الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012
الخميس، 25 أكتوبر 2012
السبت، 29 سبتمبر 2012
الجمعة، 14 سبتمبر 2012
مظاهرة في صلالة
مرحبا بالجميع
انطلقت اليوم من مسجد السلطان قابوس في وسط صلالة عقب صلاة الجمعة مسيرة سلمية نصرة للرسول رداً على الفيلم المسيئ إلى النبي والذي أثار ضجة كبيرة في الشرق الأوسط ولعل أبرز النتائج المترتبة عليه إلى الآن مقتل السفير الأمريكي في ليبيا مع مجموعة من مرافقيه ناهيك عن القتلى والجرحى حول السفارات الأمريكية في معظم العواصم العربية الساخنة.
يذكر أن هناك حملة قوية جداً عبر المواقع الاجتماعية في العالم الافتراضي وعالم الهواتف الذكية في المنطقة وقد لاحظت أن معظم الصور المعرفة لمن هم ضمن قائمة هاتفي(الواتسأبيون) قد تغيرت إلى اسم النبي أو ما يوحي بنصرته.
اضغط على الصورة لتراها بحجم أكبر |
لا أدري من أين أبدأ...
عموما هناك فيلم سينمائي يقال أنه مثير للتقزز" كما أوضحت هيلاري كلينتون" ولا يرقى إلى النقد من الناحية الفنية ناهيك عن النواحي الأخرى. تناول هذا الفيلم نبي من الأنبياء تُعد أمته في الوقت الراهن من أكثر الأمم تخلفاً في جميع المجالات ماعدا الجهل فهي متقدمة فيه إلى أبعد حد. أمة يسكت عقلاءها دائماً ويملك متخلفوها ورعاعها زمام الأمور ويطفو على سطحها الغث منهم حتى يكاد لا يبدو من هذه الأمة إلا العنف والتخلف.
أمة لا تريد أن تعترف بالهزيمة وفي نفس الوقت لا تبحث عن أسباب النصر. أمة تريد أن تطيل معاناة أفرادها أكبر مدة ممكنة بدلاً من التفكير بواقعية والبحث عن أسباب الشفاء على المدى القصير والطويل. أمة أنهكت العالم في الوقت الراهن وأرعبت الآمنين. أمة أجبر تصرف أرعن من بعض من ينتسبون لها إلى قلب العالم رأساً على عقب، بل أجبر هؤلاء النفر كل العالم أن يخلع ما يلبس إن أراد أن يسافر في طائرة أو يزور متحفاً أو يدخل حفلا... أمة مجروحة منذ زمن ولا تريد أن تتعافى بسبب ثقافة لا تريد أن تنقد نفسها ولا تسمح لأحد بنقدها.
على كل حال لا يزال المشهد ساخناً ولا ندري إلى أي مدى ستصل بنا هذه السطحية. بالأمس أقمنا الدنيا ولم نقعدها بسبب الرسومات الدنماركية واليوم يأتي دورنا لنرفع أسهم فيلم مقزز.
ما يجري الآن يوحي بأن المسلمين لا يحبون دينهم ولا يحبون نبيهم ولا يحبون أحد. إذا كانت المحبة للنبي ستؤدي إلى القتل فبئساً لها من محبة وإذا كانت محبة النبي ستسيء للمسلمين -كما يجري الآن- فتباً لها من محبة.. ماذا يجري بالضبط؟!! هل نحن في طور التغيير الآن؟ هل هناك تصادم داخلي سيؤدي إلى ثقافة جديدة؟ ربما..
يحدوني أمل في أن الأحداث الأخير التي تعصف نتائجها بالمسلمين إلى الآن سيكون لها أثر كبير في صناعة ثقافة جديدة محبة للحياة والبشرية والعالم. يحدوني أمل أننا في مرحلة مخاض عسير ستكون في نتائجه الكثير من البشارات لهذا الجزء البائس من كوكبنا. بدأت أقتنع أن الأحداث الجسام(كـ 11سبتمبر) هي التي ستؤدي إلى تغيير طريقة تفكيرنا وفهمنا للحياة. لن نفيق إلا بصدمات قوية كصدمة 11 سبتمبر كما لن نتغير إلا بصدمات ثقافية كصدمة الرسومات المسيئة لنبينا والفيلم المسيء له أيضاً. نحن لم ننتقد ثقافتنا ولا نريد أحد أن ينتقدها لكن هذه الصدمات ستفرخ من أمتنا مفكرين عقلانيين ينتقدون واقعنا السيء وثقافتنا العفنة لكي ينتشلوا بقايا أمتنا من الضياع الذي هي في قاعه.
