السبت، 30 أبريل 2011

اعتقال أحد المعتصمين في ظفار

اعتقال عامر حاردان (أبو عبد الحكيم)


ألقى الإدعاء العام القبض ظهر اليوم على عامر حاردان أحد أبرز وجوه الإعتصام في ظفار. لم أكن متواجد في موقع الاعتصام ولكن يُقال أنه حصلت مشادة كلامية صباح هذا اليوم بين المعتصم(أبو عبد الحكيم) وأحد حراس بوابة مكتب المحافظ. ليس عندي تفاصيل موثوقة ولكن يبدو أن أبو عبدالحكيم لم يتحمل تصرف الحارس وخرج عن طوره الأمر الذي أدى إلى إلقائه "كوب" ممتلئ بالشاي -قد يكون حار- على الحارس. يبدو أن الحارس رفع دعوى على المعتصم ولم يكذب الادعاء العام الخبر فأتى "على طول" واعتقل أبو عبدالحكيم. سيتم احتجاز أبو عبد الحكيم لمدة أسبوع على ذمة التحقيق كما أخبرني أحد المعتصمين.
إذن الموضوع ليس على خلفية الاعتصام وإنما هو موضوع عراك شخصي جانبي بين أحد المعتصمين وأحد الحراس أثناء تأديته لواجبه. لا أدري من الذي بدأ ولكن الموضوع لا يستحق هذا التصعيد كما أن الأخ الفاضل أبو عبد الحكيم لم يتصرف التصرف الحضاري الذي يجب أن يكون عليه المعتصم الذي يجب أن يكون مثل وقدوة، كما أن الحارس قد يكون مستجد لأن بقية الحراس كانوا ودودين وقليلي الاحتكاك بالمعتصمين رغم قربهم من بعض.

حصلت ضجة كبيرة على خلفية الإعتقال وارتبك المعتصمون وتجمهروا عند البوابة وقرر بعضهم إغلاق البوابة بالقوة تضامناً مع أبي عبد الحكيم، لكن العقلاء حاولوا ثني المنفعلين عن هذا الإغلاق الذي سيستفز السلطات وربما قد يأتي بنتائج عكسية.

وعلى الرغم من أن الاعتقال على خلفية العراك الجانبي خارج أحداث الإعتصام إلا أن المعتصمين يرون أن الجهات الأمنية متربصة بهم وأنها ما كانت لتفعل ما فعلت لو كان الأمر من شخص غير معتصم.

في مكالمة هاتفية مع أحد المعتصمين أوضح لي أن الأمور ستخرج عن السيطرة والوضع خطير جداً. الشباب محتقنون والجهات الأمنية استفزازية وغبية وأقل من مستوى الحدث وتصرفها لا ينم عن حكمة أو حنكة، والكلام لا يزال لأحد المعتصمين.

الأمر بهذه الصورة الآن ولا شك أن الليلة ستكون عاصفة. أتمنى أن تتم السيطرة على المنفعلين وأن يغلب صوت العقل على العاطفة والإنفعال.


ملاحظات:



* الصورة للشيخ عامر حاردان، أبو عبد الحكيم الذي تم اعتقاله السبت 30أبريل 2011م.
* الشخص الذي حصلت معه المشكلة هو مسئول الحراس ببوابة مكتب المحافظ.

* الحادثة حصلت قبل يومين وليس أمس بينما الإعتقال كان أمس

* القضية فردية ولا علاقة لها بالمعتصمين إلا كون أبو عبدالحكيم أحد أبرز المعتصمين في الساحة

* بعض المعتصمين يعتقد أن القضية أكبر من عراك شخصي وأن الإعتقال يستهدف الإعتصام وليس شخص واحد.


