الثلاثاء، 5 أكتوبر 2010

من خطاب جلالته في مجلس عمان بقاعة الحصن

في يوم الاثنين 4أكتوبر ألقى جلالة السلطان كلمة أمام مجلس عمان فيما يلي نصها:


" ..
إن للقائنا اليوم في مدينة صلالة ونحن على مشارف الاحتفال بعيد النهضة الأربعين دلالة رمزية لا تنكر . فمن محافظة ظفار انطلقت النهضة العمانية الحديثة وفيها بدأت خطواتها الأولى
لتحقيق الأمل . وها نحن نحتفي في ربوعها الطيبة بالذكرى الأربعين
.

فمن
هنا ألقينا أول كلمة لنا عبرنا من خلالها عن عزمنا على العمل من أجل بناء الدولة الحديثة والنهوض بالبلاد في شتى المجالات قدر المستطاع ومن ذلك الحين فقد أخذنا بالأسباب لتحقيق ما وعدنا به.

وانه لمن موجبات الحمد والشكر لله العلي القدير أن تمكنت عمان خلال المرحلة المنصرمة من انجاز الكثير مما تطلعنا إليه وكان كل ذلك ضمن توازن دقيق بين المحافظة على الجيد من موروثنا الذي نعتز به ومقتضيات
الحاضر التي تتطلب
التلاؤم مع روح العصر والتجاوب مع حضارته وعلومه وتقنياته والاستفادة من مستجداته ومستحدثاته في شتى ميادين الحياة العامة والخاصة . واذا كان بناء هذه الدولة العصرية التي تطلعنا إليها قد تحقق
بعون من المولى عز وجل ، فان الطريق إليها لم يكن ـ كما تعلمون جميعا ـ سهلا ميسورا وإنما اكتنفته صعاب جمة وعقبات عديدة، لكن بتوفيق من الله والعمل الدؤوب وبإخلاص تام وإيمان مطلق بعون الله ورعايته من جميع فئات المجتمع ذكورا وإناثا، تم التغلب على جميع الصعاب واقتحام كل العقبات والحمد لله .

نعم لقد تم انجاز
نسبة عالية من بناء الدولة العصرية حسبما توسمنا أن تكون
عليه بفضل الله عز وجل وذلك من خلال خطوات مدروسة متدرجة ثابتة تبني الحاضر وتمهد للمستقبل .
إن لعمان تاريخا عريقا ومبادئ راسخة منذ عصور مضت وما قمنا به هو تأكيد تلكم المبادئ والتعبير عنها بلغة العصر. ومن المبادئ الراسخة لعمان التعاون مع سائر الدول والشعوب على أساس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في شؤون الغير وكذلك عدم القبول بتدخل ذلك الغير في شؤوننا .


لقد كان اهتمامنا بالخطط التنموية
لبناء مجتمع الرخاء والازدهار والعلم والمعرفة كبيرا ونحمد الله فقد تم انجاز نسبة نعتز بها في شتى أنحاء السلطنة من برامج التنمية .

ومما لاريب فيه أن نتاج التنمية التي شهدتها الحياة العمانية وكذلك المتغيرات المفيدة التي طرأت على المجتمع قد اقتضت
تطوير النظامين القانوني والقضائي وتحديثهما لمواكبة مستجدات العصر، فصدرت النظم والقوانين اللازمة لذلك والتي توجت بالنظام الأساسي للدولة
.

لم نقصد بالإشارة إلى ما سبق مجرد التذكير بالمنجزات التي تمت على أرض هذا الوطن العزيز فهي ماثلة للعيان ولا تحتاج إلى أي برهان وإنما أردنا أن نؤكد على أهمية المحافظة عليها وصونها وحمايتها لكي يتمكن الجيل القادم والأجيال التي تأتي من بعده من أبناء وبنات عمان من مواصلة المسيرة
الخيرة برعاية المولى عز وجل وتوفيقه وعونه.

نتوجه في هذه المناسبة العزيزة بالتحية والتقدير إلى
كل من أسهم في بناء صرح الدولة العصرية في عمان وشارك في تحقيق منجزاتها والسهر على صونها وحمايتها ونخص بالذكر قواتنا المسلحة وجميع الأجهزة الإدارية والأمنية .


ربنا عليك توكلنا واليك أنبنا واليك المصير ربنا هب لنا من لدنك رحمة وهيىء لنا من أمرنا ر.شدا .

وفقنا الله وإياكم .. وكل عام والجميع بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*****

انتهت كلمة جلالته هنا.. كلام جلالته كان عاماً بالنسبة لفهمي ولم يظهر في الخطاب ما يمكن أن أقول أنه لامس شيء من التغيير الذي كنت أتوقعه ويتوقعه معي الكثير من المتفائلين تجاه المرحلة القادمة والتي تقتضي نوع من التهيئة للشعب لتحمل المزيد من المسئولية وتقرير المصير الجزئي على الأقل.

إن التنمية التي ظللنا نتغنى بها طيلة السنوات الماضية لا تزال تطاردنا ولا ندري إلى متى ستظل كذلك. ومع امتناننا الكبير لجلالة السلطان على انتشاله البلاد من براثن التخلف والفقر والجهل والمرض إلا أننا لا زلنا نطمع في أنه سيأتي بالمفاجآت الحميدة التي تعطينا أمل العيش كالدول المتقدمة في كل النواحي؛ السياسية والاقتصادية والعلمية إلخ. لقد آن الأوان لتحميل الشعب مسئولياته وإشراكه مشاركة حقيقية في البناء الفعلي.

إن إبقاء الشعب في مشاكله البسيطة سيحمل الحكومة المزيد من الصرف وإهدار المبالغ الخيالية في عمليات آنية لا يمكن أن يكون لها أثر في المستقبل القريب أو البعيد. لا تزال غالبية الناس تؤمن بأن العيش الكريم هو أن تضخ الدولة مزيداً من النقود في جيوب المواطنين. ولا يزال الموظفون منتظرين المكارم الأربعينية فيما يخص الزيادة في الرواتب. إن وضع الشعب في هذا المستوى من التفكير يعطي مؤشر بأن المواطن لم يتم إعداده الإعداد الصحيح لتحمل مسئولياته.

الجميع يحترم الانجازات ويرى أنها قفزة كبيرة ولكن ما تم لم يكن مستحيلاً، لذلك يجب أن نحمي ما تم من إنجازات و أن نعرف أن هناك الكثير لم يتم إنجازه بعد، ويجب التفكير الجدي في إنجازه. بناء الفرد لا يزال إلى الآن مسئولية الحكومة. ويجب إعداد المواطن لأن يعمل وهو في أتم الثقة أنه سيجني ثمرة عمله ولن يستطيع أحد حرمانه حقه مهما كانت قوته ونفوذه. يجب أن يصل الجميع إلى خلاصة أن العمل الحقيقي هو العمل لمستقبل الوطن والمواطنين وليس لفرد أو قبيلة أو فئة أو مذهب.

أعجبتني عبارة " إن لعمان تاريخاً عريقاً ومبادئ راسخة..)، فلم يفعل جلالته كما يفعل الذين يحذفون عمان ما قبل السبعين بل يشير دائماً في كل خطاباته وأحاديثه إلى الماضي العريق لهذا البلد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هناك قراءة مستفيضة لخطاب جلالة السلطان للكاتبة منى جعبوب، أنصح بقراءتها لما فيها من تحليل جميل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هناك تعليقان (2):