لن تفيدنا المظاهرات ولا الاحتجاجات ولا العنف ما دامت دواخلنا مريضة بالتخلف والكره والإقصاء. هذه المظاهرات لن تصل إلا إلينا أي أنها لا تنقل فكراً مستنيراً إلى الثقافات الأخرى. نعيد شحن أنفسنا بالكراهية للآخر من خلال مظاهراتنا وشعاراتها وما يردد فيها من عبارات جوفاء.
مهما كانت مظاهراتنا سلمية فإن الشحن الموجود فيها (كخيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود) لا يدعوا إلا إلى الانتقام والكراهية. ليس كل اليهود يكرهون العرب والمسلمين كما أن الذين يكرهوننا يملكون كل الأدلة على استحقاقنا لذلك الكره وبالتالي يجب أن نكون أكثر اتزاناً في ردات فعلنا على أمور تعد "عادية" حسب ثقافات الأمم الأخرى. معقولة! نريد أن نتحكم في حبهم وكرههم لنا ولنبينا؟!!!!! ما هذا المنطق المهترئ؟!. من حق الإنسان أن يحب ويكره حتى وإن لم يكن حبه أو كرهه منطقياً لكن ليس من حق أحد أن يعرض حياة الناس إلى الخطر ويؤجج الفتن بين الأمم بسبب مشاعر وسلوكيات لا تقدم ولا تؤخر. لو تركنا هذا الفيلم بدون مظاهرات لمات قبل أن يولد، وكذلك الأمر بالنسبة للرسومات الدنيماركية.
تخيلوا كم من المسلمين سيدفعهم الفضول لمشاهدة هذا الفيلم؟ وكم من المسلمين قد دفعهم الفضول من قبل لمشاهدة الرسومات المسيئة؟ تخيلوا الأثر العكسي لما فعله متطرفونا؟. هناك قاعدة فقهية تقول أن "دفع البلاء مقدم على جلب المصلحة" وأنا متأكد أن ردات فعل المسلمين على ما نسميه بـ"الهجوم على المسلمين" هي بلاء بما تحمله الكلمة من معنى وعلينا دفع البلاء حتى وإن كان في ذلك تحمل لتهكمات أو رسومات أو أي تعبير آخر ينتقد رموز ثقافتنا وديننا.. ادفعوا البلاء بالسكوت أو بالفعل العاقل.
********
هناك الكثير من الكلام في هذا الموضوع الكاشف لعوراتنا..
ما يجري حول السفارة الأمريكية في صنعاء لهو أكبر دليل على تخلف الأمة. شعب يعاني من فقر مدقع وأزمة سياسية خانقة ومهدد بالتشظي إلى دويلات ويواجه انتهاكات لسيادته من قبل الطائرات الأمريكية يومياً، ترك كل هذا وهجم على السفارة الأمريكية وانقتل على الأقل شخص واحد ناهيك عن الجرحى... من أجل ماذا؟!!!!! بالله عليكم أيعقل هذا؟!! لا أستطيع تفسير هذا الجنون إلا بالهرب أو التهرب من مواجهة الواقع الذي نعانيه كأفراد وأمة وإلى الآن لا نريد أن نواجه الواقع بشجاعة ونقول "لا" للخطأ والمخطئين ولأنفسنا إن حدنا عن طريق العقل وتهنا في صحاري الجهل والعناد واللامنطق.. ليس هناك تفسير لإنسياقنا الجنوني وراء عواطفنا دون أن نتعلم من الصدمات التي دائما ما نبحث عنها لكي نضربها برؤوسنا بدلاً من أن نميل عنها بضع سنتيمترات لكي تمر ونجنب أنفسنا الألم.
********
تبا للتخلف.. تباً للجهل .. تباً لمن لا يتعلم.
ملاحظة: لا شك أن الإساءة إلى نبينا أو أي رمز من رموز العالم تعد أمر مستهجن وممقوت ولا يمكن تشجيعه أو التطبيل له لكن ردات الفعل الجنونية يجب أن ننتقدها بوضوح.