الجمعة، 29 أبريل 2011

المظاهرة الثانية في صلالة

مظاهرة المعتصمين في صلالة
الجمعة 29أبريل 2011


انطلقت المظاهرة الثانية للمعتصمين في ظفار في مدينة صلالة اليوم عقب صلاة الجمعة التي حضرها ما يقارب الألف مصلي. تجمع المعتصمون في شارع المحافظة قرب بوابة مكتب المحافظ(بعد أن أغلقوه مؤقتاً للمظاهرة) متجهين شرقاً إلى شارع النهضة. اتجه المعتصمون يميناً على طول شارع النهضة وبدأ المواطنون يتوافدون من المساجد إلى المتظاهرين وبدأت الأعداد تزيد. عند تقاطع شارع النهضة مع شارع السلام بدأت المظاهرة في تغيير مسارها والانعطاف يساراً على نفس شارع النهضة. قطع المتظاهرون شارع 23يوليو على طول شارع النهضة واتجهو إلى دوار سلاح الجو وانعطفو يسار إلى نفس شارع النهضة ليعودوا أدراجهم عبر شارع المحافظة إلى ساحة الإعتصام. تضاربت التقديرات، فالبعض يقول أن العدد تجاوز الخمسة آلاف متظاهر والبعض يقول عشرة آلاف ولكن تقديرات محفيف تقول أن العدد قد يكون وصل إلى ألفي متظاهر.
وقد كانت الخطبة في ميدان الاعتصام تتحدث عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتساءل الخطيب قبل نهاية الخطبة: هل هذا كل ما عندك يا صاحب الجلالة؟ هل القرارات والمراسيم الماضية هي كل شيء؟
يبدو أن المعتصمين لا يرون أن المعلومات تصل كما هي إلى جلالته لذلك أشار خطيب الجمعة إلى أن الشعب بحاجة إلى ظهور جلالة السلطان والتحدث إليهم لكي يعلم الشعب موقف صاحب الجلالة مما يجري.
وختم الخطيب خطبته بالقول أن المعتصمين صابرون ولكن للصبر حدود.












































الثلاثاء، 26 أبريل 2011

مدينة المستنقعات

صلالة تغتسل منذ البارحة


بعد الرطوبة الشديدة التي عانيناها منذ عدة أيام هنا في صلالة هاهي الأجواء تتلطف بزخات المطر الغزيرة منذ البارحة. بدأت الأمطار منذ أمس وربما منذ أمس الأول في بعض المناطق. اليوم تغير الجو حيث تضخمت السحب وهطلت الأمطار بشكل يصعب على مساحات السيارة مقاومتها كان ذلك لأكثر من مرة.

الجميع تسرب من العمل وبدأت الأسر تتجول في السهل والجبل ناهيك عن شوارع المدينة.ما يلفت النظر أن صلالة كلها مقلوبة حتى من قبل هذه الأمطار فهناك أعمال الصيانة في الشوارع الفرعية والمشاريع التي تزامنت مع هذه التصليحات والتي تطلب تنفيذها قطع بعض الشوارع الرئيسية بصورة جزئية(شارع الرباط بالقرب من دوار الغوارف). هذه المشاريع أدت إلى اختناقات مرورية غير

عادية خلال الفترة الماضية ولا تزال الآن. فمن أجل الذهاب إلى الدوام أو الرجوع إلى البيت يجب عليك أن تضع عدة مسارات في الحسبان.

المهم في الأمطار التي هطلت أنها أضافت هم على هم المشاريع التي يجري تنفيذها، أضافت هم على مرتادي الطريق. فعلى الرغم من التجارب والجهود التي تبذلها البلدية في تحسين الوضع والمظهر العام للمدينة إلا أن الأمطار دائماً هي التي تحرج هذه الجهة الخدمية. تتحول صلالة في حالة هطول أي أمطار إلى مستنقعات وبحيرات من السعادة إلى عوقد. تتجمع المياه في الحارات الداخلية والسكك أمام وحول البيوت وفي المساحات الغير مأهولة. كذلك تغرق الدوارات ومعظم التقاطعات بالمياه. لا فرق بين حارة قدية في صلالة وأي حارة جديدة في السعادة أو عوقد من ناحية تجمع المياه. الغريب في الأمر أن الجهات التي تنفذ المشاريع تكرر دائماً نفس الأخطاء للأسف. فالدوارات الجديدة تعاني من نفس الأخطاء وكذلك التقاطعات واللمواقف والشوارع، كلها مصممة للإحتفاظ بمياه الأمطار.

*****

مشكلة المياه الراكدة بعد الأمطار لا يمكن حلها نهائياً ولكن يمكن التقليل منها بإقامة مشروع تصريف مياه محترم. مدن محافظة ظفار التي تتعرض للأمطار بشكل متكرر كمدينة صلالة بحاجة إلى خطة عشرية لحل هذه المعضلة. أعتقد أن البلدية هي أكثر المتضررين من مشكلة الأمطار ونحن دائماً نلوم البلدية ونقترح اقتراحات نراها سهلة وكأن البلدية خالية من المهندسين والمخططين..لكن إيش نعمل؟! لازم نبين أننا ما سهلين:)


*****


فيما يلي صور لبعض أماكن المستنقعات في صلالة وماهي إلا قطرة من تانكي( خزان) غير كبير:) من هذه المستنقعات المنتشرة في صلالة عقب هذه الزخات الرائعة.











ملاحظة: اضغط على الصورة لتراها أكبر

الجمعة، 22 أبريل 2011

صور مظاهرة الجمعة في ظفار

مظاهرة المعتصمين في صلالة



هذه بعض الصور للمظاهرة التي قام بها المعتصمون في ظفار بعد صلاة الجمعة مباشرة.


المظاهرة بدأت من موقع الاعتصام واتجهت غرباً على طول شارع المحافظة حتى وصلت دوار جمعية المرأة ومنه اتجهت يميناً عبر شارع النجاح باتجاه شارع الرباط. اتجهت المظاهرة على طول شارع الرباط شرقاً باتجاه دوار سلاح الجو ومنه اتجهت يميناً إلى شارع النهضة وومن خلال مفرق شارع المحافظة اتجه المتظاهرون إلى موقع الاعتصام. كانت المظاهرة سلمية وراقية جداً ولم تشكل مشكلة على المارة أو مرتادي الطريق.


رفعت شعارات كثيرة في المظاهرة سواء عن طريق الهتافات أو عن طريق اللوحات القماشية المحمولة. سأترككم مع الصور:








ملاحظة: اضغط على الصورة لتراها أكبر



السبت، 9 أبريل 2011

اصطياد الأخطاء..ودخول مجهولين

المرحلة التي تمر بها عمان الآن ليست سهلة وفيها من الخطورة ما لا يتكهن بنتائجه إلا القوي العزيز. خطورتها تكمن في أن الحكومة ليست في مستوى الحدث(هذا يبدو لي) من جانب، وفي الجانب الآخر أن الاعتصامات تدار ظاهرياً من أناس يثقون تمام الثقة في قيادة جلالة السلطان للبلاد. بين عدم جاهزية الحكومة للتعامل مع الأحداث الراهنة وثقة المواطن العمياء في القيادة(الاعتصامات ليست إلا تعبير عن عدم مقدرة الفرد على التغيير من تلقاء نفسه) سيدخل من يفهم الطرفين ليستغل ضعفهما أو نقطتي ضعفهما الظاهرتين هنا، وهذا هو مكمن الخطر الذي يتهدد كيان البلد. إذا لم يحسم الأمر مبكراً فإن ثقة المواطن في هيبة الحكومة ستهتز وبالتالي ستعم الفوضى التي لا نرجوها أبدا. لا أقصد بالحسم هنا ما حدث في صحار من اقتحام وعنف بل أقصد أن تتنبه الحكومة إلى أنها ليست في حرب مع المواطن، وأن تحسسه بذلك. اصطفاف المواطنين الآن "مع أوضد" ليس عن قناعة بل عن خوف من الحكومة أو عناداً لها. هذا ليس بالأمر الصحي لأنه يخفي تحته المشاكل الحقيقية ويعتمد على ظواهر الأمور التي قد تعطي مؤشرات خاطئة تُبنى عليها خطط للمستقبل ستؤدي حتماً إلى كوارث وانسدادات لا يمكن الخروج منها بطريقة مرنة ودون خسائر.


مع ذلك و بالرغم من ثقتنا الشديدة في أجهزتنا الأمنية والقيادة إلا أن المعطيات على الأرض تفقدنا تدريجياً هذه الثقة بصورة قد تصل إلى الهلع المرعب في بعض الاحيان. إن ظهور العصابات وقطاع الطرق لهو مؤشر خطير قد يقود البلد إلى ظهور عصابات مأجورة تعمل لحساب أشخاص لتوجيه البلد إلى منحدر باتجاه الفوضى والعنف.


ثقتنا الشديدة في الحكومة تمنعنا من تحمل مسئولياتنا تجاه أنفسنا وتجاه الوطن. حتى وإن كانت الحكومة تتحمل جزء من هذه المشكلة إلا أنني أعتقد أن على المواطن أن يحس أنه ليس ملكاً للحكومة بل شريكاً لها، تتقوى بقوته وتضعف بضعفه، ومن هذا المنطلق يجب عليه أن يكون كما يريد بلده أن تكون. الفترة الماضية كانت كافية فقد دللتنا الحكومة(ليس مالياً طبعاً) أيما تدليل. تبنت الحكومة كل شيء وجعلتنا عالة عليها وفجأة أرادت أن تفطمنا دون أن تكون قد علمتنا ما نلتهي به أو نلجأ إليه. الآن نحن لا زلنا نبحث عن نفس الثدي لأننا لا نعرف غيره. هنا يمكننا القول أن الحكومة نجحت في أن جعلت نفسها وفقط نفسها المنقذ وفشلت في إعدادنا الإعداد الصحيح لأننا أصبحنا "المدمر" لمكاسب ما تم في الاربعين سنة المنصرمة.


********

الاعتصامات ليست مشكلة ولا تشكل خطر إذا تم التعامل معها بجدية. على الحكومة أن تكون واضحة فيما لها وما عليها وأن توضح ما للمواطن وما عليه، ولن يتم ذلك بقرارات علوية تُملى على المواطن، بل بحوار حقيقي وفعال بين الحكومة والمواطن وليس بينها وبين المعتصم فقط. الحوار والتنازل والشراكة والاحترام كل ذلك مطلوب ويجب أن يكون مقبول لدى الحكومة والمواطن لكي يظل الوئام موجود ولكي يختفي السخط والتذمر والإنكار وعدم الاستقرار.


********

إذا اصطاد المعتصم أخطاء الحكومة واصطادت الحكومة أخطاء المعتصم سيكبر الصدع بين الإثنين مما يحتم دخول طرف آخر من خلال الصدع للعمل على تكبيره. لا نريد صراع حتى الموت بين الإثنين، ولا نريد غالب ومغلوب أبداً.


ليس هناك طرف ثالث مرئي في الصراع الحالي إذا صحت تسميته بصراع، ولكن الدلائل تقول أن هناك فراغ يتم استغلاله من قبل جهات لا نعلمها ونحسب أن الحكومة تعلمها بسبب ثقتنا في الحكومة. لهذا نتمنى من الحكومة أن تطلعنا على التفاصيل أو أن تبرر تلكؤها في حل المشكلة الحاصلة الآن.

إلى متى سيحافظ معدل الثقة بين المواطن والحكومة على مستواه في ظل ما يجري من أحداث غير مفهومة؟!. لا أدري إلى متى..


الاثنين، 4 أبريل 2011

أتفهم الطرفين


من ثمار الاعتصامات الايجابية في بلدنا الحبيب عمان أن أو جدت رأياً مغايراً لرأي الحكومة الرسمي بشكل علني وعلى منابر وتحت الأضواء وأمام "البعوض". كنا نعيب على إعلام الحكومة عدم قبوله للرأي الآخر أو عدم اهتمامه به. اليوم وقد فتح المعتصمون منابرهم الحرة للرأي المغاير لرأي الحكومة، نرى أنها(أي منابرهم) لا تقبل الرأي المغاير لرأيها، وعندما تسأل لماذا لا تجد إجابة مقنعة.. إنها مشكلتنا الأزلية.. الإقصاء.

دائماً ما يقودنا خوفنا من "المختلف" إلى التقوقع ووالتمادي في ذلك لدرجة العدوانية والإقصاء وفي حالات إلى إخفاء المختلف نهائياً. كل الثوار العرب الذين ثاروا على الاستعمار أو أُولئك الذين قاموا بإنقلابات على "طغاة"، كلهم استبدوا في حكمهم بل وتخلصوا من أقرب رفقائهم في الدرب نتيجة الإختلاف.

الآن وفي خضم الاحداث التي تعصف بالمنطقة العربية وتحديداً ما يدور في عمان، نجد أن هناك اختلافات في وجهات النظر تجاه ما يجري. ففي الوقت الذي أيد معظم العمانيين الاعتصامات نجد أن الفريق الآخر الذي لم يكن معها يتعامل مع المعتصمين وكأنهم يهددون كيانه. كما أن المعتصمين أنفسهم ونتيجة لخوفهم من الحكومة و"العملاء" -كما يحلو للبعض تسميتهم- أصبح حكمهم على من لا يحمل فكرهم متطرفاً للغاية بحيث لا يمكن السماح إلا بسماع اتجاه واحد. نتيجة لذلك كثيراً ما نسمع ترديد مصطلحات وعبارات قوية تجاه مجهولين لم نرهم رأي العين، فتارة نسمع عن "مندسين" وتارة نسمع عن "طابور خامس" وأخرى نسمع عن "عملاء" إلى آخر هذه التسميات. هذا وإن كان موجود يجب أن لا يحارب بهذه الطريقة بل يجب أن يتم تجاهله من ناحية ورص الصفوف وتنظيم العمل بشكل لا يدع مجالاً لأمثال هؤلاء أن يندسوا أو يشكلوا خطر. إن ترديد هذه العبارات الوهمية الغير مستندة على دليل لهو برهان على عدم التنظيم. فالهش يحاول أن يختلق عدو وهمي ليبرر فشله وهشاشته. كما أن إعلان وجود عملاء ومندسين يشجع من أراد أن يندس بالفعل أكثر مما يخوفه.

في اعتصام ظفار ظل المعتصمون في عراك مع عدو وهمي وضعيف(فعلياً) طوال فترة الاعتصام حتى مجيئ مبعوث جلالة السلطان يوم الجمعة الماضي. عندما غادر معالي المبعوث بدأ البعض ينسحب من الاعتصام دون "شوشرة" بينما فضل البعض إعلان انسحابهم وقد كانوا أفراد معدودين على أصابع اليد الواحدة. بذلك ونتيجة لثقافتنا العربية بدأ الطرفين في اتهام بعضهم البعض بما كانا يتهمان به العدو الوهمي الذي لم يظهر. الآن بدأ الطرفين في التراشق بالاتهامات والتخوين والتحقير للأسف‘ في كل من المواقع الالكترونية ومنبر الاعتصام. قد أكون هولت الموضوع وكأنه حرب، هو ليس كذلك ولكن بالفعل هناك أصوات مزعجة تخرج من هنا وهناك تحاول أن تجد مشكلة لتبرر موقفها بينما كان بإمكان الجميع تفهم بعضهم البعض وترك العراك الذي لا يخدم القضية.

الجميع مخلص للوطن ولكن هناك زوايا ننظر منها للحقيقة تختلف من ناظر إلى آخر ونتيجة لذلك يختلف تعريفنا للحقيقة حسب الزاوية التي ننظر منها إليها.

الإخوة الذين انسحبوا من الاعتصام أحسوا أن عدم انسحاب الآخرين يعني استئثارهم(أي الآخرون) بفضل الاعتصام دونهم، كما أن المعتصمين الباقين يرون أن لا فضل يُحسب للمنسحب مع العلم أن الجميع شارك في الجهد والإنجاز.

