السبت، 3 أكتوبر 2009

فيك الخنازير..؟!.....(نشر تجريبي)


تشكلت لدى مجتمعنا المحلي في ظفار ثقافة جديدة بسبب حلول أنفلونزا الخنازير ضيفاً علينا متزامنا مع حلول موسم الضيافة الموسمية " مهرجان صلالة السياحي" وقد رصدتُ مصطلحاً جديداً لدى سماعي حواراً دار بين مسِنّيْن إثنين تقابلا في خيمة عرس لأحد أقاربي قبل شهر رمضان الماضي في خضمِّ فورة الأعراس والمهرجان والإنفلونزا وتكتم وزارة الصحة على الحالات الموجودة في مستشفى السلطان قابوس.
لقد كان الحوار طريفاً لأن نبرة الصوت أثناء الحوار لا تخلو من الطابع الكوميدي. فكان أن وصل أحد المسنين المهنئين ( وكان مزكوماً) وأثناء مروره بعد السلام لم يُقبِّل أحداً -وهذا أمر جرت عليه العادة في حالة الانفلونزا العادية أو ما نسميه الزكام- بل صافح الجميع من بداية الخيمة إلى نهاية الصف فيها.. المهم في الأمر.. ما إن جلس المسن الزكمان وأخذ الحضور علومه وأخباره حتى قام مسن آخر يجلس بالقرب مني (وكان بعيداً بعض الشيء) بسؤاله وكان الحوار كالتالي:
المسن العادي: كيف أصبحت يا فلان
المسن الزكمان: إيش تقول ما سمعتك؟!
المسن العادي: قلت لك كيف حالك كيف صبحت؟
المسن الزكمان: سمح لي اليوم مزكوم وذنيني مسكرات.. تعال .. عندي كرسي فاضي.. والله ما سمعتك
المسن العادي: ما بروح لعندك عشان تهليني(تعديني).. أحسن لي من هنا أكلمك
المسن الزكمان: إيش تقول؟
المسن العادي: وَيِّحُوووه وَيّْحُهْ.. هذا شكله عنده الخنازير.. يا فلان يكون عندك الخنازير؟!
المسن الزكمان: الخنازير؟!
المسن العادي: إيوَه في مرض جديد يسمونه الخنازير ويقولو موجود في مستشفى قابوس، بس الصحة بتخبي عشان ما تشرد السياح..
المسن الزكمان: السياح؟
المسن العادي: ما قلت لكم؟! .. باحد الله إنه عنده!... يافلان قد لك مدة مزكوم؟
المسن الزكمان: من يومين.. كل خريف يجيني هذا الزكام.. هلكني.. وأثناء ذلك يطلَّع الفجير من جيبه مع علبة التمباك الحطاطي والكبريت وقبل ما يضع التمباك في الفجير ويولع .. صاح الشايب العادي..
المسن العادي: يا فلان قلك لا تدخّن.. يقولو الخنازير يهاجم الصدر وإنت صدرك تعبان.. خلي عنك التدخين با يقتلك بدون فايدة
المسن الزكمان: إيش من خنازير الله يهديك؟!.. إنت جنيت؟.. أنا مزكوم!.. ما سمعت؟.. مزكوم! مزكوم!(الصوت عالي جداً)
المسن العادي: حلفت عليك ما تدخنها حتى تتعافى من الزكام إللي عندك.. قول تمّ.. قول تمّ
المسن الزكمان: الله يهديك الدخان يفيدني إذا عندي انسداد في الأنف.. وأحس بصدري يتدفى
المسن العادي: قد حلفت عليك ورفقت.. أفا! باتخليني أصوم ثلاثة أيام قبل رمضان؟ الله يهديك أنا يالله يالله أصوم رمضان!!
المسن الزكمان: خلاص خلاص.. تم! تم! تم!.. ويتبعها بصوت منخفض: يِجِحْكْ بْلِسْ من شَخْرْ!!
الحوار كان بروح كوميدية منقطعة النظير وكان جميع الحضور يضحكون من روح الدعابة أثناء الحوار , لكن ما لفت انتباهي في كل ما جرى هو الكلمة الجديدة التي لاحظتها والتي تعني مرض انفلونزا الخنازير. الخنازير! هو المصطلح الجديد لم يكن هناك أي مرض بهذا الاسم من قبل. بطبيعة الحال تشكل هذا المصطلح بسبب صعوبة نطق كلمة أنفلونزا وكذلك إتش ون إن ون.
لا أدري إن كنتم قد لاحظتم شيئاً جديداً كهذا في بيئاتكم؟. لا أخفيكم أنني أعجبت بهذا الشيء لدرجة كبيرة جداً، والإعجاب نابع من قدرة كبار السن رغم بساطتهم على تحوير المسميات الغريبة بما يتوافق مع لغتهم الدارجة لتوصيل أفكارهم. هل هذا الشيء موجود لدينا كشباب رغم معرفتنا بالكثير من الأمور؟ هل ترون أن استخدام المصطلح N1 H1)A ) يصلح للعامة؟ أنا لا أتوقع أن هذا يصلح أن يستخدم في وسائل الإعلام الموجهة للمواطن البسيط أو أيٍّ كان مستوى المعرفة لدى المتلقي، لأن المرض هذا أصبح يخصنا لأنه بيننا وبالتالي يفترض أن نسميه بما نستطيع أن ننطقه، وهذا ما يحصل في كل لغة وعند معظم الشعوب، وخير دليل على ذلك الكلمات ذات الأصل العربي في الانجليزية التي لم تعد كما هي اليوم في عربيتنا، كــ algebra الجبر، alcohol الغول، و admiral أمير البحر(إذا صح الكلام أنها جميعاً من أصل عربي).
بقي أن أنقل لكم ابتسامة سمعتها اليوم من احد الإخوة حول حول N1 H1 وأحد المدونين. فالابتسامة تقول أن أحد المدونين لما نزل إلى الشارع ليفقه الناس في أمور خنزيرهم وصل إلى محطة وقود فوجد فيها عاملاً أجنبياً فسأله معلوم N1 H1 ؟ قال العامل أيوه معلوم؛ H1 يعني بتاكة هاياك واحد ريال وN1 يعني بتاكة نورس واحد ريال!.. يريد N1 H1؟ فقام المدون يضحك وقال لا ما يريد!!.
حدثونا عن الكلمات الجديدة في القاموس العماني..أثابكم الله.

هناك تعليقان (2):

  1. نسيت أشير إلى مصطلحكم المشهور جداً والذي ذاع صيته على المستوى العربي عن طريق قناة العربية" الخنزير الزكمان"
    شكراً أيها المهذون الأكبر

    ردحذف