حدثني صديق عن أمه عن أختها عن ابنها عن أبيه عن صديقه أنه قال: كان لي صديق يعمل في وزارة من الوزارات الطيبة ذات الصيت الذائع والدفاع الصامد والتي لها فرع محترم في مدينة صلالة حاضرة ظفار وعروس بحر العرب(هو المحيط الهندي بس عناداً لازم نكذب على أنفسنا)، كان ذلك الشاب يعمل بجد ونشاط وتفانٍ، ونتيجة للجهد الذي يقوم به لم يحصل على مكافأة في نهاية السنة ولم يطلبها بداعي أنه يتقاضى راتبه الشهري بدون أي مشاكل أي أن هذا الموظف غير مشاكس وقنوع.
قام هذا الشاب بطلب إجازته الاعتيادية وكان هذا هو أكبر جرم يقدر على اقترافه، لكنه لم يوفق للمرة الأولى في الحصول على الموافقة بسبب حجم العمل وأهميته كموظف في العمل لكنه كرر المحاولة إلى أن وافق مسئوله على مضض.
المهم طلع الشاب في إجازة طيبة سالت على إثرها النقود من جيوبه من جراء الرحلات والذبائح والتجوال الذي تم بدون تخطيط مسبق.. لم يتعمد هذا الشاب الطيب أن يخطط لإجازته بالشكل المطلوب رغبة منه في الهدوء وطرداً للقلق الذي قد يساوره خوفاً من عدم إتباعه التعليمات الواردة في الخطة التي قد يضعها.. طبعاً هذا الأمر ليس بجديد على أي مواطن صالح(تعميم ظالم..) يعيش على أرض المشرق العربي، فنحن غير متعودين على التخطيط ونعتبره نوع من عدم المقدرة على مواجهة المفاجآت!.. فالرجل هو من يتعامل مع الحدث في ساعته(كيف تكون المرأة :)..).. تعريف الرجل هنا قاس بعض الشيء على من هو منظم ويعي متطلبات العصر وأهمية الوقت والمال... لكنها الثقافة العامة لدينا في عربستان..
أثناء إجازة "أخينا" حصلت تطورات في الجهة التي يعمل فيها. كان تغييراً في المراكز بعض الشيء، فالظهير راح وسط وبعض لاعبي الوسط راحو هجوم والبعض رجع ظهير والهجوم أصيب إصابة في الرباط الصليبي وغصباً عنه يلعب لأن المدرب استنفد كل التغييرات.. وبالطبع ظل المدافعون في مراكزهم رغم ضعفهم وبلاويهم المتلتلة لأن الوزارة بحاجة إلى دفاع من النوع التقليدي مهما كلف الثمن.. لا تهم الخسائر والمهم هو بقاء الدفاعات القديمة لأنهم خبرة على الأقل..
المهم في الأمر أن أخينا وصلته الأخبار ولم يكن مكترثاً لما حصل ربما لأنه يعرف أن المدرب رائع جداً من واقع المباريات التجريبية والرسمية السابقة خاصة دورة الخريف الماضية التي ظهر فيها بشكل لافت للنظر وحصوله على البطولة عن جدارة واستحقاق نظراً لانسحاب جميع الفرق من الدورة..
رجع أخونا من إجازته الاعتيادية وكله نشاط وحيوية ولديه خطط مرتبة جداً للعمل(على عكس الإجازة الغير مخططة) ليجد بعض المشاكل العالقة في العمل نتيجة تغييرات المدرب.. أثر التغيير على مواقع التمارين اليومية للاعبين .. فالمهاجم المصاب لا يزال مصمما على التدرُّب في نفس الموقع ، بينما المهاجم الذي كان احتياطياً (وأصبح أساسياً)لا يزال يتدرب في الجربيب وأحياناً في الشارعين(شارع الرباط المزدوج) نظراً لـ"دحاسة" اللاعب المصاب و قربه من المدير الفني.. طبعاً بطولة الخريف قادمة والفرق المنافسة قد تكون قوية كالدورة الماضية! التي لعبها فريقنا لوحده وفاز بها.. والمدرب بحاجة إلى تسجيل إنجاز آخر في رصيده لأنه يطمح أن يدرب فرق وزارات أخرى بعرض أفضل.. أو يخرج من أحضان الخدمة المدنية ويدرب في الديوان أو الجيش أو إحدى الشركات المرموقة في المنطقة الحرة.. طموح منطقي ومشروع جداً إذا قارنا العطاء بالمقابل المادي..
هذه المشاكل العالقة حدت من نشاط أخينا ووجد نفسه مشتتاً في بيئة العمل فرغم حماسه إلا أن الصراع في منطقة الهجوم حال دون استطاعته القيام بواجبه.
