الخميس، 31 مارس 2011

صاحب الجلالة قرر إرسال مبعوث إلى معتصمي ظفار

يبدوا أن الاعتصامات قد آتت أُكُلها.. لقد استعان السلطان بشعبه لتنفيذ إصلاحات مهمة ما كانت لتتنفذ بسهولة لولا حنكة جلالته وجاهزية شعبه. لبى الشعب النداء كما لبى السلطان بعض مطالب الشعب وهناك بالتأكيد تطلع وثقة من الشعب في سلطانه لتنفيذ بقية المطالب المعقولة في أقرب فرصة ممكنة.

لقد تجاوز الوطن مرحلة عنق الزجاجة والآن توسع المجرى وكان الشهر الذي مر من أصعب وأفيد الشهور التي مرت على عمان منذ يوليو 70 .

الأمل معقود على جلالة السلطان لمحاربة الفساد والفاسدين بجدية وآلية أكثر نجاعة. أكاد أجزم أنه إذا قضينا على 75% من الفساد فإن معظم الشعب سيرضى بما عنده ولن يطلب من الحكومة إلا العيش بحرية وكرامة ومساواة.


بينما كانت النقاشات محتدمة على مسرح ميدان الاعتصام حول إغلاق بوابة مكتب المحافظ من عدمها، وصلتنا رسائل في جوالاتنا تفيد بأن السلطان كلف أحد الوزراء بالتوجه إلى معتصمي ظفار!!.. طبعاً الرسالة أتت من رقم لا يعمل(99003878). مثل هذه الرسائل لا يُعرف مصدرها وكانت بعض الأحيان تحمل أخبار غير حقيقية.

بعد وصول الرسالة بأقل من ساعة تلقى أحد المعتصمين اتصال يقول أنه من الشيخ سالم بن مستهيل المعشني( ابن خال السلطان) مفاده أن السلطان كلف وزير العدل بمقابلة المعتصمين غداً الجمعة.

ليس هناك أي معلومات أو تكهنات بمضمون الرسالة التي سيوصلها معالي الوزير إلى المعتصمين ولكن الخطوة تعد خطوة عظيمة من جلالته وتكريم منه لموقف المعتصمين السلمي طوال فترة اعتصامهم.

الليلة ستكون ساخنة جداً والمعتصمون في حالة حركة دائبة لتجميع أنفسهم والخروج بآلية ومظهر مشرف أمام رسول جلالته. قد يتم الليلة تشكيل ممثلين عن المعتصمين وكذلك سيعمل المعتصمون على صياغة رسالة مطالب خاصة بمحافظة ظفار.

سننتظر الجمعة والرسول ونسأل الله الوفيق للجميع.

الأربعاء، 30 مارس 2011

اجتماع بعض الجهات الحكومية بالمعتصمين

حصل اجتماع أول أمس في صلالة(أعتقد في الكليةالتقنية) حضره كل من وكيل الخدمة المدنية، ووكيل القوى العاملة، وقائد لواء المشاة 11، وقائد الشرطة في محافظة ظفار(أو ممثل عنه)، وعضو مجلس الشورى عن ولاية طاقة وبعضاً من المعتصمين والمواطنين. يبدو أن حضور الوكلاء والجهات الأمنية والعسكرية أتت لعرض ما لديها بطلب من أعضاء مجلس الشورى وبالتحديد سعادة مسلم الشيخ مسلم المعشني الذي يعتبر من أنشط أعضاء مجلس الشورى وأكثرهم جهداً خلال الفترة الماضية وأثناء الاحداث الاعتصامية.

عرضت الجهات الحكومية الدرجات الشاغرة لديها وأماكن التسجيل. أفاد وكيل الخدمة المدنية أن وزارته لديها 11ألف وظيفة وأن التسجيل جاري. كذلك أفاد وكيل القوى العاملة أن لدى وزارته 15 ألف وظيفة وهي مفتوحة للجميع. في المقابل ذكر قائد لواء المشاة 11 أن التسجيل للتجنيد في الجيش مفتوح وأن المتقدمين لن يخضعوا للإجراءات المعقدة التي كانت تُعمل في السابق وأن الراتب لن يقل عن 400 ريال للمقبولين. كما أوضحت شرطة عمان السلطانية أن التسجيل مفتوح وأن الإجراءات ستكون أقل تعقيداً من السابق وسيكون الراتب 480 ريالاً في حالة القبول. لم أحضر الاجتماع ولكن المعلومات وصلتني من أحد المطاوعة الذين أثق بهم والذي بدوره كان أحد الحضور.

هذا من ناحية

من ناحية أخرى لا يزال الشد والجذب على مسرح ميدان الاعتصام بين الصقور والحمائم :). اعتلى المنبر البارحة الكثيرمن دعاة التريث وعدم التصعيد من غير المعتصمين ومن بعض المعتصمين. كان الكلام جميلاً وفيه من الاقناع ما فيه. حيث أشار أحد المتحدثين أنه من الواجب مراقبة ما يجري في صحار والتعلم من أحداثه. كما أشار إلى أن الشجاعة ليست بإغلاق بوابة مكتب المحافظ بل بالصبر والتحمل لأن من أراد أن يبني مستقبل بلده فلا بد أن يستخدم العقل لا العاطفة وحدها وأن يقيس الأمور بأنية ودراسة وتمعن. في الأخير قال أن من يدعو إلى التصعيد فهو لا محالة يريد أن يجر الاعتصام إلى الفض لأن التصعيد يعني تقديم الحجة على طبق من ذهب للجهات الأمنية لفض المعتصمين وإخلاء الساحة منهم ومن إزعاجهم.


في المقابل يرى دعاة التصعيد أن إغلاق البوابات ليس بالمشكلة الكبيرة وإنما هي إشارة بسيطة إلى أن هناك معتصمون بأيديهم أوراق ضغط وان مطالبهم لا تزال في أدراج الحكومة لم تنظر لها بعين جادة.

حصل حوار على المسرح بين أحد دعاة التهدئة وبعض المعتصمين المقتنعين بإغلاق البوابات وكان الحوار بناءً وهادفاً ولكن تظل القناعات متفاوته بين شخص وآخر إلا أن نبرة التهديد بالإغلاق لا تزال موجودة وإن كانت من القلة القليلة من المعتصمين، مع أنني مقتنع أنها لا تعدو كونها تلميح وإنذار من بعيد ولن تصل إلى حد التطبيق في الموعد المذكور.

الغد سيكشف لنا ما إذا كانت التهديدات حقيقية أم لا، لكننا لا نستطيع نسيان دعوة الاضراب الفاشلة التي أُطلقت الجمعة الماضية والتي لم تنجح لأنها لم تكن مدروسة ولم يكن توقيتها مناسباً. أتمنى أن يكون فشل الاضراب درس واضح لمن يدعو إلى غلق بوابات مكتب الفساد الاداري والمالي(مكتب محافظ ظفار) وأن يظل المعتصمون على وضعهم السلمي.
ملاحظة: الصور لبوابتي مكتب المحافظ.. البوابة الرئيسية مغلقة منذ بداية الاعتصام أمام السيارات(الصورة الثانية) والأخرى تم فتحها للمحافظ بعد غلق الرئيسية.. هناك خطأ في الكتابة(المقصود مدخل سيارة المحافظ في الوقت الراهن)

الاثنين، 28 مارس 2011

الصقور يقررون غلق مكتب المحافظ..!!


ليلة البارحة كانت أقل حدة مقارنة بالليلة التي سبقتها وقد قرر المنظمون أن يكون المسرح لهم ولهم وحدهم. كانت هناك محاولات لشحذ الهمم والشحن للخطوة القادمة. ألقيت بعض القصائد وطرحت آراء مختلفة وفي النهاية خلص الأمر إلى نتيجة واحدة وهي إعطاء الحكومة مهلة إلى نهاية هذا الأسبوع للتجاوب مع المطالب على أن يكون الجمعة آخر يوم للمهلة، وإلا سيقدم المعتصمون على غلق بوابات مكتب المحافظ أمام مرتاديه من موظفين ومراجعين ابتداء من يوم السبت القادم بمن فيهم المحافظ وكبار الموظفين.

هذا كان رأي "الصقور" من المعتصمين الذين يرون أن الهدوء الذي استمر عليه الاعتصام لمدة شهر والاستجابة البطيئة من الحكومة يجب أن تليه خطوة جادة تحسس الجهات المعنية أن الاعتصام لديه أوراق ضغط غير التجمهر والخطب.

