الخميس، 26 أغسطس 2010

الوضوء بفلوس


 
تعاني المنطقة العربية معاناة ما بعدها معاناة من شح المياه لوقوعها ضمن المناطق الجافة التي يقل فيها معدل هطول الأمطار عن أي مناطق أخرى مأهولة على مستوى الكوكب. ونتيجة لذلك تنتشر محطات التحلية انتشار واسع على شواطئ الدول العربية وخاصة في الجزيرة العربية وتحديداً دول الخليج. وعلى الرغم من خطورة الوضع إلا أن السلوك الاستهلاكي للمياه في هذه المنطقة الجافة لم يصل بعد إلى مستوى المسئولية سواء من الأفراد أم من الحكومات. فالثقافة العامة للمواطنين والجهات الحكومية لا تزال متطابقة.
وفي هذا السياق سأتطرق إلى موضوع الوضوء وعلاقته باستهلاك المياه، واللامبالاة من قبلنا تجاه إيجاد حلول جادة لهذه القضية. فكما يعلم الجميع أن المساجد منتشرة في كل حدب وصوب وأن الحارات تكاد تكون مكتظة بها ومع ذلك تعاني هذه المساجد من الاستخدام السيئ للمياه من قبل المرتادين وهم بالطبع المصلون.

لدينا مشكلة كبيرة جداً فيما هو مجاني. وبما أن مياه المساجد مجانية فإن تبذيرنا لها لا نعتبره تبذير بل نعتبره تقرباً إلى الله. طبعاً ليس الأمر بهذا السوء من ناحية النوايا ولكن المشكلة هي عدم وجود ثقافة ترشيد الاستهلاك تجاه كل شيء وخاصة المياه التي تعتبر عصب حياتنا وأكثر شيء يتهددنا بينما نقوم بإهدارها حتى في التقرب إلى الله.

إذا ذهبت لأي مسجد ستجد أعداد كبيرة من الصنابير غير محكمة الإغلاق، كذلك ستجد طفلاً أو مجموعة أطفال -لا يعون أهمية المياه - في المواضئ يفتحون الصنابير على آخرها ويلعبون بالمياه كلما سنحت لهم الفرصة. وفي بعض الأحيان ستجد بعض المتوضين في حوار جميل بينما الصنابير مفتوحة والمياه تجري محدثة خلفية صوتية رائعة للحديث!!. كل ذلك يحدث.

على الرغم من تشاؤمي إلا أن هناك في الجانب الآخر أناس على عكس هذه النماذج أي مهتمون بالمياه وواعون لأهميتها وندرتها. ونتيجة لذلك فإن سلوكهم يوحي بأنهم على قدر عال من المسئولية. وأكثر ما لفت انتباهي في أكثر من مناسبة أن كبار السن هم أكثر حرصاً منا الشباب على المياه. ربما لأنهم أصحاب تجربه في هذا الشأن فقد ذاقوا طعم شحها أيام شبابهم.

في رمضان يكثر مرتادو المساجد وبالتالي يكثر المتوضون والنتيجة النهائية استهلاك غير عادي للمياه مع غياب التوعية. هذه المياه المهدرة هي مال عام وللجميع وهي لنا وللأجيال القادمة وليس من حق أحد منا أن يتصرف بها بهذا السوء ويحرم الآخرين منها.
لحل هذه المعضلة لا بد من التوعية بطريقة جميلة ومنطقية دون توبيخ أو تحقير للمسرف أن ذلك سيطال الغالبية العظمى من مجتمعاتنا.هناك أحاديث نبوية رويت عن النبي تحث على الترشيد في الاستهلاك وخاصة استهلاك المياه. فقد روى عبداللّه بن عمر، ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مر بسعد بن أبي وقاص، وهو يتوضأ، فقال: ما هذا الاسراف؟ قال سعد: أفى الوضوء اسراف؟ فقال النبي: نعم، وان كنت على نهر جار».
مع كل هذا فإن الهدر المائي على مستوى العالم العربي والاسلامي لم توضع له حلول على أرض الواقع، على الرغم من أنه مكلف مادياً واستراتيجياً. فعلى سبيل المثال أثناء الحج يستخدم مليونا مسلم ما لا يقل عن 50 مليون لتر من المياه يوميا للوضوء فقط . وقد ذكرت ذلك شركة ماليزية ابتكرت جهاز للمساعدة في التقليل من الاستهلاك المفرط للمياه أثناء الوضوء. هذا الجهاز غير مطروح في الاسواق بعد وإن حصل وتم طرحه فإنه سيكون مكلفاً للغاية( 3 إلى 4 آلاف دولار).

