السبت، 14 مايو 2011

تحية..

أتمنى سحب الجيش وآلياته بأسرع وقت ممكن


أولا تحية كبيرة للجيش السلطاني العماني على جهوده وتحية خاصة جداً لرجال قوات الفرق الوطنية الباسلة وتحية لكل الأجهزة الأخرى التي شاركت في العملية الأخيرة.

لقد لعب رجال قوات الفرق الوطنية الدور الأكبر في تخفيف الهلع الذي أصاب المواطنين من جراء الوجود الكثيف للآليات العسكرية وأفراد الجيش الذين تواجدوا بكثافة في قلب المدينة. المواطنون يثقون ثقة كبيرة في القوات المسلحة ولكن الكثير منهم أيضاً يرى أن ذلك الاستعراض المفرط للقوة أمام عدد بسيط وغير مسلح من المعتصمين قد لا يكون مراعياً لمشاعر بقية المواطنين الغير متفاعلين مع الاعتصام. إن وجود الدبابات في الشوارع يوحي بأن البلد كانت على وشك الانقسام وأن هناك تمرد وفلتان أمني. أعتقد أن الجهات المعنية لم توفق في الطريقة التي أنهت بها الاعتصام لأن الاعتصام كان قد وصل إلى مرحلة الاحتضار.

نعم كانت هناك حدة في الطرح من بعض العناصر المعتصمة وكان الحماس يأخذهم مأخذاً أبعد مما يُفترض ولكن الإتجاه العام للمواطنين وخاصة لمؤيدي الاعتصام السلمي لم يحد عن الطريق الوحدوي والذي يراعي مصلحة الوطن بشكل عام وكانت المطالب منذ البداية لكل عمان. هنا أنا لا أبرر أخطاء الاعتصام أو بعض المعتصمين ولكني أيضاً أرى أن حرية الرأي يجب أن تُكفل وفق نظام البلد(الدستور) وأن يُعاقب المخطيء على ما ارتكب أي ألا يكون العقاب جماعياً.

رؤيتي المتواضعة أن وجود الجيش بهذه الكثافة في قلب المدينة هو عقاب معنوي جماعي للسكان و له تأثير عكسي بدليل ما قام به بعض المراهقين الذين لم يشاركوا أصلاً في الاعتصام ولم يطأوا ساحته. لقد بدأوا برشق الجيش بالحجارة وما ذلك إلا تعبير يجب أن تقرأة الجهات المعنية بدون انفعال. تعبير عن امتعاض من وجود الجيش في الشوارع وكأننا في بغداد أو جوروزني. ما يثلج الصدر أن الجيش لم يستخدم الذخيرة الحية كما أن معظم أفراد الجيش لا يحملون بنادق ولكن التحامهم بالمتظاهرين أدى إلى مواجهة كانت ستتطور إلى وضع أسوأ لولا التهدئة التي قام بها رجال قوات الفرق. كنت أراقب المشهد يوم الجمعة ولولا عناية الله ووجود رجال الفرق مع الجيش لفلتت الأمور عن السيطرة ولسالت دماء.

يجب سحب الجيش وآلياته من الشوارع من أجل أن تهدأ الأوضاع(رأي محفيفي متواضع). القاعدة الجوية قريبة من الساحة-إن عاد المعتصمون إليها- والمدينة في الأصل مطوقة بالجيش من الجبل والشرق والغرب، وكل المعتصمين في قبضة الجهات الأمنية والعسكرية، إذاً ما الداعي لوجود الجيش إلى الآن؟!! هل هو لجر المزيد من الشباب للمواجهة؟!! أرجو أن تعي الجهات المعنية خطر العملية التي تمت وأن تتفادى ذلك باتخاذ خطوة إيجابية تجاه المواطن العادي وإخلاء الشوارع من الدبابات في أسرع وقت ممكن.


الشرطة والجيش يحيطان بالخيمة الوحيدة في ساحة الاعتصام
الجمعة في تمام الساعة 11 ص

الموقع من زاوية معاكسة للصورة الأولى وتظهر فيه الخيمة وفيها المعتصمون

محاطون بالجيش والمهام الخاصة

ساحة الاعتصام وهي خالية من المعتصمين وقد أزيلت عنها الخيمة الأخيرة بعد

أن تم اقتياد كل من كان فيها للسجن. الصورة تظهر بعض عناصر الفرق الوطنية باللباس

الداكنة في المنتصف مع بعض أفرا المهام الخاصة

-----------------------



من ناحية أخرى تواردت إلي أخبار غير مؤكدة تقول أن بعض الشيوخ وأعضاء مجلس الشورى طلبوا سحب الجيش من الشوارع وإطلاق سراح المعتقلين مقابل التهدئة أي مقابل تكفلهم بالحديث إلى المتظاهرين الذين يتشابكون بين الحين والآخر مع الجيش وإقناعهم بالتوقف عن التظاهر والمواجهة. هذا كلام غير مؤكد وإن صح فربما يكون بينهم وبين المحافظ.


من ناحية أخرى سمعت أن هناك طلبات من قبل بعض القبائل لمقابلة محافظ ظفار ويبدو أن هناك سباق لإعلان الولاء والعرفان وكأن بقية القبائل في عداء مع الحكومة وكأن الاعتصام وراءه قبائل بعينها. بالفعل بعض التصرفات عجيبة. هذه العقليات سترجع بالبلد إلى الخلف.


أتمنى أن يكون الهدف العام -سواء للقبائل أو لأي مواطن- عمان وليس فئات أو أفراد. كما أتمنى أن لا تنسى الحكومة المطالب المشروعة التي ستؤدي إلى مستقبل مشرق للعمانيين كردة فعل على ما يجري الآن. أقصد أن الحكومة في الوضع الحالي وضعت نفسها في مواجهة مع المعتصمين وقد انتصرت ميدانياً لذلك أتمنى منها أن تصدر بياناً تطمئن فيه الشعب بأنها ماضية في الإصلاح الحقيقي، وأنها ستكفل للمواطن حرية التعبير وفق الدستور.

بعض المتفائلين -وأنا منهم- يرون أن السلطان مُقْدمٌ على خطوة كبيرة بعد هذه العملية. خطوة ستطمئن المواطنين. خطوة ستفتح آفاق رحبة لمستقبل هذا البلد.
حفظ الله بلدنا من كل مكروه.

هناك 4 تعليقات:

  1. أحسنت يا أخي. وجهة نظر متوازنة جدا

    ردحذف
  2. حسبتك مع المعتقلين p: سلاماااات

    ردحذف
  3. غير معرف
    أشكرك..
    محفيف

    ردحذف
  4. أماسي
    تمنيت أكون معهم رغم أني لم أعتصم
    لذلك أنا حزين :(
    محفيف

    ردحذف