الخميس، 13 سبتمبر 2012
عن اللاشيء
"لا شئ" يخطر في بالي الآن.. عذبني اللاشيء
سأكتب بدون موضوع محدد ... عن اللاشيء؟! نعم عن اللاشيء
سأكتب لأنني لم أنم منذ البارحة؟! لا.. منذ البارحة والنصف
الآن فتحت الكمبيوتر والساعة تقارب الـ2 صباحاً.. حاولت أن انام منذ ساعة ونصف.. تقلبت في السرير حتى كَل السرير من تقلباتي.. طالعت في السقف ورغم أن الظلام دامس إلا أني ظللت أطالع فيه محاولاً التقاط شئ يلوح بيني وبين السقف.. لم أر شئ.. أغمضت عينيّ فوجدت أن الحياة بدأت تتحرك في خيالي.. بدأ شريط اليوم يتحرك مع ظهور فلاشات مفاجئة من هنا وهناك..عندما أغمضت عيني أدركت أني لم أنم منذ ساعات طويلة وأني تلقيت مكالمة في الصباح الباكر من يوم أمس من مديري ورغم أنه كلفني بعمل إلى ساعات متأخرة من اليوم الذي سبق يوم المكالمة وجدت نفسي أتظاهر بأنه أيقظني عز النوم، من أجل أن أحسسه بالذنب الذي قد يعفيني من استدعاء في تلك الساعة. أعرف أن العمل الذي قمت به معقد وبحاجة إلى وجودي لكني مجاز صباح ذلك اليوم وتنتظرني مهام أخرى لابد أن أنجزها وعلي أن أنام قليلا أو على الأقل أكمل "الإنسداح" لتخزين مزيد من الطاقة. تذكرت أني غادرت السرير الساعة العاشرة صباحاً وأنجزت بعض المهام التي لايمكنني الإفصاح عنها لأسباب محفيفية بحتة.. تذكرت أني أنجزت مهمة تطلبت مني سواقة لمدة ما يقارب الساعتين والنصف.. وتذكرت أيضاً أني كنت لابس الحزام :) وتذكرت أيضاً أن كرتون الكلينكس بدأ يفقد جزء من وزنه باقتراب نهاية الساعة الثانية من المهمة.. " محد يفهم غلط" كان عندي رشح و"عطاس" شديدين فقط.
مر في شريط ذاكرة اليوم الفائت النصائح التي تلقيتها من المهتمين بالسيد محفيف؛ فيتامين C وعصير الزنجبيل والغرغرة بالماء الدافئ والملح وما إلى ذلك من الكلام السهل على قائلة الصعب علي تنفيذه ليس إلا لأن الكسل عامل مؤتمر عندي ومخيم في رأسي.
ما الذي دفعني للذهاب إلى أبو الذهب؟!! الخوف طبعاً وليس النشاط أو الحرص على الصحة. تذكرت المرات التي "مرمطتني" فيها الحمى والزكام والآلام المصاحبة التي لا يمكنني تحملها، وعملا بالمثل المحلي" إظْحْلَتْ إجُوحَ شّعَا"(ماراح أشرح المثل :)) توجهت مسرعاً إلى عيادة أبو الذهب تحت تأثير الخوف.. كان كل هذا وأنا أستذكر الشريط اليومي لما حدث لي اليوم تغزلاً في النعاس لكي يشفق علي ويأتيني.. النعاس " طلع دحيس" جداً وبخيل وابن نقـــط وحلف بالطلاق أنه لن يعتب باب غرفتي.
رجعت للشريط مرة أخرى واستذكرت المشهد من بداية دخولي العيادة.. المكان مليئ بالمرضى ومرافقيهم والملفات "الفاضية" في أيدي المرضى المرتمين على الكراسي على جانبي ممر الاستقبال تهتز من الألم ومن السرحان وحركة الأرجل.. هناك مكان مخصص للنساء لكن في العيادات الخاصة يتم كسر حاجز الفصل بعض الأحيان بسبب عدم وجود عدد كافٍ من الأطباء.. دخلت وكأنني الوحيد الذي سيدفع وبكل ثقة سألت موظف الاستقبال وين الدختر؟ قال اسمك؟ سألته ليش؟ قال عشان نعمل لك ملف. تذكرت المرات السابقة التي زرت فيها العيادة وأضطررت لفتح "كرت" جديد كل مرة من أجل العلاج.. طبعاً العيادات تعرف أن المواطنين لا يحفظون أرقام ملفاتهم ولا يحتفظون بتلك الملفات التي تصدرها هذه العيادات ظناً منهم بأنهم لن يمرضوا مرة أخرى وإن مرضوا فما المشكلة من فتح ملف جديد بنصف ريال أو ريال أو 3 ريالات في بعض الأحيان؟!! ما عندنا مشكلة لأننا لا نحس بأهمية "تاريخنا " الصحي ويمكن أن نذهب إلى المراكز الصحية وناخذ دوا ونروح بعد ساعة إلى عيادة خاصة وناخذ دوا ولا نحتفظ بهذ أو ذاك.. نرمي الملفات ونرمي الدواء بعد أن نكون قد أنجزنا مهمة الوصول أماكن تلقي العلاج.
