السبت، 23 يونيو 2012

مهرجان اللبان السنوي



سؤال: ليش حليمة ما تتوب؟!!
جواب مختصر: لأنها حليمة.


لابد أن نبحث قدر الإمكان عن التميز خاصة عندما نكون في موقع القيادة والتعامل المباشر مع العامة. من ارتضى لنفسه أن يتصرف بجزء من المال العام فعليه أن يصرفه في مكانه الصحيح أو أن يرجعه إلى خزينة الدولة. ومن ارتضى لنفسه أن يرسم خطط وبرامج المقصد منها خدمة البلد ومرتاديه فعليه أن يخطط ويرسم وفق منهجية علمية أو أن يترك التخطيط لغيره. هناك ما يسمى ببيوت الخبرة وهناك ما يسمى بالمواطن صاحب الرأي والمقترحات وهناك السائح المواطن وغير المواطن الذي يمكن الاستعانة به في معرفة ما يمكن أن يُوفر له من ترفيه.. موضوعي يتعلق بمهرجان صلالة السياحي.
أصبح لدي يقين بأن مهرجان صلالة السياحي قد وصل إلى مرحلة الشيخوخة بعد أن عمل bypass لمرحلة الشباب -التي لم يستطع الوصول إليها- فقفز قفزة وضعته في مرحلة اللاجديد. سنويا نسمع عن المفاجآت التي تنتظرنا أو ننتظرها ولكن نتفاجأ بأن الملل في انتظارنا.. خلاص يا جماعة بلا مهرجان بلا تمرهندي.. مل التكرار من التكرار.
مع أننا في بداية المهرجان إلا أن المثل الشعبي يقول "إذا با تحلب البقرة شوف وجهها". من البداية حاس أن المهرجان ليس إلا أداة لحرق مالنا العام.. سنويا يُبذل جهد كبير في وقت وجيز تكثر فيه الأخطاء ويقل فيه الابتكار وتهدر فيه الأموال الطائلة نتيجة عدم وجود منافسة حقيقية بين الشركات المنفذة لما يصاحب المهرجان من فعاليات ومتطلباتها وأيضا نتيجة عدم وجود عقليات تفهم في المهرجانات... و بالمناسبة عمان فاشلة في المهرجانات سواء مهرجان مسقط أم مهرجان صلالة.
لدي معرفة ببعض الموظفين الصغار والمتوسطين في البلدية وهم على قدر كبير من الإخلاص والوطنية لكن إمكانياتهم أقل من الحمل المنوط بهم. لم يخضعوا لتدريب كاف ولم يُعطوا الوقت الكافي للتعامل المبكر مع الحدث ناهيك عن إمكانياتهم ومهاراتهم، لذلك تجد أنهم يعملون لساعات طويلة فيقعون بين مطرقة الشركات الانتهازية وسندان الوقت.  ولأن الطريقة التي يتعاملون بها مع الواقع ليست احترافية ولأن مسئوليهم لا يفهمون العمل الاحترافي ويعتمدون على الإرتجالية كان لابد من تعرضهم للضغط المتواصل والغير مبرر وكان لابد من أن يكون المهرجان هزيل.
عمل البلدية عمل كبير وهي تسخر كل طاقاتها للمهرجان سنوياً وكأنه آخر مهرجان ستقيمه لتتفاجأ بأن السنة التالية قد حلت وأنه لا بد من مهرجان آخر. يبدأ الارتجال من جديد وتتكرر الأخطاء فتكون النتيجة مهرجان هزيل متكرر يمكن اختصاره ببيت تراثي وخيمة للتسوق ومطعم "محبوب" وحفلة لمطرب منتهي.. إفلاس حقيقي.. المواطن والزائر يقولان لا جديد.