كانت هذه الخطوة قد سبقتها دعوة للإضراب العام ولم تنجح، تلتها محاولة -في نهاية الأسبوع الماضي - لغلق بوابات المكتب و قد تم اقناع أصحاب الفكرة بعدم إغلاق البوابات في الفترة الراهنة وتأجيل الأمر إلى ما بعد الاجتماع الذي تم بالأمس بين الشيوخ وأعضاء مجلس الشورى. يبدو أن بعض المعتصمين مل الجلوس والتفرج على بوابات مكتب المحافظ.


هناك عدم رغبة من معظم المتواجدين للتصعيد في الوقت الحالي ولكن يبدو أن المعتصمين (من تكلم منهم على الأقل) قد نفد صبرهم من مماطلة الحكومة ورهانها على عامل الوقت وسلمية الإعتصام. هذه حجة من هو مصمم على التصعيد. هم يرون أن لا بد من صدمة تحسس الحكومة بجدية المعتصمين وتصميمهم على مطالبهم.


في الوقت الذي يرغب هؤلاء باستجابة الحكومة لمطالبهم فإنهم غير مستعدين للحوار وهذا ما أو ضحه أحد المتحدثين على المسرح. هو ليس من المعتصمين الرئيسيين ولكنه قالها بكل صراحة في وجوه المعتصمين: " هذا الاعتصام أبكم لا يتكلم لأنه بغير قيادة وكل من أراد الحوار أجبرتموه على التحدث إلى العريضة التي لا تتحاور !!". لعل المشكلة الوحيدة تكمن في أن الاعتصام بدون قيادة مرئية واضحة ولكن كما أشرت في تدوينة سابقة وبلا شك أنه ليس كما يبدو بل هناك قيادة قد نراها أو لا نراها تريد له أن يكون هلامياً كما هو الآن..

من هنا إلى نهاية الأسبوع ستتضح ما إذا كان الاعتصام يدار من داخل الميدان أم من الخارج!!


******


اليوم سيأتي وكيل القوى العاملة -حسبما سمعت في الاعتصام- إلى محافظة ظفار وهناك دعوة من أحد المعتصمين لمنع الوكيل من دخول القوى العاملة في صلالة ولكن في نفس الوقت ليس هناك استعداد للحوار معه!!! هذا أمر غريب جداً وفيه من الاستفزاز والإزدواجية ما فيه.. لم أعد أفهم إلى أين سيتم جر هذا الاعتصام؟!!


في الأخير لا يزال الدعم موجود للإعتصام الحقيقي رغم عدم الرضى عن الطريقة التي يُقاد بها الاعتصام، ولا يزال الأمل موجود لإيقاف التصعيد والتأني إلى أن تتضح الأمور أكثر. كما أن هناك أمل في مراسيم سلطانية حاسمة خلال هذا الأسبوع.

السبت، 26 مارس 2011

الاجتماع ونتائجه

لم أحضر اجتماع الشيوخ وأعضاء مجلس الشورى مع المعتصمين الذي تم بالأمس في الكلية التقنية بصلالة ولكنني حصلت على معلومات من بعض العملاء :)
ملخص ما حصل أمس في الاجتماع وبعض الملاحظات من ميدان الاعتصام:
1- لم يكن المحافظ في الاجتماع أو طرف مباشر فيه(لم يكن هناك طرف حكومي في الاجتماع)
2- لم يكن الاجتماع في ظاهره لفض الاعتصام كما ظننا بالأمس
3- بيَّن الشيوخ أنهم(الغالبية منهم) مع مطالب الاعتصام وبالتالي هم مؤيدون للإعتصام
4- لم يحضر كل شيوخ قبائل ظفار
5- كان فحوى الإجتماع أن تكون هناك لجان من قبل المعتصمين والشيوخ وأعضاء مجلس الشورى لتقييم المرحلة الحالية والمكاسب التي حصلت والتعامل مع المرحلة القادمة وعمل آليات للخروج بأفضل المكاسب. الهدف من اللجان هو أن يتم فرز المطالب الرئيسية للعريضة والمطالب التي تحتاج فترة أطول للتنفيذ وعمل آليات لمتابعة تنفيذها مع الجهات المختصة(السلطان). كما تم اقتراح عمل لجان لتقييم ودراسة المشاكل الأخرى التي تعاني منها المحافظة كالتعليم والصحة والتوظيف إلى آخره ورفع نتائج التقييم والتوصيات الناتجة عن هذا التقييم للجهات العليا.
6- لم يخرج الاجتماع الذي استمر حتى الساعة الخامسة مساء بقرار واضح ولكنه لم يناقش فض الاعتصام
7- في الفترة المسائية(العصر) حضر أعضاء من مجلس الشورى -الذين كانوا في الاجتماع- إلى المعتصمين في مقرهم أمام مكتب المحافظ
7- طرح الأعضاء وجهة نظرهم وبينوا أنهم مع الاعتصام وأن ليس لديهم نية للحديث أو مناقشة أو محاولة التأثير على الاعتصام وفضه
*** أوضح أعضاء مجلس الشورى أنهم حاولوا التواصل بين الحكومة والمعتصمين وعندما أتت لجنة وزارية برئاسة رئيس مجلس عمان إلى المعتصمين للمناقشة تم التعامل معها بطريقة سيئة ولم تجد استقبال وبالتالي رجعت أدراجها، وهذا أمر محسوب على المعتصمين مع العلم أن الكثير منهم استاء من هذا التصرف الذي ما كان ليحدث لو كانت هناك واجهة للمعتصمين تمثلهم ويمكن التعامل والتواصل والتنسيق معها.
8- كان هناك دفاع مستميت من المعتصمين(المتحدثين منهم) على أن الاعتصام شرعي وأنه لا يوجد أحد مفوض بفضه غير السلطان أي أنهم كانوا في خوف شديد من أن المحاولة هي محاولة ضد الاعتصام
9- تم التعامل مع أعضاء مجلس الشورى على أنهم وفد يمثل الحكومة وبالتالي تم حصرهم في الدفاع عن أنفسهم معظم الوقت
10- هناك تطرف خطير في الطرح من قبل بعض المعتصمين وكذلك لا يخلو بعض الطرح من عدم تقدير مجيئ أعضاء مجلس الشورى
11- استمر النقاش إلى منتصف الليل
ملاحظات عامة:
* - إذا استمرت سيطرة بعض "المعتصمين الطافين على السطح الآن على مجريات الاعتصام فإن النتيجة لن تكون مبشرة بخير
* - وجود المعتصمين بدون لجنة ساعد كثيراً على ظهور بعض "الغير مؤهلين للقيادة" الذين سيقبرون الاعتصام بأيديهم كما أن هؤلاء نفّروا المناصرين لأهداف الاعتصام والمتضامنين مع المعتصمين بصورة أصبحت تهدد بقاء الاعتصام واستمراره
* - لا يوجد تنظيم ... لا بد من تنظيم حقيقي للإعتصام حتى يصل إلى أهدافه المتوخاه
* - إذا استمر الوضع بهذا الشكل فإن من بدأ الاعتصام مصمم على بقائه بنفس الشكل حتى يضمن نهايته التي يريدها..
* - لا بد من تقييم الوضع من قبل المعتصمين وأن يتقدم القابعون في الخلف لقيادة الدفة قبل أن تغرق سفينة المعتصمين
هناك ملاحظات كثيرة وقراءتي للمشهد تبين لي أن هناك أمر أكبر مما نتوقع، وليس تصميم الإخوة المعتصمين على عدم وجود لجنة ممثلة لهم إلا "لسبب" لن أكشف عنه الآن...
مع كل هذا أنا مع الإعتصام وسأظل مؤيد له ومستمر فيه لأن الأهداف المعلنة منه والفوائد التي جناها المواطنون إلى الآن تعد مكاسب غير عادية تُكتب للمعتصمين حتى وإن كانوا مجرد طُرش في الزفة... (شطحة محفيفية :))

الجمعة، 25 مارس 2011

تصعيد بسبب التهميش

نتيجة للتهميش الاعلامي وحتى الحكومي للمعتصمين قرر بعض المعتصمين التصعيد. بالأمس تم نصب خيمة أمام بوابة مكتب المحافظ وتم إغلاق البوابة الأخرى التي يدخل منها المحافظ كما تم إغلاق البوابات دلالة على التصعيد من جانب المعتصمين لأن الحكومة لم تعبر الاعتصام في الوقت الذي أرسلت فيه وفود عالية المستوى إلى صحار وربما غيرها.

لم يكن التصعيد برغبة جماعية أو بتخطيط وتنفيذ جماعي وإن كان منطقياً بعض الشيء من وجهة نظر المعتصمين وله أنصار. بهذا التصعيد رجع المنبر إلى الخطابة من جديد واشتد الصراع الكلامي وبالذات من غير المعتصمين(الداعمين للمعتصمين) المعارضين للخطوة التي يجب أن تكون مسبوقة بإنذار ومهلة.

