رعى الله عودة الماضي!!
في شباب جدكم محفيف كان رمضان مختلف تماماً عما نحن عليه اليوم..كانت الحياة جميلة وكانت الانترنيت مراقبة مراقبة صارمة وكذلك الصحافة الحرة غير موجودة وكانت الأفلام في تلفزيون عمان لا تسمح بالقبل الرومنسية أن تظهر وكنا نلعن وزير الإعلام شخصياً عندما يختفي المشهد الرومنسي إلى شيء آخر.. إيه يا أولادي رعى الله عودة الماضي.. اليوم حقوق المرأة حقيقية وما قادرين نسيطر على بناتنا.. والانترنت والصحافة حرة لدرجة أن الناس أشفقوا على الوزراء من كثر ما استقالوا بسبب أخطاءهم البسيطة والتي تسببت في هدر المال العام، حتى رئيس الوزراء أصبح مهزلة بسبب مثوله المتكرر أمام لجان البرلمان.. (محفيف بعد 120 سنة).
عبارة " رعى الله عودة الماضي" تكاد لا تفارق مجالس وسوالف كبار السن. يقولون أن كل شيء زمان كان جميل وفيه بركة.. الأكل كان صحي جداً ورائحة اللهم كانت مختلفة ناهيك عن طعمه!..العطور كانت تُشم من مسافة أربعة كيلومترات(عطر حبشوش).. الناس كانوا طيبين وفيهم رحمة تجاه بعضهم البعض. إذا توفى رجل أو امرأة في الشرق عرف عنه من في الغرب وعزوا فيه.. إيـــــــــه .. في هذا الوقت ما تعرف جارك.. وأقاربك حتى ما يزورونك.. هذا آخر الزمان..
أتوقع أن هذا يتردد في مسامع الكثير من الشباب بين الحين والآخر عندما يكونون جزءاً من جلسة لكبار السن.. إلى اليوم وأنا اسمع عبارات في هذا المعنى تتردد.. هنا في ظفار هذه العبارة موجودة في المدن والجبال والبادية والشرق والغرب وفي كل مكان.
هناك شعر وأغاني قيلت في هذا السياق ولاقت نجاح كبير على المستوى الشعبي كالأغنية التي اقتبست منها عنوان التدوينة " رعى الله عودة الماضي.. مهما كانت العودة !!!" مهما كانت العودة؟!!!!( ما فهمتها هذي!).. وهناك أغنية أخرى تقول كلماتها:
"..
أيام كنا نرعي تلك المواشي... حملي على هيج والموارد معاشي
رجمة لحافي والطبيعة فراشي.... ألخ
أنوار بيتي كانت من زيت ذايب
والماء فلج ريف من غيوث السحايب
ما كلفتني الحضارة ضرايب... .. ...إلخ
"
(أتوقع إني لخبطت الكلمات ليعذرني الشاعر الكبير بن دعاس)..
طبعاً نحن نردد الكلمات عادة إذا كان اللحن مقبول بدون أن نعي حجم الكارثة التي نرددها.. أيعقل أن يحن الواحد للمشي الدائم بعد أن طعم ركوب السيارات.؟! أيعقل أن يحن الواحد إلى بيوت من طين وجذوع أشجار بعد أن طعم البيوت الجديدة الواسعة ذات التهوية والتكييف ونظام صرف صحي حديث؟!.. أيعقل أن يحن الواحد إلى الخوف بعد أن طعم الأمان؟.. أيعقل أن يحن الواحد إلى الجوع بعد أن جرب أصناف الأطعمة العالمية؟.. أيعقل أن يحن الواحد للفوضى بعد أن جرب الأمن والنظام؟!..طبعاً لا يعقل..
