السبت، 23 يوليو 2011

الثلاثاء، 19 يوليو 2011

كم سيارة ستبلع صلالة؟

زحمة هذا الخريف متعبة  .. صلالة تغص بالسيارات وبعبارة محلية "تقلح" سيارات :).
الذي يتحرك  في سيارته في صلالة "هاليومين" سيكره حياته وربما "يدعي على" من صمم المدينة. هذه المدينة أو القرية الكبيرة التي ضاقت بزوارها ولم تعد شوارعها كافية لسيارات أبوظبي وحدها لضيق الشوارع وقلة المنافذ، فما بالكم ببقية سيارات عمان؟!.
شارع الرباط الذي نسميه "الشارعين" معطل من الجهة الشمالية من دوار أم الغوارف وحتى سنتربوينت إذا استثنينا منفذي المطار وقاعدة سلاح الجو، بينما منافذه من الجهة الجنوبية وإن كانت أكثر إلا أنها غير كافية و تؤدي بك إلى أماكن مزحومة وضيقة.
 حتما سيكره حياته من لديه حاجة  في المنطقة التجارية (السوق المركزي) في منتصف النهار أو الفترة المسائية وبالطبع سيكره حياته أكثر إذا كانت سيارته من نوع "جير عادي". كل الحِيَل والمنافذ السرية أصبحت مكشوفة وأكثر زحمة من ذي قبل بل إن شارع المنتزه الذي لم أعرفه إلا عندما تم  إغلاق شارع السلطان قابوس أصبح ينافس شارع السلام في زحمته.
الأمر ينسحب على كل الشوارع أو معظمها والسبب أن السياح فاقوا التوقعات من ناحية الأعداد. وكذلك ينسحب على السكن فأسعار الشقق ارتفعت ارتفاع غير معقول(125 ريال/يوم) ومع ذلك هناك أزمة سكن في صلالة بل إن بعض السياح اضطروا للرجوع إلى مناطقهم بعد أن باتوا في سياراتهم في "الجربيب" لليلة واحدة على الأقل.
طبعا هناك إمكانية للسكن في مدينتي طاقة ومرباط وبالتأكيد الإيجارات هناك أقل لكن السائح العربي دائما يعتقد أن "الأماكن كلها محجوزه له" فيتجه إلى المدينة التي رسمها في مخيلته دونما تنسيق مسبق وفجأة يضطر إلى دفع مبالغ مضاعفة بسبب عدم التخطيط. هناك حلول وإن كانت محدودة وهي المدن التي ذكرتها خارج صلالة، لأن المسافات قريبة والجو جميل في كل هذه المدن وبالإمكان الوصول لكل الأماكن السياحية والخريفية في يوم واحد تقريباً. كما يمكن زيارة مركز البلدية الترفيهي مع أن زيارته قد لا تضيف الكثير للعوائل غير ألعاب الأطفال والرقصات الشعبية والبضاعة الصينية التي نعرفها.
 ******
الزحمة التي أفرزتها السياحة في صلالة تحتم على الحكومة التخطيط الجدي لخلق مراكز جذب جديدة خارج قلب المدينة. الآن لدينا أزمة سكن وأزمة شوارع بشكل موسمي ولكن في الغد ستكون المشكلة مستمرة على مدار العام لأن السكان في تزايد والمدينة تتوسع عموديا أكثر ربما من التوسع الأفقي بينما الشوارع "هي هي".
أعتقد أن هناك دراسات لتوسيع بعض الشوارع في صلالة ولكن ذلك سيكون حلاً آنياً  وليس استراتيجياً، لهذا لا بد من خلق مراكز جذب جديدة في ضواحي صلالة وخارج السعادة وعوقد كما أن تطوير المدن الأخرى أصبح ضرورة ملحة لاستيعاب السياح من ناحية ولجذب أبناء تلك المدن وأريافها بدلاً من التركيز على مدينة واحدة فقط.
في المستقبل ستتوسع مدينتي صلالة وطاقة إلى أن تلتقيا وتصبحا مدينة واحدة لهذا يجب أن تضع الجهات المعنية(هيئة تخطيط المدن) خطة مسبقة للشوارع ومراكز الجذب حتى لا تتكرر نفس الأخطاء التي حصلت في كل مدن عمان وخاصة أخطاء العاصمة مسقط. من أراد أن يرى مستقبل مدينته فعليه بتتبع ما حصل في مسقط من بداية توسعها وحتى الآن. ولأن تخطيطها كان آني ارتبكت بلدية مسقط فيما بعد في معالجة الأخطاء مما أدى إلى نزيف مالي غير عادي لا يزال مستمراً إلى الآن وإلى المستقبل.
بما أنا مدينة مسقط هي المدينة الأكثر نمواً في عمان وبما أن الحكومة هي نفس الحكومة فلا بد من أن تتعلم هذه الحكومة مما حصل في مسقط لكي تتجنب وقوعه في بقية المدن المعرضة للنمو في المستقبل القريب على الأقل.
*****
أخيرا الله يساعد السياح وكذلك غير المنتفعين من السياحة من سكان ظفار.. والسؤال الذي تطرحه شوارعنا خلال هذا الموسم يقول: كم من السيارات ستبلع صلالة؟!!...  تُرسل الإجابات إلى بريد المدونة وسيكون هناك سحب في نهاية الموسم على  "قطميم خرفي" ومجمر مرباطي حجز مسبق لشقة في الموسم الخريفي القادم.

