انسحب الجيش من مواقف مكتب محافظ ظفار العامة والتي كانت ساحة لإعتصام ظفار السلمي الذي بدأ من 25 فبراير الماضي والذي أنهاه الجيش بالقوة يوم 12 مايو الجاري. انسحب الجيش بعد أن تواجد لمدة 17 يوما في الساحة.
قرأت الخبر في مدونة DHOFARI GUCCI وذهبت لأتأكد بنفسي فوجدت الساحة نظيفة جداً بدون معتصمين أو جيش :). ليس لدي علم إن كان الانسحاب دائم أم أن الأفراد والدبابات لا تزال في معسكرات قريبة تحسباً لأي تجدد للإعتصام. ما يهمني أن الساحة أصبحت خالية وأن الدبابات والتواجد العسكري في وسط المدينة لم يعد كما كان منذ الهجوم.
انسحاب الجيش تأخر كثيراً بالنسبة لي كمواطن وقد يبدو مناسباً لمن لا يزال يحمل تخوف رجوع المعتصمين إلى الساحة. كما أن الذين يرون ضرورة فرض هيبة الدولة هؤلاء يتمنون بقاء الجيش على رؤوس الخلق إلى يوم يبعثون.
الكثير من إخواننا من غير الظفاريين يرون أن الاعتصام في ظفار وصل إلى مرحلة اللارجعة من حيث الدعوة إلى الانفصال وحرق صور جلالة السلطان والكثير من الدعايات التي ظهرت في الفترة الأخيرة والتي صاحبت النية الحكومية لفض الاعتصامات. لم تجد الحكومة حجة معقولة لفض الاعتصام في ظفار -خاصة وأن ثناء جلالة السلطان والمفتي ووسائل الإعلام على الاعتصام كان يُتلى آناء الليل وأطراف النهار من قبل المعتصمين ووسائل الاعلام المكتوبة على الأقل على حد سواء-.
لاحظت أنه تم تجنيد الكثير من الأبواق لتكبير بعض التصرفات الفردية والشاذة لبعض المعتصمين المتحمسين والتي لم تكن تعكس الأهداف الحقيقية للإعتصام. وحتى أكون أوضح فإنني لا بد أن أشير إلى أن اللهجة لم تتصعد في الفترة الأخيرة بل كانت على نفس الوتيرة منذ البداية. كانت هناك آراء متفاوتة تتراوح بين المعتدلة جداً إلى المتطرفة والشاذة في بعض الأحيان لذلك أستغرب ممن يحاولون إيهام الرأي العام بأن الاعتصام انحرف عن مساره في الفترة الأخيرة. لم يكن هناك طرح جديد أو مختلف عن بداية الاعتصام(أي عندما كان الاعتصام مرضي عنه من قبل الجهات الرسمية والدينية).
لكل فرد الحق في طرح رأيه من ناحية رضاه عن الاعتصام من عدمه ولكل فرد أيضا الحق في إبداء رأيه في جدوى استمرار الاعتصام من عدمه ولكن ليس لأحد الحق في تشويه سمعة جميع المعتصمين بسبب رأي شاذ أو رأي لا يوجد عليه إجماع من قبل المعتصمين. الساحة كانت مفتوحة للجميع والكل كان يدلو بدلوه حسب فهمه لما يجري. لم تكن هناك لجان واضحة يمكن محاسبتها على الطرح الموجود لذلك كان الأجدى أن تطلب الحكومة من المعتصمين أن يرجعوا إلى بيوتهم بدلاً من عقابهم عقاباً جماعياً كما حدث.
شخصياً لا أشك في نوايا الحكومة تجاه الاصلاح والتغيير ولكني أجد أن تصرف الحكومة كان فظاً جداً قياساً بسلمية الاعتصام وكان التدخل لطمة في وجه حرية التعبير التي كنا نصبو إليها وهذا بدوره لا يبشر بخير خاصة لأولئك الذين يعتقدون أن الحكومة لا تؤمن في الأصل بحرية التعبير.
انسحب الجيش من الساحة بعد أن انتصرت الحكومة على أبنائها الذين أبدوا نوعاً من العقوق حسب مفهومنا الشرقي لإحترام الأم.
انسحب الجيش ولا يزال بعض المعتصمين يقبعون في المعتقل. نرجوا من الجهات المعنية أن تخلي سبيلهم ليعودوا إلى أبنائهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق