في مجتمع كمجتمعنا المحكوم بقوانين غير مكتوبة يجد الواحد نفسه ماشيا في حقل من اﻷلغام عندما يحاول أن يعيش حياته ويقرر مصيره بنفسه. ليس للواحد منا إلا خيارين؛ أن يتمرد وينبذ أو أن يمثل على المجتمع ويتآكل هو من الداخل أي يستهلك طاقته في المجاملة والمحاباة ومراعاة شعور الآخرين على حساب حياته وقراراته الخاصة.
ليس للخصوصية مكان في مجتمعنا، يجب أن تشارك الجميع في كل شيء حتى قراراتك الخاصة جدا يجب أن تستشير فيها من حولك وإلا فأنت لا تحترمهم.. هكذا يظنون. لا بد أن يبحثوا عن عيوب للقرارات التي تتخذها أنت إذا لم تمر من خلالهم أي لابد أن يحسسوك أنك لا تزال أصغر مما تظن.
أتساءل دائما لماذا تتكرر النماذج في مجتمعاتنا؟ لماذا التمايز نادر؟ ولماذا لا يوجد إبداع؟ اﻹجابة بسيطة؛ ﻷن الفرد في مجتمعنا ليس حرا إلا في إطار المجتمع وفي المساحة البسيطة التي لا تساعد الفرد إلا على تكرار تجربة غيره، وهنا يتضح لنا سبب تكرار النماذج ورتابة حياة مجتمعنا.
شخصيا ليس لدي الوقت الكافي لمناطحة المجتمع ولا أشجع على ذلك ولا أظن الوقت قد حان، لكني في نفس الوقت لا أستطيع أن أكرر تجربة غيري ما لم تكن تتماشى مع إيماني العميق بما أفعل.
يمكن أن أتماشى مع المجتمع في المشتركات بيني وبين أفراد من مجتمعي أنا مجبر على التعامل معهم وهم يؤمنون بقوانين المجتمع احتراما لمشاعرهم، لكن عندما أكون أنا صاحب القرار الوحيد فإن اﻷمر سيختلف كثيرا. هنا سأفعل ما يتماشى مع مبادئي وإيماني حتى وإن غضب الجميع. لن يحدث التغيير إلا بمبادرات فردية ومن أشخاص يؤمنون بما يفعلون. في البداية ستكون ردة الفعل قاسية مؤلمة ولكن بمرور الوقت ستجد من يقول لك حسنا فعلت أو أنت شجاع أو أنت جريئ أو لقد فعلت ما كان يجب أن يفعله غيرك منذ زمن بعيد.
الفرد العادي هو عبارة عن فرد مستنسخ من مجتمعه أقصد أنه يكرر سلبيات وعادات سيئة في المجتمع عاش عليها غيره منذ زمن، يكرس الرتابة واﻷخطاء بل يبررها. بينما الفرد الخلاق/ المتمرد يكرس الإيجابيات المتأصلة في مجتمعه ويدفع السلبيات ويحاربها ويمارس ذلك فعلا من أجل أن يقنع غيره بأن التفكير خارج الصندوق يجب أن يتم أولا وأن يمارس على الأرض كأفعال كفيلة بتجديد هواء المجتمع. فلولا وجود المتمردين لما تغيرت الحياة ولظللنا كما نحن منذ عهد جدنا آدم...تمردوا بمسئولية بارك الله فيكم.
الجمعة، 21 فبراير 2014
لا للرتابة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هيااااااااااا 💪💪 ✊👀
ردحذفشخصيا توقعت ان تغير جامعة ظفار المنطقه .. فالمؤسسات التعليميه لهادور كبير في تشكيل وتغيير الفكر ..يمكن ماالمفروض استعجل بما ان الجامعه عمرها صغير .. كلي تفاؤل ..
ردحذفجامعة ظفار تحتاج قيادة خلاقة تتجه نحو المجتمع في دراساتها وتكون بؤرة للمبادرات من خلال استغلال طاقات الطلبة لخلق واقع جديد.
حذفشكرا لمرورك أخت فضيلة
لا تريد ان تكون فردا عاديا مستنسخا ولكنك لست مستعدا لمناطحة المجتمع
ردحذف1 هل كل تغيير يعني المواجهة مع المجتمع؟
2 you live in your own bubble and you don't want to be an initiator in this community?
3 هل ستدعم اذا من يبدأ في التغيير؟
ثلاثة اسئلة جت على بالي بعد قراءة البوست تبعك بس يا محفيف مو لزوم تجاوب :) بوست جميل وخفيف
تحياتي
مرحبا أماسي :)
ردحذفطبعا مش كل تغيير هو مواجهة أو عدوانية مع المجتمع.
سؤالك بلغة الكفار :) فهمته على أنه: " أنت عائش في فقاعتك الخاصة ولا تريد أن تكون مبادر؟"، اﻹجابة نعم عائش إلى حد ما في فقاعة من ناحية التفكير ولكن في نفس الوقت هناك تفكير بصوت عالي( الكتابة هنا) سيقود حتما إلى مبادرة أو مبادرات لكن المبادرة من أجل أن تكون ذات قيمة يجب أن تطرح عندما تكون عوامل نجاحها موجودة وهذا لن يأتي إلا بتهيئة واقع وأرضية من خلالها يتم طرح اﻷفكار حتى تناقش بشكل مستفيض وهذا حتما سيخلق جمهور مؤيد ومعارض وهنا يصبح التطبيق ممكن أو غير ممكن وحتى إن تم التطبيق لن يكون مستهجنا بالمطلق من قبل المجتمع.
الإجابة على السؤال الثالث نعم سأكون مع أي مبادرة أؤمن بها إذا رأيت أن توقيتها يخدمها.
جاوبت يا أماسي :)
ماهي السلبيات التي تقصدها؟
ردحذفواجد...
ردحذفاحتاج مثالا ...
ردحذفاﻷمثلة كثيرة:
ردحذفعادات الزواج بكل تفرعاتها وشكلياتها ومظاهرها
عادات المآتم وشكلياتها ومظاهرها
العلاقات اﻹجتماعية والمبالغات المصاحبة لها
عدم وجود خصوصية للفرد
المراببة الدائمة للناس
الاهتمام بالشكليات على حساب الجوهر
ووووواجد أشياء سلبية غير ضرورية نضطر للتعامل معها ليس اقتناعا ولكن لنرضي كيان غير واضح اسمه المجتمع
اشكرك لتلبية سؤالي....
ردحذفمظاهر مجتمعنا اقصد سلبياته ترهقنا نفسيا وفكريا
ولا اعتراف لديهم بالفردية مطلقا
انا شخصيا عندما اكون في صلالة لا اجد ذاتي....
وينك ؟
ردحذفموجود :)
ردحذفكتب مقالات جديدة :)
ردحذفههههههه
ردحذفإن شاء الله... أمرك :)
عندما تسبح عكس التيار..فهذا يُعتبر انتحار اجتماعي.
ردحذفإن لم تكن مع "القطيع" فٱنت ضدهم.
تحياتي
عقلانية متطرفة
جدا :)
ردحذفانا تمردت على كل شئ..
ردحذفتمردت على الله وعلى الدين وعلى العادات البالية.
لا استطيع آن ٱسلم عقلي للخرافة.
تحياتي
عقلانية متطرفة
محد يقدر يتمرد بالمكشوف في هذا المجتمع... حتى أنت :)
ردحذففي هذا المجتمع..لا امتلك الا عقلي..وافكاري التي احلق بها بعيدا الى ما وراء الخطوط الحمراء.
ردحذفلا احد يستطيع السطو على افكاري او تقييد عقلي.
;-)
تحياتي
عقلانية متطرفة
أتفق معك أن اﻷفكار لا يمكن تقييدها
ردحذفلكن السلوك لا يمكن أن يكون على كيفنا في مجتمع كمجتمعنا :)
طبعاً التمرد لايكون على القيم الاجتماعية..بل يكون ضد السلوكيات التي لاقيمة لها.
ردحذفالبعض قد يعتقد بٱن التمرد على الدين والعادات محصور بـ العربدة والمجون فقط!
تحياتي
عقلانية متطرفة
أحييك على الجملة "البعض قد يعتقد بٱن التمرد على الدين والعادات محصور بـ العربدة والمجون فقط! "
ردحذفبعض المتصفحين الذين يقرأون تدويناتي يظنون أني أدعو إلى الفجور والعربدة والتعري بينما المقصود هو التحرر من السلوكيات السيئة واحترام الإنسان كإنسان سواء ذكر أو أنثى واحترام حقه في التعبير عن ذاته .
لابد من التمرد على السلوكيات السيئة ومخالفة القطيع بعض الأحيان لكن بأسلوب آمن للطرفين.
لآنهم تعرضوا لعملية غسيل الدماغ منذ الصغر..فآصبحت "قاعدة بيانات"تفكيرهم مشوهة وسلبية.
ردحذففـ ترسخ في ٱذهانهم ٱن الحرية مرتبطة بالجنس ومعاقرة الخمور.
مايحزنني حقاً ان ثقافة المجتمع تتجه نحو اتجاه واحد فقط..فٱصبحت ثقافة احادية القطب..لاتقبل ٱي فكر مخالف.
هم لايدركون فائدة التعددية..التي تخلق جواً إيجابياً يستقطب الابداع والافكار الخلاقة!
بالنسبة لي الثقافة الاحادية هي الجمود والموت!
تحياتي
ع.م
المشكلة أن تفكيرك نفس تفكيري في هذا الموضوع :)
ردحذفلكن المجتمع عمره ما سمح بالتعددية الثقافية ولا الدينية. كان المجتمع مكون من مجموعة مجتمعات منعزلة عن بعض ومحدودة التواصل لذلك ظل كل مجتمع عنده نوع من الخصوصية الثقافية. اﻵن عندما اختلط الجميع وسهلت وسائع النقل والاتصال الاندماج أصبح العامل الديني يوظف لتوجيه المجتمعات( التي أصبحت مجتمع واحد) نحو ثقافة سلوكية واحدة حتى وإن كانت لا تتناسب وواقع ومصلحة المجتمع.
المشكلة ان العولمة والانفتاح على الثقافات الاخرى لم تجلب لنا سوى النزعة الدينية المتطرفة..التي شغلت الناس بٱمور تافهة لاتساهم في دفع عجلة التقدم الحضاري!
ردحذفيقول الكاتب العراقي علي الوردي :
"ينشأ الإنسان عادة في بيئة ذات عقيدة معينة. فهو لا يكاد يفتح عينه للحياة حتى يرى أمه وأباه وأهل بيته وأقرانه يقدسون صنماً أو قبراً أو رجلاً من رجال التاريخ , وينسبون إليه كل فضيلة. وعقل الإنسان ينمو في هذا الوضع حتى يصبح كأنه في قالب , وهو لا يستطيع أن يفكر إلا في حدود ذلك القالب. إنه مقيَد ويحسب أنه حر."
تحياتي
ع.م
أتفق معاك أن العولمة جلبت لنا التشدد أو خلينا نقول أن العولمة جعلت صوت التشدد والتطرف أعلى من غيره.
ردحذفأعتقد أن الخوف مشكلة نعاني منها وهي ناتجة عن سوء إدارة عندنا. ليس لدينا ثقة في ثقافتنا ولا قيمنا ولا ديننا ولا تربيتنا لهذا ﻻ نستطيع أن نقاوم أي ثقافة أقوى منا إلا بالعنف تجاه مجتمعاتنا وهذا العنف يأتي بأشكال عدة تحدد نمط حياة وسلوك الافراد
الخوف الممزوج بالنفاق هو سبب مآسينا.
ردحذفلا ٱخفيك سراً بأنني مُصابة بالإحباط..وأنا لا أطمح إلى نزع ثوب الدين عن مجتمعنا.
كل ما أحلم به هو التعايش السلمي وثقافة قبول الاخر..فقط!
هل تعتقد بأنني أحلم بالمستحيل! ربما!
تحياتي
ع.م
إذا وصلنا إلى ثقافة قبول اﻵخر أعتقد نكون وصلنا إلى أهم نقطة. فكرة قبول اﻵخر لا تزال مش محفورة في عقلنا الباطن لذلك تجدين المطوع لا يقبل اﻵخر وكذلك الليبرالي والعلماني لا يقبلان المطوع(في مجتمعنا). ثقافة عدم القبول أتت من الخوف والخوف لم يأت من فراغ فتاريخنا العربي مليئ بالإقصاء والإبادات( حروب الردة، الفتنة الكبرى وحروبها، الأمويين والعباسيين، الحروب القبلية، أيضا كانت هناك حروب على الجماعات الخارجة على الأمويين والعباسيين وتمت إبادتها، كذلك ما يجري اﻵن من حروب طائفية في العالم العربي، وكذلك الحرب الدائمة بين الجماعات الاسلامية والأنظمة...إلخ). لم يحن الوقت بعد لقبول اﻵخر لكن البذور موجودة، لأن القبول الحالي زائف ومبني على توازنات
ردحذفمليس عن قناعة....
الكلام واجد :)
أتمنى آن يتغير الوضع إلى الأفضل..
ردحذفتحياتي
ع.م
أتمنى ذلك أيضا
ردحذفتحياتي الهالصة لك