يُفترض بوزارة الصحة أن تجبر العيادات والمستشفيات على عدم استخدام الملفات أوعلى الأقل إلزامها بعمل نظام الكتروني يعتمد على الرقم المدني توضع فيه كل معلومات الشخص المراجع ولا ضير أن يكون هناك نظام إلكتروني شامل يكون تحت إشراف وزارة الصحة ومن خلال الرقم المدني يظهر الـ history أي التاريخ الصحي للشخص أينما اتجه سواء إلى عيادة خاصة أو مستشفى خاص أو إلى أي جهة تابعة للوزارة نفسها وهذا الأمر سيوفر أوراق كثيرة وأحبار حتى وإن كلف الوزارة والعيادات مبالغ مالية في بداية إدخاله.
فتحت ملف جديد.. بعد ذلك حركت رأسي في الصالة ماسحا المكان بعيونى الغائرة في تجويف جمجمتي من أجل تحديد موقع الجلوس وإذا بكرسيين على بعد 12 بلاطة( دقة :)) على يمينهما مواطن وعلى يسارهما شخص أجنبي، ومن باب الوطنية جلست في الكرسي القريب من المواطن. لا أدري لماذا اجتاحتني الوطنية في تلك الساعة الإنسانية؛ تحت تأثير المرض.. طبعا لم أستفد شيء من المواطن سوى فضوله. كنت أتلقى بعض الرسائل من الزملاء والأصدقاء والأسرة في مواضيع متفرقة واستطعت أن أسحب كمية من الشفقة من بعضهم حسستني بأنني طفل سيذهب للختان.. "ما في حد ما خبرته بالسالفة".. المشكلة أن كثرة الرسائل والانتظار الطويل تسببا في إثارة فضول صاحبي وبدأت أحس بأنفاسه تصل بين الحين والآخر وأدركت أن الرجل على"نياته" لأن فضوله من النوع الغير منطقي. ليس أمامي إلا إحدى طريقتين؛ أن أعطيه نظرة رادعة رغم أني لا أحبذها إلا مع من يستحقها، أو أن أشبع فضوله فأنا غير مستعد لتغيير المكان. اخترت الثانية وهي إشباع فضوله فقد طلبت منه أن يساعدني في كتابة الردود بحجة أنني منهك من كثر الرسائل ومن شدة الرشح. تردد في البداية ولكن لأنه من "خوان شمة" قرر مساعدتي فقد بدوت له مثير للشفقة و" على نياتي" . أمليته بعض الردود الغير منطقية لدرجة أنه تيقن من أنني مجنون بدرجة امتياز.. المهم في الأمر أنه بعد رسالتين تقريبا سلمني الهاتف بحجة أن موعده اقترب وعلى الفور غير كرسي آخر وتركني اتصفح النت :). في وجود النت لا يوجد ملل.. لا يوجد ملل.. انتظرت حوالي نصف ساعة.
فتحت الحاسوب(ما أحبها الكلمة) واتجهت إلى المدونة.. إلى هذه الساعة لا شيء في رأسي.. بدون خطة سأكتب.. بلا عنوان سأصُفّ الكلمات وبعدها ربما يتكرم علي النعاس بزيارة..ربما!!.