لا شك أن الليلة الماضية كانت ساخنة بين المعتصمين أنفسهم وبينهم وبين الذين يعملون من الخلف للوصول إلى تصرف يقبله الشارع قبل المعتصمين. إلى الآن لا أدري إلى أين وصل الاتفاق هل سيتم اعطاء مهلة للحكومة أم سيتخذ القرار بغلق المكتب أمام المحافظ والموظفين؟.
أعتقد أن خطبة الجمعة من موقع الاعتصام ستبين الخطوة القادمة للمعتصمين.

الخميس، 24 مارس 2011

28

الاعتصام في يومه الـ 28

وصل الاعتصام في صلالة إلى يومه الثامن والعشرين دون أي تخريب أو أعمال عنف وليس هناك أي مؤشر لأي أعمال عنف بسبب تجاوز المعتصمون لمرحلة الخوف والاحتقان والارتباك. الآن بدأ الاعتصام يكتسب ثقة أكثر وبدأ المعتصمون أكثر إيماناً بقضيتهم خاصة بعد تجاوزهم لهزة الإشاعات والانسحابات الوهمية نهاية الاسبوع الماضي كما أن المساعي غير المباشرة من قبل عناصر وسيطة لعناصر مهمة ومقربة ومنتفعة من الوضع السابق، تلك المساعي أثبتت أنها محاولات لا تتناسب والمرحلة الحالية من الاعتصام. أضف إلى ذلك فإن انضمام المعلمين إلى الاعتصام أكسب الاعتصام زخماً وطاقة جديدة(رغم اعتراضي الشديد جداً جداً جداً على اضراب المعلمين).

نعم تم تجاوز مرحلة الخوف بنسبة عالية جداً وبدأ المعتصمون بتنظيم أنفسهم واعتصامهم. اختفت الخطب الرنانة منذ يومين تقريباً وأصبح مدمنى الميكرفون في وضعية صعبة للغاية فهم يرونه رأي العين ولا يدركونه بأيديهم J. أصبح أو بالاحرى أمسى هناك مسرح يدار من قبل لجنة إعلامية أوقفت العشوائية وبدأت تستضيف متخصصين في القانون وغير القانون في جلسات نقاشية مفتوحة لطرح الاسئلة والاستفسارات القانونية التي تدور حول الاعتصام وقانونيته والمراسيم المتعلقة بتوسيع نطاق مسئوليات وصلاحيات مجلس عمان إلى آخره. أمور قانونية كثيرة تم نقاشها ليلة البارحة في جو رائع تمنيته من بداية الاعتصام.

أعتقد أن الوصول لهذه المرحلة كان هام جداً وان الوضع يحتم استمرار الاعتصام بهذه الطريقة لكي يعرف المعتصم ما له وما عليه. ليس المهم الآن الزيادة في الرواتب او أي حلول آنية تقوم بها الحكومة لامتصاص غضب وحماس الشعب لفترة بسيطة من الزمن بل الهام هو اعداد الشعب لمعرفة ما له وما عليه وتقديم حلول طويلة الأمد تخدم الجيل الحالي والأجيال القادمة. إن هذه الجلسات ستفتح أفاق جديدة في إدراك هؤلاء الشباب المتحمس وستشكل لديهم عمق في الرؤية وبالتالي سيزيد الحمل عليهم أكثر من ذي قبل.

أصبح من الضروري الآن مناقشة التعديلات الجديدة التي ستقوم بها الحكومة على النظام الأساسي ومدى توافقها مع تطلعات الشعب المعتصم في الميادين وفي البيوت على كل أرض عمان. الذي يعتقد أن الاعتصام هو فقط عدد بسيط من الشباب الباحث عن عمل في ميدانين أو ثلالثة فهو مخطيء لأن الشعب العماني من أقصاه إلى أقصاه يؤيد هذه الاعتصامات السلمية التي أسقطت الوزراء وأتت بما أتت به من مكاسب مباشرة تمس أي مواطن بسيط معتصم وغير معتصم. حتى الذين يعارضون فكرة الاعتصامات منتفعون منها ولم يرفضوا ما أنجزته ولا يستطيعون إنكاره. لذلك لا بد من فهم المرحلة الحالية والمشاركة في صنع القوانين الكفيلة بخدمة المواطن. ولن تكون المشاركة ممكنة ما لم يكن المواطن على وعي بماهية القوانين التي هي الآن محل نقاش في ميادين الاعتصام. التعديلات على القانون الأساسي واللجان التي شكلت يجب أن يعرف عنها الشارع وأن يعرف الخطوط العريضة لعملها لكي يطمئن على أن لا التفاف على جهوده وتضحياته. إن التعديلات المزمع إجراءها والتي ستنظم وتحدد الصلاحيات التي ستمنح لمجلسي الشورى والدولة هي مربط الفرس الذي سيحدد مدى جدية الحكومة لإشراك المواطن في صنع القرار من عدمها.

في الجانب الآخر وفي الخفاء هناك تحركات غير عادية منها ما نعلم ومنها ما لا نعلم. العمل الحقيقي هو ما يحاك الآن في الخفاء. الحكومة تقوم بتشكيل اللجان القانونية لصياغة القوانين التي ستنظم حياتنا خلال الفترة المقبلة. وهناك جلسات خاصة في بيوت يديرها بعض المتنفذين لإرجاع المعتصمين إلى بيوتهم. كما أن هناك من يحاول أن يصبغ الاعتصام بصبغة فئوية وبذلك تدار لقاءات وغرف مغلقة لتضخيم هذه الرؤية وتخويف الفئات الأخرى منها وذلك لوأد هذا الاعتصام قبل أن يصل إلى مبتغاه. لقد نسي هؤلاء أن السلطان قد أثنى شخصياً على هذا الاعتصام أفلا يفقهون؟!.. يا جماعة "بسكم" لأن خيوط اللعبة ليست بأيديكم مهما كنتم تعتقدون أنكم مسيطرون على "الرعاع" فأنتم لا تملكون شيئاً أمام إراده الجماهير خاصة وأن رؤيتها تتوافق مع رؤية صانع القرار الأول.

وصل الاعتصام إلى يومه الثامن والعشرين وإنجازاته لا تخفى على أحد. فتح منابر للحرية وأجبر الإعلام على البحث عن ذاته. أربك الجميع لدرجة أنه أربك الاعلام الحكومي "الراكد" الذي بدوره أربك المستثمر الأجنبي وأدى به إلى الهروب بسبب إدارته(الاعلام) السيئة لأحداث صحار. لقد ضخم الاعلام العماني أعمال التخريب التي حصلت في صحار لدرجة أن الشركات الأجنبية تيقنت أن البلد في ثورة فوضوية مقبلة الأمر الذي حدا بها إلى الانسحاب بأقل التكاليف. إن هذا الخطأ الجسيم وضع الاعلام العماني - المسير من أجهزة أخرى غير الاعلام- أمام مرآة ثلاثية الأبعاد رأى نفسه فيها مكشوفاً وعارياً من كل الاتجاهات. أعتقد أن الاعلام الآن في مرحلة نفض الغبار المتراكم على كاهله والفضل يعود إلى المعتصمين وإلى دم الشهيد الغملاسي.. رحمه الله.

السبت، 19 مارس 2011

تصعيد!!