مما لاحظت من اهدار فإني أرى أن هناك حل بسيط -وليس هو الحل الوحيد- لموضوع الإهدار وخاصة في المساجد. الحل هو أن يتم الدخول إلى المواضيء مقابل مبالغ رمزية، بحيث يتم استخدام هذه المبالغ في صيانة المساجد وقد يتم تقديمها لهيئة الأعمال الخيرية. وكذلك هي رسالة ودعوم من المسجد لعامة الناس إلى أهمية المياه وهذا بدوره سيؤدي إلى عمل نوع من الصدمة التي سيفيق منها كل مهدر للمياه. لن يكون ذلك حل نهائي ولكنه سيؤدي إلى التنبيه إلى أن هناك تكاليف لا نحس بها ويجب أن ننتبه لها. أتوقع أن ذلك سيكون له وقع على عامة الناس.

ليس لدي تصور لآلية التطبيق(تطبيق الرسوم في مواضيء المساجد) لأن الفكرة أتتني مباغتة. فأرجو ممن يقرأ هنا أن يقترح معي ما هي الحلول لهذه المشكلة؛ مشكلة استهلاك المسلمين للمياه بطريقة مفرطة.

.
الصورة للجهاز الذي ابتكرته شركة AACE الماليزية

.

الخميس، 19 أغسطس 2010

رعى الله عودة الماضي!!


في شباب جدكم محفيف كان رمضان مختلف تماماً عما نحن عليه اليوم..كانت الحياة جميلة وكانت الانترنيت مراقبة مراقبة صارمة وكذلك الصحافة الحرة غير موجودة وكانت الأفلام في تلفزيون عمان لا تسمح بالقبل الرومنسية أن تظهر وكنا نلعن وزير الإعلام شخصياً عندما يختفي المشهد الرومنسي إلى شيء آخر.. إيه يا أولادي رعى الله عودة الماضي.. اليوم حقوق المرأة حقيقية وما قادرين نسيطر على بناتنا.. والانترنت والصحافة حرة لدرجة أن الناس أشفقوا على الوزراء من كثر ما استقالوا بسبب أخطاءهم البسيطة والتي تسببت في هدر المال العام، حتى رئيس الوزراء أصبح مهزلة بسبب مثوله المتكرر أمام لجان البرلمان.. (محفيف بعد 120 سنة).

عبارة " رعى الله عودة الماضي" تكاد لا تفارق مجالس وسوالف كبار السن. يقولون أن كل شيء زمان كان جميل وفيه بركة.. الأكل كان صحي جداً ورائحة اللهم كانت مختلفة ناهيك عن طعمه!..العطور كانت تُشم من مسافة أربعة كيلومترات(عطر حبشوش).. الناس كانوا طيبين وفيهم رحمة تجاه بعضهم البعض. إذا توفى رجل أو امرأة في الشرق عرف عنه من في الغرب وعزوا فيه.. إيـــــــــه .. في هذا الوقت ما تعرف جارك.. وأقاربك حتى ما يزورونك.. هذا آخر الزمان..

أتوقع أن هذا يتردد في مسامع الكثير من الشباب بين الحين والآخر عندما يكونون جزءاً من جلسة لكبار السن.. إلى اليوم وأنا اسمع عبارات في هذا المعنى تتردد.. هنا في ظفار هذه العبارة موجودة في المدن والجبال والبادية والشرق والغرب وفي كل مكان.