أين التحضير المبكر وأين التقييم وأين المحاسبة. لا بد أن تكون هناك مساءلة ولابد أن يعرف الشارع كيف تدار الأمور وكيف تصرف الأموال وتحت أي مبرر تسند الأعمال إلى أفراد بعينهم وشركات بعينها. لابد أن تعرف البلدية ردة فعل الشارع تجاه ما تقوم به من أعمال وما تنتهي إليه من إخفاق. نريد أن يقف المسئول عن المهرجان أمام وسائل الإعلام بعد انتهاء المهرجان ليخبر الجميع عن الانجازات التي تمت والأهداف التي وصل إليها المنظمون وكذلك أن يخبرنا بالاخفاقات ومسبباتها. لن نتطور بدون نقد أو تقييم لما نقوم به.
الحديث هنا لا ينتهي فالبلدية ومهرجانها يعنيان الجميع ولا يعني انتقادنا لما يجري أننا أفضل من أحد أو أننا لا نخطئ لكن أخطاء من هم تحت الأضواء أضخم بكثير من أخطاء من هم في الظل. كنت قد قررت عدم الكتابة عن المهرجان حتى لا يُفسر انتقادي له على أنه شخصي لكن ردة الفعل على حفل الافتتاح الذي لا يستحق النقل المباشر والأخطاء التي صاحبت النقل المباشر وسوء الإخراج، كل ذلك دفعني للفضفضة هنا.
المواطن والزائر لا يطلبان المستحيل ومن حق الزائر أن يحصل على الحد الأدنى مما يرضيه. هناك أفكار كثيرة يمكن أن تضيف قيمة للمهرجان سواء كانت إقامة بطولات رياضية ومسابقات إقليمية أو إقامة الندوات الثقافية والفكرية أو إقامة مسابقات فنية واستقطاب فنانين عالميين في شتى الفنون.. الأفكار كثيرة جدا.
كنا في جلسة نقاشية قبل عدة أشهر فطرح أحد الحضور فكرة رائعة جداً تمنينا أن يتبناها المهرجان في يوم من الأيام. الفكرة هي أن يكون هناك يوم سنوي يُسمى يوم اللبان السنوي وأن يصادف هذا اليوم يوم افتتاح مهرجان صلالة السياحي. في هذا اليوم يتم حرق اللبان في كل بيت وفي توقيت واحد بحيث تتوه المدينة في ضباب من عبق اللبان.. يكون حفل الافتتاح عبارة عن رمي كمية من اللبان في "مجمر" ضخم في مركز البلدية أو إحدى الساحات بحيث تعلن رائحة اللبان عن بدء فعاليات المهرجان. الفكرة خلاقة جداً ويمكن العمل بها كما يمكن أن يتم تغيير اسم المهرجان إلى مهرجان اللبان العالمي. خلال فترة المهرجان تلتزم إدارة المهرجان بالتعاون مع جهات حكومية ومدنية بزراعة عدد معين من الأشجار.. هناك افكار كثيرة ستنبثق من فكرة اليوم السنوي للبان.
بالطبع هناك أفكار كثيرة في رؤوس الشباب لكن تظل أفكار تتوافق فقط مع العقليات الجديدة اليافعة ولا يمكن أن يقبل بها من شب على التقليد.
هذا ما لدي قبل النوم :)
أمنية قبل النوم: أتمنى خروج أخواننا المعتقلين والمعتقلات من سجن "بيان الادعاء العام" وأن تخرج سلطتنا الأمنية من سجن الخوف من أبناء الوطن الصادقين.
قال نزار: مشكلتي مع النقد أنني كلما كتبت قصيدة باللون الأسود قالوا أنني نقلتها عن عينيك..

