الثلاثاء، 4 مايو 2010

ماذا تعتبر نفسك أيها المدون؟

عندما نتحدث في المدونات عن وقائع أو أحداث تحصل من حولنا وتخص الشأن العام فإنه قد لا يُنظر لها بمصداقية من قبل بعض المتصفحين. فالكثير ممن يعارض الاتجاه التدويني بشكله الحالي ينظر إلى التدوين على أنه مجرد انفعال مؤقت ناتج عن نظرة انفعالية ضيقة جداً وسيزول قريبا ولن يكون له أي تأثير. فهم ينظرون للمدونين على أنهم أفراد ليس لديهم تجربة وعندهم من العُقد ما يملي عليهم ويجبرهم أن يكونوا على ما هم عليه؛ متذمرون.. يركزون على السلبيات فقط.. يقحمون قضاياهم الشخصية... حاقدون .. ملحدون إلخ إلخ.
لا شك أن هناك من هم انفعاليون أو ممن ينطلقون من منطلقات شخصية في بعض الأحيان ولكن الأمر ليس عاماً.. وليس كل انفعال سلبيا وليست التدوينات التي تبدو أنها تنطلق من منطلقات شخصية دائماً تخص المدون وحده أو تعنيه بالذات وإن كانت تبدو من سياقها شخصية المنطلق. فقد يتم اسقاطها على وقائع أخرى وقد تحصل لآخرين في أماكن متفرقة من الوطن.
المدون إنسان ابن بيئته ومحيطه وينفعل شأنه شأن الإنسان العادي( الغير مدون)، وقد يخطئ كثيراً ولكن مدونته في الأخير تعبر عن رأيه الشخصي المحض وبالتالي هو(الرأي) غير ملزم للآخرين. المدون في الأصل إنسان يفكر بطريقة مكشوفة أو هو إنسان يحب أن يشاركه الآخرون ما يفكر به وليس بالضرورة أن ما يفكر به المدون مشروعا مدروسا متكامل الأركان. إن المدون شخص يفكر بصوت عال ولا يجبر أحداً على سماع تفكيره. وإن سمعه أحد فهو (أي من يسمع) غير مجبر على اعتناق أو تبني ما يسمعه أو يقرأه من المدون.
المدون غير ملتزم بقانون نشر واضح وليس هناك من يسيطر عليه كرئيس تحرير أو غيره. فالمدون هو رئيس نفسه وهو من يقرر ماذا يكتب ومتى يكتب. لكننا لا يمكن أن نطلب منه أن ينسخ أو ينقل لنا ما نقرأه يومياً في الجرائد كما لا نطلب منه أن ينشر الإشاعات أو أن يشهر بأحد لأسباب شخصية أو مهما كانت الأسباب ما لم يخص الموضوع الشأن العام وبأدلة دامغة.
على ذكر الأدلة الدامغة.. لا أدري كيف سيستقي المدون معلوماته عن مشروع ما أو صفقة ما أو أي موضوع يخص الشأن العام، لا أدري كيف سيفعل ذلك بدون استخدام علاقاته الشخصية..هل باستطاعتي كفرد أن أحصل على معلومات دقيقة لمشروع ما من الجهة المنفذة أو الطالبة؟ ليس لدي معلومات عن مدى إمكانية حصول المواطن العادي على مثل هكذا معلومات بدون أن يستخدم علاقاته الشخصية، وفي هذه الحالة فإن الموضوع إذا تصاعد وتطور(كما حصل للشيدي)فإن المدون سيكون أمام خيارين أحلاهما "مش حلو" ؛ إما أن يكون "فاسقا" أو أن يخبر بمصدر معلومته الذي سيتعرض بدوره لعقاب غير معلوم من مؤسسته.
على حد علمي أن بعض أعضاء مجلس الشورى يشتكون أمام الوزراء بأنهم لا يستطيعون الحصول على المعلومات التي يطلبونها من بعض الجهات التي يقصدونها كما أن هذه الجهات قد تزودهم بعض الأحيان بمعلومات وأرقام قديمة، فما بالكم بالمدون الذي يريد أن ينحى هذا المنحى؟.
صحيح أن المدون ليس صحفياً ولا يمكن أن نطلب منه أن يكون كذلك، لكنه إذا اختار أن يكون صحفياً فعليه أن يستقي المعلومات الدقيقة من مصدرها وأن لا يضلل الآخرين..
هل التدوين أمر شخصي بحت؟.. أنا أعتبره كذلك.
هل يحرك التدوين الرأي العام في عمان؟.. ليس بعد.
هل يعتبر المدون نفسه مؤثراً؟... بالنسبة لي .. ليس بعد
هل نحن فاهمون التدوين في الأصل؟.. ماريد أفضح نفسي .. بس لا زلت أحاول
ولماذا ندون؟.. أنا أدون لنفسي فقط لكني أهتم كثيراً بتعليق أي متابع لمدونتي.
ماذا تعتبر نفسك أيها المدون؟... مدون؟ مصلح اجتماعي؟ بديل عن الصحافة الصفراء؟ معارض؟..إيش؟.. خبرنا..
هذا وبس...مع تحياتي.. محفيف
مصدر الصورة: هنا