هناك شعر وأغاني قيلت في هذا السياق ولاقت نجاح كبير على المستوى الشعبي كالأغنية التي اقتبست منها عنوان التدوينة " رعى الله عودة الماضي.. مهما كانت العودة !!!" مهما كانت العودة؟!!!!( ما فهمتها هذي!).. وهناك أغنية أخرى تقول كلماتها:

"..

أيام كنا نرعي تلك المواشي... حملي على هيج والموارد معاشي

رجمة لحافي والطبيعة فراشي.... ألخ

أنوار بيتي كانت من زيت ذايب

والماء فلج ريف من غيوث السحايب

ما كلفتني الحضارة ضرايب... .. ...إلخ

"

(أتوقع إني لخبطت الكلمات ليعذرني الشاعر الكبير بن دعاس)..

طبعاً نحن نردد الكلمات عادة إذا كان اللحن مقبول بدون أن نعي حجم الكارثة التي نرددها.. أيعقل أن يحن الواحد للمشي الدائم بعد أن طعم ركوب السيارات.؟! أيعقل أن يحن الواحد إلى بيوت من طين وجذوع أشجار بعد أن طعم البيوت الجديدة الواسعة ذات التهوية والتكييف ونظام صرف صحي حديث؟!.. أيعقل أن يحن الواحد إلى الخوف بعد أن طعم الأمان؟.. أيعقل أن يحن الواحد إلى الجوع بعد أن جرب أصناف الأطعمة العالمية؟.. أيعقل أن يحن الواحد للفوضى بعد أن جرب الأمن والنظام؟!..طبعاً لا يعقل..

الأسئلة كثيرة

بعد أن تخمرت هذه العبارات والأغاني في رأسي خلصتُ إلى نتيجة واحدة وهي أن هؤلاء ينعون شبابهم فقط.. وصلوا إلى عصر لا يلعبون فيه دور البطولة.. يرون أن من أتى من خلفهم قد فهم الحياة الجديدة بينما هم غير قادرين على التكيف مع المرحلة الراهنة.. لهذا يعوضون ذلك بالرجوع إلى ملفات زمان. نعم كان هناك كرم وتراحم وصفاء بسبب أن الناس كانوا قلة والتخالط مع شعوب مختلفة الثقافة كان نادر بل ومعدوم في أحايين كثيرة ولفترات طويلة.. كذلك فإن النشاطات والأعمال التجارية والمهنية الحرفية كانت أقل.. وكان الناس بحاجة لبعضهم البعض للحماية من العدو الذي لا تدري من أين سيأتيك.. ولكن في المقابل كانت الظروف صعبة والحياة كانت لا تطاق.. الأمان كان معدوم والفقر كان منتشر والأمراض كانت متشرة..

أعجبني بج1 عندما قارن الأمان وقلوب الناس الرحيمة أيام زمان بعصرنا الحاضر.. وكيف أن الناس كانت متراحمة.. يقول أن الناس كانت تنتظر الأعراس والمآتم لسببين رئيسيين أولهما الجوع(أي للطعام) وثانيهما الضرابة(أي للثأر)!!. (جوع.. فوضى).. تجد أن الواحد يتربص بعدوه عند مكان إقامة العرس أو مكان العزاء بسبب وجود الطعام.. فهو يعرف أن غريمه جائع وسياتي لا محالة، كالذئب الذي ينتظر فريسته عند الماء.. رعى الله عودة الماضي.

حتى لا أُفهم خطأ فإن الماضي لا يخلو من جمال وقيم نبيلة كانت لآلئ على جيد ذلك الزمن ولكن يجب أن لا تسيطر علينا العاطفة والأنانية لظلم الحاضر..

الوضع الذي نحن فيه أفضل من زمان ولا وجه مقارنة بين هذا وذاك من ناحية الأمان الشامل والمعيشة إلى آخره.. لكن هل نحن في أمان حقيقي.. هل هذا مبتغانا ومطمحنا؟ هل هذا هو سقف طموحنا؟.. بالطبع لا.. ليس هذا ما يمكن أن يحسسنا بأن المستقبل أفضل.. فنحن وإن كنا متفائلين إلا أن علينا العمل لتغيير الواقع الحالي لكي يكون المستقبل أفضل من الحاضر ولكي نردد نحن نفس العبارة في المستقبل لأبنائنا وأحفادنا عندما نصبح نحن على هامش عصرهم..

رعى الله عودة الماضي.




الأحد، 15 أغسطس 2010

فكروا قبل الصدام

لماذا يلجأ الانسان إلى التصادم مع أخيه الانسان؟ هل هناك دائما مبرر للصدام؟ وهل المبرر-إن وجد- مقنع في كل الأحوال؟ وهل يحتاج الصدام إلى قوة من داخل المصادِم نفسه أم أن المصادِم يحتاج من يغطيه بالحماية لدفعه للصدام(تحريض)؟ هل الصدام هو صراع قوى على موارد ؟ هل الفرد الذي اختار منهج حياته الصدام بالضرورة قدوة؟ لماذا نؤله من يقودوننا للهلاك؟ أليس هناك منا من يقول لا لهؤلاء؟!! لن أجيب على كل هذه الأسئلة بالطبع لعدم الكفاءة فقط :)
هناك في قياداتنا العربية وقياداتنا الإقليمية والفئوية والمذهبية والقبلية والعائلية من يدفعوننا لمعاداة الآخرين والتصادم معهم. لا أعمم هنا ولكن الشائع أننا نؤله بعض السياسيين أو المتدينين أو المثقفين(كلمة ذات خصوصية عربية ) أو شيوخ القبائل أو أفراد عندهم فراغ في حياتهم من داخل قبائلنا لدرجة أنهم يجروننا لحروب صِدامية لا قبل لنا بها أو كنا في غنى عنها.
الأمثلة هنا كثيرة جداً ... كصدام حسين(رحمه الله) وحسن نصرالله، وخالد مشعل(أحب صدام وحسن نصر الله وخالد مشعل كشخصيات عامة ولكني لا أحس أن قراراتهم وإدارتهم للأزمات كانت ناجحة).
هنا ليس موضوعي عن حماس أو حزب الله الذين أكن لهما كل احترام رغم ملاحظاتي عليهما. أتحدث هنا عن وضع عام أدى بنا إلى تقبل قيادات بهذا التهور أدت قراراتها إلى استنزاف المنطقة بشكل أبقانا في ذيل الترتيب العالمي في الانتاجية. هل العلة في القيادات وفقط القيادات؟
يجب أن أشير إلى أن هذه القيادات وإن لم تكن منتخبة بطريقة ديموقراطية ما هي إلا نتاج لواقع مجتمعاتنا. لا يمكن لمجتمعاتنا أن تنتج أكثر من هؤلاء لأننا لا نسعى للتغيير ولا نفكر في آليات لتغيير تفكيرنا وبالتالي الوعي لما يجري حولنا. إننا نختار في أغلب الأحيان أن ننيب من يفكر عنا ويتخذ قرارات باسمنا وإن أودى بنا إلى التهلكة. هذا الكسل المتراكم من قبلنا كأفراد أدى بنا إلى الاقتناع بالقليل من الخطب والطرح الحماسي الذي يتم حشوه في أدمغتنا عبر المنابر المختلفة لهذه القيادات.
بعيداً عن القيادات العليا وفي مجتمعاتنا القبلية البسيطة توجد أمثال هذه الشخصيات التي تبدو في ظاهرها حريصة على مصلحة الفئة أو القبيلة ولكنها تقودها بقصد أو بسوء تقدير إلى الهلاك وتؤدي بها إلى معارك غير متكافئة كان بالإمكان تفاديها.
إننا لا نزال مجتمعات لا تؤمن بالتفكير المستقل وبالتالي يمكن لفرد بسيط متهور(أو عالم دين) أن يفكر عنا وأن يتخذ قرارات باسمنا وأن يؤلب علينا الجميع بتلك القرارات. في الأخير يظل ذلك الشخص هو البطل الأسطوري وإن خسر كل حروبه وإن خسرنا نحن أرواحنا وأموالنا وتبقى الخسارة على عامة الناس...
اللهم اشفنا من كسلنا وهب لنا عقولاً تفكر وارزقنا محبة الناس.
تقبل الله صيامكم

الاثنين، 9 أغسطس 2010

صورة



الصورة أعلاه من الشريط الشمالي للمنطقة الجبلية التي يصلها الخريف(ضعيفاً) أو ما يعرف بالقطن... فمع أن الأمطار هذا العام جيدة إلا أن الغطاء النباتي شبه المختفي في بعض المناطق(كهذه المنطقة)لم يساعد كميات الأمطار التي نزلت على إنتاج عشب أكثر مما يبدو في الصورة.



من هذه المنطقة تتفرق قطرات المطر باتجاهين متعاكسين(1و2). الاتجاه 1 هو اتجاه المياه نحو البحر بينما الاتجاه 2 هو مسار المياه نحو الصحراء.

في هذه المنطقة لا يوجد بعوض أو عيرنوت ويوجد نوع من أشجار السمر(Acacia) نسميه بالجبالية "طلح". هذا النوع من الأشجار هو تقريباً الوحيد المتواجد الآن بكميات معقولة نظراً لأنه شوكي ومرتفع بحيث لا تطاله الجمال والحيوانات التي قضت على بقية الشجيرات.

في الصورة أعلاه توجد بعض هذه الأشجار واضحة وهي تستخدم الآن كمظلات طبيعية لمرتادي المنطقة من أصحاب الرحلات والتجوال السياحي.


ملاحظة: الصورة محفيفية الأصل والمنشأ فأرجو المعذرة على رداءتها ولتشاهدها أكبر اضغط عليها بهدوء :)

الخميس، 5 أغسطس 2010

حان وقت النظر

من الآن فصاعداً يبدأ محبو اللون الأخضر بالاستمتاع، حيث بدأ الضباب بالانقشاع بالرغم من أننا لا نزال في "عز" الخريف. فقد توقفت الأمطار قليلاً وأصبح بالامكان التحرك بحرية دون خوف من مفاجآت الضباب الكثيف في الطرق الجبلية. بالأمس كانت لي رحلة في الجبل وحاولت التقاط أكثر من صورة دون فائدة. في الأخير دمجت صورتين وطلعت بالنتيجة أعلاه. ما يهمني هنا هو نقل الصورة لمن يحب الاستمتاع بالمناظر الخضراء دون الاهتمام بالنواحي الفنية للصورة.


****


أنصح من لديه كاميرا حتى وإن كانت هاتفية أن لا يفوت مناظر الجبال والسهول والوديان الخضراء في هذا الوقت لأن اللون الأخضر لا يزال قوياً.ما عليكم إلا أن تحذروا الحشرات الطائرة كالبعوض و العيرنوت أي أن تشتروا طارد الحشرات من أقرب صيدلية، وأن تتزودوا بكفايتكم من المياه والغذاء الذي تحبون(مع العلم أن المحلات التجارية منتشرة في الجبل من شرقه إلى غربه). كما أنصح من يرتاد الجبل أو أي وجهة سياحية أن تكون لديه أكياس نفايات لكي يحافظ على البيئة نظيفة كما يحب أن يراها. حيث أن تنظيف الشوارع في الجبال من قبل البلدية قد لا يكون بالسرعة الطلوبة نظراً لاتساع المنطقة والامكانيات المحدودة لفروع البلدية في الجبال. والأمر الأهم هو السواقة الحذرة وذلك بسبب عدم وجود حمايات كافية للطرق وكذلك ضيقها وكثرة المنحدرات الغير متوقعة.



****


أتمنى للجميع قضاء أوقات ممتعة




الأربعاء، 4 أغسطس 2010

السياحة الحكومية



الحمد لله بدأت الشوارع تخف زحمتها بعض الشئ عن الأيام القليلة الماضية. وبدأ ظهور السيارات الحكومية في الاختفاء التدريجي في الشوارع الجبلية شأنه شأن سيارات أبو ظبي ودبي والسعودية وقطر.

*****

موسم الخريف يعتبر من المواسم التي يتباشر بها الجميع سواء الوافد أو المواطن المقيم في ظفار أو المواطن السائح أو المواطن الموظف الكبير - أو المتوسط - الذي يعمل في مقر وزارته في مسقط ولها فرع في صلالة. ففي هذا الموسم لا تكاد ترى سيارة حكومية في مواقفها المعتادة بعد الساعة الثانية والنصف. كذلك من النادر أن ترى مركبة حكومية "فاضية" في أي طريق( جبلي أو صحراوي أو سهلي ) من بداية المهرجان إلى نهايته على مدار السنوات الماضية وهذه السنة بالتأكيد.
معظم المركبات الحكومية التي صادفتها خلال الفترة الماضية سواء في السهل أو في الجبل، معظمها مكتظ بالنساء والأطفال!! وطبعاً من ملامح الوجوه تلاحظ أن معظم هؤلاء ليسوا موظفين أو في مهمة عمل.

هذا ما أطلقت عليه هنا السياحة الحكومية. ففي موسم الخريف تصبح زيارة فروع الوزارات في صلالة فرض عين على بعض المسئولين الكبار(مدير وما فوق) وأسرهم. فمع أن الموظف يأتى في إجازته الاعتيادية إلا أنه بحكم أهميته يُوفر له السكن والنقل. كما أن بعض الموظفين الذين يتم إيفادهم في مهمات كاملة (بدل كامل) يقابلهم الكرم الحاتمي هنا في فروع وزاراتهم في صلالة ويوفر لهم السكن على أقل تقدير أو النقل أو الإثنين معاً. هذا الكلام ليس حسداً وإنما تألماً على حالنا المزري. فهذا الأمر لا ينظر إليه على أنه فساد مع أنه الفساد بعينه.
الموظف يستحق الكثير من وزارته كالتدريب وتوفير البيئة المناسبة للإنتاج والإنجاز والعلاوات والترقية في حينها الخ، ولكن أن تتم المجاملات على حساب المال العام ولأغراض ومصالح شخصية فهذا أمر يجب أن يكافح مكافحة قوية وفي كل مكان. الفساد يجب أن نحاربه مهما يبدو صغيراً.

خلال هذا الموسم لا يمكن أن يتم إنجاز أي عمل بطريقة احترافية أو قريبة من الاحترافية، وذلك لكثرة الفعاليات والإجازات وقلة الموظفين في المديريات العامة للوزارات المختلفة في صلالة على وجه التحديد. إضافةً إلى المناسبات الاجتماعية التي تكثر في هذا الموسم كالأعراس واستضافة الأقارب والأصدقاء الذين يتوافدون إلى صلالة في موسم الجو المنعش. كذلك فإن سعي هذه المديريات لأن "تعمل show " في مركز البلدية الترفيهي يحتم عليها ذلك تشتيت موظفيها في أمور خارج إطار عملهم مما يشل من نشاط المديرية خلال هذا الموسم.
قد يكون التعميم هنا ظالماً(بل هو ظالم) ولكني أرى تأثير المهرجان على الإنتاجية كبيراً جداً. ما أرجوه أن يتم تقييم المهرجان من شتى النواحي بما فيها تأثيره على إنتاجية الوزارات الخدمية وغير الخدمية ومساهمته في استشراء أنواع معينة من الفساد.

*****

قد يقول قائل أن الفساد موجود على مستويات عليا جداً "وانت جاي تركز على أمور تافهة".. هذا الكلام صحيح ولكن عندما تنقذ نفسك وأبناءك من الفساد والحرام مهما كان صغيراً فإنك ستحظى باحترامك لذاتك قبل أن يحترمك الآخرون/ين!. وعندما نحارب الفساد البسيط سنجبر الفساد الكبير على الاختفاء والهروب.. أو على الأقل سنعريه..
ذك إن شي
*****


الأحد، 1 أغسطس 2010

زحمة... زحمة

لترى الصورة أكبر اضغط عليها

وصلت الزحمة ذروتها في صلالة اليوم فقد وصل رتل السيارات من دوار أم الغوارف إلى دوار برج النهضة ومنه إلى دوار سلاح الجو ومنه إلى إشارات الصناعيات(إشارات حمدان ).
*****