الجمعة، 15 يوليو 2011

جمعيات أهلية في ظفار

في الفترة الراهنة التي هي فترة موسم الخريف ومهرجانه  تتزاحم الجهات الحكومية في مركز البلدية الترفيهي لتقديم إعلان للجمهور عن نشاطاتها ومنجزاتها خلال الفترة الماضية.  الأمر جيد إذا كان هناك تجديد واستحداث لخدمات إضافية بحاجة إلى توضيح أكثر.
هناك ملاحظات كثيرة على ما يتم عرضه في مركز البلدية الترفيهي ولكن يبدو أن برنامج المهرجان لن يخرج عن هذا الإطار حتى نغير نحن ما بأنفسنا.
الجهات الحكومية تعيد نفسها سنوياً وبدون جديد وفي نفس القاعات وأمام نفس الجمهور.
 المواطن لم يعد يهتم بما تقدمه هذه الوزارات في أجنحتها الدعائية بمركز البلدية لأنه يسمع دائما عن نفس الانجازات في الإذاعة والصحافة والتلفزيون ولا يلمس إلا القليل... تكرار متعب ونحن غصباً عنا لازم نسمع لأن مسابقات الإذاعة والتلفزيون وبرامج رمضان قد تضع أسئلة متعلقة بما يُعرض هنا لهذه الوزارة أو تلك. تم اختزال المعرفة في بضع انجازات وافتتاحات لمشاريع وزاراتنا الموقرة.
أما بعد:
في الوقت الذي تقوم فيه الوزارات بهذا الاستعراض في مركز البلدية الترفيهي تحاول الجمعيات الأهلية أن ترى النور بفتح فروع لها هنا في ظفار بجهود فردية ومن خلال متطوعين ساءتهم الحالة العامة وأرادوا أن يشاركوا الحكومة في البناء بطريقة تطوعية وبدون مقابل عل ذلك يحرك الماء الراكد الحكومي منه والشعبي. ولعلني أضع ذلك التحرك في باب "تغيير ما بالنفس" تمهيداً لتغيير الله القادم لما بنا أو بقومنا.
قبل يومين اجتمع عدد من المواطنين في مبنى غرفة تجارة وصناعة عمان في صلالة لمناقشة إنشاء فرع لجمعية تعنى بمكافحة المخدرات. ففيما يتكتم الشعب في ظفار على كل شيء تقوم الجهات الرسمية بتسريب بعض الأرقام المخيفة إلى الصحافة ولعل مقالات الدكتور عبدالله علي عبدالرزاق في الصحافة المحلية وفي مدونته(العين الثالثة) خير شاهد على الوضع المخيف الذي وصلت إلى قضية المخدرات في ظفار(انظر المقالات هنا وهنا و هنا). المخدرات أصبحت واقع في ظفار، و رغم عدم تصديقي للأرقام التي تم تسريبها إلا أن الجهات الرسمية يبدو أنها قد رأت أن الحالة أصبحت خارج سيطرتها، ولا بد للمجتمع المحلي أن يقوم بدوره. أعتقد أن الجهات الرسمية أعياها التستر الذي تقوم به احتراماً لعادات المجتمع وتقاليده التي يمكن أن تفعل أي شيء لإخفاء الفضيحة. ولعل الخمر والمخدرات والقضايا التي تتعلق بالشرف وبعض أنواع الأمراض الخبيثة من الأمور التي يفضل الظفاريون عدم إشاعتها بل وربما يستميتون لإخفائها. الآن وصلت الحالة إلى طريق مسدود ولم يعد التكتم حلاً وتصادف الأمر مع حمى الجمعيات الأهلية التي ينتظرها المجتمع بفارغ الصبر وإن كان بحاجة إلى توعية أكثر في ماهية العمل التطوعي وآلياته.
لا أدري ماذا جرى خلال اللقاء ولكني متفائل جداً بأن الحكومة قد فتحت المجال للتحول "التدريجي" إلى مجتمع مدني يشارك فيه المواطن العادي في البناء وفي الخدمة العامة طواعية.
الجمعيات ستصبح همزة وصل بين المواطن والجهات الحكومية والقطاع الخاص وسيكون التحرك هنا مسموح به من قبل الحكومة. فبعد أن كنا نرى الكثير من المشاكل أمامنا ولا نستطيع مواجهتها أو إيصالها للجهات الحكومية نظراً لعدم وجود قنوات سليمة أصبح الآن من السهل نقل وجهات النظر والرؤى وربما الحلول إلى جهات أهلية تستطيع المواجهة بالحجة والبرهان ودون محاباة أو محسوبية أو ما يمكن أن نسميه ميول فئوية أو مناطقية. تستطيع هذه الجمعيات فرض نفسها لخدمة الوطن إذا ركزت على المتخصصين. الهم هنا عام ويستهلك موارد تؤثر على الجميع وبالتالي لابد من الحركة لإيقاف النزيف المالي ولن يتأتى ذلك إلا بالرقابة الشعبية المتمثلة في المواطن من خلال الجمعيات الأهلية إضافة إلى شفافية الحكومة وتركها التدخل في سياسات هذه الجمعيات.
ملاحظة: كان هناك أيضا اجتماع لجمعية البيئة العمانية في صلالة ولكني لا أملك تفاصيل عن الإجتماع. أرجو ممن لديه أي معلومات عن الإجتماع موافاتي بها وسأدعو له بعدما أدهن محفيفي

