الجمعة، 2 أبريل 2010

منع المكبرات في خطب الجمعة

هناك كلام لم يتوقف بعد عن قرار الأوقاف والشئون الدينية وقف استخدام مكبرات الصوت في المساجد لغير الأذان اعتباراً من 26 مار الماضي. وبما أن الأمر يتعلق بالمسجد الذي هو بيت الله فإن الكلام سيتكاثر ويتوالد بشكل قد يصل إلى تخوين الحكومة أو تكفيرها في بعض الأحيان. لكن الأمر لا يحتاج إلى كل هذه الضجة. شخصياً أجد أن هذا القرار موفق لدرجة كبيرة جداً. لا يمكن أن نجبر الإنسان أن يستمع إلى شيء وهو مشغول بشيء آخر. من أراد أن يتفقه في دينه ويكسب الأجر فعليه بالذهاب إلى المسجد بنفسه وأن يعرف أوقات الدروس والمحاضرات بنفسه، لا أن ينتظر إلى حين سماعه لمكبرات الصوت التي تنقل الدروس والمحاضرات إلى الشارع، ثم يقرر بعدها.

أتوقع أن القرار حضاري جداً ويتماشى مع التطور الذي نشهده. المساجد موجودة بأعداد هائلة وفي حواري مكتظة بالبيوت والسكان، وهذه البيوت مكتظة بأعداد هائلة من الناس، فلا يصح أن يتم إزعاجهم رغماً عنهم. يجب أن تحترم خصوصيتهم، وأن يحترم طفلهم النائم الغير مكلف والذي ليس له ذنب، وكذلك المريض الذي يحتاج إلى الهدوء..إلخ كما أن الإنسان المشغول في بيته أو الشارع من حقه أن يركز في عمله كما أن من حقه أن يذهب للمسجد بنفسه فالمساجد ليست مطاعم تقدم خدمة التوصيل للمنازل.

بالإضافة إلى ذلك هناك أجانب يعيشون معنا ولا يفهمون الكلام الصادر من تلك المكبرات ولا يمكن أن يزيدهم الإزعاج هداية إن كانوا ضالين.
الأمر المهم أن بعض من يقيمون المحاضرات والخطب لا يمكن أن نثق بالعلم الذي يأتي منهم لأنهم في وادي والعالم والحياة في وادٍ آخر.
اليوم خرجت لصلاة الجمعة متأخر وسمعت مكبر أحد المساجد يعمل بشكل جيد. طبعاً يعتبر هذا الخطيب أو هذا المسجد شجاعاً ومحبوباً من قبل معظم الشعب لأنه تحدى القرار الحكومي مع العلم أنه لن يصمد طويلاً بسبب عدم وجود دليل من الكتاب أو السنة يحرم الاستغناء عن مكبرات الصوت الخارجية، وبسبب أن الحكومة قوية وتفعل ما تشاء.

قد يقول قائل، هناك في البيوت – جيران المسجد- من النساء من تتعطش لسماع الخطب والدروس عبر المكبرات وبهذا القرار نكون قد ظلمناهن. الجواب بكل يسر هذه مشكلتنا نحن الذين لم نسمح للنساء بأن يذهبن للمسجد. علينا أن نحل هذه المشكلة بتوفير أماكن للنساء على مدار اليوم في المسجد، لا يجب علينا منع النساء من أداء الفروض في المسجد بينما نفتح المساجد لهن لأداء سُنّة التراويح في كل سنة مرة.

المسجد الذي أصلي فيه صلاة الجمعة التزم اليوم بالقرار لأن الذي يخطب أجنبي أو مصري بالتحديد.. هذا الخطيب جزاه الله خير يتحفنا أسبوعياً بقصص خرافية عن أولياء لهم كرامات أكثر من الأنبياء... فحمداً لله أنه لن يضل غيرنا.. خطيب تحفة..