دعوة إلى الإضراب العام في ظفار لكافة المؤسسات الحكومية والخاصة:
بدأ التصعيد من طرف المعتصمين في ساحة الاعتصام في ظفار وذلك بدعوة كافة المواطنين علانية وخلال خطبة الجمعة العاملين في المؤسسات الحكومية والخاصة (في محافظة ظفار) إلى إضراب عام ابتداءً من اليوم السبت ولم يضع الخطيب موعد نهائي لهذا الاضراب إلا بتلبية كافة الطلبات المرفوعة إلى جلالة السلطان. الاضراب استثنى في دعوته المواقع الحساسة كالمستشفيات وما يتعلق بالضروريات التي تخص المواطنين.
وقد أشار الخطيب إلى أن الإضراب هو مطلب تقدم به غالبية المعتصمين على حد قوله.
اتضح بعد نهاية الصلاة أن هناك من هو معارض وبشدة لهذا الإضراب ولكن غالبية المعتصمين الدائمين تؤيد الدعوة إلى الاضراب بسبب عدم استجابة الحكومة للمطالب المرفوعة بشكل جلي وواضح. كما أنها ربما تكون خطوة تصعيدية كرد على بيان مجلس الوزراء الذي لم يكن خالياً من نبرة التهديد.
شخصياً تفاجأت بالدعوة إلى الإضراب دون إعطاء الحكومة فرصة كافية تبرر للمعتصمين إضرابهم إذا دعوا إليه في المستقبل. لا أرى أن استجابة الحكومة جادة للمطالب التي تقدم بها المعتصمون(هذا مع تحفظي على بعضٍ من الطلبات المرفوعة للسلطان) إلى الآن، كما لا أرى أن خطوة التصعيد هذه مناسبة الآن مهما تكن المبررات موجودة.
الاعتصام في منعطف خطير جداً والأعداد ليست في ازدياد وبالتالي فإن الدعوة إلى الاضراب ستعطي الحكومة المبرر للتدخل إذا أضرب الناس كما أن المعتصمين سيكونون في حرج كبير إذا لم تلاقي الدعوة القبول الكافي من المواطنين، وبالتالي فإن ذلك سيضعف حجة المعتصمين الذين يعتصمون بإسم الشعب.
عندما ناقشت هذا الأمر مع أحد المعتصمين المتحمسين للإضراب قال بأن الدعوة ليست ملزمة، هي فقط دعوة ونتمنى الاستجابة من المواطنين!!.. لم يكن واعياً لتأثير الإضراب العكسي على الاعتصام.
الاعتصام مستمر وهو بحاجة إلى مساندة بصرف النظر عن التصرفات غير المدروسة التي تحصل بين الحين والآخر من الشباب المتحمسين. لقد أنجز المعتصمون الكثير ولا يزال الأمل معقودٌ عليهم لإنجاز أكثر وأتمنى أن تكون الخطوات القادمة حذرة ومدروسة من كافة الاتجاهات وأن لا تعتمد على الانفعال والحماس.
المعتصمون يتعرضون لضغوط شديدة جداً خلال هذه الفترة وهم بحاجة إلى مساندة من الجميع. يقول أحد المعتصمين أن الوظائف تُعرض علينا في آخر الليل مقابل أن نفض الاعتصام ولكننا لن نقبل هذه العروض الرخيصة والخالية من الاحترام فنحن لدينا مطالب عامة وليس لنا مآرب شخصية لكي نخون زملاءنا وشعبنا المظلوم.
وقال آخر أن هناك من جعل بيته مكان لعرض الوظائف على المعتصمين من خلال دعوة المعتصمين فرادى للحضور إلى بيت "العارض" من أجل أن نفقد الثقة في بعضنا البعض وبالتالي ينفض هذا الاعتصام بأي طريقة.
وهناك خبر يقول أن الجهات الأمنية أمهلت مكتب محافظ ظفار حتى تاريخ 21 مارس الجاري لإنهاء هذا الاعتصام وإلا فإنها ستتدخل لفض الاعتصام بالقوة(كلام لست متأكد من صحته، سمعته من رجل أمني).
ملاحظة: الصورة أعلاه التقطت أمس قبل صلاة الجمعة بدقائق، اضغط عليها لتراها أكبر

الأربعاء، 16 مارس 2011

من فوائد الاعتصامات

هناك عدة فوائد طلعنا بها بعد كل هذه الاعتصامات التي لم تنفض بعد. سآتي على بعض منها هنا على عجالة لأن الجو في صلالة اليوم مغبرّ ويبعث على الكآبة، حتى الأكياس البلاستيكية فضحت بلدية ظفار والشعب وبدأت مظاهراتها اليوم بعنف، هذا وأخشى دائما من مظاهرات العبايات والدشاديش الواسعة وبعضكم يعرف النتيجة J وبالنشرة أنباءٌ أخرى.
أرجع للفوائد التي لمستها من هذه الاعتصامات وهي كالتالي:
1- انكسار جدار الخوف لدى شريحة كبيرة من الناس وخاصة الشباب؛ هذا أمر إيجابي جداً في غالبه ولا يمكن مقارنة السلبيات التي قد تنجم عنه بالايجابيات التي سنجنيها. عندما ينكسر جدار الخوف يبدأ الابداع

2- إحساس الشباب بقيمتهم؛ كل معتصم يرى أنه ساهم في تغيير عمان وبالتالي أحس بأن له قيمة وليس مجرد رقم

3- اللحمة الوطنية ازدادت بشكل لا يمكن وصفه. جميع المعتصمين مصممون على أن المطالب للجميع من مسندم إلى ضلكوت ومن الربع الخالي إلى رأس الحد وحتى البحر. لم أرَ أي تعنصر أو مطالب شخصية أو مناطقية إقليمية على الأقل في الأوقات التي حضرت فيها الاعتصام في صلالة. الهم العام كان عمان وهذا مؤشر على الإحساس بالمسئولية تجاه البلد ومستقبله ومستقبل أبنائه

4- هناك إجماع على أن السلطان هو رمز الوحدة الوطنية وهذا أمر جيد للسلطان وجيد في الوقت الراهن بينما هو مؤشر خطير جداً على مستقبل عمان. الإيجابية هنا أن معرفة المشكلة هي 50% من الحل وعليه فإن الاعتصامات بينت للقيادة أن المستقبل في خطر ما لم يتم البت الآن في خطة لتفادي المشاكل المتوقعة والتي ستؤثر على الوحدة الوطنية. سنمدح السلطان كثيراً الآن بحكم موقعه وانجازاته مقارنة بمن قبله لكننا سننساه إن أتى من هو أفضل منه وسنلعنه إذا تشرذمنا وتحاربنا ولم نجد ما يجمعنا بعده

5- ظهور المظالم. ظهرت المظالم علانية واتضح أن هناك فئة قليلة متمصلحة من الحكومة على حساب الشريحة الأكبر. الشيوخ والولاة متسلطين بشكل أو بآخر على رقاب المواطنين(قد يكون ذلك غير واضح في ظفار). اتصل بي صديق كان متجهاً إلى صور يقول أنه لا يستطيع المرور بسبب أن شباب من سكان رمال الوهيبة قاطعين الشارع العام في ولاية القابل(طريق صور – بدبد). عندما تحدث إليهم أوضحوا له أن سكان البدو يعانون معاناة كبيرة بسبب العراقيل التي يضعها الوالي والجهات الرسمية أمامهم خاصة ما يخص السكن والمعيشة وأن الشيوح لا يساعدونهم للحصول على حقوقهم في المساكن والوظائف إلى غير ذلك لأن الشيوخ سكتتهم الجهات الرسمية بالمال والأراضي ونسوا رعاياهم. لذلك قرر الشباب قطع الشارع العام وطالبوا برسول من السلطان مباشرة. هذا مؤشر على أن الفئة المتمصلحة هي سبب سخط الناس على الحكومة. هي تعمل كمخدر آني للحكومة ولكنها لن تستطيع تخديرها للأبد (الصورة أعلاه من ولاية القابل وصلتني بالبريد)

6- تفريغ الشحنات. ساعدت هذه الاعتصامات على تفريغ الشحنات السالبة الناتجة عن الكبت الاعلامي والخوف من "البعوض" لسنوات ليست بالقصيرة.. أصبح الجميع متحدث .. وأصبحت المواضيع المحرمة حلالاً زلالا، السياسية والأمنية وتناول الوزراء، وانتقاد السياسات العامة. أصبح الجميع يخاطب السلطان مباشرة.. الكل يقول ياصاحب الجلالة وكأن السلطان أمامه.

7- احترقت الكثير من الأوراق على مسارح الاعتصامات .. مطاوعة.. قبليون.. مجانين..إلخ

8- قوة الشعب في وحدته. فبالوحدة استطاع الجميع توصيل رسائل تهم الجميع.

9- أن القبلية هي أكبر خطر على العمل الجماعي. كان الجميع يتحدث عن خطر القبلية على الاعتصام، حتى المثقف القبلي والمتدين القبلي والمواطن البسيط كلهم يحذرون من خطرها على تجمعهم

10- انتصار الشباب. نعلم جميعنا أن عمان وجميع الدول العربية هي دول قائمة في الأساس على القبلية(حتى القذافي طلع ما قبائل) والقبلية مبنية على أن القيادة للكبار بينما الشباب هم وقود للحروب فقط. الاعتصامات الأخيرة قلبت الطاولة بعض الشيء ودفعت بالشباب من المواقع الخلفية إلى مقدمة الصفوف.. فُتحت لهم الأبواب للقيادة وإن لم تتضح الأمور بعد.. الشباب هم من دفع عمان نحو التغيير(في كبار متواطئين معم) ولم تأت هذه المقترحات من مجلس الوزراء أو مجلس عمان المليئين بالرعيل الأول.. أتت من الاتصال المباشر بين الشارع والمشرِّع(السلطان)

هناك الكثير من النقاط الإيجابية التي يمكن أن نلاحظها ونحس بها من هذه الاعتصامات وهذا ما جادت به قريحتي الآن..

