الخميس، 25 أغسطس 2011

إن صح ما سمعت

ما بعد الاعتصامات..
قد تكون الحكومة بصدد التحضير لشيء كبير خلال الفترة القادمة وقد تكون أفلست من كل الحلول. وبالرغم من القبضة الأمنية -ذات الخصوصية العمانية الغير دموية- التي تحكمها على البلاد والعباد إلا أن بوادر الارتباك وعدم وجود حلول حقيقية لما تمخضت عنه الاعتصامات، هي السمة السائدة على أدائها. وهذ الفشل لا ألوم الحكومة عليه لأنها تفاجأت به كونها لا تملك  استراتيجية واضحة لإدارة الأزمات. لا ألومها ساعة وقوع الحدث ولكن بما أنها دولة لديها خبرة 40 سنة في الحكم وخرجت من حرب في بداية نشوئها فإنني ألومها لعدم استقرائها للأحداث ولعدم تقييمها الصريح الخالي من المجاملة لأدائها.
قد يكون سبب عدم التعامل الاحترافي مع الأحداث ناتج عن وجود كل القرارات (صغيرها وكبيرها) في يد شخص واحد، والأمر الثاني تجاوز العقليات المسيرة للبلاد لسن العمل والإنتاج وفهم الواقع الجديد. وقد أضيف إلى ذلك العقلية الأمنية التي تسير الأمر في بلادنا الغالية.
إن تمركز كل القرارات في يد شخص أو شخصين غير قابل للنقد لا يمكن أن يقود إلى قرارات صائبة دائما بل إن الانفعال والمزاجية والحالة النفسية قد تلعب دور في التأثير على شكل القرارات التي قد تأتي آنية مخدرة وتخلو من البعد الاستراتيجي الأمر الذي يؤدي إلى تأجيل حل المشكلات وتضخيمها لتنفجر في وقت لاحق وهذا ما يتنبأ به الجميع. كما أن العقليات التي تبرمجت على سلوك وتفكير معين لفترات طويلة لا يمكن أن ننتظر منها حل ناجع للمشكلات المفاجئة مهما كان إخلاصها.