أحس بطاقة خرافية وكسل ثقيل بنفس مقدار تلك الطاقة!!.. يعني صفر صفر.. فعندما تتجسد فيك ظاهرة الماشيفائدية توقن أن هناك "لاشيء" يلوح في الأفق.. ولاشئ هذا "مش سهل".. سهل ممتنع جداً.. الله يخلي عيادة أبو الذهب..عندهم حقنة بريال ونص تخليك حصان حتى وإن كنت منهار من الحمى.. اسألوا مجرب:). لا أدري على ماذا تحتوى؟؟ فيها دواء يتفاوض مع الزكام والإلتهابات التنفسية؟!! ربما تكون هذه الحقنة الأفضل إقناعاً بين كل الأدوية الموجودة ومع هذا أتمنى من وزارة الصحة مراقبة مثل هذه العيادات وما تقدمه من أدوية وهل الطريقة التي يصرفون بها الدواء تجارية بحتة أم معتمدة على ضمير الدختر الذي أتى من بلد فقير ويعمل مع تاجر استثمر ماله من أجل فائدة مالية مباشرة؟!!. طبعا لا أقصد هذه العيادة (من أفضل العيادات في صلالة من حيث فعالية الأدوية وقلة التكاليف) ولا أقصد كذلك التعميم.. فقط أدركت ساعتها أن عمل العيادات بلا رقيب ستكون له عواقب وخيمة على المتعالج في ظل عدم وجود قاعدة بيانات حقيقية وسجلات تستطيع وزارة الصحة من خلالها مراجعة أداء المؤسسات الصحية التجارية.
نحن لا نعطي اللاشيء قدره.. نعتبره غير موجود وهو موجود بمجرد أن له هذا الإسم "لاشيء".. اللاشئ يولد الشئ والشئ هو النعاس وقد أتاني الآن.. الساعة الرابعة صباحاً.. مرحبا بك.. يوجد مكان شاغر عندي... وسأنشر هذه التدوينة وسأقرأها غدا بعد الانتهاء من خلوتي بك.. أرجو المعذرة فأنا كتبت ما كتبت من أجل أن أنام وها قد أتى النوم.. سأهمس ثم أنام..
همسة نزارية: ضعيني مشطاً عاجياً في عتمة شعرك وانسيني..
الأحد، 2 سبتمبر 2012
السبت، 25 أغسطس 2012
صلالة محتاجة دور ثاني
انتهت الإجازة ..كانت طويلة جداً(2+5+2=9 أيام).. تعودنا على الإجازات الطويلة. كانت أيضاً طويلة على سكان صلالة وسكان بعض المناطق في الجبل كالسكان في نيابتي غدو وطيطام(طريق إتين) والسكان المنتفعين من طريق دربات. ولا ننسى أنها كانت قصيرة على المنتفعين من السياح بشكل مباشر.
باختصار كان الأسبوع الفائت كابوس على سكان مدينة صلالة وفي نفس الوقت نعيم لمن يشتغل بالتجارة؛ المطاعم والمتاجر والشقق الفندقية والغير فندقية وحتى الباعة المتجولين وبائعي بطاقات الشحن. هناك مبالغ طائلة دخلت من منفذ حريط طوال الأسبوع الماضي ولم تخرج منه.
********
ربما لا يخفى على أحد الضجة التي أحدثتها الموجة العارمة من السياح الذين استغلوا إجازة عيد الفطر للذهاب إلى ظفار والاستمتاع بالأجواء الإستثنائة كما نردد دائما. تلك الموجة التي تذكرنا بقصة قوم يأجوج ومأجوج الذين تمر بدايتهم على بحيرة طبرية(كما تقول الروايات) وعندما يصل آخرهم لا يجد فيها قطرة ماء من كثرتهم. الضجة معلومة لمعظم العمانيين وخاصة "الفيسبوكيون" الذين لا تمر شاردة أو واردة إلا وعرفوا عنها.
عندما تدفق السياح على خط مسقط صلالة والإمارات صلالة لم تتنبأ محطات الوقود والقائمين عليها بأن الوضع سيكون بالسوء الذي حصل. نفدت كمية البنزين من المحطات في غضون ساعات وكثرت القصص والروايات عن المآسي التي واجهت السياح الذي انقطعت بهم السبل وكيف أنهم كانوا يدفون سياراتهم لمسافات وما إلى ذلك من أخبار.
عندما أدركت بعض المحطات المشكلة بدأت في تقنين عدد الليترات المخصصة لكل مركبة بحيث لا يتجاوز العشرين ليترا للواحدة وكانت خطوة جيدة، كما أن بعض المواطنين اضطروا لإنقاذ ذويهم بشراء كميات من البنزين ونقلها إلى مكان تواجد ذويهم العالقين في وسط الصحراء.
ما يهمني قوله هنا ليس المشكلة نفسها وإنما ما كشفته هذه المشكلة من مشاكل لابد من مواجهتها بطريقة جادة وواسعة بعيداً عن الترقيع الغير مجدي على المدى الطويل. لقد سلطت هذه المشكلة الضوء على مجموعة من القضايا ألخصها في التالي:
- لا توجد استراتيجية متكاملة للسياحة في عمان أي أن هناك اجتهادات أفراد غير متخصصين ولم يستعينوا بمتخصصين من أجل وضع خطة لعمل متكامل يتم فيه التركيز على البنية التحتية قبل الدعاية والإعلان. ما يجري الآن ستكون له آثار عكسية على السياحة في ظفار بشكل خاص وعمان بشكل عام. لا يكفي أن يكون عندك "خريف" لتطلب من السائح أن يأتي من أجل أن يعاني الأمرين من عدم وجود خدمات وعدم وجود مأوى.
- قلة الخدمات بشكل عام على خط مسقط صلالة وهذا ناتج عن غياب الاستراتيجية المتكاملة. هناك شح في الفنادق والمطاعم ودورات المياه ومحطات والقود وخدمات الهاتف الخلوي والمنشآت الصحية ومراكز الشرطة وغيرها.
- قلة محطات الوقود وهذا الأمر أيضاً مرتبط بغياب الاستراتيجية. قلة محطات الوقود تؤدي إلى كثرة الحوادث بسبب طولة المسافة بين أقرب محطتين. في حالة تعطل إحدى المحطات فإن إمكانية تكرار ما حصل واردة جداً، أي أن مشكلة نفاد كمية الوقود من المركبات أمر قد يتكرر في أي وقت بسبب قلة محطات الوقود على طول الطريق.
- لم ندرك بعد أن صلالة عبارة عن قرية صغيرة. الجهات الحكومية القائمة على التخطيط تتعامل مع صلالة على أنها مدينة كبيرة بينما لم تستطع هذه المدينة بلع 5000 سيارة إضافية. سبب تدفق السيارات إلى صلالة اختناقات مرورية قاتلة ولم نرَ أي حل مؤقت سوى تواجد الشرطة بشكل شبه دائم في الدوارات المكتظة بالسيارات.
- لابد من خلق مناطق استقطاب جديدة خارج صلالة، فالشوارع الحالية لن تكفي سكان صلالة وحدهم بعد خمس سنوات من الآن فما بالنا إذا زاد عدد السياح وبقت المدينة كما هي والشوارع كما هي وبقت مناطق الاستقطاب نفسها. بما أن طاقة قريبة جدا من صلالة فإن البدء في تأهيلها لاستقبال السياح أصبح أمرا لابد منه. هذا التأهيل لابد أن يكون في البنية التحتية وأن تراعى فيه الأخطاء التي ارتكبتها الجهات المعنية بتطوير المدن في مسقط وصلالة. لابد أيضا من تأهيل المخططات السكنية التي صرفتها وزارة الإسكان في عدونب وطاقة ومرباط للمواطنين. هذا التأهيل في البنية التحتية سيؤدي إلى خلق مناطق استقطاب جديدة تخفف الضغط عن صلالة.
- السماح ببناء عمارات في مناطق سكنية أو تجارية بدون وجود "مواقف كافية" عبارة عن كارثة على السكان وعلى السياح وعلى المتاجر. نلاحظ أن التدفق السياحي على صلالة في السنوات الماضية ضغط على الجهات الحكومية من أجل السماح ببناء أدوار إضافية في صلالة بشكل عام وهذا الأمر هو السبب الرئيسي لأزمة المرور التي تعانيها صلالة في هذا الموسم كما أن أزمة المواقف بدأت تتفاقم بسبب العمارات. الحلول "الترقيعية" دائما تخلق أزمات ونحن في عمان لدينا أكبر منهجية ترقيعية لحل الأزمات في المنطقة ولا فخر.
- حق المواطن والمقيم في الوصول إلى مكان سكناه أصبح مهدور. هناك من لايجد مواقف أمام بيته وهناك من لا يستطيع الوصول إلى المستشفى إلا بعد ساعات وهناك من لا يستطيع جلب نواقص واحتياجات بيته في حالة نفاد أي شئ إلا بعد وقت طويل. أين حق المواطن العادي والمقيم هنا؟ هل عليه أن يعاني فقط بسبب أخطاء تخطيطية؟
- هناك مزارع ومنشآت حكومية عسكرية ومدنية تحول دون حل مشكلة المرور في صلالة(شارع الرباط وشارع السلطان قابوس).لا توجد مخارج على الجانب الشمالي لشارع الرباط بينما توجد مجموعة دوارات على طول الطريق الأمر الذي يفاقم أزمة الاختناقات المرورية.
خلاصة القول أن السياحة أصبحت واقع لابد من التعامل معه بجدية بعيدا عن الترقيع والإرتجالية. لانزال في بداية الطريق وبالإمكان الاستفادة من أخطائنا إلى الآن لكن ليس بالطريقة القديمة. لا ينفع أن نصر على أن مدينة صلالة هي المكان الوحيد للسياح والمكان الوحيد الذي تتوافر فيه الفنادق والمكان الوحيد الذي تتوافر فيه العمارات وخدمات السياح. في حالة هذا الإصرار يجب أن نبني الدور الثاني لصلالة بأكملها وننتظر المشكلة بعد كذا سنة لنبني دور ثالث ورابع وهكذا!!!!.
همسة نزارية : كلماتي تلهث كالخيول على مرتفعاتك.. ومفرداتي لا تكفي لاجتياز مسافاتك الضوئية.
الأحد، 19 أغسطس 2012
الخميس، 9 أغسطس 2012
لا للتفصيل
عندما تشغل الماسحة الضوئية الخاصة بدماغك على المنطقة العربية تجد أن المشاكل تتكرر هنا وهناك بجوهر واحد ونسب متفاوتة. هناك شعور طاغي بالظلم وتذمر مستمرلدى المواطنين من حكوماتهم وهناك أخطاء حكومية متكررة تغذي التذمر وتوصله إلى ذروته. نتيجة لسوء الأحوال وكثرة البطالة حاولت الشعوب العربية أن تغير الوضع في كل من تونس، مصر، ليبيا وجزئيا في اليمن ولا تزال في سوريا. ركزت المحاولات فقط على تغيير رموز الأنظمة ظناً منها أنها أي الأنظمة السبب الوحيد فيما آلت إليه تلك البلدان من تخلف وفقر وجهل وسوء استغلال للموارد وسوء إدارة لتلك الموارد. في نهاية المطاف خرجت الرموز من المشهد وظلت الشعوب تعاني من نفس المشاكل. القيادات الجديدة بدأت تستخدم نفس أدوات القيادات التي خلعتها. نسيت الناس أسباب ثوراتها وبدأت تتجيش ضد بعضها البعض بعد أن نجح السياسيون في توجيه الرأي العام إلى الصراع بين نتاج الثورة وفلول الأنظمة السابقة. أرجعت القيادات الجديدة الفشل إلى وجود عدو "قوي" وهو ما يعرف بالدولة العميقة التي تجذرت في كل مفاصل الدولة والتي يصعب القضاء عليها. هذا هو أروع منتج عربي منذ الاستقلال من الاستعمار الغربي في الخمسينات والستينات من القرن العشرين. لابد من البحث عن عدو خارجي أو داخلي من أجل السيطرة على الشعب وممارسة أنواع معينة من التسلط.
كنا نسمع عن المستعمر وكيف أنه سيئ وظالم وسفاح وسارق. كنا نسمع عن نهبه لثروات الشعوب ولكن في نفس الوقت كنا نعلم(في فترة متأخرة فقط) أن ذلك ما كان إلا محاولة من أنظمتنا العربية لتبريرالاستحواذ على الموارد الوطنية وتسخيرها لأغراض خاصة بالنظام ومرتزقته فقط.
معظم الأنظمة العربية بدأت وطنية أو قومية أو ثورية منطلقة إلى حد كبير من رؤى الشعوب وأهدافها ولكنها عندما استقرت في الحكم نزهت نفسها عن الأخطاء وبررت كل تصرف خاطئ بل وصلت إلى مرحلة من تأليه ذاتها ورموزها وتعاملت مع الشعوب كعالة وحمل ثقيل على كاهلها.
كانت قضية فلسطين ووجود إسرائيل أيضاً من أقوى أسباب تسلط بعض الأنظمة على شعوبها حتى أن الكثيرمن العرب يعلمون أن ما يجري في سوريا الآن مؤامرة ولكنهم في نفس الوقت يرون أن النظام السوري كان نظاماً مذلاً لشعبه بحيث يبررون للسوريين التعاون مع إبليس للتخلص منه.
