قال الأمين العام لتيار الإسلام الليبرالي في العراق السيد أحمد القبانجي إن إعطاء الذكر مثل حظ الأنثيين هو حكم قابل للاجتهاد وإعادة النظر، لأن الرؤية للمرأة تطورت كثيراً حتى أصبحت المساواة جزءاً من هذا العصر، داعياً إلى مساواتها بالذكر في "الميراث". وقال إن هذا الرأي جديدٌ لم يقل به المتقدمون، لأنهم لم يعيشوا ثقافة هذا العصر والتطور في حقوق الإنسان والمساواة.
وأكد في حديثه لبرنامج "إضاءات" الذي يبث على"العربية" ظهر الجمعة 15 أكتوبر (تشرين الأول) أن التغيير طال أفكار وأسس المذهب الشيعي الإمامي، فمفهوم الدولة كان غائباً لأنه مرتبط بعودة المهدي، لكن الخميني نجح في إحياء ولاية الفقيه وتجسيدها في نموذج الثورة الإسلامية التي تحكم إيران منذ ثلاثة عقود. وقال إن الذين يعتبرون الإسلام ديناً ودولة يقومون بـ "تحريفٍ خطير".
وقد ولد أحمد القبانجي في مدينة النجف في العراق عام 1958، وتلقى تعليمه في الحوزة ثم انتقل إلى إيران عشية الثورة 1979، وأكمل دراسته في حوزة قم، وعاد إلى العراق عام 2008. ولكن أفكاره اليوم لاتوافق أياً من الحوزتين.
وحول الحوزة في قم، قال: إنها تمرّ بنقلة نوعية بحيث أصبح رجال الدين على رأس الحكم بعد الثورة، وإن العقلانية الآن بدأت تتعمق أكثر في الثقافة المعاصرة، وهو ماجعل كثيراً من الناس لا يتقبّلون الخطاب الديني السائد.
ويرى القبانجي أن المزاج والثقافة لهما تأثير كبير على العقائد التي تندمج بذاتية الإنسان، ولصعوبة الاستدلال عليها بالأدلة العقلية، اختلفت العقائد وتنوعت وتضادت.
وعن مفهوم الإمامة والخلافة، قال إنه بعد بحث في مطاوي التاريخ اكتشف أن المشروعية تعطى من الناس إلى الحاكم حتى يسير بهم وفق العدالة، مشيراً إلى أنه بحث في كل الروايات التي يستدل بها الشيعة، ووجد أنها كلها لا تدلّ على منصب الخلافة، وأن خلافة أبي بكر كانت مشروعة منطلِقاً من التفريق بين الإمامة الدينية والإمامة الدنيوية.
ويقدم القبانجي نفسه باعتباره رجل دين علماني ليبرالي، ولكنه يرفض كل الدعوات لخلع عمامته، لأن من يطالبونه بذلك هم -حسب وصفه- من يريدون أن يحتكروا الدين ويقدموا إسلاماً مزيفاً. ولكنه يرى أن الولي الفقيه إذا كان منتخباً من الشعب فحكمه ديمقراطي.
ويعمل القبانجي في الترجمة من الفارسية إلى العربية، وقدم للمكتبة العربية بعض مؤلفات أهم المفكرين المعاصرين في إيران ممن عرفوا بالجرأة والتحرر. وفي يوليو (تموز) الماضي 2010 ألقى محاضرة في ملتقى الخميس الإبداعي في الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين قال فيها:" إن كارل ماركس أقرب الى الله من ابن سينا، لأن الأخير كان وزيراً وقريباً من الحاكم، ولم يمنع الظلم خلافاً لماركس الذي كان يسعى إلى إسعاد الفقراء عبر أفكاره".
وعن انتشار الإسلام في بداياته، قال القبانجي في حديثه للعربية :إن المعارك في زمن النبي كانت لنشر الدين، وأن نشر الدين لا يعني أن تكون الحكومة دينية، وهي الحكومة التي تقوم على تطبيق الشريعة، شارحاً أن الإسلام في هذا الوقت يمكن أن ينشر من دون حروب، لأن الإسلام يمكن أن نفهمه بمقاييس عصرنا.
وشدد القبانجي على أن الدولة يجب أن تكون مدنية، وأن أيّ تحويل لها إلى حكم ديني هو تحريف لمفهومها مؤكداً أن "الإسلام له نصائح وتوصيات، وفي السياسة يجب أن يكون الحاكم عادلاً".
وأضاف في حديثه أن جميع القوانين التي ترتبط بالحقوق والأخلاق أحكام تناسبت مع عقلانية الزمن السالف، ولكنها لاتزال مذكورة في أحكام الفقهاء، الذين يصرّون على أن الإنسان عاجز عن فهم المصالح والمفاسد وهو مايرفضه القبانجي، موضحاً أن العرف الإنساني قادر على فهم الأخلاقيات العامة كحرمة السرقة وضرورة العدالة وغيرها من الأفكار البشرية العامة.
وفي محافل عديدة، أكد القبانجي أن العلمانية في نظر الإسلاميين هي أخطر من الشيوعية، لأن العلمانية تؤمن بحرية الأديان ويمكنها أن تعترف بالله والرسالة والقرآن، وهذا سبب انتشارها لأن العلماني لايجد تناقضاً بين إسلامه وعلمانيته.