صلالة هاليومين لا تطاق؛ فيما يخص التنقل طبعاً. الدوارات صغيرة جداً وما لم تتواجد الشرطة في كل دوار لتنظم السير فيه، فإن دخول الدوار يعد أمراً شبه مستحيل وقد يصل بعض الأحيان إلى الانسداد التام... الله يعين الشرطة هاليومين مع إني عاتب عليهم.
الشرطة الله يسامحهم لا يزالون يستخدمون الأسلوب القديم في تعاملهم مع البشر، وهو أن المواطن مذنب أمام الشرطي حتى يثبت العكس.. كما أن معظم أفراد المرور يتعاملون مع المواطن وكأنهم(أي الشرطة) ليسوا مواطنين من نفس المجتمع!!.. ففي نقاط التفتيش من النادر أن ترى الشرطي يبتسم للمواطن.. ليس هناك أي مبادرة من قبل الشرطي.. ماعرف ليش مصرين على هالسلوك(اليوم العالمي لـــ: ها :)).. أيعقل أن يكون هذا ما نستحقه؟!!
كما أن الشرطة تختار دائماً الأماكن الصعبة والخطيرة للتمركز ووضع نقاطها التفتيشية الثابته والمتحركة. ومثالاً على النقاط الثابتة والخطيرة؛ نقطة حريط أو مركز حريط في قيرون حيريتي. هذه النقطة تُعد أسوأ نقطة تفتيش في ظفار(خاصة في الخريف). فهي تقع في مكان مرتفع يكسوه الضباب بكثافة غير عادية خلال هذا الموسم بحيث لا تكاد ترى الشارع على بعد متر واحد أمام سيارتك و بالنهار. إضافة إلى ذلك فإن جميع السيارات التي تزور مدينة صلالة من الجهة الشمالية (أي جميع السواح) لا تمر إلا من خلال هذه النقطة. وما زاد الطين بلةً هو وجود أفراد من السياحة(أعتقد) لعد كل من عبر النقطة باتجاه الجنوب. أحياناً تحصل حوادث تصادم بسبب الزحمة عندما يتفاجأ القادم بسيارة واقفة أمامه في وسط الشارع.. يجب أن يُنقل هذا المركز إلى مكان آخر في مدخل الوادي وليس على قمة الجبل(على الأقل في هذا الموسم المزحوم والخطير).
أما النقاط المتحركة فحدث ولا حرج فهي دائماً تختار الأماكن التي لا يمكن للمواطن المذنب وغير المذنب أن يفلت منها.
تكثيف دوريات الشرطة مهم جداً ولكن نقاط التفتيش في هذه الفترة تحرجنا كثيراً أمام السياح وتوحي بأن بلدنا ليس آمن كما ندعي. أحد السياح قال لي عندما كنا ننتظر اليوم في إحدى نقاط التفتيش، قال: طفت كل دول الخليج(ماعدا العراق) وما وجدت نقاط تفتيش ومراكز بهذه الكثافة إلا عندكم .. بلدكم عسكري!.. عندكم تفجيرات؟!.. حاولت أن أغطي طبعاً وكانت محاولتي يائسة.. قلت إن هذه النقاط هي لحماية المواطنين و السياحة وهو نوع من الوقاية تجنباً للإستغلال السيء لهذا الموسم من قبل أي مريض، مع أن ليس هناك حوادث إرهابية حصلت في عمان كما هو حاصل في الدول المجاورة.. لم يقنعه كلامي بالطبع بل أحس أن المنطقة فعلاً خطيرة ما دامت هناك نقاط تفتيش في كل وجهة (شرق وغرب وشمال)..
أذكر أني مررت بسبع نقاط تفتيش في يوم واحد(ثابتة ومتحركة).. طبعا لم يكن ذلك في بغداد بل في محافظة ظفار..
ألا توجد طرق أخرى؟! هل الليسن والملكية والغرامات أهم من سمعة البلد؟... عندي أسئلة كثيرة..أرجو التعليق ولكم الدعاء مني.





للتواصل راسلني على: hesheandme@gmail.com