الأسئلة كثيرة
بعد أن تخمرت هذه العبارات والأغاني في رأسي خلصتُ إلى نتيجة واحدة وهي أن هؤلاء ينعون شبابهم فقط.. وصلوا إلى عصر لا يلعبون فيه دور البطولة.. يرون أن من أتى من خلفهم قد فهم الحياة الجديدة بينما هم غير قادرين على التكيف مع المرحلة الراهنة.. لهذا يعوضون ذلك بالرجوع إلى ملفات زمان. نعم كان هناك كرم وتراحم وصفاء بسبب أن الناس كانوا قلة والتخالط مع شعوب مختلفة الثقافة كان نادر بل ومعدوم في أحايين كثيرة ولفترات طويلة.. كذلك فإن النشاطات والأعمال التجارية والمهنية الحرفية كانت أقل.. وكان الناس بحاجة لبعضهم البعض للحماية من العدو الذي لا تدري من أين سيأتيك.. ولكن في المقابل كانت الظروف صعبة والحياة كانت لا تطاق.. الأمان كان معدوم والفقر كان منتشر والأمراض كانت متشرة..
أعجبني بج1 عندما قارن الأمان وقلوب الناس الرحيمة أيام زمان بعصرنا الحاضر.. وكيف أن الناس كانت متراحمة.. يقول أن الناس كانت تنتظر الأعراس والمآتم لسببين رئيسيين أولهما الجوع(أي للطعام) وثانيهما الضرابة(أي للثأر)!!. (جوع.. فوضى).. تجد أن الواحد يتربص بعدوه عند مكان إقامة العرس أو مكان العزاء بسبب وجود الطعام.. فهو يعرف أن غريمه جائع وسياتي لا محالة، كالذئب الذي ينتظر فريسته عند الماء.. رعى الله عودة الماضي.
حتى لا أُفهم خطأ فإن الماضي لا يخلو من جمال وقيم نبيلة كانت لآلئ على جيد ذلك الزمن ولكن يجب أن لا تسيطر علينا العاطفة والأنانية لظلم الحاضر..
الوضع الذي نحن فيه أفضل من زمان ولا وجه مقارنة بين هذا وذاك من ناحية الأمان الشامل والمعيشة إلى آخره.. لكن هل نحن في أمان حقيقي.. هل هذا مبتغانا ومطمحنا؟ هل هذا هو سقف طموحنا؟.. بالطبع لا.. ليس هذا ما يمكن أن يحسسنا بأن المستقبل أفضل.. فنحن وإن كنا متفائلين إلا أن علينا العمل لتغيير الواقع الحالي لكي يكون المستقبل أفضل من الحاضر ولكي نردد نحن نفس العبارة في المستقبل لأبنائنا وأحفادنا عندما نصبح نحن على هامش عصرهم..
رعى الله عودة الماضي.
سالم محاد غنى هالاغنية صح؟؟؟
ردحذفمحفيف ماقد يقصده كبار السن هو العلاقات الاجتماعية التي تفككت وصلات الرحم والعلاقة ما بين الجار وجاره والاخلاق والقيم التي كانت منتشرة في الماضي...
لا شك ان هذا العصر اسهل للحياة من ناحية المواصلات والتعليم والطب وغيرها (لا اتخيل حياتي بدون النت :( )
أما نعيهم حياة المواشي والتنقل على الارجل فالحنين إلى الماضي يدفعهم إلى ذلك ولهم العذر فأي شخص من أي حقبة زمنية يحن إلى ماضيه...
خربشااااات :)
صباح الخير أماسي
ردحذفإذا كان الأمر كما وضحتي فلا بأس ولكن ليس لدرجة أن كل شيء كان أفضل من الآن..
نحن نحن لطفولتنا ولمراحل معينة من حياتنا ولكن إذا سيطر علينا ذلك الشوق فإن مشكلتنا يمكن تصنيفها ضمن الحالات النفسية التي يجب أن تتعالج(حال الأمة العربية: كنا وكنا وكنا)..
أتوقع أن الأغنية كانت دويتو و قد يكون سالم محاد أحد المؤدين
محفيف تشيك ذيس اوت
ردحذفhttp://www.youtube.com/watch?v=NnX0jr2gjM8&feature=player_embedded#!
واااااااااااااو رائع
ردحذفأشكرك أماسي على الوصلة.. سلايد شو رائع
صور قديمة معبرة جداً تحكي معاناة الناس في تلك الفترة.
الحمد لله أن محفيف أتى بعد 1970
الأغنية هي الأغنية.. أشكرك يا مبدعة