الخميس، 19 مايو 2011

ومر اليوم الثامن دون الإفراج عن المعتقلين

لا زلنا ننتظر خروج إخواننا المعتقلين وخروج الدبابات من شوارع وأزقة المدينة



اضغط على الصورة لتراها أكبر



حسبما وعد الوفد الوسيط بين الحكومة والمواطنين المحتجين على استمرار احتجاز المعتصمين في أرزات وسمائل واستمرار وجود الجيش ودباباته في شوارع المدينة، حسبما وعد، فإن خروج المعتقلين سيكون بين الأربعاء ليلاً والخميس قبل الساعة الرابعة. ولكن مرت الساعة الرابعة ومر الخميس ولا يزال كل شيء على ما هو عليه.

كان المحتجون في انتظارالوفد الذي يتكون من بعض الشيوخ والقانونيين والمثقفين وغيرهم، عند دوار الدهاريز على بعد بضع كيلومترات من سجن أرزات، من منتصف النهار حتى منتصف الليل تقريباً. وكنت شخصياً على اتصال مباشر مع عضو من أعضاء الوفد الذي بين لي في أكثر من مرة أن الإجراءات ستأخذ وقت ولكن المعتقلين سيخرجون في غضون ساعات قليلة. كان بدوره ينقل الكلام عن الجهات التي كان يتخاطب معها.

كانت السلطات تماطل وتمط في الوقت وتحتج بطرق غير منطقية دون أن تبين الأسباب الحقيقية التي تحول دون فك أسر المعتقلين، وذلك يعطي انطباع أنهم ليسوا أصحاب القرار.


وكان المحتجون قد تجمعوا بالأمس عند دوار الدهاريز القريب جداً من سجن أرزات للتعبير عن تضامنهم مع المعتقلين. كانت نيتهم الذهاب إلى السجن والاعتصام هناك، لكن الوفد التفاوضي أقنعهم بالمكوث في المكان لحين انتهاءهم من التخاطب مع السلطات. في تمام الساعة الثامنة من مساء الاربعاء أتي ممثلي الوفد إلى التجمع قرب دوار الدهاريز وأفادوا بأن السلطات ستفرج عن جميع المعتقلين دون قيد أو شرط أو ملاحقة أمنية أو قانونية خلال ليلة الأربعاء ويوم الخميس. طلب الوفد من المتجمعين بأن يغادروا المكان إلى بيوتهم على أن يتجمعوا في اليوم التالي إذا لم يتم الإفراج عن المعتقلين، ويكون الموعد تمام الساعة الرابعة مساء.

مرت ليلة الأربعاء ونصف نهار الخميس دون الإفراج عن أي من المعتقلين وبدأ المحتجون التوافد على الدوار من منتصف نهار الخميس. كانت الإتصالات مع الوفد مشجعة وساد التفاؤل كل الحضور إلا أن الساعات بدأت تمر الواحدة تلو الأخرى دون تقدم. بدأ بعض الشباب يفهمون اللعبة وأن السلطات لن تفرج عن أحد وإنما تحاول كسب الوقت.

مرت الساعة الرابعة والخامسة والثامنة والعاشرة دون فائدة. بدأت خلال تلك الساعات الآراء تظهر فمنهم من يقترح الرجوع إلى ساحة الصمود ومحاولة الوصول إليها مهما كلف الأمر ومنهم من أراد أن يذهب الجميع إلى السجن ومنهم من أراد البقاء وهنال الكثير ممن يرون أن لا داعي للتصعيد الآن.

الخلاصة أن الجميع أيقن أن لا إفراج الليلة وبالتالي علينا الانتظار إلى الغد وإذا لم يفرج عن المعتقلين فإن صلاة الجمعة ستكون في دوار الدهاريز(ليس في الدوار بالضبط :)).

من ناحية أخرى لا يزال الجيش ومدرعاته في ساحة الصمود والشوارع المؤدية إليها ولا تزال حركة المركبات العسكرية في شوارع المدينة ملاحظة بشكل واضح.
لا أبالغ إذا قلت أن الاحتقان قد يصل إلى مرحلة اللاسيطرة لدى الشباب وأنهم إذا تشابكوا مع الجيش مرة أخرى فلن يمر التشابك بسهولة لأن المماطلة التي حصلت قد شحنت الشباب شحناً عدوانيا قد لا يسهل كبحه إلا بالرصاص الحي وهذا ما نخشاه لهذا نتمنى على العسكر أن لا يجروا الشباب إلى مواجهة أخرى لأن قصة الخميس والجمعة من الأسبوع الماضي لا تزال مؤثرة وماثلة للعيان.


إطلاق سراح المعتقلين وسحب الدبابات والجيش مطلب شعبي لتخفيف الاحتقان..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق