الخميس، 9 يونيو 2011

كلام

أريد أن أخرج من جو الكتابة عن الاعتصامات التي انهتها الحكومة ولم أستطع إلى الآن. أحس أن ذلك ليس إلا إشارة إلى أن الوضع الذي كنا عليه-قبل الاعتصامات- لم يكن يحسس الواحد منا بأن له هدف في هذه الحياة تجاه وطنه ومستقبل أبناء وطنه. كانت الحياة راكدة ومملة وغير ذات هدف واضح لمعظم الشباب. كان هم الشاب أن يجد وظيفة عن طريق الواسطة قدر الإمكان(فسادنا الأكبر) لكي يستطيع شراء سيارة ومن بعدها الزواج وإنتاج آخرين يكررون نفس فعلته وهكذا. لا يهمه إن وجد الآخرون وظائف أم لا، لا يهمه إن توظف في مكان شخص آخر أو لا، ليس لديه هم إلا نفسه. الآن اختلف الأمر بعض الشيء.
لا شك أن تأثير الاعتصام على آلية تفكير الشباب في عمان بشكل عام وظفار بشكل خاص كان كبيرا. أصبح أغلبية الشباب يعرف أن هناك مشاكل حقيقية أثرت على حاضره ومن الطبيعي أنها ستؤثر سلباً على مستقبله. أصبح الوطن هو الشغل الشاغل له وأصبح الفساد هو العدو الواضح الذي يجب أن يحاربه لأنه يعرف أنه أي الفساد السبب الرئيسي لفشل الخطط الحكومية السابقة. عرف الشاب أن مستقبله في أيدي أناس لا يفقهون متطلباته وليس بالضرورة أن يكون هؤلاء سيئون ولكن آليه تفكيرهم لم تعدد تصلح لهذه الفترة ولا للفترة القادمة، لذلك طالب بمحاربة الفساد و بتجديد الدماء والبحث عن الكفاءات المتخصصة والمؤهلة لوضع الخطط التي تتناسب والعصر الجديد.
رغم أن الحكومة فضت الاعتصامات بالقوة إلا أنه يمكن القول أن رسالة الاعتصامات قد وصلت للحكومة وأن الشباب رغم ما حصل لا يزال يحدوه الأمل في أن تكون الرسالة قد وصلت وأن الحكومة جاده في التغيير وليس التدخل القوي من الجيش إلا رسالة حكومية إلى الشباب والمواطنين بأنه قد حان الوقت لأن تعطونا فرصة للتفكير لأننا نعلم متطلباتكم وأن رسالتكم قد وصلت.
الآن لا تزال عقلية وثقافة ما بعد الاعتصامات تتشكل لدى من شارك فيها ومن تفاعل معها. وعلى الحكومة أن تعطي مجال لحرية الإعلام وخاصة البرامج الحوارية الهادفة لمناقشة المواطنين فيما حصل وفي المشاكل السياسية والاقتصادية التي يواجهها الوطن. يجب صناعة ثقافة الحرية من الآن فلم يعد الوقت مناسباً للكبت واللجم.
إذا لم يتم التعامل مع الثقافة التي شكلتها الاعتصامات بطريقة احترافية بعيدة عن الاقصاء والتهميش والملاحقة فإن الإحتقانات ستزيد وستعود الاعتصامات بشكل أقوى وأعنف في المستقبل فأنا على يقين أن الحلول الآنية التي لجأت لها الحكومة إبان الاعتصامات ما هي إلا ردة فعل ومسكنات ستكون لها آثار جانبية خطيرة في المستقبل ما لم يتبعها تخطيط حقيقي ومعلن يضع المواطن أمام ما يجري بوضوح.
الأمل موجود والخوف موجود أيضاً والتعليم هو ركيزتنا لمستقبل أفضل والتدريب الحقيقي هو ما يجب على الجهاز الاداري للدولة أن يهتم به من أجل صناعة الموظف القادر على إتمام عمله بكل أريحية. فليس مهما أن نكدس الوزارات بالموظفين بل المهم أن نوجد أعداد كافية من الموظفين المؤهلين لإتمام عملهم.


نتمنى أن تستغل الحكومة الموقع الهام للسلطنة في إقامة مشاريع ربحية جديد تستهدف توفير وظائف حقيقية للعمانيين. حالياً توجد الكثير من الشركات والمشاريع التي توظف العمانيين ولكن بسبب قلة التدريب والأجور نجد أن الشركات تتذمر بشكل كبير من المواطن وأصبح وجود العماني عالة على هذه الشركات كما أن المواطن يعاني هنا من التهميش وقلة التدريب وبالتالي يصبح مشكلة حقيقية. لذلك تجد أن معظم الذين يحظون بوائف المشاريع الكبيرة والمتوسطة من الأجانب لأنهم أكثر تأهيلاً وأقل كلفة من ناحية الرواتب.


الكلام هنا لا ينتهي ولكني سأنهيه.. نقطة :)


ملاحظة: لا زلنا ننتظر خروج بقية المعتقلين... اطلقوا سراحهم

هناك تعليقان (2):

  1. مرحب صديقي العزيز محفيف !
    سأعاقب نفسي أسهر الليلة على ما فاتني من مقالات مدونتك !!
    اسلم عليك

    ردحذف
  2. أبوفيصل
    مرحبا بك يا صديقي.. افتقدت تعليقات بالفعل ولكني صبرت نفسي لأني كنت على يقين أنك كنت منشغل.
    أرجو ألا تزعجك انفعالاتي..

    ردحذف