من لديه إضافة أو ملاحظة حول إيجابيات الاعتصامات الجارية أرجو أن يضعها هنا وله مني الدعاءJ.

الخميس، 10 مارس 2011

تساؤلات اعتصامية














· لماذا شجعت الحكومة الاعتصامات؟

· هل السلطان بحاجة لهذه الإعتصامات لإجراء التغييرات الكفيلة بتصحيح مسار العمل الحكومي ؟
· هل تجذر الفساد لدرجة الخطر؟ أي هل أحس السلطان شخصياً بالخطر من جراء الفساد المالي الذي بدوره أدى إلى الفساد الأمني(الخلية) لدرجة لجوئه للشارع؟
· هل عمان بحاجة إلى صدمة(كصدمة الاعتصامات) لتصحيح مسارها؟ أي ألا يمكن التصحيح بطريقة هادئة؟
· هل الاعتصامات رسالة من السلطان للداخل أم للخارج؟ أم للاثنين معاً؟
· هل "الدستور" خارج السيناريو الموضوع لهذه الاعتصامات؟ أي هل دخل دعاة الدستور "عرض" وغيروا مسار الاعتصامات التي تدعو إلى مطالب معيشية بسيطة بالإضافة إلى استئصال الفساد؟

· لماذا لم تظهر اعتصامات في بعض المدن الرئيسية في عمان؟

عندي أسئلة كثيرة لكني أفتقر إلى الإجابات الدقيقة لذلك أرجو المشاركة الصادقة ولكم مني راتب أساسي J مع الشكر الجزيل..


ملاحظة: اضغط على الصور ة لتراها أكبر



الأربعاء، 9 مارس 2011

مطالبات الاعلاميين في الاعتصام السلمي...

وصلني هذا بالبريد الألكتروني . وصلني من أحد الإعلاميين وهو يكشف الوضع الذي يعاني منه الاعلاميون الذين أصبحوا كالروبوتات يحركهم الوزير والوكيل وبعض المتنفذين كما يشاءون، وكانت لهم هذه الاعتصامات بمثابة المخلص لكي يظهروا للرأي العام الموانع التي كانت تغيبهم عن أداء رسالتهم الحقيقية.

مطالبات الاعلاميين في الاعتصام السلمي

الثلاثاء 8/3/2011

أولا

المطالبات العامة

1- إطلاق الحريات الاعلامية.

2- الغاء قانون المطبوعات والنشر وتشكيل لجنة من القانونيين والاعلاميين لصياغة قانون جديد.

3- التسريع في اجراءات الهيئة واشراك الاعلاميين في رسم سياساتها الاعلامية وفق اسس تجارية.

4- تأهيل الكوادر الاعلامية.

5- مشاركة الاعلام في كشف الحقائق ونقد ومحاسبة المسؤولين عن الاخطاء.

6- اعلام تفاعلي يهتم بقضايا المجتمع وابرازها من خلال البرامج الحوارية واشراك جميع اطياف المجتمع العماني وفتح باب النقد.

7- الارتقاء بالخطاب الاعلامي ومخاطبة الجمهور بكل شفافية ومهنية.

8- تعديل قانون انشاء قنوات خاصة وتسهيل اجراءات الرخص.

9- الإسراع في تنفيذ ما خرجت به لجنة تطوير الدراما والمسرح من استراتيجية للنهوض بالدراما المحلية.

10- استقلال الانتاج الدرامي من الآلية المباشرة لوزراة الاعلام أوهيئة الاذاعة والتلفزيون.

ثانيا

مطالبات الموظفين

1- تشكيل لجان من جميع دوائر الوزارة لصياغة الهيكل الخاص بالهيئة ولوائحه ، بعيداً عن السرية والتعتيم.

2- إعطاء فرص لكوادر جديدة لشغل مناصب قيادية في الهيئة بحيث يتمتعون بصلاحيات ادارية ومالية على أن لاتتعدى فترة شغل المنصب أكثر من اربع سنوات .

3- تعديل الدرجات الخاصة بالعاملين في هئية الاذاعة والتلفزيون بحيث تتناسيب مع الطموح المنشود وأن لا تقل عن باقي الهيئات الأخرى كهيئه الاتصالات وغيرها بحيث تجتذب أصحاب المهارات .

4- فتح المجال للراغبين في إكمال الدراسة بمستوياتها المختلفة والتشجيع على ذلك وتفريغهم وتحمل نفقة الدراسة كاملة أسوةً بالوزارات الأخرى.

5- تفعيل المكافآت الإستثنائية والتشجيعية المفقودة حاليا.

6- مراجعة علاوات السفر الداخلية والخارجية بحيث تتناسب مع ارتفاع الاوضاع المعيشية .

7- عمل لائحة لاحتساب نظام أجر العمل الاضافي للعاملين في الهيئة .

8- الموظفون العاملون بالدرجات الدنيا في الاذاعة والتلفزيون يتقاضون فقط 20% عن العمل الاضافي بينما مكتب الوكيل40% –مكتب الوزير50% .

9- تعزيز الدورات الخاصة بالعاملين في الهيئة واتاحة الفرص أمام الجميع للمشاركة في الموتمرات الخارجية والمعارض المتخصصة في مجال الاذاعة والتلفزيون وعدم اقتصارها على فئة معينة كما هو حاصل الآن.

10- الأخذ بالاعتبار بسنوات العمل لكل موظف في الهئية أثناء تسكين الوظائف على اعتبار أنّ الترقيات في وزارة الاعلام لم تكن تراعي الأربع سنوات المنصوص بها في قانون الخدمة.

1. ندعم مطالبات زملاءنا في تمليكهم للمساكن القاطنين فيها حالياً والتابعة لوزارة الإعلام، كما نطالب بتوفير مساكن للإعلاميين والمهندسين مدعومة ، لكي يكون الموظف قريباً من عمله تحت أية ظروف... (مثل الأنواء المناخية).

11- تعديل نظام علاوة طبيعة العمل بحيث يتم تمييز العاملين في الهيئة كل حسب الوظائف التي يشغلونها وايجاد علاوات أخرى ( علاوة هندسية -علاوة خطر – علاوة نظر لبعض الفنيين -علاوة مناوبة-علاوة ملابس) وعدم قطعها في الاجازات.

12- تعويض الموظفين مالياً – بما يعادل الأجر اليومي- عن تراكم الاجازات الداخلية والتي تصل إلى مئات من الأيام .

13- تثبيت جميع العاملين بالأجر اليومي.

الاثنين، 7 مارس 2011

دعاية انتخابية

التطورات في ساحة الحرية خطيرة للغاية . بدأت كل الصراعات على أرض الساحة ومسرحها الصغير. تحت الخيمة وتحت الشمس الحارقة وأمام الميكروفونات والأضواء.

بالأمس أتى إلى الساحة وفدين؛ الأول حكومي يتألف من عدة وزراء(رئيس مجلس الدولة والشيخ سالم مستهيل المعشني وعبدالله الرواس وزير البلديات وأعضاء من مجلس الشورى عن ظفار). يقال أن هذا الوفد أتى ليتفاوض مع المعتصمين أو ليقنعهم بالرجوع إلى بيوتهم خاصة بعد سقوط على ماجد. لم يتم حتى الحديث مع هذا الوفد بحكم أنهم وزراء ضمن المنظومة الفاسدة التي يجب أن ترحل حسبما أوضح أحد الشباب المعتصمين. تم طرد الوفد وأُرغم على اللجوء إلى مكتب المحافظ والاجتماع بالمحافظ ولا أدرى ماذا تم في الاجتماع. لم أكن في الموقع أثناء مجيئ الوفد ولكن هناك تضارب في وصف طريقة استقبالهم. هناك من قال أنه تم قذفهم بالنعال وهناك من نفى هذا الكلام بشدة ولكن المتفق عليه أنهم لم يستطيعوا توصيل رسالتهم.

ليس كل المعتصمين راضون عن الطريقة التي عومل بها وفد الوزراء أمس. يبدو أن هناك من يتحكم في الشباب بطريقة لا نعلمها.. يستخدمهم لتنفيذ مآربه الشخصية .. لا أستطيع الكلام الآن لأن الأمر لم يتضح بعد. ليس هناك مانع من الاستماع إلى أي زائر أو أي وفد.. ساحة الحرية يجب أن تكون حرة وصدر من فيها واسع لكل طرح.. هذه المرحلة مرحلة استماع من كل الأطراف.. كما أن الحكومة تستمع الآن إلى الشباب، يجب عليهم أن يستمعوا للحكومة وطرحها ومن توفده إليهم..

