين في المناطق البعيدة!! ألف ريال مني وألف مني!! مبالغ هائلة جداً.. يا حظها الحكومة هنا كنزها المفقود..
مع كل هذا تعجبت من القانون الجديد الذي زاد الطين بلة وتساءلت في نفسي.. عجيبة جداً هذه القوانين التي تسمح باستجلاب العمال من كل حدب وصوب وتعطيهم مأذونيات أو فيز ومن ثم تضعهم بلا حماية!.. ما ذنب العامل إذا كان من استجلبه لا يملك نشاطاً حقيقيا؟!ً.. أليس لهؤلاء عوائل أتوا من أجل أن يصرفوا عليها ويعيشوها؟!!.. ألا يستحق من رهن بيته أو مزرعته أو باع ذهبه أن يجد مقابل ما دفع؟! لماذا تتم معاقبة العامل الأجنبي بإعادته إلى بلده؟ هذا ليس حق.. أنا مع معاقبة المواطن المستجلِب ومعاقبة المسئول فقط! ليس هناك ذنب للعامل الأجنبي في أغلب الأحيان. ما يدفع العامل الأجنبي للتحايل على القانون هو القانون نفسه الذي يقف ضده والمعاملة السيئة من الكفيل وحتى المواطن.. طبعاً دار في بالي التقرير الأمريكي عن عمان و الاتجار بالبشر إلى غير ذلك..
المهم اتجهت إلى المطعم ولم أجد "كيمه دجاج" بل وجدت "كيمه لحم" وكيمة اللحم ما أحبها مرة. فطلبت شاهي كشري حليب.. وفي لحظة ارتشافي للرشفة الأولى من ذلك الشاهي الطيب رمقت بعيني دكاناً يبعد مسافة تربو على الـ20 متراً... وللحديث بقية .. تابعوني

هناك 4 تعليقات:

  1. سلام الله .
    محفيف ، أنت توافق السرد بفكرة تنشطه معلوماتيا إن صح التعبير ،
    أي أن القارئ يجني الفائدة والمعلومة أيضا من خلال سردك ليومياتك ، وذلك جميل بحق ،

    سيدي ، واصل ونحن لقلمك الجميل متابعين .

    ردحذف
  2. يا محفيف بسك تخريف..

    ما كنت أعرف أن لي منافسا صعلوكيا في الشعر..

    جميل يا محفيف.. ماذا حدث في ال20 متر القادمة !!

    ردحذف
  3. الأخت عُلا
    شكراً لك على المرور
    أتمنى أن يكون الأمر كما قلتي
    صدقيني إذا رجعت وقرأت ما كتبت بعد النشر أحس بالملل مما كتبت بعض الاحيان..
    أتمنى أن لا تقرءيه أكثر من مرة!!

    ردحذف
  4. صعلوك لا فض فوك..
    في الـ20 متر مربع القادمة أحداث مشوقة... انتظرونا

    ردحذف