الأحد، 27 فبراير 2011

لماذا تجبرنا على كره سياساتك؟

لا يخفى على الجميع التغييرات التي قام بها السلطان في حكومته يوم أمس بتقديم وتأخير بعض الوزراء بالإضافة إلى بعض القرارات المصاحبة التي لا تسمن ولا تغني من جوع على حد قول بعض المواطنين.
لقد قالها أحد المواطنين أمس بعد إذاعة الخبر... تُرى لماذا يجبرنا السلطان على كره سياساته.. لماذا كل هذا الاستفزاز ؟ وقد جاوب المواطن على نفسه بأن الأمر ليس طبيعياً.. إن السلطان الذي نعرفه لا يمكن أن تكون هذه قراراته!! لا يمكن أن يقدم على إنقاص رواتب الموظفين ويتوقع أن شعبيته ومستوى حب المواطنين له ستظل بنفس المستوى في خضم المتغيرات والعواصف الشعبية التي تجتاح الشرق الأوسط من أقصاه إلى أقصاه. لا يمكن أن يكون السلطان الذي نعرف هو نفس الشخص الذي قرر خفض نسبة الاقتطاع التقاعدي من 8% إلى 7% أي 1%فقط!!!!!! بعد أن رفعها من 6% إلى 8% قبل فترة وجيزة. إن من وضع هذه الاستشارة ومن أشار للسلطان بها لا بد من أنه أول أعداء السلطان.. لا يمكن لمستشار سويّ في دولة نفطية لا يتجاوز عدد مواطنيها المليونين أن يقدم هذه الاستشارة بينما الشعب يغلي بسبب مظاهر الفساد والبطالة والترهل في الاداء الخدماتي الحكومي وكثرة الرسوم والقيود إلى آخر القائمة.
لو كانت الأمور مستقرة في الشرق الأوسط لقلنا ما عليه.. لو كانت الدول النفطية المجاورة لم تقم بشيء يحرج حكومتنا لما قلنا شيء، أما وقد صار كل ذلك فلا بد أن نقول أن هناك من يكيد للسلطان!.. هناك مؤامرة واضحة على السلطان لأن كل القرارات الأخيرة لا تدل إلا على شيء واحد وهو النية المبيتة لخفض مستوى شعبية السلطان في أوساط الشعب تمهيداً لأمر ما لم تتضح معالمه بعد.
الشعب "جالس" يدور أسباب للتعلق بهذا الرجل الذي انتشل عمان من براثن الجهل والتخلف إلى عالم من الأمل والنور، ولكن الأمور بدأت للأسف في الانحدار في الفترة الأخيرة ولن تطول المدة كثيراً حتى تنقلب مسيرات الولاء إلى مظاهرات سخط إن استمر التخبط في القرارات على نفس المنوال... نعلم أن النهضة العمانية منذ السبعين قد مرت بتخبطات كثيرة نظنها غير مقصودة.. ونعلم أن السلطان لم يضرب بيد من "خشب" على الفساد منذ البداية، ونعلم أن الإقطاعية لم تبدأ من عشر سنوات فقط ولكننا كمواطنين نحاول أن نتجاهل كل هذا ونختلق الأعذار ونقدر الظروف التي مر بها السلطان منذ بداية النهضة... الآن قطعنا مشوار كبير وآن لنا أن نضع النقاط على الحروف. آن لنا أن نجتث منابع الفساد وأن نكون جادين في ذلك.. آن لنا أن نبني دولة مؤسسات.. آن لنا أن نبني الكوادر البشرية بناء صحيحاً.. آن لنا أن نحظى بتعليم حقيقي.. آن لنا أن نشترك في هذا الوطن وأن نكون جميعاً على نفس المسافة منه.. آن الأوان أن نبني للمستقبل.. وأتمنى من السلطان أن يتخذ قرارات تاريخية تضع في الحسبان مستقبل عمان ومستقبل أبنائه نصب عينها مهما كانت التضحية فالتاريخ هو الذي سيشهد على الانجازات.. إذا أتى شخص آخر بعد السلطان سيجد الطريق سهلاً جداً لكسب الشعب ولن يكون بحاجة إلى بذل جهد كبير لكسب المؤيدين فكل ما عليه هو أن يضع النقاط على الحروف.. عليه توفير وظائف حقيقية لمخرجات التعليم وتحسين التعليم ونبذ وتجريم الفساد نظرياً وعملياً.. والبحث عن مصادر جديدة للدخل... القائمة طويلة ولكنها ليست صعبة.
هناك كلام كثير ولكن أعود وأكرر أن على السلطان أن يعي أن هناك من يدفعه إلى فقدان رصيده من حب الشعب .. فأتمنى أن يكون الأمر عن غير قصد وأن يتم تداركه في أقرب فرصة.
على الرغم من كل ذلك فإن الشعب لا يزال يدور ويبحث عن الاسباب ويختلق الأعذار لجلالته على أن القرارات الحالية ليست قراراته بل هي قرارات مستشاريه... فهل يستحق هذا الشعب المسالم كل هذا الاستفزاز؟ ليس هذا الوقت المناسب أبداً لاستفزاز الشعب..
أخيراً ليس المقصد من كل هذا الكلام أن نحصل على 20% زيادة في الراتب أو شيء من هذا القبيل فالمال وحده ليس حلاً.. ذلك لن يحل المشكلة ولكن القصد هو أن ندرك أن المرحلة الحالية مفصلية وتختلف عن فترة التسعينات وما قبل التسعينات وعلينا أن نعي متطلباتها وأن نبني المواطن بناءً يتوافق وروح العصر بعيداً عن التضخيم والتمجيد الغير مبرر على صغائر الأمور... والسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق