الجمعة، 25 سبتمبر 2009

الإجازة وH1N1 وجبني!(نشر تجريبي)

الاجازة انتهت من يوم الأربعاء الماضي وأمس واليوم "فوق البيعة" كما يقال، لذلك فإن اليوم هو آخر يوم قبل الدوام..
لقد كان أسبوعاً مفعماً بالحركة والنشاط والخوف معاً. قمت بزيارات مكوكية للأهل والأقارب في السهل والجبل، لم يكن حماس بعض الناس للعيد كبيراً كما كان حماس البعض طبيعيا والبعض الآخر غير متوقع.
الناس في الجبل غير متخوفين من الفيروس بشكل أذهلني ولا أدري أهو عدم مبالاة أم جهل أم إيمان زائد أم رضى بالواقع أم ماذا...
هذه الشجاعة تعجبني كثيراً لا أدري أهو جبن في داخلي أم شجاعة من نوع آخر؟!!
ما رأيته خلال أيام عيد الفطر الماضية دعاني للتساؤل: هل التوعية لم تصل إلى المناطق الريفية والبادية؟ هل التلفزيون العماني والإعلانات المعروضة عليه تبرئ ساحة وزارة الصحة ومكتب وزير الدولة ومحافظ ظفار وبلديته من الذهاب مباشرة إلى المواطنين وتوعيتهم بمخاطر هذا الفيروس وخطر حامله على الغير؟
أتوقع أن المواطن في الكثير من المناطق في السلطنة تم تعويده من قبل الجهات الرسمية على أن يكون متلقي للمعلومة والأوامر وبالتالي فإن هذه الجهات هي المسئولة عن ذلك التدجين وعليه يجب عليها أن تتحمل مسئولياتها بشكل مباشر في توصيل كل ما يمكن أن يكون إيجابياً لهذا المواطن كالتوعية من الأمراض والفيروسات الخطيرة.. في نفس الوقت أرى أن تستغل الجهات الرسمية هذه المناسبة في التأكيد على سلوكيات نظافة البيئة في الأحياء السكنية والقرى وكذلك التحذير من أن السلوكيات السيئة هي المسئولة بشكل مباشر عن أمراض أطفالنا.. وخير دليل على ذلك انخفاض عدد وفيات الأطفال مقارنة بما قبل السبعين..
قد يقول قائل أن هناك تناقض في انتقاد الجهات الصحية والرسمية بينما هناك نتائج واضحة على الساحة تميل لصالح وزارة الصحة من حيث خفضها لعدد الوفيات من الأطفال وحتى الكبار بدليل ارتفاع متوسط الحياة لدى العمانيين(ليست لدي أرقام أثق فيها)خلال الأربعين سنة الماضية.. أنا لا أنتقد هنا لمجرد الانتقاد وليس لمجرد التشهير والتعرية الغير منطقية ولكن يجب أن نعلم أن هدف وزارة الصحة ليس زراعة النخيل!! إن هدفها التصدي للأمراض وتقليل عدد الوفيات وتحصين المواطنين ضد الأمراض التي قد تعيقهم أو تودي بحياتهم.. هذا متفقين عليه، وأنا شخصياً لا أشك في أمانة أي موظف في وزارة الصحة لا الوزير ولا مدير عام الخدمات الصحية في ظفار أو غيرهما، ولكن يجب أن نكون صرحاء مع المواطن لكي نبرئ ذمتنا أمام أنفسنا وأمام المواطنين.. يجب أن لا نتهاون في أي أمر أو مرض أو تصرف يمكن أن يسبب قلق أو يودي بحياة مواطن.. كما يجب أن يعامل المواطنين في الأرياف والبادية مثل المواطنين في المدن وأن تعامل الولايات والأقاليم كمعاملة المواطنين في العاصمة.. حياة المواطن مهمة في كل شبر من وطنه (والمسافرين بعد!!)
الخلاصة في رؤيتي أن إدارتنا للأزمات والجوائح لا زالت إدارة هواة ونحن بحاجة ملحة جداً للمحترفين في كل المجالات وكل الوزارات.. الإدارة هي علة العرب.. لا يهمني المسئول إن كان من قبيلتي ولا يهمني إن كان من منطقتي ولا إن كان شمجي ولا ولا ولا.. ولا تكفيني كمواطن نية المسئول الطيبة.. نيته لا تنفعني أريد نتيجة على الأرض..أريد احتراف!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للتواصل راسلني على: hesheandme@gmail.com