نعلم أن الحكومة أنزلت الجيش لإنهاء الاعتصامات واعتقلت المعتصمين ولم تدلي بأي تصريح لشرح وتبرير ما حصل بل لزمت الصمت. كما أنها لم تقدم ما يدل على أنها أنهت الاعتصامات من أجل تنفيذ المطالب على رواق. ذلك الصمت لم يطمئن المعتصمين وكذلك لم يُبدِ لهم-كمواطنين ينشدون الأفضل للوطن- ذلك التصرف أي احترام بل تم التعامل معهم كخارجين عن القانون. وبما أن الوطن هو الهدف الأول والأخير من وراء الاعتصامات ظل الغليان الداخلي موجود لدى المواطنين مما حدا بالمعتصمين إلى عقد اجتماعات علنية لأكثر من مرة لمناقشة الخطوات القادمة.
اجتمع المعتصمون في ظفار في بداية الشهر الجاري لمناقشة الوضع وربما تشكيل لجنة لمتابعة ما يسمى بالعريضة المرفوعة لجلالة السلطان من المعتصمين في ظفار. كانت نتيجة هذا الاجتماع أن رأى بعض المعتصمين أن الخطوة التالية يجب أن يُفتح فيها المجال للنخبة المثقفة والمتخصصة لمتابعة أمر تنفيذ بنود العريضة مع الاحتفاظ بحق العودة للساحات فيما إذا أصرت الدولة على صمتها وتجاهلها للإصلاح.
عندما بدأ هذا الحراك العلني بدأت الحكومة وبشكل غير علني بالتحرك تجاه المعتصمين. فقد التقى رئيس مكتب الفريق سلطان النعماني بأحد المعتصمين المؤثرين ودار بينهم نقاش حول الاعتصامات والعريضة. وقد طرح الأخ المعتصم رؤية غالبية المعتصمين التي ترى ضرورة إشراك النخب المثقفة والمتخصصة في صياغة مقترحات وآليات لتنفيذ بنود العريضة. وقد أكد رئيس المكتب أنه سينقل الأمر إلى جهات عليا(السلطان ربما!) وسيكون على اتصال مع المعتصم. بعد فترة ليست ببعيدة تلقى الأخ المعتصم اتصالاً من رئيس مكتب الفريق سلطان النعماني يؤكد فيه ان هناك ضوء أخضر للنخب المثقفة والمتخصصة في صياغة آليات لتنفيذ البنود المذكورة وربما إضافة طلبات خاصة بالمحافظة.
هنا اجتمع المعتصمون مرة أخرى وتم طرح الموضوع أمام الجميع على أن يحافظ الجميع على الهدوء وعدم الرجوع إلى الشارع سواء باعتصام أو بمظاهرات. وافق المعتصمون على المقترح ولكن أبدى بعضهم الرغبة في إقامة مظاهرة كل يوم جمعة للتذكير بالعريضة والتنديد بالفساد. كان المعتصم ناصر سكرون هو من أصر على المظاهرات كل يوم جمعة لكن الغالبية لم تكن مؤيده لهذا التوجه. في اليوم التالي تم اعتقال ناصر سكرون وهو إلى الآن رهن الاعتقال على ما أعتقد. طبعا الخطوة التي قامت بها الجهات الأمنية ليست حكيمة لأن الاعتقال يضع المعتصمين أمام محك صعب ولا يشجعهم على المضي قدماً في التهدئة. هناك غالبية متعقلة ولكن هناك أيضاً متحمسين لا يمكن إقناعهم بسهولة خاصة وأن الاعتقال قد يكون سبباً كافياً لإثارتهم وعدم ثقتهم في الحكومة ونواياها.
