لا شك أن النظرة التي يحظى بها المدون العماني من قبل المجتمع المحلي ليست نظرةً ثابتة ومحددة. فهو لا يقف على نفس المسافة من الجميع حيث هناك المثقف الذي يتعاطى مع طرحه(طرح المدون) بشكل إيجابي ويتفهم أسباب لجوء الشباب للتدوين الذي يسلط الضوء على المواضيع الساخنة أو كما قال المدون معاوية الرواحي[ المسكوت عنه]، وهناك من لا يتجاوب بشكل مباشر مع إحساسه بأهمية الطرح التدويني ولكنه لا يزال يراقب ماذا ستفعل الجهات الأمنية بهؤلاء الشرذمة التدوينية، فهو يعتبر[مشتهي وخايف]. وهناك من المثقفين من يحس بالغيرة والمنافسة القادمة وكنتيجة لذلك يحاول تسفيه التدوين والمدونين ويصفهم بالسطحية واللا وطنية و الفقاعات التي سترتفع ولن تقاوم قلة الضغط بالتالي ستنفجر غير مأسوف عليها، فهو في موقف معادي تماماً. كما أن هناك الإنسان العادي او رجل الشارع الذي هو منقسم إلى ثلاث أقسام؛ أولها الجاهل الذي لم تعطه الظروف فرصة للتعليم، فهو ليست لديه فكرة عن التدوين والمدونين، والقسم الثاني الذي يعرف القراءة ولكنه غير مهتم بالتقنيات الجديدة لأن ظروفه ومشاكله اليومية أكبر من أن يهتم بغيرها وهذا أيضاً لا يعلم عن التدوين شيئاً. القسم الثالث هو قسم رجال الأعمال المهتم بالتقنية التي تفيده أو تجمع له المال ولكنه غير مهتم بالتدوين ولا يرى فائدة منه بل ينظر إلى من يدونون بأنهم يضيعون أوقاتهم. بالإضافة إلى ما سبق فإن الطالب الجامعي يعد من أهم المتفاعلين مع التدوين والمدونين ولعله يكون أول من بدأ التدوين في عمان، فمعظم المدونين على مستوى العالم والعالم العربي على وجه الخصوص[ والعمانيون منهم] هم من الشباب الجامعي. ويعزى ذلك إلى أن الطالب الجامعي يعد في مقتبل العمر وحماسه للتغيير يكون في أوجه، فهو يحس بالوضع العام لوطنه والمتغيرات الإقليمية والدولية ويقوم بالمقارنة بين وضع وطنه ووضع غيره من الأوطان فإذا أحس بالفجوة كبيرة فإنه يحزن ويحس بالنقص والتقصير وكنتيجة يحاول أن يغير قدر استطاعته وقدر حماسه. وبما أن المجال ليس مفتوحاً له لكي يترجم حماسه على أرض الواقع من خلال المشاركة في صنع القرار فإنه في هذه الحالة يلجأ إلى الوسائل التي يمكن من خلالها الوصول للجمهور والتفاعل معه، وهذا الجمهور في غالبه من نفس السن ويحمل نفس الهموم، وليس هناك من ساحة مفتوحة لهؤلاء غير ساحة الشبكة العنكبوتية وما توفره من منتديات للنقاش وكذلك المدونات التي تعتبر حمى عالمية ومتنفس للجميع للتعبير عن مكنوناته الفنية والأدبية والفكرية.. الخ.
لا شك أن ما تناوله الكثير من المدونين من وصْفٍ للمعاناة والمضايقات التي يتعرضون لها ويحسون بها من بعض القراء ومن الجهات الأمنية لا شك أن كافياً ولا يمكن أن أضيف عليه، لأنني لم أحظ بشرف المضايقات(حوالينا لا علينا!) إلى الآن والحمد لله حتى أصفها، ولكنّي هنا سأتطرق إلى العلاقة بين المدون والمتلقي السلبي حسب رؤيتي الشخصية. فكثير من ذوي التفكير النمطي التقليدي يعتبرون ويصفون معظم المدونين بالملاحدة أو العلمانيين، وهذا نلاحظه كثيراً في المنتديات وحتى التعليقات التي تتذيل التدوينات اليومية للمدونين الذين يطلقون العنان لأفكارهم حسب رؤيتهم الشخصية للأمور والأحداث وبفكر ورؤية خاليين من القيود. و لأن بعض العامة تعودوا على نمط معين من الإعلام وتبرمجوا عليه، فهم يتوقعون أن ما يخرج عن إطار ما يقرءونه في الصحافة المحلية ويسمعونه في الإذاعة ويشاهدونه في التلفزيون أو الإعلام المحلي بشكل عام، يتوقعونه الكفر بعينه، ويعتبرون الإعلام المحلي هو المقياس والمعيار للإعلام المسئول الذي يدافع عن الأمة ويبصّرُها بأمور حياتها وينتقي لها ما ينفعها في دنياها وأخراها ويوجهها التوجيه الصحيح، وعليه فإن ما يخالفه وخاصة الجريء فهو إما ملحد أو علماني يسعى إلى تلويث أفكار العامة ويصرفهم عن عاداتهم وتقاليدهم ومسلماتهم وعقيدتهم.
وبالرغم من عزوف الكثير من المواطنين عن الإعلام المحلي وعدم ثقتهم فيه وارتباكهم في نفس الوقت من ظهور القنوات الإخبارية المختلفة التي تتطرق إلى أمور يرونها مستحيلة في إعلامهم بالرغم من ذلك لا تزال الشخصية التقليدية متخوفة من الخوض وحتى تقبل النقد المباشر للأداء الحكومي وللتصرفات غير المسئولة لبعض أصحاب النفوذ سواء الحكومي أو القبلي أو الديني وذلك بسبب تراكم القمع الذاتي الذي يمارسه الناس على بعضهم البعض في جلساتهم وعلى أنفسهم والناتج في الأصل عن قمع السلطة الأمنية الذي جعل الناس تعتبر و تتعض من بعضها البعض كما يقول المثل " إذا شفت صاحبك يحلق بلل راسك" لدرجة أنه انطبع في العقل الباطن لهؤلاء الخنوع والرضا بالظلم ولم يكلفوا أنفسهم عناء محاولة التعبير عن الذي يعانون منه وعن المظالم، لذلك كان تقبلهم لجرأة المدونين مشوب بالحذر وربما هناك تصور مبدئي ناتج عن تراكمات الدهر عن السيناريو الذي سيحصل لهؤلاء المدونين.
بالرغم من هذا التفاوت في نظرة العامة والمثقفين فإن المدون في الغالب عبارة عن شخص يحترق من الداخل غيرة و محبةً لوطنه لدرجة التمرد على واقعه المزري. ولا يمكن أن يصدر من محب إلا ما يدخل السرور في قلب حبيبه. لهذا فإنني أدعو من هنا كل غيور ومحب لهذا الوطن من مسئول ومواطن أن يشد على أيدي المدونين الوطنيين وأن يشجعهم في سبيل النهوض بالمستوى الفكري ومستوى الوعي العام لدى المواطنين والشباب على وجه الخصوص بما يجري لخلق جيل مبصر مسئول نستطيع أن نعتمد عليه في المستقبل. هذا الجيل إن أبصر النور سيعيد القافلة إلى مسارها الصحيح لكي ينعم كل مواطن بخيرات بلاده بالشكل الذي يضمن له العيش الكريم. شكراً للمدونين !
لا شك أن ما تناوله الكثير من المدونين من وصْفٍ للمعاناة والمضايقات التي يتعرضون لها ويحسون بها من بعض القراء ومن الجهات الأمنية لا شك أن كافياً ولا يمكن أن أضيف عليه، لأنني لم أحظ بشرف المضايقات(حوالينا لا علينا!) إلى الآن والحمد لله حتى أصفها، ولكنّي هنا سأتطرق إلى العلاقة بين المدون والمتلقي السلبي حسب رؤيتي الشخصية. فكثير من ذوي التفكير النمطي التقليدي يعتبرون ويصفون معظم المدونين بالملاحدة أو العلمانيين، وهذا نلاحظه كثيراً في المنتديات وحتى التعليقات التي تتذيل التدوينات اليومية للمدونين الذين يطلقون العنان لأفكارهم حسب رؤيتهم الشخصية للأمور والأحداث وبفكر ورؤية خاليين من القيود. و لأن بعض العامة تعودوا على نمط معين من الإعلام وتبرمجوا عليه، فهم يتوقعون أن ما يخرج عن إطار ما يقرءونه في الصحافة المحلية ويسمعونه في الإذاعة ويشاهدونه في التلفزيون أو الإعلام المحلي بشكل عام، يتوقعونه الكفر بعينه، ويعتبرون الإعلام المحلي هو المقياس والمعيار للإعلام المسئول الذي يدافع عن الأمة ويبصّرُها بأمور حياتها وينتقي لها ما ينفعها في دنياها وأخراها ويوجهها التوجيه الصحيح، وعليه فإن ما يخالفه وخاصة الجريء فهو إما ملحد أو علماني يسعى إلى تلويث أفكار العامة ويصرفهم عن عاداتهم وتقاليدهم ومسلماتهم وعقيدتهم.
وبالرغم من عزوف الكثير من المواطنين عن الإعلام المحلي وعدم ثقتهم فيه وارتباكهم في نفس الوقت من ظهور القنوات الإخبارية المختلفة التي تتطرق إلى أمور يرونها مستحيلة في إعلامهم بالرغم من ذلك لا تزال الشخصية التقليدية متخوفة من الخوض وحتى تقبل النقد المباشر للأداء الحكومي وللتصرفات غير المسئولة لبعض أصحاب النفوذ سواء الحكومي أو القبلي أو الديني وذلك بسبب تراكم القمع الذاتي الذي يمارسه الناس على بعضهم البعض في جلساتهم وعلى أنفسهم والناتج في الأصل عن قمع السلطة الأمنية الذي جعل الناس تعتبر و تتعض من بعضها البعض كما يقول المثل " إذا شفت صاحبك يحلق بلل راسك" لدرجة أنه انطبع في العقل الباطن لهؤلاء الخنوع والرضا بالظلم ولم يكلفوا أنفسهم عناء محاولة التعبير عن الذي يعانون منه وعن المظالم، لذلك كان تقبلهم لجرأة المدونين مشوب بالحذر وربما هناك تصور مبدئي ناتج عن تراكمات الدهر عن السيناريو الذي سيحصل لهؤلاء المدونين.
بالرغم من هذا التفاوت في نظرة العامة والمثقفين فإن المدون في الغالب عبارة عن شخص يحترق من الداخل غيرة و محبةً لوطنه لدرجة التمرد على واقعه المزري. ولا يمكن أن يصدر من محب إلا ما يدخل السرور في قلب حبيبه. لهذا فإنني أدعو من هنا كل غيور ومحب لهذا الوطن من مسئول ومواطن أن يشد على أيدي المدونين الوطنيين وأن يشجعهم في سبيل النهوض بالمستوى الفكري ومستوى الوعي العام لدى المواطنين والشباب على وجه الخصوص بما يجري لخلق جيل مبصر مسئول نستطيع أن نعتمد عليه في المستقبل. هذا الجيل إن أبصر النور سيعيد القافلة إلى مسارها الصحيح لكي ينعم كل مواطن بخيرات بلاده بالشكل الذي يضمن له العيش الكريم. شكراً للمدونين !