يجب أن تعلمنا مثل هذه الاحداث الكبيرة قبول الآخر المختلف حتى وإن لم نستصغه أو نهضمه. إن الوطن للجميع ولايمكن أن نحتكر حبه ولا التضحية من أجله وليس لنا الحق في تعريف الإخلاص وتحديده برؤيتنا الضيقة وننكر تعريفات الآخرين لنفس المصطلح.

الذين تركوا الاعتصام يرون أن الحكومة جادة في تنفيذ متطلبات الشعب بدليل ما تم إلى الآن. ويرون أنها بحاجة إلى وقت وفرصة أكبر لتنفيذ ما تبقى، وأن دورهم قد انتهى وهي وجهة نظر يجب أن تُحترم لأنها تحتكم إلى واقع ملموس وحسن نية وظن في الحكومة. المعتصمون يرون أن وجودهم معتصمين وبطريقة سلمية يساعد الحكومة على تنفيذ المطالب بجدية أكثر. هم يعتبرون أنفسهم أعوان للسلطان لاجتثاث الفساد والمفسدين. لا يزالون مقتنعين أن الحقوق لا يمكن أن توهب بينما الشعب نائم في سبات، إنما الحقوق تنتزع تحت ضغط، والضغط السلمي هو أفضل الطرق وأنجعها للحصول على الحقوق. هنا أنا أحترم وجهة نظرهم وأرى أنهم محقين من هذه الزاوية وبالتالي لا يجب أن يتم توبيخهم أو وصفهم بناكري المعروف أو أي نعوتٍ تسيئ إليهم وهم بهذا النبل.


إنني أتفهم الطرفين؛ المعتصمون الباقون وهم الأغلبية، وأتفهم موقف المنسحبين رغم عدده القليل، لأن كلٌ ينظر للحقيقة من زاويته وحسب معطياته ولكلٍّ قناعاته وتعريفاته الخاصة التي يجب أن أحترمها، في الأخير هم مخلصون جميعا للوطن.

الأحد، 3 أبريل 2011

إشاعة..

الإعتصام في ظفار لا يزال مستمراً لا يزال اعتصام ظفار مستمر وليس هناك ما يشير إلى انفضاض الاعتصام إلى الآن. الاشاعات والبيان الذي قرأناه عبر المنتديات لم يكن يعبر عن المعتصمين بقدرما هو محاولة لخلق بلبلة. تمنيت لو يكون البيان حقيقي وبموافقة الجميع ومتزامن مع بيانات مشتركة لجميع الاعتصامات في السلطنة. أعتقد أن تعليق الاعتصامات الآن ومراقبة أداء الحكومة سيجعل صانع القرار ملتزم أكثر بتنفيذ مطالب الشعب وذلك لضمان عدم عودة المعتصمين إلى الساحات. اعتصام ظفار لم يؤثر على الحياة العامة للمواطنين ولا المنشئات الحكومية او الخاصة لذلك ليس هناك مبرر للضغط على المعتصمين للرجوع إلى بيوتهم ما داموا منضبطين، هذا ما قاله أحد المعتصمين الذين اتصلت بهم. للأسف أحداث صحار أخرت إعلان فض الاعتصامات طواعية من قبل المعتصمين أنفسهم. الله يوفق الجميع لما فيه الصالح العام.

41 أحلى



السبت، 2 أبريل 2011

لقاء مبعوث جلالة السلطان بالمعتصمين في صلالة

وصل أمس الجمعة وزير العدل مبعوثاً من جلالة السلطان للقاء المعتصمين في محافظة ظفار. كان اللقاء بعد صلاة العصر في ميدان نداء الخير (مكان الاعتصام). أبلغ معالي الشيخ وزير العدل سلام وثناء جلالة السلطان على الاعتصام والمعتصمين في ظفار وقال أنه مبعوث لنقل مطالب المعتصمين لجلالته. ثم بعد ذلك بيّن أن الاعتصام قد طال مداه وأصبح ثقيلاً على المعتصمين وعلى أهلهم وأن جلالته لا يحب الاعتصامات إذا كانت المطالب قد وصلت في إشارة إلى المعتصمين بالرجوع إلى بيوتهم.

