اللحم في ظفار وما أدراك ما اللحم في ظفار... إذا اختفى اللحم من محافظة ظفار فاعلم أن الظفاريين قد هجروا المكان... بس أحب أطمن نفسي وأطمن الجميع ، لا يزال اللحم موجوداً وبكميات وفيرة مع أنه غالي بعض الشيء.
في الأيام القليلة الماضية بدأ دخان المضابي يغطي سماء سهل إتين السياحي من جديد وكأن المهرجان قد بدأ... طبعاً الرائحة تعمل عمائل في العوائل التي تهرب من الرطوبة إلى السهل وتمر بالقرب من هذه المضابي.هذا المرور بدوره يحرج رب الأسرة ويستنزف جيبه... أكاد أجزم أن كل رب أسرة يحاول أن يتحاشى سهل إتين في هذا الموسم لسببين؛ أولهما جيبه وثانيهما جيبه .. بالرغم من سخاء معظم أرباب الأسر في طلعاتهم.
من الطرائف المتداولة هاليومين أن مطار صلالة توقف عن استقبال الطائرات لمدة يومين بسبب الدخان الكثيف الذي غطى سماء صلالة وأرضها معا مما أعاق الرؤية بشكل كامل وأدى إلى رجوع الطائرات إلى مسقط. الطيران العماني بدوره وحرصاً منه على سمعته ونظراً لدقة مواعيد رحلاته عمد إلى استئجار الجراند حياة في مسقط لركاب جميع طائراته المتجهة إلى محافظة ظفار والتي لم تتمكن من الهبوط..
هذا الدخان يعود للمضابي المنتشرة غرب المطار( من السنة الماضية تم تنظيم المضابي بشكل أفضل ..)..
ومع أن المضابي تكثف عملها خلال موسم الخريف إلا أن المحلات الجديدة التي خُصص لها مواقف مسفلتة على جانبي طريق إتين قد جعلت من مشهد المضابي على مدار العام مشهداً مألوفا.
****
على الرغم من انتشار أمراض مزعجة كالسرطان والشرايين والجلطات والكبد وغيرها من الأمراض المستعصية على الرغم من انتشارها في ظفار بشكل ملحوظ وربما مخيف بعض الشيء مقارنة بعدد السكان، إلا أن استهلاك اللحم لا يزال بلا قيود. وبالرغم من التحذيرات البسيطة التي نسمعها من هنا وهناك سواء من المواطنين أنفسهم أو من بعض وسائل الإعلام والقنوات الفضائية إلا أن ثقافة التغذية لدينا لا تزال في مراحلها البدائية وأحسب أن ذلك عاماً في عمان ما عدا ما يخص اللحم الذي يعاني من حب الظفاريين له لدرجة الإدمان(أعانه الله). هذا الفقر المعرفي فيما يخص التغذية يؤدي إلى كوارث تكلف الفرد صحته وماله وربما حياته. وقبل أن يفقد الإنسان عمره يكون قد استهلك مدخراته وما كان قد جهزه لأبنائه إن كان قد فعل. نحن نتعامل مع الموضوع على أنه قضاء وقدر لكي نصبر أنفسنا ونصبر الغير لكننا موقنون في قرارة أنفسنا أن هذه الأمراض نتجت عن سلوك خاطئ في حياتنا غالباً يكون في التغذية.
****
الحكومة جالسة تخسر مبالغ خيالية في شراء الأدوية وعلاج المرضى ولكن التوعية معدومة أو لا تتناسب مع الكلفة العالية لشراء الأدوية والعلاج. صحيح أن صحة الإنسان مسئولية الإنسان نفسه في المقام الأول ولكن في ظل هذا الجهل الخطير فإن التوعية تعتبر واجب وطني لتوفير الكثير من المبالغ وصرفها في شيء آخر. لا أقصد أن تكون التوعية في التلفزيون وحده لأن تلفزيوننا لا يُشاهد من قبل معظم المواطنين. يجب أن تكون هناك آليات أخرى من ضمنها المسابقات في المدارس بالإضافة إلى طرح مثل هذه المواضيع في المساجد والوزارات وجمعيات المرأة...إلخ
البرامج التي تهتم بالصحة كئيبة ولا تتابع إلا من قبل المرضى أي بعدما تحل المشكلة لذلك هي مهمة ولكنها ليست كافية.
إذا تكلمت في هذا الموضوع ما راح أخلص.. لذلك أحسن لي أترك الكتابة وأروح أشتري معجين من إتين قبل المباراة :).
****
هل أنت راضٍ عن ثقافتك وسلوكك الغذائي؟ شخصياً لستُ راضٍ عن معرفتي في هذا الجانب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق