من ينظر إلى المجتمع من أعلى(ليس تكبراً طبعاً وإنما نظرة المراقب) لتقييم الوضع الراهن قد يصاب بمجموعة لا متناهية من الأمراض في أماكن مختلفة من جسمه أو قد يصاب بالجنون، من هول المشهد.
إلى أين نحن ذاهبون؟ في التعليم، الصحة، الاقتصاد، الإقطاع، الفساد، الخدمة المدنية، الديوان، الشحاتة الرسمية وغير الرسمية، التوظيف، المنح والهبات الهبات الهبات، البدونة وما أدراك ما البدونة؟ إلى أين؟!!
الوضع في تدهور ومن سيئ إلى أسوأ.. فكل شئ مترهل!!. الأفراد، الوزارات، الخدمات، التفكير، التخطيط،.. إلى آخره.
إلى أين نحن ذاهبون في محيطات هذه الحياة العاصفة، بدون بوصلة ولا سفن ولا وجهة ولا حتى مهارة في الطفو على الماء؟ إلى أين نبحر بلا خطة؟!! كل شيء يبدو لي مترهل.
كيف سيكون مستقبل الأطفال الذين يولدون الآن في بلد يمشي بلا وجهة، وأفراد لا يدرون لماذا هم موجودون في الأصل؟!!..
عندما أرى أطفالاً يضحكون بكل براءة أتساءل في نفسي ترى ماذا فعلنا لهؤلاء؟!! ... لا شيء غير الوهم الذي نعيش فيه نحن..
**********
قد ينجح بعض الأفراد في مجتمعاتنا في ظل هذا التخبط الرهيب والفساد ولكن نجاحهم نجاح نسبي جداً ومقترن بالوضع العام للبلد، لذلك لا يمكن أن نقول أنهم ناجون فعلاً إلا إذا كانت فرص النجاح متاحة بالتساوي للجميع والمنافسة شريفة. هم ناجحون نجاح مشوه بالقياس مع النجاح الحقيقي..
ولكن هذا لا يشفع لغير الناجحين أن يظلوا دائماً متفرجين لأن تأتي الحلول من السماء، فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. المتفرجون مسئولون عن الفساد وعن توزيع الأراضي في العزائم الليلية الخاصة التي تجمع بعض المتسلقين ببعض الوزراء ذوي الكرم الحاتمي. المتفرجون مسئولون عن ضياع فرص و مستقبل مئات الآلاف من الجيل الحالي الذين يعيشون بلا خطط واضحة لمستقبلهم. المتفرجون مسئولون عن ترك الساحة للفساد. هم بذلك متساوون مع الفاسدين(القلة) الذين يلعبون بمقدرات البلد.
هل يجب أن ننتظر صدمة كهربائية لنتحرك بجدية وبمسئولية أكبر تجاه بلدنا ومستقبل من عليه؟!!!
سبحان الله، وسط هذا الوضع الذي لا يسر صديق ولا صديق(لم يعد لنا عدو، فنحن أعداء أنفسنا)، تجد هناك شخص متفائل وينظر بعين أخرى ومن زاوية أخرى ويقول أبشرك يا أخي الكريم أن أمريكا ستنهار قريباً!!!!!!! بالله عليكم إيش دخل البطاطس بالتمرهندي؟!!! .. الأخ يريد يرجع للسيف والمعارك لأنه لا يجد لنفسه مستقبلاً في هذا العالم المتطور، أي أنه غير مستعد لأن يغير من واقعه بل يمني نفسه بانهيار أمريكا وكأنها إذا انهارت ستؤول الدنيا إليه وليس لأحد غيره... تباً لهذه العقول.
وهل يحتاج استكشاف وضعنا النظر من أعلى؟!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