هناك 10 تعليقات:

  1. صديقي ولا ننسى أيضا خصوصية الوضع في عمان .. الصحافة ميتة وبائدة
    وعلى عكس دول أخرى المدونون معظمهم أناس على رصيد عالي من الوعي والاطلاع والثقافة والمعرفة ..
    الحراصي
    العبري
    المعمري عبد الله
    التاريخ
    وآخرون

    هذا ما خلق حراك تدويني مختلف عن [الهجص] الذي لا يزال البعض يتخذه ذريعة لكي يحط من قدر التدوين ولكي نبقى أجمعين في سياسة الصمت وعدم التصدي لمشاكلنا ..

    ردحذف
  2. التدوين وسيله لإثراء الساحة الثقافية
    التي من الأساس هي صامته لولا ضجة إخواننا المثقفين
    والعين بوسعها أن تبصر الغث والسمين على حد سواء ولها الإختيار
    فالتدوين كأي شيء ( القنوات ، جرائد ، مواقع ألخ فيه ما ينفع الناس وفيه السراب الذي يعلك أهله ما لا ينفع ويضر
    أما بالنسبه للمدونين العمانيين
    فشهادتي مجروحه بهم لأنهم من الأساس وضعوا الوضع الثقافي حجر الأساس لتحريك مدوناتهم إلا قله منهم
    والكثرة تغلب هنا
    العزيز محفيف شكرا لأنك طرحت هذا الأمر
    فالمدون أصبح هدف للكثير من السهام الطائشة التي
    ( ما لاقيه سيح ترك فيه ) فإتجهت لصناعة ألف لقب وألف معنى للمدون الذي هو تعريفه ببساطه كما أرى (شخص يفكر بصوت مسموع لمن أراد أن يسمع ؟!
    إحداهن

    ردحذف
  3. ارى ان التدوين امر شخصي ولكن ليس الى حد بعيد, يكفي ان يكون على الملاء ليفقد جزء من خصوصيتة...

    التدوين وحده كان سباقا في اظهار المستور والخبايا هنا واثبت بجدارة فشل كل وسائل الاعلام الاخرى...

    كل التكهمات والتحقير الذي يبديه المعارضين او لنقل الغير معترفين بأهمية التدوين ليست سوى زوابع في فنجان ,وستنجلي ذات يوم لانها لم تستند الى مبررات واضحة لتدعم اعتراضاتها..

    التدوين بمختلف اغراضه وتوجهاته هو خطوة جريئة للنهوض
    وهو فشة خلق على الملا قبل ان ننفجر

    ود

    ردحذف
  4. أخ معاوية
    " الصحافة ميتة وبائدة" هذه حقيقة وهي التي دفعت المدونين لأن يكونو بدائل عنها.
    التدوين في عمان به أسامي قوية جداً وعلى قدر كبير من الوعي والمسئولية كما أشرت أنت ولكن الذي يحدث أن المدونين هم جمهور بعضهم البعض.. بمعنى أن الإنسان العادي لا يتابع كثيراً المدونات بعكس المدونين أنفسهم وإذا حصل وتابع الإنسان العادي هذه المدونات ينصدم بفكر جريء ومختلف قد يؤدي به إلى اتخاذ رأي مغاير لما هو مطروح وقد يتهم المدونين بالكفر النشوز.
    كنت أحضرها دروس دينية(مع أهل الحارة) بعد صلاة العصر لعدة سنوات قبل أن أنتقل إلى البيت الذي أنا فيه الآن.. كانت المجموعة التي تحضر الدروس واحدة وبالتالي الكلام دائما يتكرر ولم يحصل أن سمعت شيء جديد طوال عدة سنوات.. لماذا؟ لأن الطرح الموجود هو نفس الطرح والجمهور هو نفس الجمهور..
    أخشى ما أخشاه أن يظل الأمر كذلك بالنسبة للتدوين أي أن يظل الجمهور هو نفس الجمهور(المدونين أنفسهم).
    لكن
    مادامت الصحافة كما هي نائمة ستنطلق أصوات من هنا وهناك لكشف وتبصير الناس ولو بجزء من الحقيقة المغيبة.. أشكر مرورك

    ردحذف
  5. أخت إحداهن
    أشكر مرورك... كلامك جميل.. يفترض بالذين يهاجمون التدوين أن يدعو التدوين وشأنه إذا كانو واثقين من عدم جدواه.. أو دعيني أقول إذا ما كانو خائفين منه.
    تعريفك للمدون جميل؛(شخص يفكر بصوت مسموع لمن أراد أن يسمع )
    تحياتي لك

    ردحذف
  6. أخت رحمة
    لقد اختصرتي الكثير من الكلام عندما قلتي:"التدوين بمختلف اغراضه وتوجهاته هو خطوة جريئة للنهوض
    وهو فشة خلق على الملا قبل ان ننفجر "... مختصر مفيد جداً
    أشكر مرورك

    ردحذف
  7. سلام الله .
    وصباح جميل يا رب .

