السبت، 11 سبتمبر 2010

911

11 سبتمبر هو يوم غزوة مانهاتن كما تسميه القاعدة. لا شك أنه من الأيام الغير عادية في التاريخ الحديث حيث بدأ المسلمون بمحاربة قوة عظمى في عقر دارها. وبصرف النظر عن فداحة الحادث وكثرة الضحايا الناتجة عنه فإن للحادث أبعاد ونتائج لم تكن متوقعة.

بدأ الكثير من الشباب المسلم فرحاً بما حصل للشيطان الأكبر- حسب تسمية الخميني لأمريكا- ولم يكن فرحهم ناتج عن عقلانية في التفكير وإنما انفعالاً مرتبطاً بالأحداث التي تجري منذ زمن ليس بالقصير على الأراضي الإسلامية بشكل عام والعربية منها بالتحديد. أذكر أن أحد زملائي في العمل قال: " ياريتني معاهم". لا أعتقد أن من فرح بما حصل قد أعمل عقله جيداً في مدى فضاعة قتل الناس الأبرياء، سواء الذين في الطائرة أو أؤلائك الذين هم في المباني التي تعرضت للهجوم. فلا يمكن أن نبرر ذلك الخطأ بجرائم إسرائيل أو أمريكا تجاه العرب والمسلمين. ما تفعله إسرائيل جريمة ساحتها ليست الأبراج الأمريكية وما تفعله أمريكا لا يمكن أن نحاربه بتأليب الشارع الأمريكي ضدنا.. بالتأكيد هناك طرق أخرى أسهل وأنجع وكان علينا البحث عنها.

لن أحلل ما حصل لأنه موضوع كبير جداً وقد أُشبع تحليل وهناك تفسيرات مختلفة لما حدث. فكثير من المراقبين يرون أن القاعدة ألعوبة في يد أمريكا بينما أفرادها يظنون أنهم ينفذون أجنده جهادية إلهية ومع ذلك هم غير مدركين أنهم في يد أمريكا.

إذا كانت أمريكا قد استفادت من القاعدة في حادثة 911 في أنها استباحت العالم الإسلامي وكيفت مجلس الأمن على هواها من خلال تهديد بوش الصريح للعالم " معنا أو مع القاعدة " ، فهل هناك من استفاد؟ أقصد هل استفاد العالم الإسلامي من ردة فعل أمريكا والعالم تجاه القاعدة التي أصبحت تمثل رأس حربة الإسلام في مواجهة رأس الرأسمالية الغربية؟ لا أقصد الفائدة العسكرية أو المالية بل الفكرية؟

الكل يعلم أن الإعلام العربي والإسلامي يردد دائماً الكثير من العبارات التي تستعدي الغرب بسبب دعم الغرب لإسرائيل. تعرضنا لشحن إعلامي غير ناضج وموجه منذ نعومة أظفارنا وحتى 911 ضد الثقافات والحضارات الأخرى وخاصة الغربية التي نرى أنها بنت مجدها على ظهورنا وعلى أنقاض حضارتنا الإسلامية. انشغلنا بهذا الجدل وهذا الشحن عن إعمال عقولنا فيما يجري إلى أن وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه. اقتنعنا في فترة من الفترات أننا ببنادق الكلاشنكوف والقليل من الإيمان والكثير من الشعر و"المساويك" سنغلب العالم الضال ونهديه إلى سواء السبيل. توقعنا أن الجهاد هو أن نرمي بالشباب في ميادين المعارك بلا سلاح وبلا حماية. بررنا لهم الانتحار. وأصبح مفهوم الجهاد لدينا سطحياً إلى أبعد الحدود.

خرج الروس من أفغانستان فهللنا وكبرنا على أن الجهاد هو الذي أخرجهم وأن الله أنزل جنداً من عنده وأن المجاهدين حصلت لهم كرامات لم تنزل للمسلمين يوم بدر ولا حنين. تحارب "المجاهدين" بعد الجلاء الروسي فقلنا فتنة ابتلى الله بها "المجاهدين". دخلت أمريكا أفغانستان فاختفت المعجزات والكرامات التي كنا نسمع عنها أيام الروس!!. ومع ذلك ظل خطابنا الإعلامي العربي والإسلامي على نفس المنوال، وحديداً الخطاب الديني السطحي.