الوفد الثاني الذي أتى للساحة أمس هو وفد طيبة المعولي. هذا الوفد معظمه من النساء الرائعات(طيبة المعولة، بسمة الكيومي، باسمة الراجحي، وأعتقد آمنة الربيع). كما يضم الوفد الكاتب والناشط سعيد الهاشمي وأحد الإخوة من صحار(شيزاوي) وقد يكون هناك شخص آخر.

أنا من المعجبين بأفراد هذا الوفد قبل أن يأتوا كمجموعة ولا زلت إلى الآن، لكني لم أجد أي وصف لمجيئهم إلا بالدعاية الإنتخابية. أتوا للساحة وذكرني مجيئهم بدعايات الانتخابات الرئاسية الأمريكية. الإختلاف أن معظم المعتصمين لم يكونوا يعرفون عن مجيء هؤلاء إلا قبل مجيئهم بساعات قليلة بل إن البعض لم يكن يعرف عن مجيئهم ولم هم آتون. علماً بأنه لا توجد لجنة منظمة للإعتصام في صلالة مما يوحي بأن هناك لجنة غير مرئية تدير المشهد، هي التي تسيطر على المعتصمين وتستخدمهم وتنفرهم من اللجان(ظن شيئ J) التي ينادي بها الكثير من المراقبين وحتى المعتصمين.

هذا الوفد اختصر وأجاد وحظي باستقبال رائع من الحضور.

رغم أن فكرة الدستور والحقوق العامة للمواطنين لم تكن غائبة عن المعتصمين ورغم أهمية وجود دستور جديد لعمان إلا أن وصول وفد طيبة المعولى إلى صلالة بتلك الطريقة الخاطفة ليطرح تساؤلات عديدة.. هل هناك حزب جديد يتشكل؟ هل هناك شخص متنفذ تتوافق رؤيته مع رؤية الشباب العماني الجديد وهو محرك لهذه المسيرات والاعتصامات دون أن ندري؟!! .. هل هناك تيار جديد جاهز سيحل محل تيار على ماجد؟!! لا أدري .. كل شيء جائز..

هناك صراع واضح على الظهور في ساحة الحرية وأعتقد أن صحار ومسقط تعانيان من نفس المشكلة. ولكن هناك صراع آخر على مسرح أكبر هو مسرح عمان. يبدو أن هناك من يتسابق مع الزمن لاحتلال حيز معقول من الساحة العمانية قبل أن تمتلئ بلاعبين لم يظهروا بعد.

أرجع إلى الوفد الذي أتى من مسقط(وفد طيبة المعولي) فبعد أن أدلى كل أفراد الوفد بكلماته الجميلة تلت طيبة المعولي بيان الختام الذي احتوى الكثير من المطالب والتي من ضمنها المطالبة باستقالة ما تبقى م وزراء الرعيل الأول، وعندما وصلت إلى عبدالعزيز الرواس تحسس أحد الحضور من ذكر اسم قبيلته وتهجم على المسرح الأمر الذي جعل نهاية المشهد غير جميلة بل إن الوفد غادر الساحة تحت حماية المعتصمين. كلي يقين أن ذلك الشخص ليس من المعتصمين بل هو ممن يأتون لمشاهدة الخطب المسائية كما أني متيقن أن هناك الكثير من أقاربه غير راضون عن تصرفه، بل إن أحد أقاربه قال أن هذا الشخص لا يمثلنا بل يمثل نفسه.

ختاما.. هناك غليان وخوف وترقب ولعل اليومين القادمين سيأتيان بالجديد.. المعتصمين بحاجة إلى مساندة حقيقية... كفاية يا متسلقيييييييين كفاية حرام

السبت، 5 مارس 2011

25 فبراير.. اعتصام صلالة


اعتصام صلالة أو اعتصام كل عمان في صلالة..

ماذا يمكنني أن أسمي المعتصمين في صلالة؟ حركة 25 فبراير مثلاً؟

ربما

نعم هم حركة 25 فبراير مع أن حكومتنا حساسة لمثل هذه التسميات، لكن ساحة الحرية أمام مكتب المحافظ علمتنا أن نخوض في الجديد حتى وإن كان محظوراً... بوركتم يا من تحملتم العناء والخوف من المجهول من أجل التغيير..

هذه المجموعة قررت خوض تجربة التغيير من جامع السلطان قابوس بصلالة يوم 25 فبراير الماضي. لا أدري كيف ولا متى قررت خوض التجربة ولكن ما أنا متأكد منه أنها غيرت الكثير منذ ذلك التاريخ. كسر أؤلائك الشباب حاجز الخوف وأزالوا سلاسله التي قيدت كل عماني. قرروا خوض تجربة التوانسة والمصريين ولكن بالنكهة العمانية.. بعبق اللبان والقهوة وما يمكن أن يعطي الطابع الخاص لعمان.

سئموا الوضع العام للبلد ولم يركنوا ويستسلموا للواقع المؤلم.. سئموا التهميش والتطنيش الحكومي لهم ولغالبية المواطنين.. سئموا العيش الرتيب والذل الذي يشعر به معظم العمانيين حتى وإن لم يكن ظاهري. قرءوا الآية القرآنية "..إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.." ففهموها وقرروا تطبيقها بعد أن عطلها آباءهم منذ انتهاء ثورتي ظفار والجبل الآخضر. بعد أن انتهت الثورتان توقفت مساعي التغيير لدى عامة الناس وظل التغيير حكراً على الحكومة لدرجة أن العماني تبرمج على اللاتغيير. نتيجة لذلك استقر الشعب وظل ساكناً متفرجاً يعيش يومه لنفسه وعائلته ولم يعد شريكاً في الوطن بل ساكن أو لنقل عالة على الحكومة التي ارتضت له أن يكون كذلك بل أنها بدت قبل فترة ليست بالقليلة تشتكي من ازدياد أعداد المواطنين فوضعت البرامج الكفيلة بتقليل تلك الأعداد(الواقيات الصينية المنتشرة في العيادات الحكومية خير دليل J).

مضت السنون وتغيرت فئة قليلة من الناس بينما ظل الباقون وهم الغالبية الساحقة كما هم لا يسمعون.. لا ينظرون.. ولا يتكلمون. بسبب ذلك استشرى الفساد وهم يتفرجون.. تسمنت قطط وهم ينظرون.. بيعت البلد وهم ينظرون.. اقتطعت المساحات الشاسعة في المواقع التجارية وغير التجارية لأفراد "مهمين" وهم ينظرون.. أسست شركات كبيرة لإقتسام القطاع الحكومي المخصخص وهم ينظرون.. أقيمت مدن جديدة وبيعت قبل أن تبدأ وهم فاغري أفواههم .. تسمروا في أماكنهم ولكنهم لحسن الحظ لم يغفلوا النوم مع زوجاتهم فأنجبوا الشباب الذين يثورون الآن على الفساد.. بعض هؤلاء الشباب نفذوا(لحسن حظنا) من الواقيات الصينية الرخيصة التي لم تحسن وزارة الصحة اختيارها عن قصد أو غير قصد، ربما لكي يتجه الشعب إلى الصيدليات الخاصة التي تبيع أنواع أصلية.. نعم الفساد وصل لهذه الدرجة ولكن بسبب القبضة الأمنية لا أستطيع أن ألوم هؤلاء.. لقد كانت فترة صعبة جداً وقد سكتوا لاعتبارات كثيرة لا مجال لذكرها الآن.


*************

الشباب قادمون.. مهما وضعتم من عراقيل.. الشباب قادمون..

نعم هذه العبارة أصبحت واقع ملموس. فالشباب هم الذين بدءوها. يوم 25 فبراير انطلق الشباب قاصدين مكتب المحافظ في قلب صلالة حاملين لافتات تتحدث عن الفساد وعن الكرامة المهدورة للإنسان العماني بسبب الفساد والمفسدين. رددوا العبارة الشهيرة " الشعب يريد..." ولكن وبسبب الخصوصية واللباقة العمانيتين وحباً وثقة في سلطان البلاد، آثر المتظاهرون قول " الشعب يريد إسقاط الفساد " على " الشعب يريد إسقاط النظام". وضعوا كل شعاراتهم على بوابة مكتب المحافظ. كانوا حاملين رسالة فيها مطالب بسيطة جداً تتعلق بالحياة المعيشية والتوظيف وملاحظات عن الفساد العُلوي.. سلموها في اليوم التالي إلى المحافظ أثناء أحداث صحار وما لبثت أن وصلت لجلالته. توالت الكثير من المراسيم والأوامر السامية للتجاوب مع الإعتصامات في كل من صلالة وصحار(ومن قبلهما المسيرتين الخضراوين) ولعل الأحداث المتسارعة في صحار هي التي أدت إلى التجاوب السريع و"المبهم" في بعض قراراته خاصة المتعلقة بالتوظيف والراتب الشهري للباحثين عن عمل. لم ترقَ ردة الفعل الحكومية إلى مستوى الحدث ولكنها كخطوة(إن تم توضيحها بشكل جلي) تعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح ويمكن البناء عليها.