هذه المعلومات استقيتها من شخص حضر الاجتماع وقد تكون غير دقيقة من ناحية التفاصيل لكنها في المجمل تبدو صحيحة. الأمر المريب هنا هو لماذا لا يطلب المكتب السلطاني المعتصمين بشكل علني إذا كانت نيته الحل النهائي لصداع الاعتصامات؟!!
هناك طرق كثيرة لحل الأزمة التي حصلت والتي لاتزال "جمر من تحت الرماد". إذا تكلمت الحكومة بصوت علني وأعلنت أن لديها مشكلة بالفعل فإن الشعب سيعذرها. وإذا الحكومة -التي تملك المال- جادة في الحل فبإمكانها عقد اجتماعات مصغرة تمهيدية في كل محافظة ومنطقة لصياغة مقترحات وآليات للخروج من الأزمة الحالية بحلول تهدئ الشعب وتحل المشكلة وفق إطار زمني معلوم. وبعد ذلك يتم إقامة اجتماعات علنية لنخب النخب لرفع توصيات تتم مناقشتها بشكل تفصيلي مع المكتب السلطاني الذي يحكم الجهاز الاداري للدولة وذلك للوصول إلى حل حقيقي يكون المواطن طرف فيه أي أنه لن يملك فيما بعد الحجة للرجوع إلى الاحتجاج أو التظاهر.
إذا صح ما تم فإن الحكومة بدأت "تلعبها صح"، فمعلوم لدى الجميع أن أسهل شيء هو الانتقاد وإظهار العيوب بينما العمل هو الأصعب. وقد أظهر المعتصمون والمتضامنون معهم(محفيف مثلاً :)) معظم عيوب الحكومة دون وضع حلول تُذكر. قد تكون الحكومة جادة في الإصلاح والتطوير ولكن إمكانياتها الإدارية والفنية غير قادرة على التنفيذ بالشكل المثالي أو حتى القريب منه, لماذا؟ لأنها فاقدة للمعرفة وفاقد الشيء لا يعطيه.
إذا صح  القول أن الحكومة لديها النية لإشراك المواطن في الحل فإن هذه تعتبر أذكى خطوة قامت بها الحكومة منذ بداية الاعتصامات وإلى الآن. فإشراك المواطن في اقتراح الحلول هو الحل الأذكى لأنه سيضع المواطن على المحك على اعتبار أن الحكومة جادة. ستقل خسائر الإصلاح حسب رؤيتي لأن المواطن في الأخير قنوع ونيته صادقة لمحاربة الفساد حتى وإن كان غارقاً فيه حسب مستواه البسيط...
أخيراً.. إذا كانت هذه فقط مناورة لكسب الوقت وضرب المواطنين بعضهم ببعض فإن النتائج ستكون عكسية وإن انشغل الناس في البداية بتداعيات هذه الخطوة.. 

الاثنين، 22 أغسطس 2011

متى سيتعظ هؤلاء؟!!!!

رؤساء يسقطون
لا أصدق ما يجري.. خلال أقل من سنة سقط ثلاثة رؤساء عربـ" بنيران صديقة" على اعتبار أن القذافي سقط بسقوط طرابلس.سقطوا بفضل ثورات شعوبهم ومباركة الغرب الديموقراطي لها أي بتخليه عن مساندتهم ضد إرادة شعوبهم. هؤلاء الرؤساء لم يسقطوا في نفس اليوم  فالإثنين الذين تأخرا لم يستفيدا من تجربة بن علي الذي سبقهما.. فهل سيتعظ بقية  من في الطابور أم يظنون أن حالاتهم وبلدانهم في منأى من رياح التغيير؟!!!!!. 
لا يزال جارنا العقيد علي يترنح ولا يزال الدختر بشار يتفلسف ويلعب بالمصطلحات بينما دباباته تتفنن في قصف المدن والقرى بعيداً عن الجولان المحتل الذي يعتبر أهدأ من الهدوء ولا تزال الديكتاتورية تُمارس هنا وهناك في منطقتنا العربية ... اتعظوا أيها المنتظرون ألا تعقلون أو تفقهون... سحقاً للحمق.

الأربعاء، 17 أغسطس 2011

إلهام الرذاذ

رياح ملونة
لا زلت أبحث عنكِ..
.
.
.
حكايتي مع الرذاذ تنقلني من الواقع إلى الخيال..
فتحت تأثيره أبحث عن كل شيء 
ولكنني أكتشف أنني أبحث عنكِ في كل شيء
فهل سينتهي البحث بتوقف الرذاذ؟!
أوجدي لي طريقة أخرى بعد الخريف
أو مددي الخريف..
مدديه لكي يستمر بحثي
علني أجدك
أعرف أنك مستمتعة..
رغم جهلك ببحثي..
وجلهي بك.
ملاحظة: البعوض حاسد.. يستغل توقف الرذاذ :)

الأحد، 14 أغسطس 2011

أنتِ

ألوان واتجاهات
سافري كل البلدان..
امسحي كل القارات..
أخبري كل سحابة أين تضع ماءها 
ثم عودي..
عودي..
فهذه الأرض الجدباء بحاجة للمطر
وأنت المطر.. وجودك مطر
عندما تأتين..
تتجمع السحب المليئة ببخار الماء.. 
لتخفي عنا الشمس..
ثم تُرعد وتبرق..
تهطل المطر..
ترتوي الأرض..
تنبت الأرض من كل الثمار
وتدب الحياة في كل شيء..
تبدأ الزهور تتفتح وتنشر عبيرها في الكون الواسع
ويبدأ الرعاة في الغناء..
ذلك لأنك عبرتِ ..
سافري..
اسبري أغوار كل نهرٍ وبحرٍ
ثم عودي
أبحري في المحيطات
ارجعي الحياة إلى كل المرافئ والمواني الميتة
ثم عودي
حلِّقي في الفضاء البعيد..
سايري النجوم واسبحي مع المجرات ثم عودي
فأنتِ أنتِ
وستظلين أنتِ
لن يزيدك التحليق ألقاً 
ولا جمالاً..
بل سيكون من بعدك للتحليق تعريف جديد..
وللجمال تعريفٌ جديد..
تعريفك أنتِ
أخبريني بذلك التعريف لأعممه على الكون..
أريد أن يتكيف هذا الكون معك
يجب أن يتكيف معك..
سيُعاد تعريف كل شيء من جديد.. 
وسيكون حسب مواصفاتك أنتِ..

حلِّقي..
سيزداد الفضاء اتساعاً بتحليقك
وستتسابق المجرات في فتح فضاءاتها لكِ..
لكي تتسع وتحتل فضاءات أوسع من الكون..
أتدرين لماذا؟ لأن هناك من كل شيء أصل ونسخة بل ونُسخ
وأنتِ..؟
أنتِ أصلٌ لا تقليد له..
وحتى النسخ التي تحاول التشبه بكِ..
لم تحمل منك إلا نية صانعيها.. ولم يكن ذلك كافياً
لأن النسخ ليست أنتِ
وأنتِ أنتِ..
تلك أنتِ.. تلك أنتِ..

السبت، 13 أغسطس 2011

اعترافات صائم (3)

الجزء الأخير
بعد أن شبعنا بكاء اتجهنا - بتعليمات من صاحبتنا الصائمة - إلى الوادي لكي نسبح في أحد الأحواض الحجرية المملوءة بمياه أمطار الخريف. كان الماء يبدو بارداً، متغير اللون وبعمق لا يتعدى  الربع متر ولكن بحكم أحجامنا وأطوالنا الصغيرة كان الحوض في أعيننا عبارة عن بحيرة شاسعة الطول والعمق. أتينا إلى المكان راكضين كعادة الأطفال وعندما اقتربنا من الحوض انزلق صاحبي(الذي كنت سأصارعه) تحت تأثير السرعة والوزن والطحالب المتراكمة على الصخور المنبسطة على مقربة من الحوض انزلق وما لبث ان استقر في وسط الحوض الأمر الذي أدى إلى إزاحة كمية لا بأس بها من المياه خارج الحوض. كانت حركة سقوطة كفيلة بتعكير صفو المياه البسيطة. خرج صاحبنا باكياً وهو مبلل الثياب وبه كدمات وجروح وبدأ الدم يظهر على ركبتيه وساقيه وأجزاء عديدة من جسمه ولكن حالته لم تكن خطيرة إلا أن الدم الذي ظهر عليه أطال من مدة بكائه. لمن نكمل السباحة ولم يتوقف صاحبنا عن البكاء فرجعنا أدراجنا خوفاً على القطيع الذي بحوزتنا من الاختفاء عن أنظارنا كما أن بكاء صاحبنا كان له أثر كبير على مزاجنا العام.
في منتصف النهار رجعت أختنا الصائمة واستمرينا بحكم أننا مفطرون في مهمتنا والتي تقتضي إرجاعنا للقطيع في الفترة المسائية وذلك ما تم بالفعل حيث رجعنا قبل أذان المغرب بحوالي الساعتين.
كانت تدور في رأسي فكرة الصيام في اليوم التالي من أجل تجنب الذهاب مع تلك  البنت الشريرة. وبعد الإفطار كلمت والدي ووالدتي أنني قررت أن أصوم غداً. أبدت والدتي تأييد الفكرة بحكم أنني سأنسى الموضوع في الصباح بينما رفضها الوالد نظراً لصغر سني ولعلمه بأن صومي سيحتم علي البقاء في البيت دون تأدية أي مهمة. المهم في الأمر أنني انتزعت الموافقة بعد جهد جهيد وبمساعدة من الوالدة التي كانت على يقين أنني لن أكمل النهار صائماً.
بدأ استعدادي لليوم التالي مبكراً حيث قررت أن أملأ بطني بما أجد من أكل، كما حثيت الوالدة أن توقظني للسحور. ذهبت إلى النوم وكلي فرح بأنني قد اجتزت مرحلة الطفولة كما أنني كنت أفكر بما سيقوله بقية الأطفال في اليوم التالي عندما يعرفون أنني لن أذهب معهم بسبب أنني صائم. إن عدم ذهابي بحد ذاته دعاية إعلانية غير مدفوعة عن صومي. وذلك ربما كان هدفي حيث أن الأجر  والثواب لم يكونا في بالي أبدا. أيقظتني الوالدة للسحور -حسبما زعمت في اليوم التالي- ولكنني لم أصحُ إلا في اليوم التالي للأسف. قمت الصباح وأنا أتضور جوعاً وبدأت أتذمر وألوم والدتي على تعمدها عدم إيقاظي للسحور لكنها حلفت أنها حاولت مراراً أن تصحيني ولكنني لم أستجب، وقد أشارت علي بأن أفطر وأصوم اليوم الذي يليه لكنني تذكرت مشهد العذاب الذي تعرضنا له اليوم السابق من صاحبتنا الصائمة فأبيت إلا التكملة، كما يبدو أنني أيقنت أيضاً أن الشهرة بحاجة إلى تضحية :).
ما أتذكره الآن أن يومي كان مأساوياً بما تحمله الكلمة من معنى فقد كنت عصبياً طول اليوم وخاصة على إخوتي الصغار كما أنني بدأت في تجميع ما أجده من خبز أو بسكوت في البيت من أجل الإفطار. لقد ظننت أنني سآكل الأخضر واليابس. كان يوم مليئ بالصياح والعصبية والكثير من البكاء ولكنني وصلت إلى موعد الإفطار وأنا صائم لكنني لم آكل عشر ما جمعته  طوال اليوم .. ذلك كان أول صوم في حياتي.. نقطة.