الآن وبعد 911 أرى أن هناك مفاهيم عقلانية بدت تسري في عقول المسلمين بشكل عام وإن كان الخطاب الديني لا يزال لم يلملم أوراقه بالشكل المطلوب بينما بدأ الخطاب العقلاني يأخذ حيزاً أكبر من ذي قبل. كان الخطاب العقلاني فيما قبل متهماً بالعمالة والأجندة الخارجية الاستعمارية وكأن الخطاب الداخلي نزيه وسليم ويخدم الأمة.

شخصياً أرى أن 911 كانت صدمة مفيدة جداً للفكر الاسلامي والخطاب الديني وللعقلية العربية، فهل ترون ذلك؟

هل ترون أن أحداث سبتمبر أو ما يعرف 911 وما تلتها من أحداث قد استفدتم منها أو غيرت قناعات كانت سائدة لديكم تجاه ما حولكم؟ أرجو المشاركة..

هناك 10 تعليقات:

  1. للعلم أحداث 11 سبتمبر على بشاعتها نبهت الغرب إلى الاسلام فأقبلوا بعد هذه الاحداث على دراسة الاسلام والحضارة الاسلامية والكثير منهم اعلن اسلامه وصار الاسلام من أكثر الديانات نموا في الغرب هذا ان لم يكن هو الاكثر... لست هنا اقول اني مع الاحداث والعياذ بالله فهذا ليس من الجهاد بشئ والله اعلم ولكني فقط احاول ان انظر الى النصف الممتلئ من الكوب

    ردحذف
  2. أماسي
    النصف الممتلئ من الكوب يقول ما قلتي ويزيد عليه ما ذكره محفيف أعلاه:)، فحتى المسلمين أنفسهم بدأوا في التحرك والتفكير بطريقة مختلفة تجاه فهمهم لدينهم. فبعد 11 سبتمبر بدأ التفكير بسبب الصدمة وإن كان معظم التفكير المغاير بضغوط سياسية من أمريكا والغرب الأوروبي..
    نعم هناك دائماً نصف ممتلئ من الكأس ولكن النصف الفاضي فاقع اللون عندنا وبالتالي يجذب النظر أكثر..

    تحياتي لكل مخربش ومخربشة

    ردحذف
  3. لكل رأيه وتحليلاته اخي محفيف .. ولكنني ارى ان مثل هذه الاحداث ما هي الا مخططات مسبقة للدول الكبيره وخاصة الراسماليين من اجل مزيدا من السيطره على اوطان وشعوب ومقدرات واقتصاد دول ضعيفة تمتلك على اراضيها كنوزا وطاقات ، ومن اجل استعباد اوطان .
    الحكمام يعرفون منهم من ليس بيده شيئا ومنهم من يريد ارضاء الكبار .. والشعوب مخدرة يراد لها الجهل والفقر والرضوخ

    احداث 911 استفاد منها الغرب ، وضعنا نحن .
    الاسلام ليس له دخل في الاحداث ، من يريد ان يكون مسلما عليه ان يبحث الحق عن الباطل

    ردحذف
  4. مرحبا أيها الأمير
    قد تكون مخططات مسبقة ولكن الذي تم استخدامه هو الدين.. هناك من استخدم الدين كمبرر للهجمات وإن كانت أمريكا هي التي خططت(نفرض جدلاً) لكنها لم تنفذ من خلال متطرفين يهود أو مسيحيين أو بوذيين.. الذي نفذ هو القاعدة التي تتخذ الآيات القرآنية وأحاديث الرسول منهاجاً.. لا يتفق الكثير من المسلمين مع ما قامت به القاعدة مع العلم أن الغالبية العظمى منهم يرون أنهم مغبونون من أمريكا والغرب.
    الإسلام قد لا يكون له دخل بالنسبة للعارفين ولكن لمن لا يعرف فإن القاعدة هي التي نفذت ولا يمكن أن توصف بغير جماعة إسلامية(هي ليست مسيحية أو بوذية أو شيوعية أو غير ذلك).. صحيح أن الكثير من الأمريكان بدأوا بالبحث والقراءة عن الاسلام من باب الفضول بعد 911 ولكن لا يمكن أن نقول أن جميعهم قد فهم الإسلام فهماً حقيقياً مثلما نعتقد جميعاً أن ليس كل المسلمين مطبقين لتعاليم الدين كما يجب..
    نسأل الله العافية

    ردحذف
  5. أعجبني سردك أيها الفاضل وتأثرتُ جداً بعبارتك( أصبح مفهوم الجهاد مفهوماً سطحياً) كُل ما ذكرته في المقال صحيحاً فهذا الجانب السلبي للأحداث حتى أن الإعلام الأمريكي استغل الأحداث في تشويه صورة الإسلام لدى الكثيرون ولا أنسى الرجلين الأمريكيين الذان حضرا لخطاب يلقيه الرئيس السابق بوش فحين قال الإسلام يدعو للإرهاب تلفت الرجلين لبعضيهما يتساءلا: إسلام! إسلام! وات إز إسلام ؟ فعزما على البحث عن معنى هذه الكلمة فوجدا أنها دين فزاد شغفهم في البحث في هذا الدين الذي أشغل الرئيس في خطابه حتى توصّلا لحقيقة الإسلام فدخلا الإسلام وهذه قصة واقعية ومشهورة..لكننا لا نبرر قتل الأبرياء ولا الحرب بهذه الهمجية ولا العمليات الانتحارية وغيرها من أساليب الهمج بل يكفينا أن نتشبث بالإسلام أكثر من ذي قبل ونحاول تحسين صورتنا لديهم ومهم جداً جداً أن نفهم معنى التعايش بين الحظارات

    أيها الفاضل ربّ ضارةٍ نافعة

    سعيدة بتواجدي هنا وعذراً على الإطالة :)

    ردحذف
  6. مرحباً أخت رحمة

    تواجدك يثري دائماً

    مثلما قلتي" رب ضارة نافعة"

    صدقيني نحن المسلمون استفدنا كثيراً من ناحية الفكر من أحداث سبتمبر
    كما أن المراكز الدعوية الاسلامية على مستوى العالم بدأت في تغيير طرقها لأنها لا تتناسب مع العصر كما أن الخطاب الديني بدأ ينحى منحى آخر قريب إلى إشاعة المحبة وتقبل الآخر مهما كان الآخر..

    كذلك فإن قضية التكفير بين المسلمين أنفسهم(تكفير الفمذاهب والفئات بعضها لبعض) بدأت في التلاشي إلى حد كبير جداً.

    أشكر مرورك مرة أخرى

    ردحذف
  7. أخي محفيف أنا أشك أن من نفذها هم القاعده فعلا ,,وبيوم التنفيذ يتغيب عن العمل 4000 يهودي وتتجهز كاميرات مباشرة للتصوير! ولا تراقب الاجهزة الأمنية الأمريكيه ما يحدث!! أكذوبة كبيرة لا أستطيع تصديقها..

    عموما بغض النظر هل كآنت أكذوبة أم واقع بأن المسلمين هم من فعلوها ..

    أنا أرى أنه بالرغم من أنها أفادتهم بالتحجج لتدمير العالم الإسلامي وتمزيقه أكثر مما هو ممزق إلا أنها خدمت الدين في ذات الوقت ..فقد قرأ الكثير عن هذا الدين الغريب الذي سمعو به ولأول مرة! فهم كما نعلم أمة تقرأ ! وأصبح هناك تحاور وجهود من بعض المسلمين لتوضيح الصوره الحقيقيه لهذا الدين بعد أن كآنت هناك عزله ..
    يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ..

    ردحذف
  8. أختي "الحياة أنا"، القاعدة هي التي نفذت وإن كانت هناك تسهيلات قد قدمتها جهات أخرى كون القاعدة غير مؤهلة لمثل هذا العمل. وطبعا الشيخ أسامة رحمه الله اعترف بهذا الشيء
    أعتقد أن القاعدة دمية في يد السي آي إيه.

    ردحذف
  9. 11 سبتمبر له فوائد إيجابية للإسلام، كان دافع لغير المسلمين للتعرف على الإسلام من باب الفضول واسلمت اعداد لا بأس بها منهم لما عرفوا حقيقة الإسلام.

    لم أفهم 11 سبتمبر حتى اليوم! ولا هل هو من صنع الغرب أم القاعدة؟؟
    إن كانت القاعدة هي المنفذ فقد اجتهدوا وأخطأوا ولهم أجر الإجتهاد. أنا من مؤيدي القاعدة والشيخ بن لادن :)

    ردحذف
  10. متفائلة الله يرحم الشيخ أسامة ويهدينا جميعاً إلى سواء السبيل.
    ابعدي عن القاعدة وغنيلها :)

    ردحذف

للتواصل راسلني على: hesheandme@gmail.com