جمعة مباركة للجميع

هناك 10 تعليقات:

  1. أرجو المعذرة
    حذفت التعليقات
    بالخطأ

    ردحذف
  2. إيش فيه البلوج؟

    ردحذف
  3. طبعاً حذفت تعليق الأمير الصغير بالخطأ
    يبدو أنها لعنة الأولياء

    ردحذف
  4. أعتقد ان الناس خائفون من المستقبل... من العلمانية والعولمة وغير ذلك من الحركات التي لم يقصر اعلامنا العربي في تصويرها كأنها وحش سيفترس العالم العربي والاسلامي... لا أعتقد أن القرار ذاته هو الذي أحدث ضجة فالقرار لا يحتاج لكل هذه الضجة - مع اني احب ان استمع لصوت خطبة الجمعة من الجامع القريب واحسست بحزن اني لن أستطيع ذلك (لا تقل لي اذهبي الى الجامع!!!) ... أخي العزيز محفيف الناس تنظر إلى المجتمع والتغيير السريع الذي يحصل الآن بخوف فباتوا "يضجون" عند سماع أي قرار، فالعمانيون بطبيعتهم ليسوا متعودين على التغيير السريع وأصبح الدين منفيا -بنظرهم- من كل مشهد عماني (ماعدا تلفزيون عمان فما زال المذيعين يلبسون الدشداشة)... قد يكون هذا التغيير يحدث في مسقط بصورة أوضح وأسرع، أتذكر عندما زارنا في البيت قبل فترة =أقاربي القادمين من صلالة وذهبنا معا إلى أحدى الاسواق، قالت لي قريبتي "أين نحن؟ هل نحن في مسقط؟" جدير بالذكر ان زياراتها الاخيرة قبل هذه الزيارة كانت قبل شهور فقط.... قد لا نلوم الناس العاديين وكبار السن فالوضع أصبح "غريبا" عليهم (من مشاهد العولمة: والوافد صار يتحكم "بالبيسة" والعماني يلعب "بالعانة" :) "جملة عرضية").... هنا يأتي دور المتعلمين والمثقفين لتوضيح الصورة ودور رجال الدين أكبر لان المجتمع يثق بهم أكثر... أما وجهة نظري فأعتقد انهم لو فقط أتاحوا المجال لخطبة الجمعة ان تكون بصوت عالي فسيكون هذا جميلا جدا... اما المحاضرات و"المولد" وما إلى ذلك فأنا مع القرار أن تمنع المكبرات الخارجية لبثها...
    تحياتي المخربشة

    ردحذف
  5. مرحبا أخت AmasE°♥
    أولاً: تغمد لش عوفيت.
    طبعاً الخوف هو سبب كل مشاكل العالم وعالمنا العماني بدائرتيه العامة والإقليمية(ظفار مثلاً)
    هنا لدينا خوف كبير من التغيير... والخوف دائماً هو من الانحراف وكأن "تضبيطات مصنع" الشعب مثبتة على الانحراف وهناك تضبيط جديد تجريبي سينتهي فور ظهور أي مطب تغييري(هذا ليس موضوعنا الآن).. ولربط ما قلت بالموضوع فإن الناس تعتقد دائما أن أي قرار يمس طقس ديني أو يرتبط بطقس ديني متعودين عليه(وإن كانوا متعودين عليه لسنوات معدودة فقط كالمكبرات هنا) فإن ذلك يعني أن الجهات المعنية تشجع الفساد وما يسهل الانحراف... شوفي كيف القفزة(القحمة)!
    مرحلة التغيير الراهنة يدرك الجميع أنها ماضية دون توقف ولكن لم يكلف أحد نفسه عناء التفكير أن تأثير ذلك سيطاله لا محالة وعليه أن يستعد...وفي نفس الوقت فإن الذين يوقنون بأن التغيير آت لم يستعدوا له ولم يهيئوا من حولهم لذلك...
    عندنا جهل "مدقع" وعدم تحمل المسئولية في نفس الوقت(كأني شحت شوي؟)
    المهم هنا أن تنظيم العمل الديني وتنظيم المسجد وما يصدر منه أمر هام كأهمية التنظيم(الترتيب) في الجوانب الأخرى.. ومن الضروري جداً فتح المساجد للنساء للصلاة في كل الفروض ولحضور المحاضرات، فكثيراً ما نرى نساء منتظرات في السيارات بينما الرجال وأبناءهم الذكور يصلون في المسجد، ألسن مكلفات مثلهم(حقوق المرأة)؟
    ... أوهين الحين ارتحت.
    تحياتي المحفيفية لخربشاتك المسائية :)