الثلاثاء، 5 يونيو 2012

خلو الناس تعبر


وانتو برايكم
لا يزال هناك خوف كبير من البوح سواء منا كمواطنين أو من أجهزة الحكومة. المواطن يخاف من أن يفكر بصوت مرتفع لأن "الجدران لها ودان" وقد توفر له الأجهزة الأمنية جراء ذلك إقامة مع إعاشة مجانيتين في أحد السجون. هذا بحد ذاته رادع كافٍ لأن يمشي الواحد منا "جنب الحيط" كي يضمن سلامته وبهذ تضمن الحكومة خط سير رئيسي للجميع أي " امشوا عدل". لكن هل هذا هو الحل؟!!.. لا أظن. الحكومة بدورها تخاف من أن ينفلت الأمن (أو هكذا تدعي) عندما يعبر المواطن عما يجوش في نفسه ويفكر بصوت مرتفع بسبب تزاحم الأفكار في رأسه. هذا التزاحم "العاصف" في الذهن ليس ترف فكري بل هو ناتج عن تصرفات خاطئة -من وجهة نظرالمواطن- يقوم بها أفراد محسوبون على الحكومة ليس بالضرورة أن تكون بسوء نية أو عن قصد. تتكرر التصرفات الخاطئة ويتكررالعك في تنفيذ المشاريع والخطط وإهدار المال فيسكت معظم الشعب ويتحدث القليل منهم وقد يصل بالمتكلمين الحال إلى التوغل الحاد في النقد لدرجة أن بقية الخائفين يحكمون على المتوغلين في النقد بأحكام قاسية جدا. هنا لا يجب على الحكومة أن تستعرض قوتها على المواطن لأنه انفجر، بل يجب عليها أن تدعه يفضفض من ناحية وأن تصحح هي أخطاءها من الناحية الأخرى أي عليها أن تتجاهله إن كانت واثقة مما تفعل وتكذبه بالنتائج والأفعال.
شخصياً مقتنع بأن التطرف في الطرح من أجل الصالح العام مطلوب في الوقت الذي لا يطغى فيه صوت التطرف على صوت الاعتدال العام. نحن بحاجة إلى بعض التطرف في الطرح لكي نصل إلى حل وسط في النتائج في ظل وجود الهيمنة الحكومية على كل شيء. ما لم تكن هناك معارضة أو إعلام محترف يجب على الحكومة أن تعطي المواطن مساحة لا متناهية من الحرية وأن تتقبل نقده مع إحسان الظن به. الركود الطويل مع التطبيل والتضليل قادنا إلى هذه الحالة ويجب أن نعالج واقعنا باستئصال مسببات التوتر والاحتقان بطرق حديثة وليس بالرجوع إلى حلول قد عفا عليها الزمن.
من أجل مصلحة الجميع يجب أن تستمر الحكومة في الاستماع إلى المواطن من خلال كل القنوات المتاحة وأن تضمن له الحق في إبداء الرأي وأن توقف سن القوانين الكابتة للحرية لأن الطرح الواضح مهما كان جارحاً هو أفضل بكثير من المجاملات الكاذبة المضللة فالأول يصحح المسار والثاني يقود الجميع إلى الهاوية ولو بعد حين.
الكبت والتخويف انتهى وقته ولابد للعقول الجديدة في الحكومة وأجهزتها الأمنية أن تعي ذلك وأن تبحث عن طرق جديدة للتعامل مع الواقع الحالي بما يضمن للشباب المتحمس مساحة كافية من حرية التعبير. عندما تكون حرية التعبير مكفولة بالمطلق ستقل الأخطاء بالتدريج إلى أن تصل إلى أقل مدى ونتيجة لذلك سيتفرغ الشباب للإبداع كل حسب ميوله. أعتقد أن التحرش بالشباب المتحمس في هذا التوقيت بالذات تصرف غير حكيم وسيجر الجميع إلى مزيد من التوتر والإحتقان وبالتالي الصدام الذي لا نتكهن بنتائجه.
التهدئة من قبل الحكومة مطلوبة خاصة في الظرف الراهن لأنه حسب ما نرى فإن بعض الشباب "بايعها" ولديه أعذاره ومستعد أن يمشي إلى آخر الطريق خاصة إذا وجد استفزاز مباشر، ومثل البيان أعلاه يعتبر استفزاز صريح مهما كانت مسبباته. قد يرى البعض أن هناك تصرفات جريئة حصلت من بعض الغاضبين في الفترة الأخيرة نتيجة للإعتقالات لكن لابد لبال الحكومة أن يكون "أوسع" وتبحث في المسببات الحقيقية للمشكلة وأن يكون البحث بآليات وعقليات جديدة تتناسب والمرحلة.
****
دعوا الناس تحكي وتحكي وتحكي ثم اقلبوا الصفحة وضعوا فيها نصاً جديداً من بعض ما حكوا أو من كل ما حكوا وأضيفوا للنص ما يجمله ثم قدمه للوطن...
 قال نزار:
إقلبي الصفحة يا سيدتي علني أعثر في أوراق عينيك على نصٍ جديد :)


للتواصل راسلني على: hesheandme@gmail.com