ملاحظة:
بمباركة الهيئة العمانية للاعمال الخيرية وبجهود اهلية سيتم جمع التبرعات العينية لضحايا الجفاف والمجاعة في الصومال ابتداء من يوم 31يوليو بجانب مسجد عقيل بصلالة الشرقية. تقبل المواد الغذائية طويلة الصلاحية والفرش والبطانيات والملابس المعدة بطريقة ﻻئقة....وانفقوا مما تحبون. 
للاستفسار:
99492845 احمد
99492966 محمد
99696333 عبدالله
99493100 سعيد
99283030 مسلم
92334207 محمد
97187778 علي 
لا بد أن أذكر أن الإخوة في الحملة لا يستقبلون الملابس في الفترة الحالية لأن أولويتهم هي توصيل المواد الغذائية وقد أخبروني أنهم قد يرسلون الملابس وغيرها من بطانيات وفرش فيما بعد إلى اليمن، لكنهم لن يستقبلوا الملابس في الفترة الراهنة نظراً لعدم وجود مخازن كافية تضمن بقاء الملابس على حالتها.

الأربعاء، 10 أغسطس 2011

اعترافات صائم (2)

... وبعد أن شبعت الأميرة من المرجيحة نزلت وفكت الحبل وأرجعته على رأسها وقالت أريدكم أن تلعبوا لعبة المصارعة(مينيص) لأرى من منكم الأقوى فأنا صائمة ويجب أن تسلوني لبعض الوقت والنهار طويل. تصارع أول إثنين وما لبثا أن سقطا معاً على الأرض وادعى كل منهما أنه الفائز وتطور الكلام إلى أن تضاربا وعندما حاول أحد الأطفال الوقوف بينهما للتهدئة نهرته قائلة لم تنتهِ المصارعة بعد فرجع. تضارب الاثنان حتى توقفا باكيين من ألم الضرب ونحن نتفرج فاتحين أفواهنا بينما الأميرة مستمتعة تضحك. أثناء بكاء صاحبينا أمرتني أن أتصارع مع واحد أضخم مني في الطول والعرض فحبيت أن أختصر المشهد وأجهشت بالبكاء فور دخول غريمي حلبة المواجهة وكان ذلك إعلان صريح بهزيمتي. أصبحنا الآن ثلاثة نردد سينفونية بكاء مزعجة يرجع صداها بين الحين والآخر من بطن الوادي المجاور. وهكذا استمر الأمر حيث دخل آخر إثنين وحصل لهما ما حصل لأول إثنين حيث تعاركا حتى البكاء وبهذا بكينا جميعا ما عدا صاحبي الضخم الذي سيأتي دوره فيما بعد.. تابعوا الجزء الأخير من اعترافات صائم وتقبل الله منكم الصوم..