بعد نهاية كلمة الوزير قام أحد المعتصمين ورحب به وبين له أن الاعتصام سلمي وسيظل سلمياً. كما تطرق إلى بعض نقاط العريضة وقام بسردها لمعاليه. بعده قام معتصم آخر وأعاد الكثير مما قاله الأول ولكنه طلب من معالي الوزير إبلاغ السلطان برغبة المعتصمين بإقالة كافة الوزراء وتطهير مكتب المحافظ من الفاسدين. المتحدث الثالث طرح أسئلة عنيفة بعض الشيء لن أذكرها ولكنه بدأ بسؤال مهم وهو: هل بعثك صاحب الجلالة لفض الاعتصام أو طلب من إبلاغنا بذلك؟

كانت الاجابة بـ لا، ولكن أود- والكلام للوزير- إخباركم أن جلالته لا يحب الاعتصامات.

لم يستمر الحوار بعد ذلك بسبب عدم التنظيم وكثرة المتزاحمين على الميكروفون مما حدا بالمعتصمين إلى شكر معالي الوزير وتكليفه بتبليغ ما سمع لجلالة السلطان وغادر الساحة.

لم يكن اللقاء منظماً تنظيماً جيداً وذلك كان متوقعاً بسبب عدم وجود لجان أو إدارة تقوم على تنظيم المعتصمين. هذه هي نقطة ضعف الاعتصام في ظفار؛ عدم وجود إدارة أو لجان تنظيمية. الكل قائد والكل يريد أن يظهر والكل لا يريد الكل والكل خائف من الكل. هذا هو المحك الاول الذي فشل فيه المعتصمون تنظيمياً، وأعتقد أن الاعتصام سيفشل بسبب عدم وجود إدارة ولعدم ثقة المعتصمين بعضهم ببعض. مع ذلك كان اللقاء ناجحاً لأن الطرفين تحاورا وسمع كل طرف من الآخر.

كان من الصعب جداً على المعتصمين قبول فض الاعتصام لسببين أولهما أن جلالة السلطان لم يطلب ذلك شخصياً. السبب الثاني أن تطورات الأحداث في صحار لا تشجع المعتصمين في ظفار على فض الاعتصام خاصة وأن أحد المطالب الرئيسية للمعتصمين أن يتم الافراج الفوري عن كل المعتقلين في صحار. وكما قال أحد المعتصمين أن فض الاعتصام بينما الدم يسيل في صحار يعتبر خيانة للوطن قبل أن يكون خذلان لإخوة الوطن.

بعد اللقاء وأثنائه حضر الكثير من أصحاب الاقتراحات من غير المعتصمين لتقديم آرائهم. كان معظم الطرح أن يتم فض الاعتصام أو تعليقه إلى إشعار آخر، لكن الخلاصة تقول أن المعتصمين مصممون على الاستمرار في الاعتصام السلمي مهما كانت الظروف.

الأيام القادمة ستظهر الكثير من الاختلاف حول استمرار الاعتصام من عدمه. كما أن المعتصمين الأوائل أصبحوا ملاك للإعتصام وهذا بدوره عامل من عوامل ضعف الاعتصام.


أعتقد أن الحكومة أثبتت أنها أقل من الاحداث الحالية وأن القمع الذي فرض هيبة الدولة بصورة مفرطة في صحار لم يكن في صالح الحكومة الجديدة ولم يحترم المواطن ولم يختلف عن سلوك المعتصمين المخربين.أعتقد أن المشكلة لم تكن في أفراد بقدر ما هو تخبط وارتباك أجهزة.

حان الآن وقت حسم المشكلة قبل أن تشتعل عمان بسبب أخطاء أجهزة ليس لديها قدرة على احتواء المشاكل الطارئة. أرى أن على السلطان أن يحقن الدماء ويتحدث إلى شعبه ويطلب منهم الهدوء وأن يعدهم بحياة حرة كريمة.. العملية ليست لعبة بسيطة ستنتهي بمضاعفة رواتب فقط هي أكبر بكثير من المادة.
للتواصل راسلني على: hesheandme@gmail.com