الجمعة، 15 فبراير 2013

هاجس المرأة

لدينا من المشاكل الاجتماعية والثقافية ما يكفي لإنهاكنا وإعاقتنا لقرون وليس لسنين. وتعد قضية المرأة في مجتمعاتنا هي القضية الكبرى التي إن حلت ستتهاوى بعدها الكثير من المشاكل المتعلقة.
في مجتمعاتنا الصغيرة وخاصة هنا في ظفار هناك مشاكل كثيرة مرتبطة بوضع المرأة تؤثر بشكل مباشر على إنتاجية المجتمع. فرب البيت هو المسئول عن كل شئ وعليه أن يؤقلم عمله مع واجباته الاجتماعية التي دون شك تؤثر على إنتاجيته كموظف أو رب عمل. وعلى الرغم من عدم تحريم سياقة النساء للسيارات إلا أن أغلبية النساء يعتمدن على الغير في تنقلاتهن اليومية لقضاء حوائجهن الشخصية والاجتماعية الأمر الذي يجعل رب الأسرة تحت ضغط شديد يؤثر على أدائه في العمل وحتى على ارتقائه في سلم الوظيفة.
عندما كنت صغيرا كانت اﻷوضاع تختلف كثيرا عما هي عليه اليوم. نشأت في الريف حيث لكل فرد في تلك الفترة مهمة ويظل الجميع في عمل إلى نهاية اليوم بما في ذلك الأطفال. لم يكن هناك عمال يساعدون في الاعتناء بالحيوانات ومساكنها. كانت النساء تعتني بما يخص البيوت البشرية والحيوانية وتقوم برعي صغار الأبقار أو رعي اﻷغنام بينما يرعى الرجال اﻹبل واﻷبقار أو يسعون بين الحين والآخر لجلب الاعلاف والسردين والحاجيات اﻷساسية كالأرز والسكر من المدن. الاطفال يعملون في الرعي أيضا كمساعدين للكبار. لا يوجد وقت فراغ مستمر كالحاصل اﻵن. كانت الحياة عبارة عن تكرار وروتين مستمر لكن الجميع كان مشغول من الصباح إلى المساء ولا تكاد تصل الساعة إلى الثامنة مساء حتى "يرتمي" كل فرد في فراشه. ولا يكاد يعرف السهر إلا في مواسم معينة من العام.
تغيرت الحياة بقدوم السيارات ودخول أنماط جديدة على حياتنا واستقرت أسر كثيرة نتيجة لعدة عوامل منها توفر المياه، توفر المدارس، والوظائف، والسيارات. تحسن مستوى الدخل واستجلبنا عمال من آسيا ليكشفوا عن الكسل الكامن فينا فغدونا بلا مهام إلا القليل. أصبح معظم العائلة بلا عمل وزادت أوقات الفراغ وتنافست العوائل حتى في استجلاب الشغالات إلى البيوت فزاد عدد الغير منتجين لتتحول اﻷم(آخر الساموراي:)) إلى أثاث من أثاث البيت. فوق كل ذلك زاد عدد المواليد وقلت وفيات اﻷطفال فأصبحت العوائل أكبر وأكبر. مع كل ذلك أتت أمواج من التدين الصحراوي المنغلق تمجد جلوس المرأة في البيت وتحرم الإختلاط وعمل المرأة إلا في التدريس فتكدست النساء في البيوت. وفي خضم ذلك راجت عبارات
شهيرة؛ " المرأة جوهرة " و " الدين كرم المرأة" وهاتين العبارتين أصبحتا ترددان لﻹسكات والتخدير بقصد وبغير قصد.
وعلى الرغم من محاولات جهات حكومية عدة حلحلة الوضع على استحياء بترديد عبارة " المرأة نصف المجتمع" إلا أن عدم الإيمان بالعبارة من قبل قائليها من ناحية، وضعف طرق الإقناع التي أضعفت نتائج تلك المحاولات، أوقع المرأة تحت رحمة القانون الإجتماعي الموروث منذ قرون فزاد التخوف من " تحرر المرأة" باعتبار أنه مشروع غربي يستهدف بنية المجتمع المسلم وأخلاقه.
إذا رجعنا لفترة نهاية الستينات وبداية السبعينات وهي فترة كانت فيها "الثورة في ظفار" شبه مسيطرة على الجبال، إذا رجعنا لتلك الفترة نجد أن نهج الثورة قد مهد بشكل كبير لكسر صخرة تهميش المرأة بعد أن انتهج الفكر الماركسي. فقد كانت هناك قوانين إجبارية للمساواة بين طبقات المجتمع بما في ذلك المرأة. وإذا نظرنا اليوم إلى نتائج تلك الفترة سنجد أن الكثير من الزيجات قد تمت باختيار مباشر من المرأة لشريك حياتها مهما كانت طبقته أو طبقتها. بطبيعة الحال لم تكن الظروف جيدة في تلك الفترة لترجمة تلك المساواة؛ فلم تكن هناك فرص عمل أو سيارات أو ما يكرس تلك المساواة غير الزواج أو الانخراط في الأعمال المساندة للثوار في خطوط المواجهة. وهنا يجب أن أشير إلى أن التجاوب لم يكن قويا بحكم أنه لم يكن اختياريا 100% الأمر الذي أعقبه انتكاسه كبيرة بعد الهزيمة ناهيك عن الحملة الإعلامية الشعواء التي طالت النساء وسمعتهن من الطرف الآخر المنتصر. كل ذلك ساهم في تأخر بل وفشل الكثير من المحاولات لإشراك المرأة وتطوير ثقتها بنفسها. وأذكر هنا محاولات الحكومة فتح مكاتب للتنمية الاجتماعية خاصة بالنساء (في ثمانينيات القرن الماضي) في الأرياف الذي استقبل بالكثير من الفتور على اعتبار أن الحكومة بدأت تعيد أفكار الثورة من جديد.
من هنا نجد أن آليات إعطاء المرأة حقها واستقلاليتها يجب أن تكون أولوية خلال الفترة القادمة وذلك لن يتأتى إلا عندما نصل إلى قناعة "إلغاء الوصاية". وأقصد هنا بالوصاية العامة التي ننتهجها في حياتنا وفي ثقافتنا وفي اللاشعور فينا. نحن كمجتمع نعيش دوائر من الوصايات؛ وصاية الأب على كل أفراد أسرته، وصاية الذكر على الأنثى، وصاية الكبير على الصغير، وصاية رجل الدين على بقية الخلق، وصاية المدير على دائرته، والوزير على كل فرد في وزارته، ووصاية الحاكم على الشجر والحجر.

بطبيعة الحال الواقع أصعب من الكتابة عنه وأصعب بكثير من اقتراح الحلول ولكن لابد من الحديث عن معيقات التقدم من أجل أن نعي واقعنا بعيدا عن العاطفة. هذه المشكلة ننظر إليها ويتحدث عنها الإعلام من باب الترف أو من زاوية ضيقة تقتصر على الجانب الدعائي لإنجازات الحكومة وذلك الحديث لا يمكن أن يصل إلى نتائج ﻷنه لا يتطرق إلى لب المشكلة اﻷمر الذي يضخم المشكلة ويؤجل انفجارها وتأثيراتها العكسية.فعندما اشتغلت المرأة هلل الجميع ولكن عندما نظرنا إلى اﻹنتاجية وجدناها قليلة ﻷننا عاملنا المرأة في العمل بطريقة تحد من انتاجيتها وحشرناها في مكاتب بعيدا عن الأنظار وذلك بدوافع خلفيتنا الثقافية التي تنظر إلى المرأة من الزاوية الجنسية فقط( هنا أصف الوضع في ظفار حيث تجد النساء مختفيات في مكاتب وقد لا يتم إسناد أي مهام لهن وتجد هناك صعوبة في التواصل معهن "لأننا" نتعامل معهن كعورات ومشاريع زنا للأسف وقد يكون ذلك في مناطق أخرى في السلطنة باستثناء العاصمة التي يختلف فيها الوضع على الأقل من الزاوية المهنية وإيكال المهام).
إذا كانت هناك جدية في حل هذا الإشاكل لابد من تشجيع أو صنع ثقافة الاستقلالية للأفراد بما في ذلك المرأة ونشر الوعي وتشجيع ثقافة حرية التعبير ودفع المجتمع إلى المعرفة والتثقيف المعرفي بشتى أنواعه وفي كافة المجالات. لالإضافة إلى ذلك لابد من المبادرات والتضحيات في سبيل صنع واقع جديد ولابد من تحمل آلام تلك المبادرات.


يقول نزار:
أقاوم  كلَّ أسواري ..
أقاوم واقعي المصنوعَ من قشٍّ وفُخَّارِ ..
أقاومُ كلَّ أهل الكهفِ ، والتنجيم ، والزارِ ..
تواكُلَهُم، تآكُلَهُم، تناسلَهُمْ كأبقارِ ..
أمامي ألفُ سيَّافٍ وسيافٍ وخلفي ألفُ جزارٍ وجزَّارِ ..
فيا ربي ! أليس هناك من عارٍ سوى عاري ؟
ويا ربي ؟ أليس هناكَ من شُغلٍ لهذا الشرقِ غير حدود زُنَّاري ؟

هناك 21 تعليقًا:


  1. مدري ليه أحس أنك الشخص الوحيد الي فاهم الحياة صح هههههه

    أشكرك بعنف ^^

    ردحذف
  2. يبدو أني حذفت بعض التعليقات بالخطأ
    أعتذر من كل الجميع
    وخاصة آلاء و المرأة الظفارية :)

    ردحذف
  3. ميمي الظفارية رغماً عن أنوف الجميع19 فبراير 2013 في 2:55 م

    المرأة الظفارية تتعرض إلى غسيل مخ متواصل
    هي تفكر بعقل مضطهدها
    إذا قدرنا نثير زوبعة في أفكارها المهترءة
    سيبدأ التغيير

    ردحذف
  4. ميمي
    نعم غسيل مخ متواصل لكن يجب الإشارة إلى أنها ليست المرأة الوحيدة التي تتعرض لغسيل مخ. نحن الرجال نتعرض أيضا لغسيل مخ بطرق أخرى ولأغراض أخرى.
    إثارة الزوبعة ضرورية لكن لابد من وضع ردة فعل المجتمع تجاه أي زوبعة في الحسبان فالتغيير له أعداء لأنه مخيف.
    تحياتي الخالصة لك.

    ردحذف
  5. غير معرف
    شكرا لمرورك وللإطراء.. شكرا بعنف :)

    ردحذف
  6. ملاحظة خارج الموضوع عن ال spam
    بسبب ورود رسائل عشوائية إلى بريد المدونة وصولها كتعليقات إلى التدوينات المختلفة في مدونتي قمت و "بالخطأ" بحذف بعض التعليقات على هذه التدوينة لذلك أعتذر مرة أخرى من أول المعلقين، اﻷخت( آلاء)، والأخت التي أعطت نفسها اسم " امرأة ظفارية"، بالاضافة إلى تعليقين آخرين غير معرفين لم يذيلا تعليقيهما بأسماء.

    ردحذف
  7. رائع!
    مبهر السرد لواقع المرأة بين الماضي و الحاضر.. :)
    جوانب اؤمن ان الكثير لم يضعها بالحسبان.. شكرا

    قضية المرأة متفرعة بشكل كبير..
    بين حرية اختيارها للعمل او القيادة او ان تدخل مجال قد يعتبره الكثير حكر للرجل.. و بين عادات و تقاليد هناك من يطبقها عن قناعة و هناك من يطبقها رغما عنه و هناك من يحاربها و يتم رفضه من قبل المجتمع ..
    و الاهم من هذا و ذاك.. بين حدود اسلامية قد يثقفها المجتمع و قد لا يثقفها و الاكيد انه لا اتفاق عليها! وهو بحد ذاته قضية متفرعة ايضا..
    بين الحجاب و حدوده و الاختلاط و حدوده و خصوصية المرأة التي قد تنتهك و حدودها ..
    و بين و بين و بين
    و مهما تحدثنا في امر المرأة الظفارية فهناك دائما مؤيد و آخر معارض و لكن هذا لا يعني بالضرورة ان احدهما على حق و الاخر على باطل..