تذكير:
لا تزال حملة أهالي محافظة ظفار لإغاثة المتضررين من المجاعة في الصومال قائمة عند مسجد عقيل بصلالة الوسطى وحسب الإعلان الذي قرأته بالأمس على الشارع المؤدي للمسجد فإن الحملة مستمرة إلى 15 رمضان الجاري فقط وعليه نهيب بالجميع المساهمة حسب الإستطاعة..
وللإستفسار يرجى التواصل مع أحد الإخوة التالية أرقامهم:
99492845 احمد
99492966 محمد
99696333 عبدالله
99493100 سعيد
99283030 مسلم
92334207 محمد
97187778 علي 
لا بد أن أذكر أن الإخوة في الحملة لا يستقبلون الملابس في الفترة الحالية لأن أولويتهم هي توصيل المواد الغذائية وقد أخبروني أنهم قد يرسلون الملابس وغيرها من بطانيات وفرش فيما بعد إلى اليمن، لكنهم لن يستقبلوا الملابس في الفترة الراهنة نظراً لعدم وجود مخازن كافية تضمن بقاء الملابس على حالتها.

الثلاثاء، 9 أغسطس 2011

اعترافات صائم (1)


قبل أن أبدأ لا بد أن أنوه إلى موضوع حملة أهالي محافظ ظفار لإنقاذ أطفال الصومال وسيكون الإعلان في ذيل التدوينة.
اعترافات صائم..
حكايتي مع رمضان لم تكن سهلة وسأحكي هنا جزء بسيط تذكرته من غير تفاصيل. فعندما كنت صغيراً (في القرن المنصرم:)) كنت أحب أن أصوم ليس لأني صبور بالطبع وإنما شأني في ذلك شأن كل الأطفال الذين يحبون تقليد الكبار للحصول على بعض المدح أو منافسة لأطفال آخرين أو محاولة للخروج بالقوة من مرحلة الطفولة. لكن  توجد في قصتي تفاصيل مختلفة..  ابقوا معنا..
أذكر كالحلم أن رمضان كان في موسم الخريف وكنا(الأطفال) ما أن نصل إلى سن المشي يتم تكليفنا بمهام نظراً لقلة البشر آن ذاك في الأسرة الواحدة وكثرة المواشي. وكانت أكثر المهام ترتبط برعي صغار البقر(أوحلوب جمع ومفردها محليب وهو ابن البقرة الذي أصبح يأكل بذاته من غير  الإعتماد على أمه) فكنا نوجه الماشية التي تحت تصرفنا إلى المراعي بناء على توجيهات الكبار. وفي يوم ما من ذلك الشهر(رمضان) ذهبا -مجموعة من الأطفال- خلف القطيع الذي كلفنا برعيه إلى المكان المعلوم وحسب التعليمات التي تلقيناها. ما أن وصلنا إلى المكان حتى استقر المقام بقطيعنا وبدأت الأبقار بالنتشار نظراً لوفة المراعي. ما إن استقرت الأبقار حتى بدأنا باللعب على نغمات وتأثيرات نسائم الخريف التي كانت تهز أشجار السغوت لتعزف سيمفونية الطبيعة أحلى نغم  عندما تسقط القطرات المتجمعة على الأوراق والغصون دفعة واحدة..لم نكن نستشعر ذلك الجمال في حينه بشكل مباشر ولكن لكونه جميل ظل في الذاكرة إلى الآن.. كانت بيننا بنت هي الوحيدة الصائمة.. لا شك أننا كنا نحسدها لأمرين أولهما أنها أكبر منا وثانيهما أنها ستفطر مع الكبار الذين غالبا لا يسمحون إلا بالصائمين على مائدة الإفطار. لم تكن الموائد كبيرة ولكنها كانت تغري الأطفال على العموم. أرجع لموضوع البنت فقد كانت تكبرنا بسنة أو سنتين على الأكثر وكنا لا نصدق أنها صائمة ولكننا لم نكن نجرؤ على الحديث لأنها كانت شريرة بعض الشيء وبالطبع أكبر منا.. أذكر في ذلك اليوم  أنها كانت تحمل حبلاً يفوق طولها أربع مرات وكانت تلفه فوق رأسها كالمحفيف وقد عملت منه فيما بعد "مرجيحة" على أحد جذوع "السغوت" المائلة. وقد كانت تتحكم فينا بشكل احترافي وقد وزعت علينا الأدوار بشكل متقن؛ فهناك من عليه مراقبة الأبقار وهناك من عليه دفها لكي تتأرجح (أو تتمرجح) في الهواء وهناك من عليه إزالة الحجارة من تحت الجذع الذي "ستتمرجح" عليه حتى لا تتجرح إذا سقطت بالخطاء.. لن أذكر مهمتي :) فقد كنت صغيرا جدا ولكن أذكر أن ذراعي لم أستطع رفعهما في اليوم التاليJ. كانت حجتها أنها صائمة رغم أنها لم تكن بحاجة إلى حجة لتسخيرنا لخدمتها... نعست..وللحلقة بقية تابعونا في الجزء الثاني..
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة:
بمباركة الهيئة العمانية للاعمال الخيرية وبجهود اهلية سيتم جمع التبرعات العينية لضحايا الجفاف والمجاعة في الصومال ابتداء من يوم 31يوليو بجانب مسجد عقيل بصلالة الشرقية. تقبل المواد الغذائية طويلة الصلاحية والفرش والبطانيات والملابس المعدة بطريقة ﻻئقة....وانفقوا مما تحبون. 
للاستفسار:
99492845 احمد
99492966 محمد
99696333 عبدالله
99493100 سعيد
99283030 مسلم
92334207 محمد
97187778 علي 
لا بد أن أذكر أن الإخوة في الحملة لا يستقبلون الملابس في الفترة الحالية لأن أولويتهم هي توصيل المواد الغذائية وقد أخبروني أنهم قد يرسلون الملابس وغيرها من بطانيات وفرش فيما بعد إلى اليمن، لكنهم لن يستقبلوا الملابس في الفترة الراهنة نظراً لعدم وجود مخازن كافية تضمن بقاء الملابس على حالتها.