ظل المعتصمون صامدين في مواقف مكتب وزير الدولة ومحافظ ظفار(ميدان الحرية أو الصمود أو الأحرار أو الشباب أو الكرامة ) منتظرين رد مباشر من جلالته بعد أن وصلت أنباء عن صول الرسالة إلى رأس الهرم. إلى الآن هم منتظرون ولديهم استعداد للمكوث أسابيع وأسابيع. هناك من وضع اليوم السبت كيوم نهائي للرد وهناك من يرى أن الوقت لا يزال مبكراً لأن المطالب أكبر من أن يتم حسمها في أسبوع.

للأمانة هناك ضغط شديد على الشباب المعتصمين وهناك آراء وتوجهات ولكن إلى الآن لا يزال الوضع تحت السيطرة. كانت هناك دعوة كبيرة إلى الإضراب تبدأ من اليوم ولكن العقلاء تداركوا الموقف وأقنعوا الغالبية على أن الإضراب لم يحن وقته بعد. لابد من إعطاء فرصة كافية للحكومة واستخدام أوراق الضغط حسب تطور الأحداث وعدم استنفادها الآن. هناك خوف شديد من الانقسام بين الشباب الأمر الذي حدا بهم إلى عدم الموافقة إلى الآن على إنشاء لجنة تتحدث باسمهم. هذا أمر قد لا يفهمه من هم بعيدون عن معرفة الطبيعة القبلية والتكتلية للظفاريين. الشباب من كافة شرائح المجتمع ومن مختلف القبائل وهم مخلصون ومؤمنون بقضيتهم ولكن صغر سنهم وقلة التجربة خوفتهم من المتربصين بهم من الجهات الأمنية وأزلامها المنتشرون في ساحة الميدان الأمر الذي جعل كل من يأتي للمكان(الخطباء) محل شك مهما أبدى من إخلاص. كما أن تجربة الشباب مع الجهات الحكومية -أيام إضراب عمال ميناء صلالة منذ أكثر من سنتين تقريبا- وخاصة مكتب المحافظ من خلال الشيوخ لم تكن ناجحة أو لنقل لم تكن شريفة. فقد استخدم مكتب المحافظ الشيوخ لإرجاع الشباب لأعمالهم مقابل وعود لم يستطع الشيوخ الوفاء بها فيما بعد بسبب تملص مكتب المحافط وإخراج نفسه من القضية، الأمر الذي أصاب العمال بالإحباط من المكتب وشيوخه. كل هذا يشكل ضغط متواصل على المعتصمين..

من الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها المعتصمون منذ البداية وإلى الآن ضغط المتسلقين. هناك أعداد هائلة من محبي الظهور والتواجد في المحافل العامة لسبب أو لغير سبب. هؤلاء لا يهمهم إن كانوا مقبولين من الحضور أم لا.. الذي يهمهم هو الظهور حتى وإن كان على حساب كرامتهم. سنجدهم في مسيرة الولاء إن أقيمت غداً وكذلك سنجدهم في سهرة "توفيق نهيان" في سدح أو طاقة وسنجدهم في مجالس الشيوخ في الخليج وفي سيح الخيرات والمسرات لأسباب تعرفونها، وفي أعراس "الكبارية" أيضاً. هؤلاء يشكلون ضغط نفسي كبير لأن رسائلهم مكشوفة ولهم محبين بين الجموع وهذا بدوره أمر يمكن أن نخاف منه على المدى الطويل للإعتصام. إن وجود أي شخص محروق إعلامياً(الإعلام الشعبي) من قبل جزء بسيط من هذا النسيج الاجتماعي الواسع أو لديه مشكلة مع أشخاص في الحكومة أو مع الحكومة نفسها أو النظام ككل قد يولد زعزعة لثقة المعتصمين في بعضهم البعض. كما أن وجود أشخاص على علاقة قوية برجالات الدولة الكبار كعلي ماجد(تم الاستغناء عنه أثناء كتابتي لهذه التدوينة) وغيره مثلاً سيولد خوف لدى المعتصمين من النوايا التي يحملها حتى وإن كان وجوده غير مخطط له.

إلى الآن الجدار لايزال متماسك والشباب واعون إلى حد كبير ولديهم المخلصون من كبار السن الذين لم يستغلوا المنبر للظهور إلى الآن. كلي يقين أن الشباب الآن على المسار الصحيح وأن معظم الألاعيب قد استهلكت ولكن يظل الرهان على الأيام القادمة مرتبط بتعطيل الصوت القبلي والفئوي الذي فتك بالمجتمع منذ بزوغ النهضة. إذا استمر تعطيل هذا الجزء فإن النتائج ستكون لصالح مجتمعنا ككل.

مع خطورة اللجنة والخوف من التوزيع على الأساس التكتلي والقبلي إلا أن وجودها أصبح ضرورة ملحّة. بوجود اللجنة سيتم التنظيم بشكل أفضل وستوضع برامج مفيدة بدل الخطب العصماء التي مللنا من أصحابها ومللنا من تكرار مواضيعها. ستكون هناك آلية لتثقيف المعتصمين للتعامل مع الجهات الزائرة. كما أن الفترة القادمة ستتطلب –إن طال الاعتصام- الاتصال مع وسائل الإعلام المحلية والخارجية وهذا بدوره إن لم يكن وفق منهجية وإعداد مدروسين فإن عواقبة ستنعكس سلباً على المعتصمين واعتصامهم.

أعتقد أن على اللجنة- بعد أن يتم تشكيلها- أن تكون استشارية وتنظيمية وأن لا تكون تنفيذية، على أن يكون أعضائها من غير المعتصمين الأساسيين أي أن يكون هناك مستشار قانوني ومستشار إعلامي ومستشار علاقات عامة أو مجموعة من الاستشاريين. يكون دورهم استشاري فقط وقد يتم تكليفهم ببعض المهام كأن يكون أحدهم متحدث باسم المعتصمين إذا دعت الضرورة.

نحن الآن في الأسبوع الثاني من بداية الاعتصام والأمور قد تكون اتضحت بعض الشيء في "ساحة الحرية" وعليه فإن وقت اللجنة قد أزف وحان. آن لهؤلاء الأحرار أن يبدو رأيهم أو أن يكلفوا من يريدون بالتواصل مع الجهات الإعلامية لتوصيل الرسالة. نحن نعلم أن رسالة المعتصمين الأولى قد وصلت للسلطان وهذا هو السبب الآخر الذي جعل الشباب يحجمون عن اللجنة، لكن ذلك غير كافٍ حيث أن الجانب الإعلامي الذي أصبح يبحث عن من هم المعتصمون وماذا يريدون لابد وأنه سيلتقي بأحد سواء أكان من المعتصمين أم من المتسلقين. الحديث هنا لا ينتهي... لكني سأنهي كلامي فساحة الحرية تنتظرني ...


***************

الآن صدرت ثلاث مراسيم سلطانية قضت بالآتي:

  1. خالد بن هلال بن سعود البوسعيدي وزيراً لديوان البلاط السلطاني(مكان علي بن حمود)

  2. سلطان النعماني وزير للمكتب السلطاني(مكان علي ماجد وهذا يعتبر أكبر رأس تطيح به الأحداث الأخيرة في عمان)

  3. نصر بن حمود الكندي أميناً عاماً لشؤون البلاط السلطاني بمرتبة وزير(مكان النعماني الذي حل مكان علي ماجد)






الأربعاء، 2 مارس 2011

لعبة قذرة يتم طبخها الآن..

هناك أمر مريب وتحركات غير عادية من الأجهزة الأمنية التي أثبتت أنها أقل من المرحلة الحالية. مستوى التحركات الشعبية ونضجها تقابلها تحركات متخلفة جداً وقديمة ومكشوفة للجميع وفوق كل ذلك محسوبة على الحكومة وأجهزتها الأمنية التي من المفترض أن تحمي الشعب.

