الخميس، 31 مارس 2011
صاحب الجلالة قرر إرسال مبعوث إلى معتصمي ظفار
الأربعاء، 30 مارس 2011
اجتماع بعض الجهات الحكومية بالمعتصمين
الاثنين، 28 مارس 2011
الصقور يقررون غلق مكتب المحافظ..!!
السبت، 26 مارس 2011
الاجتماع ونتائجه
الجمعة، 25 مارس 2011
تصعيد بسبب التهميش
لم يكن التصعيد برغبة جماعية أو بتخطيط وتنفيذ جماعي وإن كان منطقياً بعض الشيء من وجهة نظر المعتصمين وله أنصار. بهذا التصعيد رجع المنبر إلى الخطابة من جديد واشتد الصراع الكلامي وبالذات من غير المعتصمين(الداعمين للمعتصمين) المعارضين للخطوة التي يجب أن تكون مسبوقة بإنذار ومهلة.
لا شك أن الليلة الماضية كانت ساخنة بين المعتصمين أنفسهم وبينهم وبين الذين يعملون من الخلف للوصول إلى تصرف يقبله الشارع قبل المعتصمين. إلى الآن لا أدري إلى أين وصل الاتفاق هل سيتم اعطاء مهلة للحكومة أم سيتخذ القرار بغلق المكتب أمام المحافظ والموظفين؟.
أعتقد أن خطبة الجمعة من موقع الاعتصام ستبين الخطوة القادمة للمعتصمين.
الخميس، 24 مارس 2011
28
الاعتصام في يومه الـ 28
وصل الاعتصام في صلالة إلى يومه الثامن والعشرين دون أي تخريب أو أعمال عنف وليس هناك أي مؤشر لأي أعمال عنف بسبب تجاوز المعتصمون لمرحلة الخوف والاحتقان والارتباك. الآن بدأ الاعتصام يكتسب ثقة أكثر وبدأ المعتصمون أكثر إيماناً بقضيتهم خاصة بعد تجاوزهم لهزة الإشاعات والانسحابات الوهمية نهاية الاسبوع الماضي كما أن المساعي غير المباشرة من قبل عناصر وسيطة لعناصر مهمة ومقربة ومنتفعة من الوضع السابق، تلك المساعي أثبتت أنها محاولات لا تتناسب والمرحلة الحالية من الاعتصام. أضف إلى ذلك فإن انضمام المعلمين إلى الاعتصام أكسب الاعتصام زخماً وطاقة جديدة(رغم اعتراضي الشديد جداً جداً جداً على اضراب المعلمين).
نعم تم تجاوز مرحلة الخوف بنسبة عالية جداً وبدأ المعتصمون بتنظيم أنفسهم واعتصامهم. اختفت الخطب الرنانة منذ يومين تقريباً وأصبح مدمنى الميكرفون في وضعية صعبة للغاية فهم يرونه رأي العين ولا يدركونه بأيديهم J. أصبح أو بالاحرى أمسى هناك مسرح يدار من قبل لجنة إعلامية أوقفت العشوائية وبدأت تستضيف متخصصين في القانون وغير القانون في جلسات نقاشية مفتوحة لطرح الاسئلة والاستفسارات القانونية التي تدور حول الاعتصام وقانونيته والمراسيم المتعلقة بتوسيع نطاق مسئوليات وصلاحيات مجلس عمان إلى آخره. أمور قانونية كثيرة تم نقاشها ليلة البارحة في جو رائع تمنيته من بداية الاعتصام.
أعتقد أن الوصول لهذه المرحلة كان هام جداً وان الوضع يحتم استمرار الاعتصام بهذه الطريقة لكي يعرف المعتصم ما له وما عليه. ليس المهم الآن الزيادة في الرواتب او أي حلول آنية تقوم بها الحكومة لامتصاص غضب وحماس الشعب لفترة بسيطة من الزمن بل الهام هو اعداد الشعب لمعرفة ما له وما عليه وتقديم حلول طويلة الأمد تخدم الجيل الحالي والأجيال القادمة. إن هذه الجلسات ستفتح أفاق جديدة في إدراك هؤلاء الشباب المتحمس وستشكل لديهم عمق في الرؤية وبالتالي سيزيد الحمل عليهم أكثر من ذي قبل.
أصبح من الضروري الآن مناقشة التعديلات الجديدة التي ستقوم بها الحكومة على النظام الأساسي ومدى توافقها مع تطلعات الشعب المعتصم في الميادين وفي البيوت على كل أرض عمان. الذي يعتقد أن الاعتصام هو فقط عدد بسيط من الشباب الباحث عن عمل في ميدانين أو ثلالثة فهو مخطيء لأن الشعب العماني من أقصاه إلى أقصاه يؤيد هذه الاعتصامات السلمية التي أسقطت الوزراء وأتت بما أتت به من مكاسب مباشرة تمس أي مواطن بسيط معتصم وغير معتصم. حتى الذين يعارضون فكرة الاعتصامات منتفعون منها ولم يرفضوا ما أنجزته ولا يستطيعون إنكاره. لذلك لا بد من فهم المرحلة الحالية والمشاركة في صنع القوانين الكفيلة بخدمة المواطن. ولن تكون المشاركة ممكنة ما لم يكن المواطن على وعي بماهية القوانين التي هي الآن محل نقاش في ميادين الاعتصام. التعديلات على القانون الأساسي واللجان التي شكلت يجب أن يعرف عنها الشارع وأن يعرف الخطوط العريضة لعملها لكي يطمئن على أن لا التفاف على جهوده وتضحياته. إن التعديلات المزمع إجراءها والتي ستنظم وتحدد الصلاحيات التي ستمنح لمجلسي الشورى والدولة هي مربط الفرس الذي سيحدد مدى جدية الحكومة لإشراك المواطن في صنع القرار من عدمها.
في الجانب الآخر وفي الخفاء هناك تحركات غير عادية منها ما نعلم ومنها ما لا نعلم. العمل الحقيقي هو ما يحاك الآن في الخفاء. الحكومة تقوم بتشكيل اللجان القانونية لصياغة القوانين التي ستنظم حياتنا خلال الفترة المقبلة. وهناك جلسات خاصة في بيوت يديرها بعض المتنفذين لإرجاع المعتصمين إلى بيوتهم. كما أن هناك من يحاول أن يصبغ الاعتصام بصبغة فئوية وبذلك تدار لقاءات وغرف مغلقة لتضخيم هذه الرؤية وتخويف الفئات الأخرى منها وذلك لوأد هذا الاعتصام قبل أن يصل إلى مبتغاه. لقد نسي هؤلاء أن السلطان قد أثنى شخصياً على هذا الاعتصام أفلا يفقهون؟!.. يا جماعة "بسكم" لأن خيوط اللعبة ليست بأيديكم مهما كنتم تعتقدون أنكم مسيطرون على "الرعاع" فأنتم لا تملكون شيئاً أمام إراده الجماهير خاصة وأن رؤيتها تتوافق مع رؤية صانع القرار الأول.
وصل الاعتصام إلى يومه الثامن والعشرين وإنجازاته لا تخفى على أحد. فتح منابر للحرية وأجبر الإعلام على البحث عن ذاته. أربك الجميع لدرجة أنه أربك الاعلام الحكومي "الراكد" الذي بدوره أربك المستثمر الأجنبي وأدى به إلى الهروب بسبب إدارته(الاعلام) السيئة لأحداث صحار. لقد ضخم الاعلام العماني أعمال التخريب التي حصلت في صحار لدرجة أن الشركات الأجنبية تيقنت أن البلد في ثورة فوضوية مقبلة الأمر الذي حدا بها إلى الانسحاب بأقل التكاليف. إن هذا الخطأ الجسيم وضع الاعلام العماني - المسير من أجهزة أخرى غير الاعلام- أمام مرآة ثلاثية الأبعاد رأى نفسه فيها مكشوفاً وعارياً من كل الاتجاهات. أعتقد أن الاعلام الآن في مرحلة نفض الغبار المتراكم على كاهله والفضل يعود إلى المعتصمين وإلى دم الشهيد الغملاسي.. رحمه الله.
الاثنين، 21 مارس 2011
السبت، 19 مارس 2011
تصعيد!!
دعوة إلى الإضراب العام في ظفار لكافة المؤسسات الحكومية والخاصة:
الأربعاء، 16 مارس 2011
من فوائد الاعتصامات
الخميس، 10 مارس 2011
تساؤلات اعتصامية
· لماذا شجعت الحكومة الاعتصامات؟
· هل تجذر الفساد لدرجة الخطر؟ أي هل أحس السلطان شخصياً بالخطر من جراء الفساد المالي الذي بدوره أدى إلى الفساد الأمني(الخلية) لدرجة لجوئه للشارع؟
· هل عمان بحاجة إلى صدمة(كصدمة الاعتصامات) لتصحيح مسارها؟ أي ألا يمكن التصحيح بطريقة هادئة؟
· هل الاعتصامات رسالة من السلطان للداخل أم للخارج؟ أم للاثنين معاً؟
· هل "الدستور" خارج السيناريو الموضوع لهذه الاعتصامات؟ أي هل دخل دعاة الدستور "عرض" وغيروا مسار الاعتصامات التي تدعو إلى مطالب معيشية بسيطة بالإضافة إلى استئصال الفساد؟
· لماذا لم تظهر اعتصامات في بعض المدن الرئيسية في عمان؟
عندي أسئلة كثيرة لكني أفتقر إلى الإجابات الدقيقة لذلك أرجو المشاركة الصادقة ولكم مني راتب أساسي J مع الشكر الجزيل..
ملاحظة: اضغط على الصور ة لتراها أكبر
الأربعاء، 9 مارس 2011
مطالبات الاعلاميين في الاعتصام السلمي...
مطالبات الاعلاميين في الاعتصام السلمي
الثلاثاء 8/3/2011
أولا
المطالبات العامة
1- إطلاق الحريات الاعلامية.
2- الغاء قانون المطبوعات والنشر وتشكيل لجنة من القانونيين والاعلاميين لصياغة قانون جديد.
3- التسريع في اجراءات الهيئة واشراك الاعلاميين في رسم سياساتها الاعلامية وفق اسس تجارية.
4- تأهيل الكوادر الاعلامية.