    ردحذف
  6. الدين فى الأساس علاقة روحية و شخصية جدا جدا جدا بين الفرد ( اى فرد , و باى دين ) و بين اله الكون
    متى يفهم الناس ذلك؟

    ردحذف
  7. أخ Ameerov
    كلامك هو عين الصواب الدين علاقة خاصة بين الانسان وربه ولا يمكن أن نخضعها لتقييم البشر أو أن يحكموا عليها...

    ردحذف
  8. "بلكم لغمد" :)...
    دعني أسألك سؤالا...لماذا هذا الخوف؟ فالتغيير قد يكون إيجابي، منطقي، أو اضطراري.... المجتمع العماني متحفظ جدا ولا يريد أن يفتح الصندوق (قفي!!!) ومن ينادي بالتغيير يعتبر خارج عن الملة ويحسبون ان اي تغيير سوف يأثر بالسلب على المجتمع وخصوصا النساء "يحسبون كل صيحة عليهم"... عن نفسي مستعدة للتغيير ولكن مع البقاء على بعض السمات التقليدية (كالمحفيف p:) , وأشجع على التجديد والتحديث ولكن بخطوات مدروسة لئلا نكرر تجربة دبي التي أعتبرها من التجارب الخاطئة... نرجع لمحور الحديث (حسيت نفسي بخبص!!!) المساجد دائما عندما أكون في صلالة ويأذن الاذان ونحن فالطريق "نتورط" لان معظم مصليات النساء تكون مقفولة "الا من رحم ربي" وقد أوصلت صوتي لوجهاء المجتمع "الشيوخ من غيرهم" عسى أن يطالبوا أئمة المساجد بعمل اللازم والنظر في الموضوع بعين الاعتبار ولكن عندما أرجع لصلالة أجد الوضع "هو هو متغيرش"...
    تحياتي المخربشة :) واسمح لي أن اعبر عن اعجابي مجددا بأسلوب كتابتك الرائع والمشوق والممتع (ايش عادو؟!!!)

    ردحذف
  9. أخت AmasE°♥
    أسعد الله أوقاتك وأشكر خربشاتك الإطرائية:)
    عندما تنوين الذهاب إلى صلالة في المرة القادمة نبهينا عشان نعمل لك مصلى على "شارع عطية" أظنك لا تجهلين ذلك الشارع وإن جهلتيه فعليك "فدية" أو إطعام 13 مسكين.
    نرجع لمحور الحديث: الغريب أن الظفاري أو العماني بشكل عام إذا انتقل من منطقته إلى منطقة أخرى يكون خفيف أي يتغير سلوكه ونظرته للحياة وتنفك العقد، بس ترجعيه لبلده مباشرة ترجع "تضبيطات المصنع"!!
    إيش الحل؟
    الحل هو ترحيل السكان من مكان لآخر ( ترحيل الظفاريين إلى مسندم والمنسدميين إلى صلالة والخريف يروح الهند خلاص ما نريده.... عقد جديد ومهر جديد.... ونضع لوحات إرشادية " تغيير" ..." أنا سأتغير"..." نحن سنتطور إذن علينا أن نغير من عاداتنا" ...إلخ.
    أتوقع أنه حل وارد وسأعرضه على شيخنا عشان يسجل المبادرة باسمه عند المحافظ..
    تحياتي المحفيفية..

    ردحذف