السبت، 9 يوليو 2011

من أين تؤكل الوطنية

أتى مهرجان صلالة السياحي بعد عام مفعم بالإحتقان الشعبي والاعتصامات التي تشظت من المدن الرئيسية إلى كل مكان من عمان اعتراضاً على الوضع السيء الذي وصل إليه الأداء الحكومي. أتى بعد الاعتراض الواضح الذي أبداه الشباب العماني على استشراء الفساد في أجهزة الدولة. أتى بعد أن أوصل المعتصمون رسالتهم للحكومة أو بعد أن قالت الحكومة أن الرسالة قد وصلت عندما أنهت الاعتصامات بقوة الجيش. بعد كل تلك الاحداث ظننت –كمواطن- أن الحكومة ستغير شيئاً من السياسة السابقة وأنها ستوضح للمسئول العماني ضرورة مراعاة ثورة الإعتراض الشعبي على الفساد بشتى أنواعه. في مهرجان صلالة السياحي لهذا العام  أتى الأمر مختلفاً عن كافة توقعاتي فمنذ بدايته كانت هناك رسالة توحي للمتلقي أن هناك أمراً ما قد حيك ضد شخص جلالة السلطان خلال فترة الاعتصامات. وأن عرش جلالته قد نجا بأعجوبة من محاولة انقلاب فاشلة..
 أعلم أن المهرجان السنوي في صلالة مهرجان سياحي ولكنه لم يكن يخلُ من المسحة التملقية التي تعطي انطباع بأن المهرجان عيد ميلاد للسلطان وليس مهرجان سياحي. تعودنا أن تكون أعيادنا الوطنية مكرسة لشخص صاحب الجلالة ولكن الأمر لم يتوقف عند ذلك بل تم استنساخ الطريقة لتصبح مطبقة على المهرجانات السياحية. هذه السنة خلا المهرجان من حفل الافتتاح(الأوبريت كما يُسمى) الذي كانت غالبية قصائده(بركاكتها) تركز على شخص جلالة السلطان ومنجزات النهضة. بالطبع لا نستطيع إنكار ما قام به هذا الرجل وكيف أنه انتشل البلاد من ثالوث الجهل والمرض والفقر ولكن هذا لا يعني أن نحشره في كل شيء أو أن نجبر المواطن على معرفة أمر هو في الأصل يعرفه.. يجب أن نعطي المواطن قسطاً من الراحة وأن نحترم جلالة السلطان حتى في طريقة المدح والتمجيد. المواطن لا ينتظر من أي مسئول أن يجبره على النظر من خلال عينه هو أو من خلال مصلحته الفردية لتعريف وطنيته.
*****
الفن عبارة عن لغة استخدمها الانسان لترجمة تعابيره سواء أكانت تلك اللغة سمعية،  بصرية أم يدوية. تتطور تلك اللغة كلما زاد عدد الفنانين ويزداد عددهم كلما زاد عدد الجمهور المتلقي والمتذوق لسحر تلك اللغة. وكلما تحرر الفنان كلما أبدع. في وطننا العربي قامت الأنظمة بأدلجة كل شيء وكان للفن نصيبه من هذه الأدلجة. تم حصر الإبداع في لون معين وفي فئة معينه وفي نظام دون غيره. أصبح الغناء لحزب واحد أو لشخص واحد وأصبح النحت مثلاً مكرس للقائد الأوحد وأصبحت المسابقات مرتبطة  بمناقب الرئيس وما يحبه والألحان لملحن الرئيس والكلمات لشاعر الرئيس والتوزيع لموزع الرئيس. الفنون التشكيلية والتصوير الضوئي وغيرها من الفنون أصبحت تعدد ثمار الحزب والسلطة ومنجزاتهما وتركت قضايا الشعب لأنها غير معنية بها. هنا تم قتل الإبداع وتم تشويه مفهوم الفنون. أصبحت الأجيال تحمل مفاهيم خاطئة وتعريفات تختلف عن التعريفات الحقيقية عند الأمم الأخرى. في عمان وتحديداً في مهرجان صلالة السياحي لهذا العام 2011 تم استخدام أحد الفنون وهو التصوير الضوئي لإيصال رسالة لم يكن لها داع لأنها لم تكن خافية.
عندما تم إلغاء أوبريت الافتتاح لمهرجان هذا العام استبشرنا خيراً وقلنا أن الرسالة قد وصلت وأن الحكومة قد استوعبت مطلب الشعب. لكن الإبداع لا يتوقف عند حد والغاية تبرر الوسيلة دائما ، والحفاظ على المراكز والمغانم يحتاج إلى الإلتفاف والتشكل. كان لا بد من إيجاد طريقة أخرى لإثبات الولاء والوطنية فهناك الذين يعرفون من أين وكيف تؤكل الوطنية وفي أي ظرف. فتكثيف صور جلالة السلطان في المهرجان "السياحي"  وتسليط الضوء بكثافة على معرض مصور صاحب الجلالة  وجعل المعرض مستمر إلى نهاية المهرجان لهو دليل على أن هناك من يستغل ما حدث من اعتصامات لغرضين أولهما إظهار الوطنية  والولاء واحتكارهما لأغراض شخصية والثاني رمي بقية المواطنين في حفرة الاتهام بعدم الولاء وربما بالخيانة. نعم أتى المهرجان بعد الاعتصامات التي رفعت صور جلالة السلطان وقالت " يداً بيد للقضاء على الفساد". الذي يحصل هنا مختلف فهناك استغلال رخيص للحدث وهناك ما يوحي للزائر بأن مستوى شعبية جلالة السلطان قد نزل في ظفار مما يستدعي تكثيف صوره في مداخل ومخارج ومعارض ساحة المهرجان.
الحاجة الوحيد التي كانت تميزنا عن بقية الدول العربية أن السلطان رغم عشقة للتصوير إلا أنه الأقل حضوراً على البيوت والبنايات الضخة. نعم هناك تكثيف لصوره في وسائل الاعلام المحلي ولكن واجهات بيوتنا وأسواقنا تخلو تماما من صوره إذا استثنينا فترة عيد ميلاده و23يوليو عندما كانت توضع صوره في شوارع المدن الرئيسية على أعمدة الإنارة.
أتمنى إيقاف هذا النوع من المهازل وأقصد هنا ما يجري من تكريس لأمر ليس له داع في مركز البلدية الترفيهي لأن هذه الحركات قد تكون ذات مردود عكسي على شعبية جلالته خاصة إذا أتت عن طريق أشخاص لم تُختبر بعد محبتهم لصاحب الجلالة.
أقول ما قرأتم وأستغفر الله لي ولكم..
للتواصل راسلني على: hesheandme@gmail.com