5- مشاركة الاعلام في كشف الحقائق ونقد ومحاسبة المسؤولين عن الاخطاء.
6- اعلام تفاعلي يهتم بقضايا المجتمع وابرازها من خلال البرامج الحوارية واشراك جميع اطياف المجتمع العماني وفتح باب النقد.
7- الارتقاء بالخطاب الاعلامي ومخاطبة الجمهور بكل شفافية ومهنية.
8- تعديل قانون انشاء قنوات خاصة وتسهيل اجراءات الرخص.
9- الإسراع في تنفيذ ما خرجت به لجنة تطوير الدراما والمسرح من استراتيجية للنهوض بالدراما المحلية.
10- استقلال الانتاج الدرامي من الآلية المباشرة لوزراة الاعلام أوهيئة الاذاعة والتلفزيون.
مطالبات الموظفين
1- تشكيل لجان من جميع دوائر الوزارة لصياغة الهيكل الخاص بالهيئة ولوائحه ، بعيداً عن السرية والتعتيم.
2- إعطاء فرص لكوادر جديدة لشغل مناصب قيادية في الهيئة بحيث يتمتعون بصلاحيات ادارية ومالية على أن لاتتعدى فترة شغل المنصب أكثر من اربع سنوات .
3- تعديل الدرجات الخاصة بالعاملين في هئية الاذاعة والتلفزيون بحيث تتناسيب مع الطموح المنشود وأن لا تقل عن باقي الهيئات الأخرى كهيئه الاتصالات وغيرها بحيث تجتذب أصحاب المهارات .
4- فتح المجال للراغبين في إكمال الدراسة بمستوياتها المختلفة والتشجيع على ذلك وتفريغهم وتحمل نفقة الدراسة كاملة أسوةً بالوزارات الأخرى.
5- تفعيل المكافآت الإستثنائية والتشجيعية المفقودة حاليا.
6- مراجعة علاوات السفر الداخلية والخارجية بحيث تتناسب مع ارتفاع الاوضاع المعيشية .
7- عمل لائحة لاحتساب نظام أجر العمل الاضافي للعاملين في الهيئة .
8- الموظفون العاملون بالدرجات الدنيا في الاذاعة والتلفزيون يتقاضون فقط 20% عن العمل الاضافي بينما مكتب الوكيل40% –مكتب الوزير50% .
9- تعزيز الدورات الخاصة بالعاملين في الهيئة واتاحة الفرص أمام الجميع للمشاركة في الموتمرات الخارجية والمعارض المتخصصة في مجال الاذاعة والتلفزيون وعدم اقتصارها على فئة معينة كما هو حاصل الآن.
10- الأخذ بالاعتبار بسنوات العمل لكل موظف في الهئية أثناء تسكين الوظائف على اعتبار أنّ الترقيات في وزارة الاعلام لم تكن تراعي الأربع سنوات المنصوص بها في قانون الخدمة.
1. ندعم مطالبات زملاءنا في تمليكهم للمساكن القاطنين فيها حالياً والتابعة لوزارة الإعلام، كما نطالب بتوفير مساكن للإعلاميين والمهندسين مدعومة ، لكي يكون الموظف قريباً من عمله تحت أية ظروف... (مثل الأنواء المناخية).
11- تعديل نظام علاوة طبيعة العمل بحيث يتم تمييز العاملين في الهيئة كل حسب الوظائف التي يشغلونها وايجاد علاوات أخرى ( علاوة هندسية -علاوة خطر – علاوة نظر لبعض الفنيين -علاوة مناوبة-علاوة ملابس) وعدم قطعها في الاجازات.
12- تعويض الموظفين مالياً – بما يعادل الأجر اليومي- عن تراكم الاجازات الداخلية والتي تصل إلى مئات من الأيام .
13- تثبيت جميع العاملين بالأجر اليومي.
الاثنين، 7 مارس 2011
دعاية انتخابية
بالأمس أتى إلى الساحة وفدين؛ الأول حكومي يتألف من عدة وزراء(رئيس مجلس الدولة والشيخ سالم مستهيل المعشني وعبدالله الرواس وزير البلديات وأعضاء من مجلس الشورى عن ظفار). يقال أن هذا الوفد أتى ليتفاوض مع المعتصمين أو ليقنعهم بالرجوع إلى بيوتهم خاصة بعد سقوط على ماجد. لم يتم حتى الحديث مع هذا الوفد بحكم أنهم وزراء ضمن المنظومة الفاسدة التي يجب أن ترحل حسبما أوضح أحد الشباب المعتصمين. تم طرد الوفد وأُرغم على اللجوء إلى مكتب المحافظ والاجتماع بالمحافظ ولا أدرى ماذا تم في الاجتماع. لم أكن في الموقع أثناء مجيئ الوفد ولكن هناك تضارب في وصف طريقة استقبالهم. هناك من قال أنه تم قذفهم بالنعال وهناك من نفى هذا الكلام بشدة ولكن المتفق عليه أنهم لم يستطيعوا توصيل رسالتهم.