إن ما حدث في صحار لهو دليل واضح على إفلاس أجهزتنا الأمنية التي أثبتت أنها أجهزة أفراد وليست أجهزة حكومية لحماية المواطنين. بعد الأخطاء الفادحة التي تم ارتكابها هناك من قبل جهاز محسوب - للأسف- على الحكومة، بدأت تحركات الأجهزة الأمنية لتجييش المسيرات في ربوع عمان وكأننا في عيد وطني. مسيرات "الولاء والعرفان" وكأن مسيرات الأربعين غير كافية وأن ما يجري الآن عبارة عن ثورة ضد السلطان. كل المسيرات الحالية لم تتطرق للسلطان بشر ولم تنكر جهوده ولا إخلاصه للشعب بل إن المعتصمين مصرون دائما على شكر السلطان في كل حديث وكل مناسبة.

*******

سمعت أن هناك تحركات في صلالة (رسائل قصيرة) تدعو إلى إقامة مسيرة ولاء وعرفان للسلطان اليوم الاربعاء!!!. هذا لعب بالنار بدون مسئولية.

هناك من يحاول اختلاق مشكلة من لا شيء.. المسيرات ليس لها داع الآن.. السلطان ليس هو المشكلة فلا تصرفو أنظار الناس عن المشاكل الحقيقية والأهداف السامية للإعتصامات الجارية.. لا داعي لاستفزاز الشباب العماني الآن فقد أسلتم الدماء وأزهقتم الأرواح ولا داعي لحمامات دم وفتن بين المواطنين.. لا ترموا إخفاقاتكم علينا..

الاعتصام الحالي لم يدعُ إلى ما يكدر صفو الولاء لجلالته بل إن كل من يتحدث من المعتصمين يؤكد أن الاعتصام هو ولاء للسلطان ودعوة للتصحيح فقط.

هناك مشكلة أخرى وهي محاولة أجهزتنا الأمنية اختلاق مشكلة خارجية للالتفاف على مطالب الشباب وتفريغهم من الوطنية وبالتالي التملص من المطالب وتفريق المعتصمين بالقوة فيما بعد بحجة أنهم مدفوعون من الخارج. إن إقحام الإمارات العربية المتحدة في مشاكلنا الداخلية لهو مراهقة سياسية وخطأ استراتيجي ستكون عواقبه خطيرة على شعبي البلدين.. ليس من صالح الإمارات التدخل في الشأن الداخلي العماني خصوصاً بعد "سالفة" الخلية المزعومة(إن صحت) لذلك يجب عدم إقحامها فيما يجري الآن على أرض عمان.

أنا مصرّ على أن هناك تخبط وأن المرحلة أكبر من الأشخاص المحيطين بجلالته لذلك لا بد للسلطان أن يواجه شعبه بخطاب مفصل يكشف الغمة واللبس الذي يخيم على الأحداث الآن.. هناك أشخاص يجروننا إلى صراع داخلي وخارجي وعليك يا سلطان أن تختار بينهم وبين بقية الشعب.. عليك أن تتخلص منهم قبل أن يتخلصوا منك بأفعالهم الغير مسئولة.

الثلاثاء، 1 مارس 2011

أتنفس حرية

الأرض تتنفس حرية..

والشباب قادمون بقوة...

ما يحصل في عمان من مظاهر احتجاج واعتصام وتظاهر ليس فورة حماسية مرتبطة بما حصل في تونس ومصر وبقية البلدان العربية الأخرى فقط.. من الظلم أن يتم وصف الأمر بهذا الشكل المقزم للجهود والتضحيات التي يبذلها هؤلاء الأحرار، فتراكمات الكبت والتخويف الغير معلن، وعدم وجود حرية، وتأليه الصف الأول والثاني من أصحاب السطوة في البلد، كل ذلك وغيره أدى إلى احتقان متراكم كان لا بد له من انفجار. ها هي نتائج حقبة الكبت تظهر اليوم. البداية سلمية ولكن التطور سيكون حسب الاستجابة الحكومية للطلبات. إلى الآن الاستجابة ضبابية وغير واضحة المعالم. الخمسين ألف وظيفة لا أحد يعرف ماهي.. والمائة والخمسون ريال الخاصة بالعاطلين عن العمل لا أحد يعلم عن شروطها، والتجارب السابقة مع القوى العاملة لم تكن جميلة، فالحذر كل الحذر من اللعب هنا.. فالشباب العماني قد كسر زجاج الصمت والخوف وأنتم تعرفون الزجاج إذا انكسر لا يعود كما كان.. انتهت المجاملات.

بالأمس تابعت الإذاعة والتلفزيون بشكل متقطع. اتضح لي أن النسخة المصرية بدأت تتكرر هنا وبخصوصية عمانية جداً. تهميش المظاهرات والمطالب الشبابية، واختزالها في الحريق الذي تعرض له مركز الشرطة ومركز اللؤلؤ في صحار. لم أسمع أي تعازي قدمت لأهالي الشهداء من المثقفين والكتاب الذين استضافهم كل من الإذاعة والتلفزيون(لم أكن طوال الوقت مشغل الإذاعة كما لم أكن طوال الوقت أمام التلفزيون ولكني أتحدث حسبما سمعت وشاهدت) باستثناء الكاتب سعيد الهاشمي الذي وصف الوضع بطريقة أقل ما يمكن وصفها بأنها مسئولة ومتزنة بل وشجاعة. فقد ترحم على الشهداء ولم ينجرف للفخ الذي تم نصبه له ولكل الضيوف.. بالله عليكم ماذا سيكون الجواب إذا كان السؤال:"ماذا تقول في الأعمال التخريبية التي قامت بها الفئة المخربة في صحار؟".. المذيع هنا يحصرك في إجابة متوقعة.. هذه الأسئلة تعودنا عليها في الإعلام العماني خاصة في الخريف( ما رأيك بهذا الجو الجميل"!!)..

أعتقد أن الكتاب والمثقفين ورجال الدين هم على المحك الآن ويجب عليهم أن يكونوا في مستوى المسئولية وأن لا يتبعوا الطريقة القديمة المبنية على المجاملة والتزلف للحكومة في وقت أصبح فيه مستقبل الوطن على صفيح ساخن. الوطنية ليست مرتبطة بإرضاء الحكومة ولا يمكن للحكومة أن تحتكر الوطنية وتعرفها كيفما تشاء.. الدماء سالت على أرض الوطن من أجل الوطن ومستقبل أفضل لأبنائه.. من أجل وطن خالي من المجاملات والتزلف والتملق.. من أجل وطن خالي من إقطاعيات إعلامية وغير إعلامية.. من أجل وطن للجميع.

الإعلام ركز على النتائج الهامشية أو الآثار الجانبية غير المهمة للمظاهرات ونسي المطالب الراقية والمسئولة التي قام بها هؤلاء الاحرار.. لم يتحدث الاعلام عن مداهمة الأجهزة الأمنية للمعتصمين في دوار صحار وهم نيام.. لم يتحدث عن الاعتقالات التي سبقت أعمال "التخريب" التي تم تضخيمها... لم يتحدث الإعلام عن مشاكل هؤلاء الشباب ولا عن حقهم في التظاهر السلمي.. لم يتكلم عن الطرق التي تم بها استفزاز هؤلاء ثم بعد ذلك لم يتحدث إلى المعتصمين مباشرة ولم يناقشهم ولم يهتم بهم. بعدما تطورت الأحداث ووصلت إلى طريق اللاعودة " جانا حديد بيرقص" كما يقول المثل.

بالأمس كنت في الساحة أمام مكتب محافظ ظفار(مكان الاعتصام) وكان الجو مليء بنسمات الحرية.. أحسست أن هؤلاء الشباب سئموا الوضع المزري للبلد.. أحسست بوطنيتهم.. لا يزايد على وطنيتهم إلا خائن.. أحسست بالتلاحم والتضامن الذي أبدوه لإخوانهم في صحار.. أحسست أن كل معتصم في تلك الساحة قد أتى إلى هناك من أجلي أنا.. نعم يجب أن نحس جميعاً هذا الاحساس.. ضحوا بأوقاتهم وأموالهم ومستعدون للتضحية بأرواحهم من أجل غدٍ أفضل.. من أجل وطن للجميع..

باختصار.. لقد تنفست حرية في تلك البقعة المكتظة بالشباب المليء بالأمل والحرية(مع أن المدخنين واجد :))..

لقد تحث أحد الشباب عن أن على الحكومة أن تغتنم فرصة سقف الطلبات المنخفض الذي تقدم به المعتصمون.. الوقت ليس في صالح الحكومة.. كل ذلك قيل وقيل غيره الكثير من الكلام الجميل دون تشنج أو عدوانية أو وعيد.. فقط هي التطورات على الأرض التي ستحدد وجه المطالب وسقفها.. آن الأوان أن تفهم الحكومة شعبها وأن تتعامل وتتخاطب معه من نفس الأرضية التي يقف عليها وليس من الأعلى..

تنفسوا حرية أيها العمانيون..

للتواصل راسلني على: hesheandme@gmail.com