أما بعد:
هناك خلط واضح بين مهامنا كموظفين لدى جهات تشغيلنا وبين مشاكلنا الفردية الشخصية التي غالباً ما يتم الزج بها في بيئة العمل دون مراعاة للإنتاجية أو لمصلحة العمل إذا تعارض ذلك مع مصلحة أو كبرياء المسئول أو حتى الموظف البسيط. لا نستطيع أن نرى مسئولا يخرج عن هذا الإطار.. دائما هناك موالاة تحظى بالكثير من المزايا وتعلم كل صغيرة وكبيرة بينما هناك فئة ضالة حل عليها الغضب بسبب اختلافها الشخصي مع الحرس الجديد وبالتالي هي خارج الدائرة.. ليس لها نصيب من الدورات ولا المهمات ولا يمكن ائتمانها على العمل بحكم اختلافها الفردي مع الفئة المتحكمة...
هذا الأمر أصبح ثقافة في معظم الوزارات ولا تكاد تخلو وزارة من هذا المرض التحزبي.. هناك مدير عام جديد يجب أن يتخلص من الرعيل الأول الذي عاث فساداً (حسب المنتصر) وعليه يجب أن يخلق بيئته الجديدة مهما كلف الثمن... هذا بطبيعة الحال سيؤدي في الغالب إلى التخلص من أفراد منتجين(محسوبين على النظام البائد) وآخرين غير منتجين (يستاهلون).. أي أن المديرية العامة أو حتى الوزارة في حالة تغيير المدير العام أو الوزير(مثلاً) ستبني نفسها من أول وجديد وستصدر قرارات داخلية تخبص المؤسسة فوق تحت. المتضرر هنا قد يكون الموظف المنتج فقط ، حيث سيتعطل أداؤه إلى أن تستقر الأمور. وقد يتأثر أداؤه عندما يتم تنصيب أحد الغير مؤهلين عليه...
يجب أن تكون هناك متابعة ومحاسبة للأخطاء التي تنتج من جراء هذه التغييرات...
كما أن هناك تكاليف إضافية ليس لها داعي من ناحية تأثيث المكاتب واستحداث مكاتب جديدة. حدثني أحد الأصدقاء أن التغييرات الأخيرة في جهة عمله استدعت بقاء المدير الجديد بدون مكتب لمدة أكثر من ثلاثة أشهر بسبب علاقة المدير العام القوية بالمدير القديم الذي تحول إلى خبير وتم إبقائه في مكتب المدير.. قرر المدير العام استحداث 4 مكاتب جديدة من الصفر مع أثاثها بينما كان بالإمكان استحداث مكتب واحد فقط للخبير(المنتهي عملياً) وتوفير بقية المال.. هذا فقط بسبب علاقة شخصية...
بقي أن أشير إلى أن موسم حصاد الفندال بدأ، وأن الكثير منه معروض في السوق المركزي بصلالة وعلى الشوارع العامة في السعادة والمعتزة... فعلى من يجد في جيبه الكفاية من المال أن يذهب إلى هذه الأماكن لدعم المنتج الوطني .. تحياتي
دار رأسي يا محفيف
ردحذفالمهم الذي يحدث في كل وزاره ، كلما تغير مسئول تغيرت معه شلته النطاطه . كأن الوزاره او المديرية او الدائرة ملك لافراد وليس وطن . هل سيكون للائحه الجديده تصدي لهذه الظاهره .
واخ يا وزارة الصحه
انت إنسان خرافي جدا جدا جدا ومبدع
ردحذفاسلم عليك يا صديقي محفيف ! وبالمناسبة استلمت من كم يوم " محفيف " هديةكان يحتفظ به صديق من زمن ليس قليل وبصراحة في غاية الروعة واحيانا ألبسه مع العمامة..
ردحذفتعليقي على مقال المنسوب لمستغانمي:
الهجوم على الفنون عامة والموسيقية خاصة لن يتوقف ابدا.. !!
والسياسة والاقتصاد والأخلاق مسئولة عن إشهار أي نوع من أنواع الفنون على حساب نوع آخر. فلا نُلعن الأمراض بل اسبابها، وماكتبه بعض المثقفين كان ضرره اعظم على الأمة من ضرر هذ الأغاني التي قد نختلف أو نتفق حول قيمتها الفنية والترفيهيةوتنتشر فترة ثم تختفي.. لا تدري كاتبة المقال عن دور الفنانين الموسيقيين في الحرب التي قادها ستالين ضد الالمان ولا تزال محفوظة في ذاكرة الروس، ومنها مثلا: كاتيوشا، وهو اسم أنثى وكان عنوان أغنية حماسية الهبت المقاتلين الروس فسمى بها الصواريخ المشهورة بالكاتيوسا، وكاتيوشا هو تصغير لكاتيا. والكاتيوشا اليوم تهدد إسرائيل أكثر من مقالات بعض المثقفين اصدقاء إسرائيل.فهل يوجد مغني عربي واحد حنى لو كان " فنه " تافه غناء لإسرائيل ؟؟
سلام من : مسلم الكثيري
تدوينة رائعة
ردحذفالأمير الصغير
ردحذفبلاوي أيها الأمير
عافانا الله
Nadia
ردحذفتعليقك فظيع فظيع فظيع
أخاف تكون نفس البلاوي عندكم :)
(كهيب لخر)
أخ مسلم الكثيري
ردحذفأبارك لك حصولك حلى المحفيف (أنتيكة).. صدقني المحفيف تحفة فنية رائعة من وجهة نظري...