ليس كل المعتصمين راضون عن الطريقة التي عومل بها وفد الوزراء أمس. يبدو أن هناك من يتحكم في الشباب بطريقة لا نعلمها.. يستخدمهم لتنفيذ مآربه الشخصية .. لا أستطيع الكلام الآن لأن الأمر لم يتضح بعد. ليس هناك مانع من الاستماع إلى أي زائر أو أي وفد.. ساحة الحرية يجب أن تكون حرة وصدر من فيها واسع لكل طرح.. هذه المرحلة مرحلة استماع من كل الأطراف.. كما أن الحكومة تستمع الآن إلى الشباب، يجب عليهم أن يستمعوا للحكومة وطرحها ومن توفده إليهم..
الوفد الثاني الذي أتى للساحة أمس هو وفد طيبة المعولي. هذا الوفد معظمه من النساء الرائعات(طيبة المعولة، بسمة الكيومي، باسمة الراجحي، وأعتقد آمنة الربيع). كما يضم الوفد الكاتب والناشط سعيد الهاشمي وأحد الإخوة من صحار(شيزاوي) وقد يكون هناك شخص آخر.
أنا من المعجبين بأفراد هذا الوفد قبل أن يأتوا كمجموعة ولا زلت إلى الآن، لكني لم أجد أي وصف لمجيئهم إلا بالدعاية الإنتخابية. أتوا للساحة وذكرني مجيئهم بدعايات الانتخابات الرئاسية الأمريكية. الإختلاف أن معظم المعتصمين لم يكونوا يعرفون عن مجيء هؤلاء إلا قبل مجيئهم بساعات قليلة بل إن البعض لم يكن يعرف عن مجيئهم ولم هم آتون. علماً بأنه لا توجد لجنة منظمة للإعتصام في صلالة مما يوحي بأن هناك لجنة غير مرئية تدير المشهد، هي التي تسيطر على المعتصمين وتستخدمهم وتنفرهم من اللجان(ظن شيئ J) التي ينادي بها الكثير من المراقبين وحتى المعتصمين.
هذا الوفد اختصر وأجاد وحظي باستقبال رائع من الحضور.
رغم أن فكرة الدستور والحقوق العامة للمواطنين لم تكن غائبة عن المعتصمين ورغم أهمية وجود دستور جديد لعمان إلا أن وصول وفد طيبة المعولى إلى صلالة بتلك الطريقة الخاطفة ليطرح تساؤلات عديدة.. هل هناك حزب جديد يتشكل؟ هل هناك شخص متنفذ تتوافق رؤيته مع رؤية الشباب العماني الجديد وهو محرك لهذه المسيرات والاعتصامات دون أن ندري؟!! .. هل هناك تيار جديد جاهز سيحل محل تيار على ماجد؟!! لا أدري .. كل شيء جائز..
هناك صراع واضح على الظهور في ساحة الحرية وأعتقد أن صحار ومسقط تعانيان من نفس المشكلة. ولكن هناك صراع آخر على مسرح أكبر هو مسرح عمان. يبدو أن هناك من يتسابق مع الزمن لاحتلال حيز معقول من الساحة العمانية قبل أن تمتلئ بلاعبين لم يظهروا بعد.
أرجع إلى الوفد الذي أتى من مسقط(وفد طيبة المعولي) فبعد أن أدلى كل أفراد الوفد بكلماته الجميلة تلت طيبة المعولي بيان الختام الذي احتوى الكثير من المطالب والتي من ضمنها المطالبة باستقالة ما تبقى م وزراء الرعيل الأول، وعندما وصلت إلى عبدالعزيز الرواس تحسس أحد الحضور من ذكر اسم قبيلته وتهجم على المسرح الأمر الذي جعل نهاية المشهد غير جميلة بل إن الوفد غادر الساحة تحت حماية المعتصمين. كلي يقين أن ذلك الشخص ليس من المعتصمين بل هو ممن يأتون لمشاهدة الخطب المسائية كما أني متيقن أن هناك الكثير من أقاربه غير راضون عن تصرفه، بل إن أحد أقاربه قال أن هذا الشخص لا يمثلنا بل يمثل نفسه.
ختاما.. هناك غليان وخوف وترقب ولعل اليومين القادمين سيأتيان بالجديد.. المعتصمين بحاجة إلى مساندة حقيقية... كفاية يا متسلقيييييييين كفاية حرام
السبت، 5 مارس 2011
25 فبراير.. اعتصام صلالة
اعتصام صلالة أو اعتصام كل عمان في صلالة..
ماذا يمكنني أن أسمي المعتصمين في صلالة؟ حركة 25 فبراير مثلاً؟
ربما
نعم هم حركة 25 فبراير مع أن حكومتنا حساسة لمثل هذه التسميات، لكن ساحة الحرية أمام مكتب المحافظ علمتنا أن نخوض في الجديد حتى وإن كان محظوراً... بوركتم يا من تحملتم العناء والخوف من المجهول من أجل التغيير..
هذه المجموعة قررت خوض تجربة التغيير من جامع السلطان قابوس بصلالة يوم 25 فبراير الماضي. لا أدري كيف ولا متى قررت خوض التجربة ولكن ما أنا متأكد منه أنها غيرت الكثير منذ ذلك التاريخ. كسر أؤلائك الشباب حاجز الخوف وأزالوا سلاسله التي قيدت كل عماني. قرروا خوض تجربة التوانسة والمصريين ولكن بالنكهة العمانية.. بعبق اللبان والقهوة وما يمكن أن يعطي الطابع الخاص لعمان.
سئموا الوضع العام للبلد ولم يركنوا ويستسلموا للواقع المؤلم.. سئموا التهميش والتطنيش الحكومي لهم ولغالبية المواطنين.. سئموا العيش الرتيب والذل الذي يشعر به معظم العمانيين حتى وإن لم يكن ظاهري. قرءوا الآية القرآنية "..إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.." ففهموها وقرروا تطبيقها بعد أن عطلها آباءهم منذ انتهاء ثورتي ظفار والجبل الآخضر. بعد أن انتهت الثورتان توقفت مساعي التغيير لدى عامة الناس وظل التغيير حكراً على الحكومة لدرجة أن العماني تبرمج على اللاتغيير. نتيجة لذلك استقر الشعب وظل ساكناً متفرجاً يعيش يومه لنفسه وعائلته ولم يعد شريكاً في الوطن بل ساكن أو لنقل عالة على الحكومة التي ارتضت له أن يكون كذلك بل أنها بدت قبل فترة ليست بالقليلة تشتكي من ازدياد أعداد المواطنين فوضعت البرامج الكفيلة بتقليل تلك الأعداد(الواقيات الصينية المنتشرة في العيادات الحكومية خير دليل J).
مضت السنون وتغيرت فئة قليلة من الناس بينما ظل الباقون وهم الغالبية الساحقة كما هم لا يسمعون.. لا ينظرون.. ولا يتكلمون. بسبب ذلك استشرى الفساد وهم يتفرجون.. تسمنت قطط وهم ينظرون.. بيعت البلد وهم ينظرون.. اقتطعت المساحات الشاسعة في المواقع التجارية وغير التجارية لأفراد "مهمين" وهم ينظرون.. أسست شركات كبيرة لإقتسام القطاع الحكومي المخصخص وهم ينظرون.. أقيمت مدن جديدة وبيعت قبل أن تبدأ وهم فاغري أفواههم .. تسمروا في أماكنهم ولكنهم لحسن الحظ لم يغفلوا النوم مع زوجاتهم فأنجبوا الشباب الذين يثورون الآن على الفساد.. بعض هؤلاء الشباب نفذوا(لحسن حظنا) من الواقيات الصينية الرخيصة التي لم تحسن وزارة الصحة اختيارها عن قصد أو غير قصد، ربما لكي يتجه الشعب إلى الصيدليات الخاصة التي تبيع أنواع أصلية.. نعم الفساد وصل لهذه الدرجة ولكن بسبب القبضة الأمنية لا أستطيع أن ألوم هؤلاء.. لقد كانت فترة صعبة جداً وقد سكتوا لاعتبارات كثيرة لا مجال لذكرها الآن.
الشباب قادمون.. مهما وضعتم من عراقيل.. الشباب قادمون..
نعم هذه العبارة أصبحت واقع ملموس. فالشباب هم الذين بدءوها. يوم 25 فبراير انطلق الشباب قاصدين مكتب المحافظ في قلب صلالة حاملين لافتات تتحدث عن الفساد وعن الكرامة المهدورة للإنسان العماني بسبب الفساد والمفسدين. رددوا العبارة الشهيرة " الشعب يريد..." ولكن وبسبب الخصوصية واللباقة العمانيتين وحباً وثقة في سلطان البلاد، آثر المتظاهرون قول " الشعب يريد إسقاط الفساد " على " الشعب يريد إسقاط النظام". وضعوا كل شعاراتهم على بوابة مكتب المحافظ. كانوا حاملين رسالة فيها مطالب بسيطة جداً تتعلق بالحياة المعيشية والتوظيف وملاحظات عن الفساد العُلوي.. سلموها في اليوم التالي إلى المحافظ أثناء أحداث صحار وما لبثت أن وصلت لجلالته. توالت الكثير من المراسيم والأوامر السامية للتجاوب مع الإعتصامات في كل من صلالة وصحار(ومن قبلهما المسيرتين الخضراوين) ولعل الأحداث المتسارعة في صحار هي التي أدت إلى التجاوب السريع و"المبهم" في بعض قراراته خاصة المتعلقة بالتوظيف والراتب الشهري للباحثين عن عمل. لم ترقَ ردة الفعل الحكومية إلى مستوى الحدث ولكنها كخطوة(إن تم توضيحها بشكل جلي) تعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح ويمكن البناء عليها.
ظل المعتصمون صامدين في مواقف مكتب وزير الدولة ومحافظ ظفار(ميدان الحرية أو الصمود أو الأحرار أو الشباب أو الكرامة ) منتظرين رد مباشر من جلالته بعد أن وصلت أنباء عن صول الرسالة إلى رأس الهرم. إلى الآن هم منتظرون ولديهم استعداد للمكوث أسابيع وأسابيع. هناك من وضع اليوم السبت كيوم نهائي للرد وهناك من يرى أن الوقت لا يزال مبكراً لأن المطالب أكبر من أن يتم حسمها في أسبوع.
للأمانة هناك ضغط شديد على الشباب المعتصمين وهناك آراء وتوجهات ولكن إلى الآن لا يزال الوضع تحت السيطرة. كانت هناك دعوة كبيرة إلى الإضراب تبدأ من اليوم ولكن العقلاء تداركوا الموقف وأقنعوا الغالبية على أن الإضراب لم يحن وقته بعد. لابد من إعطاء فرصة كافية للحكومة واستخدام أوراق الضغط حسب تطور الأحداث وعدم استنفادها الآن. هناك خوف شديد من الانقسام بين الشباب الأمر الذي حدا بهم إلى عدم الموافقة إلى الآن على إنشاء لجنة تتحدث باسمهم. هذا أمر قد لا يفهمه من هم بعيدون عن معرفة الطبيعة القبلية والتكتلية للظفاريين. الشباب من كافة شرائح المجتمع ومن مختلف القبائل وهم مخلصون ومؤمنون بقضيتهم ولكن صغر سنهم وقلة التجربة خوفتهم من المتربصين بهم من الجهات الأمنية وأزلامها المنتشرون في ساحة الميدان الأمر الذي جعل كل من يأتي للمكان(الخطباء) محل شك مهما أبدى من إخلاص. كما أن تجربة الشباب مع الجهات الحكومية -أيام إضراب عمال ميناء صلالة منذ أكثر من سنتين تقريبا- وخاصة مكتب المحافظ من خلال الشيوخ لم تكن ناجحة أو لنقل لم تكن شريفة. فقد استخدم مكتب المحافظ الشيوخ لإرجاع الشباب لأعمالهم مقابل وعود لم يستطع الشيوخ الوفاء بها فيما بعد بسبب تملص مكتب المحافط وإخراج نفسه من القضية، الأمر الذي أصاب العمال بالإحباط من المكتب وشيوخه. كل هذا يشكل ضغط متواصل على المعتصمين..
من الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها المعتصمون منذ البداية وإلى الآن ضغط المتسلقين. هناك أعداد هائلة من محبي الظهور والتواجد في المحافل العامة لسبب أو لغير سبب. هؤلاء لا يهمهم إن كانوا مقبولين من الحضور أم لا.. الذي يهمهم هو الظهور حتى وإن كان على حساب كرامتهم. سنجدهم في مسيرة الولاء إن أقيمت غداً وكذلك سنجدهم في سهرة "توفيق نهيان" في سدح أو طاقة وسنجدهم في مجالس الشيوخ في الخليج وفي سيح الخيرات والمسرات لأسباب تعرفونها، وفي أعراس "الكبارية" أيضاً. هؤلاء يشكلون ضغط نفسي كبير لأن رسائلهم مكشوفة ولهم محبين بين الجموع وهذا بدوره أمر يمكن أن نخاف منه على المدى الطويل للإعتصام. إن وجود أي شخص محروق إعلامياً(الإعلام الشعبي) من قبل جزء بسيط من هذا النسيج الاجتماعي الواسع أو لديه مشكلة مع أشخاص في الحكومة أو مع الحكومة نفسها أو النظام ككل قد يولد زعزعة لثقة المعتصمين في بعضهم البعض. كما أن وجود أشخاص على علاقة قوية برجالات الدولة الكبار كعلي ماجد(تم الاستغناء عنه أثناء كتابتي لهذه التدوينة) وغيره مثلاً سيولد خوف لدى المعتصمين من النوايا التي يحملها حتى وإن كان وجوده غير مخطط له.
إلى الآن الجدار لايزال متماسك والشباب واعون إلى حد كبير ولديهم المخلصون من كبار السن الذين لم يستغلوا المنبر للظهور إلى الآن. كلي يقين أن الشباب الآن على المسار الصحيح وأن معظم الألاعيب قد استهلكت ولكن يظل الرهان على الأيام القادمة مرتبط بتعطيل الصوت القبلي والفئوي الذي فتك بالمجتمع منذ بزوغ النهضة. إذا استمر تعطيل هذا الجزء فإن النتائج ستكون لصالح مجتمعنا ككل.
مع خطورة اللجنة والخوف من التوزيع على الأساس التكتلي والقبلي إلا أن وجودها أصبح ضرورة ملحّة. بوجود اللجنة سيتم التنظيم بشكل أفضل وستوضع برامج مفيدة بدل الخطب العصماء التي مللنا من أصحابها ومللنا من تكرار مواضيعها. ستكون هناك آلية لتثقيف المعتصمين للتعامل مع الجهات الزائرة. كما أن الفترة القادمة ستتطلب –إن طال الاعتصام- الاتصال مع وسائل الإعلام المحلية والخارجية وهذا بدوره إن لم يكن وفق منهجية وإعداد مدروسين فإن عواقبة ستنعكس سلباً على المعتصمين واعتصامهم.
أعتقد أن على اللجنة- بعد أن يتم تشكيلها- أن تكون استشارية وتنظيمية وأن لا تكون تنفيذية، على أن يكون أعضائها من غير المعتصمين الأساسيين أي أن يكون هناك مستشار قانوني ومستشار إعلامي ومستشار علاقات عامة أو مجموعة من الاستشاريين. يكون دورهم استشاري فقط وقد يتم تكليفهم ببعض المهام كأن يكون أحدهم متحدث باسم المعتصمين إذا دعت الضرورة.
نحن الآن في الأسبوع الثاني من بداية الاعتصام والأمور قد تكون اتضحت بعض الشيء في "ساحة الحرية" وعليه فإن وقت اللجنة قد أزف وحان. آن لهؤلاء الأحرار أن يبدو رأيهم أو أن يكلفوا من يريدون بالتواصل مع الجهات الإعلامية لتوصيل الرسالة. نحن نعلم أن رسالة المعتصمين الأولى قد وصلت للسلطان وهذا هو السبب الآخر الذي جعل الشباب يحجمون عن اللجنة، لكن ذلك غير كافٍ حيث أن الجانب الإعلامي الذي أصبح يبحث عن من هم المعتصمون وماذا يريدون لابد وأنه سيلتقي بأحد سواء أكان من المعتصمين أم من المتسلقين. الحديث هنا لا ينتهي... لكني سأنهي كلامي فساحة الحرية تنتظرني ...
الآن صدرت ثلاث مراسيم سلطانية قضت بالآتي:
خالد بن هلال بن سعود البوسعيدي وزيراً لديوان البلاط السلطاني(مكان علي بن حمود)
سلطان النعماني وزير للمكتب السلطاني(مكان علي ماجد وهذا يعتبر أكبر رأس تطيح به الأحداث الأخيرة في عمان)
نصر بن حمود الكندي أميناً عاماً لشؤون البلاط السلطاني بمرتبة وزير(مكان النعماني الذي حل مكان علي ماجد)
الجمعة، 4 مارس 2011
الأربعاء، 2 مارس 2011
لعبة قذرة يتم طبخها الآن..
هناك أمر مريب وتحركات غير عادية من الأجهزة الأمنية التي أثبتت أنها أقل من المرحلة الحالية. مستوى التحركات الشعبية ونضجها تقابلها تحركات متخلفة جداً وقديمة ومكشوفة للجميع وفوق كل ذلك محسوبة على الحكومة وأجهزتها الأمنية التي من المفترض أن تحمي الشعب.
إن ما حدث في صحار لهو دليل واضح على إفلاس أجهزتنا الأمنية التي أثبتت أنها أجهزة أفراد وليست أجهزة حكومية لحماية المواطنين. بعد الأخطاء الفادحة التي تم ارتكابها هناك من قبل جهاز محسوب - للأسف- على الحكومة، بدأت تحركات الأجهزة الأمنية لتجييش المسيرات في ربوع عمان وكأننا في عيد وطني. مسيرات "الولاء والعرفان" وكأن مسيرات الأربعين غير كافية وأن ما يجري الآن عبارة عن ثورة ضد السلطان. كل المسيرات الحالية لم تتطرق للسلطان بشر ولم تنكر جهوده ولا إخلاصه للشعب بل إن المعتصمين مصرون دائما على شكر السلطان في كل حديث وكل مناسبة.
*******
سمعت أن هناك تحركات في صلالة (رسائل قصيرة) تدعو إلى إقامة مسيرة ولاء وعرفان للسلطان اليوم الاربعاء!!!. هذا لعب بالنار بدون مسئولية.
هناك من يحاول اختلاق مشكلة من لا شيء.. المسيرات ليس لها داع الآن.. السلطان ليس هو المشكلة فلا تصرفو أنظار الناس عن المشاكل الحقيقية والأهداف السامية للإعتصامات الجارية.. لا داعي لاستفزاز الشباب العماني الآن فقد أسلتم الدماء وأزهقتم الأرواح ولا داعي لحمامات دم وفتن بين المواطنين.. لا ترموا إخفاقاتكم علينا..
الاعتصام الحالي لم يدعُ إلى ما يكدر صفو الولاء لجلالته بل إن كل من يتحدث من المعتصمين يؤكد أن الاعتصام هو ولاء للسلطان ودعوة للتصحيح فقط.
هناك مشكلة أخرى وهي محاولة أجهزتنا الأمنية اختلاق مشكلة خارجية للالتفاف على مطالب الشباب وتفريغهم من الوطنية وبالتالي التملص من المطالب وتفريق المعتصمين بالقوة فيما بعد بحجة أنهم مدفوعون من الخارج. إن إقحام الإمارات العربية المتحدة في مشاكلنا الداخلية لهو مراهقة سياسية وخطأ استراتيجي ستكون عواقبه خطيرة على شعبي البلدين.. ليس من صالح الإمارات التدخل في الشأن الداخلي العماني خصوصاً بعد "سالفة" الخلية المزعومة(إن صحت) لذلك يجب عدم إقحامها فيما يجري الآن على أرض عمان.
أنا مصرّ على أن هناك تخبط وأن المرحلة أكبر من الأشخاص المحيطين بجلالته لذلك لا بد للسلطان أن يواجه شعبه بخطاب مفصل يكشف الغمة واللبس الذي يخيم على الأحداث الآن.. هناك أشخاص يجروننا إلى صراع داخلي وخارجي وعليك يا سلطان أن تختار بينهم وبين بقية الشعب.. عليك أن تتخلص منهم قبل أن يتخلصوا منك بأفعالهم الغير مسئولة.
الثلاثاء، 1 مارس 2011
أتنفس حرية
الأرض تتنفس حرية..
والشباب قادمون بقوة...
ما يحصل في عمان من مظاهر احتجاج واعتصام وتظاهر ليس فورة حماسية مرتبطة بما حصل في تونس ومصر وبقية البلدان العربية الأخرى فقط.. من الظلم أن يتم وصف الأمر بهذا الشكل المقزم للجهود والتضحيات التي يبذلها هؤلاء الأحرار، فتراكمات الكبت والتخويف الغير معلن، وعدم وجود حرية، وتأليه الصف الأول والثاني من أصحاب السطوة في البلد، كل ذلك وغيره أدى إلى احتقان متراكم كان لا بد له من انفجار. ها هي نتائج حقبة الكبت تظهر اليوم. البداية سلمية ولكن التطور سيكون حسب الاستجابة الحكومية للطلبات. إلى الآن الاستجابة ضبابية وغير واضحة المعالم. الخمسين ألف وظيفة لا أحد يعرف ماهي.. والمائة والخمسون ريال الخاصة بالعاطلين عن العمل لا أحد يعلم عن شروطها، والتجارب السابقة مع القوى العاملة لم تكن جميلة، فالحذر كل الحذر من اللعب هنا.. فالشباب العماني قد كسر زجاج الصمت والخوف وأنتم تعرفون الزجاج إذا انكسر لا يعود كما كان.. انتهت المجاملات.
بالأمس تابعت الإذاعة والتلفزيون بشكل متقطع. اتضح لي أن النسخة المصرية بدأت تتكرر هنا وبخصوصية عمانية جداً. تهميش المظاهرات والمطالب الشبابية، واختزالها في الحريق الذي تعرض له مركز الشرطة ومركز اللؤلؤ في صحار. لم أسمع أي تعازي قدمت لأهالي الشهداء من المثقفين والكتاب الذين استضافهم كل من الإذاعة والتلفزيون(لم أكن طوال الوقت مشغل الإذاعة كما لم أكن طوال الوقت أمام التلفزيون ولكني أتحدث حسبما سمعت وشاهدت) باستثناء الكاتب سعيد الهاشمي الذي وصف الوضع بطريقة أقل ما يمكن وصفها بأنها مسئولة ومتزنة بل وشجاعة. فقد ترحم على الشهداء ولم ينجرف للفخ الذي تم نصبه له ولكل الضيوف.. بالله عليكم ماذا سيكون الجواب إذا كان السؤال:"ماذا تقول في الأعمال التخريبية التي قامت بها الفئة المخربة في صحار؟".. المذيع هنا يحصرك في إجابة متوقعة.. هذه الأسئلة تعودنا عليها في الإعلام العماني خاصة في الخريف( ما رأيك بهذا الجو الجميل"!!)..
أعتقد أن الكتاب والمثقفين ورجال الدين هم على المحك الآن ويجب عليهم أن يكونوا في مستوى المسئولية وأن لا يتبعوا الطريقة القديمة المبنية على المجاملة والتزلف للحكومة في وقت أصبح فيه مستقبل الوطن على صفيح ساخن. الوطنية ليست مرتبطة بإرضاء الحكومة ولا يمكن للحكومة أن تحتكر الوطنية وتعرفها كيفما تشاء.. الدماء سالت على أرض الوطن من أجل الوطن ومستقبل أفضل لأبنائه.. من أجل وطن خالي من المجاملات والتزلف والتملق.. من أجل وطن خالي من إقطاعيات إعلامية وغير إعلامية.. من أجل وطن للجميع.
الإعلام ركز على النتائج الهامشية أو الآثار الجانبية غير المهمة للمظاهرات ونسي المطالب الراقية والمسئولة التي قام بها هؤلاء الاحرار.. لم يتحدث الاعلام عن مداهمة الأجهزة الأمنية للمعتصمين في دوار صحار وهم نيام.. لم يتحدث عن الاعتقالات التي سبقت أعمال "التخريب" التي تم تضخيمها... لم يتحدث الإعلام عن مشاكل هؤلاء الشباب ولا عن حقهم في التظاهر السلمي.. لم يتكلم عن الطرق التي تم بها استفزاز هؤلاء ثم بعد ذلك لم يتحدث إلى المعتصمين مباشرة ولم يناقشهم ولم يهتم بهم. بعدما تطورت الأحداث ووصلت إلى طريق اللاعودة " جانا حديد بيرقص" كما يقول المثل.
بالأمس كنت في الساحة أمام مكتب محافظ ظفار(مكان الاعتصام) وكان الجو مليء بنسمات الحرية.. أحسست أن هؤلاء الشباب سئموا الوضع المزري للبلد.. أحسست بوطنيتهم.. لا يزايد على وطنيتهم إلا خائن.. أحسست بالتلاحم والتضامن الذي أبدوه لإخوانهم في صحار.. أحسست أن كل معتصم في تلك الساحة قد أتى إلى هناك من أجلي أنا.. نعم يجب أن نحس جميعاً هذا الاحساس.. ضحوا بأوقاتهم وأموالهم ومستعدون للتضحية بأرواحهم من أجل غدٍ أفضل.. من أجل وطن للجميع..
باختصار.. لقد تنفست حرية في تلك البقعة المكتظة بالشباب المليء بالأمل والحرية(مع أن المدخنين واجد :))..