    كم مرة أضفتُ ردا هُنا لم يُكتب له الظهور !!
    أتمنى هذه المرة أن تنجح عملية إرسال التعليق .


    اخ محفيف،
    موضوع التدوين ن ورأي الآخر به ، أعتقد أنه أُسهب الكلام فيه ،

    من وجهة نظري ، لا يهمني ما يقوله الآخر ، دعه يزعق أو ينعق بما يعتقد .

    المدونة ، زاوبة خاصة بصاحبها ، ما دخل الآخر به ؟!!
    لا يهمني مُطلقا إن جاءني أحدهم وقال :" أنتِ تبعثرين الحروف بلا جدوى، ما فائدة ما تكتبين أو تدونين ؟!
    سأبتسم في وجهه وكفى.

    ببساطة أعتبر من يتدخل في شؤون الآخر وتحديد ما يكتب وما لا يكتب هو شخص جاهل ، جميل أن ينتقد أحدهم ما أكتب بل واتمنى ذلك بحق، ليستقيم إعوجاج قلمي ،
    ولكني أن يُهاجمني أحدهم ، ويتفلسف علي ، ويعمل نفسه فاهم كُل شي ، فحقا مثل هؤلاء لا يستحقون مجرد التفكير في كلامهم . لذلك سأصمت وأبتسم بهدوء .


    قد يقول قائل " هو كبرياء " مثل ما قال البعض ، وأقول بل هو :" إعتداد وثقة بالنفس "

    إجابة على سؤال يا محفيف :"ماذا تعتبر نفسك أيها المدون "؟
    أنا كمدونة ، أبعثر الحروف كيفما أشتهي " وفقط .
    من أراد فليقرأ ومن لا يريد فلا داعي لأن يرمي أوجاع همومه علي .


    تحية لقلبك أخي

    ردحذف
  8. أخت عُلا
    أسعد الله صباحك
    نجحت عملية الإرسال فشكراً لجوجل :)
    لا أستطيع أن أعلق على ما تفضلتي به حتى لا أشوه معناه الجميل..
    " أبعثر الحروف كيفما اشتهي"..عبارة جميلة ومعبرة جدا
    تحياتي لك

    ردحذف
  9. شكرا على هذه التدوينة الرائعة والمهمة أخ محفيف...
    واعتذر بسبب مشاركتي المتأخرة....
    عندما بدأت الخربشة في مدونتي سألت نفسي كل هذه الاسئلة وجلست افكر وافكر لماذا ندون وما هي طبيعة الحركة التدوينية...
    الكل يحب أن يعيش حرا محفيف بدون قيود.... فمقص الرقيب، ومدير التحرير ونقد القراء كل هذه العوامل قد تبعد الكثير عن الصحافة أو حتى تقلل الابداع في الكتابة نفسها... فالهروب الى عالم التدوين هو هروب من الصحافة المقيدة هنا في السلطنة أو حتى أسباب أخرى كثيرة لا علم لي بها...
    وانا اتوقع مستقبلا جميلا للتدوين في السلطنة، فالمغرب واحدة من التجارب الجميلة ورابطة المدونين هناك لها ثقل كبير... ومصطفى البقالي واحد من أحب المدونين الى قلبي في العالم العربي ولهم كرابطة حملات كثيرة وتنظيمهم جدا جميل بشكل عام(ان غضضنا النظر عن بعض الاشياء)، ولا يقل المدون العماني عنهم ثقافة ولكن تجربتهم بدأت قبلنا... وعن نفسي احب ان اتابع المدونين اكثر من الصحفيين (بسبب التحرير الذي يقتص الابداع احيانا)...
    أما عن ماذا اعتبر نفسي فانا اعتبر نفسي مخربشة وجدت مساحة لأنشر فيها خربشاتي بدون "نقد"....
    ومن مدونتك هنا أود أن أوجه للمدون العزيز معاوية نداء لماذا يا معاوية لماذا حددت زوار مدونتك واقتصرتها على المدعوين؟؟؟ أحب عالم الانترنت لحريته فليس هناك حدود يجب عليك ابراز هويتك لتجاوزها وها أنت قد وضعت حدودا لمدونتك... لماذا؟؟؟؟؟

    ردحذف
  10. حسنا يبدو ان سالفة الحدود التغت... شكرا معاوية وللامام

    ردحذف