فيما يخص المقال الذي علقت عليه فإن الأمر شائك جداً لا يختلف إثنين على أن هناك هبوط في الذوق على كل المستويات لدينا في المنطقة العربية ولكن لا يمكن أن نلوم شخص واحد أو فنان واحد أو دولة واحدة(مع أن الهبوط كله من مصر حسب المراقبين) اللوم على من يقبل السلعة الفاسدة الهابطة وهو الجمهور.. نحن العامة الذين نتلقى ما نتلقى ونروج بدون ما نشعر ثم نشتكي في نهاية اليوم على أن الذوق هابط..
الكاتب لدينا يلوم الفنان(المطرب) والفنان الحقيقي يلوم الشارع... والإنسان العادي يلوم الجهات القائمة على الفنون والتي لم تستطع ترسيخ الأصيل منها وصنع ثقافة لدى العامة تستطيع التمييز بين المقبول وعكسه...
ما أود قوله أن المقال(مقال أحلام مستغانمي) يعكس وضعنا العام في العالم العربي، حيث المثقف لا يحط الاصبع على الجرح من أجل العلاج بل يحطها على الجرح لكي يحسسنا بالألم أي لكي يعذبنا...
تحياتي لك
Muawiyah Alrawahi
ردحذفأشكرك يا معاوية على المرور.
لازم تجرب الفندال الوطني :)
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفمن أفضل التدوينات التي قرأتها....
ردحذفمحفيف.... لماذا عندما يأتي مسؤول لا يبني فوق انجازات المسؤول الذي قبله؟؟؟
"اجنووووور" سؤال مخربش اعرفزززز قبل ذلك علي أن أسأل هل أنجز المسؤول الذي قبله... شؤال مخربش ىخر اعتقد ان الاسئلة حول هذا المحور جميعها useless
على كل حال دعني أسأل سؤالا مهما: لماذا تغير طعم الفندل في صلالة وصار بلا طعم ولا رائحة ولا لون؟؟؟ (لا اعتقد اني أقصد الماء دعني أعيد صياغة السؤال) لماذا تغير طعم الفندل في صلالة وصار بلا طعم؟؟؟... أعتقد بسبب الفساد والواسطة التي انتشرت في عمان كلها.... ولكن من يحاسب من؟؟؟ ومن يتابع من؟؟؟ هلا أفدتنا يا ابن العم... نرى أحيانا المراسل يستطيع أن يغير قرارات في مكان عمله بسبب قرابته لمسءول كبير رامين بقرارات الشخص المتخصص والمعني باصدار القرارات عرض الحائط....
أخت AmasE°♥
ردحذفأسعد الله أوقاتك
سعيد بتواجدك
مثلما قلتي الكثير من الأسئلة ليس لها داعي :)
وسؤال الفندل(أو الفندال كما أحب أن أسميه) هو سؤال المليون، إذا أجبت عليه راح تنحل كل المشاكل ... من قبل أن أبدأ في التدوين وأنا أحاول الاجابة على هذا السؤال.. لماذا تغير طعم الفندال؟
ربما الفندال لا يزال بنفس الطعم ولكن المشكلة فينا وفي ألسنتنا التي تلخبطت سنسراتها... في احتمالات كثيرة..
تسلم اخ محفيف...
ردحذفدعني اذا اطرح سؤالا اخرا... هل الجميع تلخبطت وتعطلت سنسرات ألسنتهم؟؟؟ حتى الاطفال وكبار السن؟؟؟؟
امكن الاطفال اصبحوا لا يحبون الفندل بسبب العولمة والماكدونالدز والهابي ميل.... اما عن كبار السن فقد ملوا من الفندال... ام نحن فكل شئ اصبح بلا طعم لدينا وصرنا نجري وراء الحياة ولا نحس بطعمها...
ولكني ما زلت اعتقد ان السبب في الفندال نفسه... اعتقد ان الارض أصبحت لا تعطينا مثل السابق على الرغم من الاسمدة الكيماوية... اجابة من اختيارات هههههههههه... هكذا تكون الخربشات
تقبل مروري وخربشاتي وواصل كتاباتك المبدعة....
أخت أماسي
ردحذفأنا وحدي تلخبطت وراسي "متخربش" والسنسرات يحتاج لها إعادة تضبيط.. بس معول على الفندال المحلي واجد، يُقال أنه يقوي الذاكرة...
أشكر مرورك
حسنا حسنا سوف أكف خربشاتي عنك.... وبانتظار الفندال
ردحذف