المصدر: موقع العربية نت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"إن كارل ماركس أقرب إلى الله من ابن سينا"!!!!!
ردحذفسبحان الله ، له في عقول البشر شئون .
لا أحد يعلم بمدى قرب الإنسان من الله إلا الله.
ردحذفالمنطق يقول أن الإنسان الذي يبذل الجهد الأكبر لإسعاد البشر جميعاً أفضل من الإنسان الذي يسعى فقط لإسعاد نفسه أو نفسه وعدد أقل من الناس مقارنة بالآخر.
الأنبياء أتوا لهداية الناس وكذلك الفلاسفة والمفكرون ولكن الفرق أن الأنبياء ليسوا من تلقاء أنفسهم بل لأن الله أمرهم بينما الآخرين(الفلاسفة والمفكرون) عملوا بسبب إحساسهم بالمسئولية تجاه البشرية. لذلك رأى الشيخ أن ماركس كان قريب من عامة الناس وكان همه إسعادهم من خلال ما قام به بينما ابن سيناء عمل وزيراً وكان بإمكانه التفرغ لإسعاد البشرية بدلاً من العمل لإسعاد شخص واحد فقط وهو السلطان أو الخليفة في ذلك الوقت.
هنا أعجبني منطق الشيخ في خروجه عن المألوف المتراكم واستخدامه لمنطقه وتفكيره بعيداً عن التفكير والمنطق السائد والمألوف.. لم يستشهد بقول أحد بل استخدم عقله في التحليل..
الفترة الراهنة بحاجة لأمثال القبانجي من جميع المذاهب.. هؤلاء سيرأبوا الصدع بين المذاهب وسيجمعوا الأمة بعيداً عن التكفير والتشدد المقيت الذي عصف ويعصف بالأمة منذ أمد بعيد.
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفصباحك نور محفيف ،
ردحذفلا أحد يعلم مدى قرب أي إنسان من الله ، وإن إستعلم فقد تدخل في غيب لا يفقه فيه مثقال علم !
وهل ابن سينا سعى لإسعاد السلطان وحده ؟! ماذا إذن عن كتبه ومؤلفاته؟! ألم تستفيد منها البشرية ؟!!!
و...لا أحد يعلم مدى قرب شخص من الله فلا تناقضوا أنفسكم ودعوا الخلق للخالق
أسعد الله أوقاتك أختي الفاضلة
ردحذفأنا هنا لست ضد ابن سيناء أخت عُلا لكني موقن أن تأثير ماركس في البشريةأكثر بكثير من تأثير ابن سيناء فيها..
وما دفعني لنقل الموضوع هو الطريقة التي يتكلم بها هذا الشيخ الليبرالي. أتمنى أن يزيد عدد الذين يفكرون خارج الصندوق أمثاله.
معظم العلماء في العصر الحاضر -الذين أعرف- يستوردون أفكار غيرهم ولا يقدمون تجاربهم الشخصية. أي أنهم يأتون بفتاوي وأقوال من القرن الثاني أو الثالث الهجري... بمعنى آخر أنهم لم يراعوا التطور الذي حصل في المعمورة وتطور آلية تفكير الناس وتطور طريقة معيشتهم. لا يزال تفسير القرآن والفتاوي هي هي لم تتغير لتتماشى مع واقعنا المعاش..
طبعاً هذي رؤيتي الخاصة وقد تتوافق أو لا تتوافق مع رؤيتك التي أحترمها بلا شك..
أشكر مرورك وطرحك
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفأحترم رأيك أيضا ،
ردحذفينقصنا تقبل الرأي الآخر على تعاكسه الشائق والشاق مع فكرنا .
ننجرف دون أن ندري وراء عاطفتنا ، انت تحمست لكلام الشيخ لأنه وافق فكرك فصرت تتكلم عنه وكأنه فوق الجميع وأبلغ فكرا من الجميع ، إنستقت وراء عاطفتك حالك حالنا وحال الجميع !1
يا سيدي ، الفكر العميق والمتزن والجيد هو ما يكون خارج أهواءنا .
ليس من حق الشيخ الليبرالي أن يقول فلان أقرب من فلان إلى الله !! تلك نكتة في كلامه لا تغتفر ، وتدل على أنه لا يعي ما يقول .
شكرا لمساحتك
أشكرك أخت عُلا
ردحذفالأمر خارج العاطفة ولا علاقة له بها..
هناك فرق بين المنطق والعاطفة..
(أميل إلى ابن سيناء أكثر من ماركس من ناحية العاطفة بلا شك )
مسألة القرب من الله يحددها الله فقط بينماالنتائج على الأرض تقول شيء مختلف(فيما يخص ماركس وابن سيناء) يجعلني أرى أن ما قاله الشيخ منطقي على الأقل من الناحية الحسابية.
أراك تناقض فكرك أخي محفيف !
ردحذفما دخل الواقع الذي نراه بمسألة القرب والبعد من الله ؟!!!!
شكرا لطولة بالك
شكرا لك أخت عُلا
ردحذفصراع الافكار أشد وأخطر من صراع الاجساد
ردحذفأهلاً بك مسرح الحياة
ردحذفنعم هو الصراع الحقيقي