الاثنين، 1 أغسطس 2011

محاربة الجوع

رمضان مبارك..
بدأ رمضان.. شهر الخير.. شهر الإحسان.. شهر الكرم الرباني ومضاعفة الحسنات.. بدأ رمضان والأمة تتنفس شيئاً من الحرية في بعض بقاعها. بدأ رمضان ومجاعة قاسية تضرب أجزاءً من الصومال الشقيق.
بدأ رمضان ونحن نكررتعريفنا الخاص له. التعريف الذي تم تحويره تدريجياً من إندماج روحاني مع الله إلى صراع مع الجوع. صراع صنعناه بأنفسنا وكرسه تحسن حالتنا الاقتصادية من أمة لا تجد إلا الحليب والخبز -في أفضل الحالات كوجبة يومية - إلى أمة تأكل صناديقُ نفاياتها ما يستطيع أن ينقذ أمة أخرى تعاني من الموت الحتمي بسبب الجوع.
من أراد أن يفهم رمضان الظفاري تحديداً فعليه بالطواف على المحلات الكبيرة كمجمعي اللؤلؤ  والاستقرار. كما أن عليه ألا يفوت الذهاب إلى السوق المركزي حيث اللحم الطازج(خمر ظفار) والسمك والخضار وغيرها مما تشتهي النفس الجائعة.
لا أجد تفسير لهذا النهم والخوف من الجوع الذي يتجسد كل رمضان عندنا إلا بالخواء الروحي الذي يعاني منه مجتمعنا "المؤمن". أعتقد أن هناك خواء روحي لدينا رغم كثرة صلاتنا وصومنا.. لم نستطع أن نستلهم المعاني الظاهرية والخفية للصوم. لم ننعزل عن الملذات المادية انعزال تام بل ظل خيالها يطاردنا أثناء النهار في الوقت الذي يُفترض بنا أن نتواصل مع الخالق تلذذاً يسمو بنا بعيداً عنها أي بعيدا عن الملذات الدنيوية.
المعنى الآخر الذي يمكن استلهامه من الصيام هو الإحساس بالآخر الجائع.. الذي لا يجد قوت يومه ولا يستطيع انقاذ أبنائه ولا جيرانه  ولا حتى نفسه بسبب قلة المادة وظروف الطبيعة القاسية. إن الصوم يعطينا درساً في التفكير بالآخر خاصة في زمن الإعلام المفتوح الذي ينقل لنا الحدث في حينة من أي بقعة على الكوكب.. ما يحصل في الصومال(البلد المسلم) من مجاعة شديدة يحرجنا كمسلمين أيما إحراج وخاصة نحن الدول المتاخمة له. يعطي انطباع بأننا لسنا الأمة التي إذا اشتكى منها عضو تداعت له سائر الدول بالسهر والحمى. يشعر بقية الأمم أن هؤلاء لا يهتمون بحياة الآخرين بل على العكس هم جاهزون لإفناء غيرهم بالمتفجرات فقط..
قد يقول قائل أنهم(أي الصوماليون) "يستاهلون" لأنهم يحاربون بعضهم البعض ولا يريدون الاستقرار لبلدهم وبالتالي موتهم وحياتهم سواء. نعم هناك من يقول ذلك ولكن يجب أن نعلم أن إنقاذ حياة إنسان واحد فقط يعادل عند الله إنقاذ الناس جميعا كما ورد في القرآن. والذي يجب أن لا ننساه هو أن الذين يموتون ليسوا من الفصائل المتحاربة بل أناس عاديون معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ الذين لا حول لهم ولا قوة بما يجري. تخيل أن هناك من يصارع الموت الآن بينما نساءنا وشغالاتنا في مطابخ بيوتنا في  حالة استنفار لإعداد وجبات غير مبررة لعدد بسيط من الافراد.. بالفعل هذا أمر محزن. 
أنا لا أدعو أن ننتحر جوعاً بسبب ما يعانيه الآخرون بل أقصد أن الإحساس بمآسي الآخرين يجب أن يدفعنا لعمل الخير.
إن العمل الخيري موجود في ثقافتنا وفي تراثنا ولكن عملية تحديثه بما يتناسب مع العصر أصبح أمر لا بد منه. فالصدقات والزكوات يجب أن تصل للمحتاجين أينما كانوا على ظهر هذا الكوكب سواء مسلمين أو غير مسلمين كما أننا يجب أن نشجع الانخراط في الأعمال الخيرية، يجب أن نشجع الشباب على المشاركة في عمليات الاغاثة وبدون مقابل مادي. أعتقد أننا بحاجة لتشجيع الجيل الحالي والقادم على العمل التطوعي بمعانيه الإنسانية السامية بعيداً عن السياسة أو الدين.
من أراد أن يحس بصيامه فعليه بعمل الخير في موضعه والموضع الآن هو الصومال.. انقذوا الصوماليين من الجوع وصارعوه هناك وليس هنا لأن الجوع قد غادر هذه البقعة(الجزيرة العربية)منذ ظهور النفط... بارك الله لنا ولكم في هذا الشهر الفضيل وكل عام والجميع بخير. 

ملاحظة:  
وصلني هذا الإعلان عن طريق المدونة نـــــــــادية  صاحبة مدونةDhofari Gucciكما هو واضح في التعليقات وفي مدونتها:
بمباركة الهيئة العمانية للاعمال الخيرية وبجهود اهلية سيتم جمع التبرعات العينية لضحايا الجفاف والمجاعة في الصومال ابتداء من يوم 31يوليو بجانب مسجد عقيل بصلالة الشرقية. تقبل المواد الغذائية طويلة الصلاحية والفرش والبطانيات والملابس المعدة بطريقة ﻻئقة....وانفقوا مما تحبون. 
للاستفسار:
99492845 احمد
99492966 محمد
99696333 عبدالله
99493100 سعيد
99283030 مسلم
92334207 محمد
97187778 علي

للتواصل راسلني على: hesheandme@gmail.com