    شكراا جزيلاا لاعطاء المرأة حيز من مدونتگ سيد محفيف..
    ارفع اللوسي تحية لگ :)






    ملاحظة:
    تم وضع هذا التعليق باستخدام جهاز الهاتف..
    و هو امر متعب للاصبع الابهام خاصة!!
    لذلك يرجى عدم حذف هذا التعليق و اهدار الطاقة المبذولة لانشائه



    ردحذف
  8. هههههههه
    مافي أنت رهيبة
    قررت من الآن عدم حذف السبامس حفظا لجهدك الرائع أما بعد فإنه من دواعي سروري أن أعلق على تعليقك
    أولا أنا سعيد بتعليقك ورفعك للوسي فعليك السلام وتخيلي المحفيف فوق والشعر الأشعث طالع من الجوانب :)
    طبعا الحديث في شأن المرأة متفرع وفي مطبات وووووواجد في كل طرقه لكن باختصار شديد أريد أصل إلى نقطة وهي أن المرأة كالرجل "ولدت وعاشت وستموت" وكما نعرف أن الحياة قصيرة فإنه من الظلم أن يهدر جزء من حياتها أو كل حياتها تحت تصرف وهيمنة شخص آخر يحدد لها كيف تلبس وكيف تعيش ومتى تطلع أو تسافر وكيف تستمتع وأين تشتغل وماذا تشتغل... إلخ.
    هذا لا يعني أن الرجل مرتاح في مجتمعنا ولكن المقصد أن لابد من أن يملك كل شخص قراره ويختار ما يروق له بعيدا عن تحكم الآخرين.
    لا يزال المحفيف مرفوع لك :)

    ردحذف
  9. برأيي المشكله الاساسيه تكمن بالمرأه قبل الرجل ... فهي من تقرر ان ارادت ولنعترف مجتمعنا ليس مضطهدا .. خصوصا ان دورها لن يرفع الا الرؤوس فخرا .. فالمرأه في مجتمعنا وان قالت بداخلها قناعه انها لا تستطيع هز اصبع بدون رجل ..

    ردحذف
  10. "أتت أمواج من التدين الصحراوي المنغلق تمجد جلوس المرأة في البيت وتحرم الإختلاط وعمل المرأة إلا في التدريس فتكدست النساء في البيوت." فعلا وصلتنا موجه الصحراء والقهر أشيع الشيوعيين يحتجون بالدين لقمع المرأة!

    الحكومة ما قصرت بدورها بتهميش المرأة: الي تدخل التربية تتوظف مباشرة بعد التخرج والتخصصات الثانية أنتظري قرون ليش؟؟؟! نسب القبول في الكليات للذكور ما فيها مساواة ليش؟؟؟؟؟؟؟؟ وووووو... وتقول الحكومة المرأة في عمان وزيرة!

    سيد محفيف مرات أحس أنك بنت متخفية وراء قناع ولد!! كيف هالكلام المنصف يخرج من ذكر؟؟؟؟ تعودنا النظرة الغير منصفة للمرأة من أفواة الذكور

    ردحذف
  11. متفائلة
    شكرا لمرورك ومشاركتك
    بالفعل ليس هناك إنصاف فيما يخص القبول في الجامعات والكليات بين الجنسين وهذه نتيجة للثقافة الذكورية المقتنعة بأن الذكر أولى ﻷنه هو الوصي وهو الذي سيعيل بينما المرأة ستكون تابعة أو لنقل أنه يرى أنها ستكون فيما بعد تابعة للرجل الذي أخذ فرصتها في التعليم لماذا؟ لأنها ستتزوج معيلها وبالتالي هو الأولى بفرصة التعليم والوظيفة.
    ملاحظة هامة: دفاعي عن المرأة هو دفاع عن حقها في إنسانيتها ولا أعتقد أن هناك صراع حقيقي اﻵن لكنه آت لا محالة، فلا تزال المرأة مغيبة أو كما تقول ميمي "معمول لها غسيل دماغ" أنا أرى أنها لاتزال تحت برمجة الواقع الإجتماعي والديني مثملما الرجل لايزال مثلها مبرمج في شؤون أخرى ومبرمج للسيطرة عليها

    ردحذف
  12. هيلاريوس
    هذا ما يعرف بالبرمجة التلقائية أو برمجة المجتمع.. في مجتمعنا نحن مبرمجين في معظم عاداتنا وسلوكنا.

    ردحذف

  13. "مع كل ذلك أتت أمواج من التدين الصحراوي المنغلق تمجد جلوس المرأة في البيت وتحرم الإختلاط وعمل المرأة إلا في التدريس فتكدست النساء في البيوت"


    وأنت وفكرك المنفتح هل تمجد خروج المرأة ومكوثها خارج بيتها؟ وتفضيلها الماديات على الأمور الجوهرية المتعلقة بالأسرة والدين؟ وتحث على الإختلاط وعمل المرأةفي الساحات والشركات وتنظيف المكاتب وترتيب الأوراق والتقارير لمدير ذكر لا يخاف الله في نظره؟ أم تحثها على العمل مع الذكور بدون خصوصية وإحترام كونها إمرأة؟!!!!


    محفيف لا يقول بهذا الكلام الا منافق ظاهر النفاق !!!
    أو
    شخص جاهل لأمور المرأة في الإسلام!!

    نصيحة: إرجع وتفقه في دينك وتمعن في ما ورد في شؤون المرأة في كتاب الله وسنة نبيه ...

    ردحذف
  14. دودو
    مرحبا بك
    المرأة إنسان له حق العيش والإختيار وليس لي ولا لك الحق في تقدير وتقرير ما ستفعل إن اختلطت بالناس. هل يعقل ألا يوجد إلا تفسير واحد لخروج المرأة وعملها؟!! لازم تزني؟ ولازم يكون الرجل حيوان لا يملك أخلاق ولا ضمير؟ يا أخي اتق الله وانظر إلى الأفق الواسع ولا تجعل غيرك يفكر عنك
    صدقني هذا التفكير الضيق يجعل ديننا سطحي وأخلاقنا هشة.. وإلا فما بالك باختزال المرأة المخلوقة والمكلفة مثلك أن تحصرها في أنها فقط مشروع زنا يجب حبسه وتغطيته؟!!
    الدين أوسع بكثير من هذه التفسيرات التي قد تكون صالحة في حقبة سابقة لكنها لا يمكن أن تعيش الآن.
    تحياتي الخالصة لك أخي دودو

    ردحذف
  15. لم يرفض أحد حق المرأة في العيش والإختيار، المرأة حقها معلوم ودورها مشهود وسعيها مشكور، لا أقول استوفت حقوقها كاملة، لأنكم (المنادين بجقوق المرأة) لا دافع لكم من النعيق بحق المرأة سوى الماديات، نعم الماديات فقط.
    متى ستتنور عقولكم وأبصاركم؟ متى ستعرف ما لك وما عليك بد النعيق والتغريد والطبطبة الجوفاء؟!!

    لستم أعدل وأحكم من الله، أفحكم الجاهلية تبغون؟!!!!
    الدين أوسع مجالا من فكركم، وأرقى حالا، وأوفى في حق المرأة،
    والشريعة صالحة لكل مكان وزمان، لكن كأن على أبصاركم غشاوة فلا تبصرون....

    تركتم الدين والعزة وتبتغون حكم الجاهلية اليبرالية والقبلية النتنه!!
    تركتم الشارع والشرع وتتبعون أهواءكم وظنكم الذي سيرديكم فيما يتعلق ب "تحرر المرأة" ..!!
    فليعلم العالم والخلق والناس والمرأة نفسها أن الذين ينادون ب"تحررها" لا يريدون إنصافها ولا يبتغون صيانة كرامتها، بل يسعون في الزج بها فيما قد يبدوا يليق ولا يليق..
    لقد كشف التاريخ نفاقكم وسخف عقولكم وغلو أمركم...
    وتستخدمون كلمات إلتقطت من هنا وهناك ك"حق العيش" أو "حرية" أو "مساواة"،، فهل هذا من حرصكم على المرأة؟؟
    كلا!! إنها مجرد كلمة!! كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا، إنما هي شعارات جوفاء يرددها المفرغون ثقافيا والمفلسون حضاريا وما يسمى ب"مسلمي راند" وأشباههموببغاوات الجهل والذين ضاقت صدورهم بالدين ..

    نصيحة: وسع صدرك وتفقه في تكريم وتعزيز المرأة في الإسلام وحفظ الدين لها......

    إدك أتهي لك إتيبتك من سريك !!

    ردحذف
  16. دودو يا حبيبي
    هناك دائما وجه آخر للحقيقة. وهناك دائما أكثر من تفسير للنصوص القرآنية والأحاديث ولا يمكن أن أحتكر أنا أو أنت صورة بعينها عن الدين وما يحق للمرأة أو الرجل أو ما لا يحق.
    المناداة بالحق والحرية واللإنصاف لا يعني ما تعتقده أنت. شخصيا أتفهم المنطلق الذي تنطلق منه في هجومك على من ينادي باحترام المرأة ولكن لا يمكنني أن أختزل الإسلام في أمور تافهة وأرغم العباد على اعتبارها أصل ديني غير قابل للنقاش!
    عندما أنادي أنا أو غيري باحترام المرأة وتركها لتقرر ما تريد لا يعني ذلك أني أريدها أن تذهب غداً إلى شاطئ الحافة على مايوه لكي تعبر عن حريتها!!.. هناك أمور إنسانية إذا جلست لوحدك وفكرت فيها بعقلك أنت دون أي تأثير من أحد تجدها قمة في الظلم ومنها مصادرة حق المرأة في الحرية والإختيار والعمل والبيع والشراء وغيرها من النشاطات التي يقوم بها الرجل بحرية ودون مساءلة.
    إذا رفعنا الظلم عن الناس والمرأة من الناس نكون وصلنا إلى القمة والمنطق يقول أن المرأة مظلومة أكثر من الرجل في مجتمعنا وأتمنى أنك ما تقول أن ذلك الظلم أمر إلهي.

    بصراحة إيتيبوت نتثيروت عينيت :)
    شكرا لك أخي العزيز دودو

    ردحذف
  17. ثمة أمور أخرى ستصعد بك إلى القمة وإن لم تنادي ب"تحرر" المرأة، والله لا بظلم أحدا، ثم أين الأمور "التافهة" التي بزعمك إختزلنا فيها الإسلام؟!! أيها بالتحديد؟ حتى لا تتوارى خلف فلسفة الكلمات!!

    ثم، أحببت أن أوصل لك شئ كأنه غائب عن وعيك وهو أنني
    أعجب من ذكور لا يفقهون عن المرأة إلا "المساواة" وهم يجهلون مقتضيات إختلافها وإختلاف مسؤولياتها
    أعجب من ذكور يتكلمون عن "تحرر" المرأة وهم لم يتحرروا بعد من جاهليتهم..!!
    أعجب من ذكور لا يوفون الكيل ولا يقومون بالعد مع أسرهم وهم ب"تحرر" غيرهم ينشدون..!!

    أنتم معشر الذكور، نعم أنتم لا بد أن تحرروا المرأة من ظلمكم على المستوى الفردي ثم تنتقلون لإنصاف السلطة والجتمع لها، ولا بد من تحرير أنفسكم من الجاهلية والحزبية والجنسيةالإستغلالية ثانيا..!!

    إلى متى هذا النفاق الإجتماعي والسياسي .... !!
    حرروا أنفسكم قبل النعيق والنهيق ب"تحرر" الآخر ..!!

    متى ستصبحون رجالا .... !!

    نصيحة:
    هس دعك نييصن، عورت هك تث إتووب، بشركت هك حير هر ألعت تهي لك فطتك ......
    ناعصن هس هت عقرك بغربك دنينيئ، قلب لس شئ من وجب، بكن شس رحم ب أوفيئ ...

    ردحذف
  18. مرحبا أخي دودو
    يبدو أننا متفقين إلى حد كبير في الرؤية العامة. أتفق معك أن يبدأ الإنسان بنفسه هذا كلام مفروغ منه. عندما يكتب الواحد منا موضوع ما فهو لا يدعي بأنه الأفضل أو بالخالي من العيوب أبدا. لدينا منال اﻷخطاء الكثير ولكن بداية الغيث قطرة يا صديقي.. عندما يقول الواحد منا أن هناك مشكلة فذلك لا يعني أنه بريئ من المشاركة فيها.
    فيما يخص توافه الأمور التي يتم إلصاقها بالدعوة إلى إنصاف المرأة، هي بالتحديد الصورة السائدة أو الجملة الجاهزة التي تعتبر أن إنصاف المرأة يعني دعوتها ودفعها للرذيلة وكأن المرأة آلة صماء بكماء إن تحررت لن تفكر إلا في الجنس. أخي الفاضل المرأة إنسان وهي أكبر من أن تحشر في هذه الزاوية الضيقة من أجل أن يسيطر عليها الرجل( مش الذكر:)). عندما نحشرها في هذه الزاوية ستظل إلى أبد الآبدين مجرد آلة للمتعة وللمتعة فقط.
    سأعطيك مثال يدلل على أن حرية المرأة لا تعني الرذيلة. أريدك أنت أو من يقرأ هذا الموضوع ويظن أن الحرية هي الرذيلة فقط أن تذهب إلى أي دولة غربية وتحاول أن تستدرج أي امرأة هناك لهذا الغرض.. ماذا تعتقد ستكون النتيجة؟! أو لا تذهب بعيد، حاول مع أي أجنبية من الغرب تقيم هنا؟! بالتأكيد ستكون النتيجة عكس هذا التصور تماما، بل قد تتعرض لمشكلة كبيرة جدا لأن هذا النوع من النساء ذاق طعم الحرية والمساواة وعرف قيمة نفسه ولايمكن أن ينجرف بسهولة ما لم يكن ذلك برغبتهن. ما أريد قوله أن الحرية لا تعني الدعوة للرذيلة أبدا.
    اتمنى أن تكون فكرتي واضحة وبعيدة عن التفلسف :)
    أخيرا الرجولة ليست دعوة مفتوحة للسيطرة.. الرجولة مواقف وشجاعة وإنصاف.
    النقاش معك مثري أخي دودو
    أدودو المشكلة أن: حير أحتولوت هيني توش تيث نطوبك توش فيسع باخلفك فونا سبتت لكن هيت لي إتيبوت .. عوك إكوس شيك ثي حير؟

    ردحذف
  19. كم أشفق عليك من ردك هذا....!!

    لاحظ تكرار فكرتك في التحجج بالزنا والرذيلة و و ..!!
    من قال أن "تحرر" المرأة مباشرة يعني هذا الكلام؟ من قال بهذا؟

    لا شك أن "تحرر" المرأة أمر سيتصيده الذين في قلوبهم مرض وذئاب الخلق ... هذا وجد عبر التاريخ وهو اليوم موجود وماثل أمام عينيك .. هذا أولا ...


    ثانيا، بالنسبة للمثل الذي ذكرت،
    بئس المثل الذي أتيت به !!
    إنه فعلا تبيانا يناقض كلامك،
    المثال الذي ذكرت عن أن "حرية" المرأة في الغرب لا تعني الرذيلة، مثال لا يقبله عقل يعرف الغرب وشأن المرأة فيه ووضعها ومعاناتها ...
    الغرب معقل الرذيلة والفسوق والعربدة ..
    المرأة في الغرب مستعبدة لا حق في الغالب، لا يهمهم منها الا جسدها فهي تتعرى وتلبس وتتعامل ولا تحترم كثيرا ..
    كلامهم عن حقوق المرأة سياسي بإمتياز وقد تكون له أغراض إنتخابية بحته .. !!
    كم فضائح جنسية منتشرة في بلاد الغرب؟؟ كم من النسوة الاتي إنتحرن بسبب وضعهن المتردي؟ كم تستخدم المرأة هناك ويستخدم جسدها وشكلها وعمرها للترويج للمنتجات الإستهلاكية؟؟ كم تتعرض المرأة في الغرب للتحرش والإستدراج وللسب والشتم والعنف الأسري؟
    أنت لا تعرف عن ماذا تتحدث !!
    وبالنسبة للغربية أو الأجنبية عموما التي تقيم هنا، من قال بحشمتها؟ وما أدراك بشأنها؟؟ أنتم لا تعرفون عنهن إلا القليل؟ خذ من تستأمنه فليرافقك (ليعينك على الخير) في أماكن تواجد الغرب في البلد، وستستحي مما ذكرت آنفا..!!
    وما خفي أعظم.. ثم من يتواجد في أوكار الرذيلة؟ وكذلك المرأة التي أتت من بلدان آسيوية "تحررت" فيها المرأة، وهي مثال لدعاة "التحرر والإنفتاح" اليوم، كم تتواجدن في أوكار الرذيلة والمنكر؟!!
    أنتم لا تعون معنى "الحرية" ولا "التحرر" الذي تنادون به...

    أعد النظر في تصنيفك وتحليلك لواقع الفكر "التحرري" الهزيل الذي تنادون به..

    في التاريخ دروس لمن ينعق ب"تحرر" المرأة بحجة إنصافها، وحدث ذلك في بلدان عربية مسلمة، ولكن أين وصلوا بالمرأة العفيفة؟؟!!! إنتهت في البارات وأوكار الرذيلة ومستنقعات الإنتهازيين من الذكور وأجهزة المخابرات وتجار البشر ..!!

    أخيرا، أعيد وأكرر، "التحرر" و "الحرية" مصطلحات جوفاء محشو بداخلها سموم وعاهات إجتماعية وأخلاقية خطيرة جدا..
    قد تنتهي بالمجتمع ككل في المنكر والرذيلة ..

    والمؤمن كيس فطن .. .. ..

    ردحذف
  20. مرحبا يا صديقي دودو
    أشكرك لأنك مشفق علي :)
    بصراحة حاولت أن أبين لك أن احترام المرأة وتحررها لا يعني أن المرأة ستتجه لسفاسف الأمور وستنتحر و و و و .. كلامك اسطوانة جاهزة سمعناها من نعومة اظفارنا واكتشفنا كذبها وزيفها. من يأخذ بهذه الحجة يريد أن يخفي المرأة عن الأنظار ويتاجر بها هو بدلا من أن تمتلك هي نفسها وقرارها. يريد أن يتزوج أربع لأن النساء ستكون مكدسات في البيوت وهو البطل المنتظر لإنقاذهن من الوحدة والألم.
    يا شيخ هذا الامر أصبح مقزز جدا
    الإنتحار موجود عندنا وبكثرة لكن لا توجد إحصاءات والخوف من الفضيحة له دور
    يا صديقي عندما تلبس النساء العباءات والنقاب لا يعني ذلك أن المجتمع طاهر وماشي على السنة، ستقول أن ذلك درء للمنكر وسأقول لك أن المنكر موجود حتى وإن اسكنت النساء السراديب لأنهن لسن المسئولات عن انحرافك وولعك بالنساء يا من لا تنظر للمرأة إلا من زاوية واحدة.
    أتمنى أن تنظر للمرأة كإنسان مستقل يا رجل.

    تحياتي لك يا صديقي دودو

    ردحذف

للتواصل راسلني على: hesheandme@gmail.com