بما أن تلك القيادات والأنظمة بدأت وطنية وظلت تتغنى بالوطنية طوال حياتها فإنني أظن أنها وطنية بالفعل ولكن بمستوى فهمها وعلى قدر تكلس تفكيرها. كانت لديها على الأرض مبررات قوية لأن تقنع شعوبها بوطنيتها ومن أهم تلك المبررات وجود المستعمر والجهل والفقر وحتى المرض. بدأت بشعارات رنانة؛ كانت لديها أماني وطموحات ولكنها لم تبحث عن آليات لتحقيق الطموح. ظلت غارقة في أوهام الخطر الأمني والمؤامرات وانشغلت بمراقبة مواطنيها بدلاً من تعليمهم والنهوض بهم لاستغلال موارد بلادهم وانتشالها من براثن التخلف والجهل. أوجدت عدو وهمي هو العدو الإستعماري وعزفت على سيمفونية فلسطين وإسرائيل. هربت أو تهربت من مشاكلها الحقيقية وبدأت في الكذب على شعوبها. توقفت عن التطوير وتهيئة الشعوب للمشاركة والخلق والإبداع وتعاملت مع الشعوب كقطيع بدعوى أنها أي الشعوب قاصرة ولم تنضج بعد وأن الوصاية عليها واجبة إلى يوم الدين. كانوا يرون أن دواعي الوطنية هي التي تبقيهم في مناصبهم وهذا مؤشر على أنهم يرون أن الشعوب مشكوك في وطنيتها ولا يمكن إلا الدوس على رقابها بالأحذية الأمنية. إذن بدأت القيادات من منطلقات وطنية تدعوا إلى الحرية والمساواة واحترام الانسان وصون موارد الوطن وانتهت إلى التسلط والقمع والنهب المنظم. كان استقبالها في مواقع القيادة بالورود والأهازيج(خاصة تلك التي طردت المستعمر) بينما ودعتها شعوبها بعد عدة عقود بالحديد والنار .
الآن تحررت بعض الشعوب وأنتجت قيادات جديدة بدأنا نسمع منها أي القيادات ما كنا نسمع من سابقاتها وكذلك بدأنا نرى منها ما كانت سابقاتها تفعل. تُرى أين المشكلة؟!!
الإجابة قد تكون مؤلمة جداً لأننا لم ندرك بعد أن ما كان موجوداً لم يكن إلا إفراز الشعوب. المشكلة الرئيسية هي مشكلة إدارة والشعوب العربية متأخرة جداً في الادارة وبالتالي أفرزت قيادات غير جاهزة لإدارة بلدانها. يبدو أننا استعجلنا على طرد المستعمر الذي أفرز لنا حكام نصف متعلمين وهرب قبل أن يرسي دعائم الديمقراطية وترك لنا الديمقراطية لنفصلها على هوانا وبطريقتنا المشوهة. المشكلة الأكبر هي عدم وجود جدية في التطوير سواء في أعلى الهرم أم في قاعدته. لا نجد الأفراد يجيدون إدارة ذواتهم ولا يحاولون تطوير مهاراتهم بل نجدهم يقفون عند كل عقبة ويستدعون كل مبررات الفشل لتبرير اخفاقاتهم. كذلك الأمر بالنسبة إلى القيادات التي أفرزتها شعوبنا؛ لم تحاول تطوير ذاتها ولم تستعن بالموهوبين من أبنائها للتطوير وللتخطيط للمستقبل بل استغلتهم لأغراض أمنية وعسكرية فقط أي للبحث عن سبل السيطرة على شعوبهم وإبقائها خائفة وربما أقول جاهلة إلى الأبد من أجل تبرير استمرار وجودها أطول فترة زمنية ممكنة. لا توجد مؤشرات تفاؤل بأن التفكير الجمعي للشعوب العربية مهيأ لتحمل المسئولية. لا زلنا نبحث عن مبررات لفشلنا بينما نحن نتفرج بدون سعي حقيقي للأخذ بأسباب التغيير.
*******
الوضع في عمان على سبيل المثال هو وضع مصغر لما يجري في بقية أو معظم البلدان العربية باستثناء أن شعبنا مسالم وقنوع إلى أبعد حد ولم نصل بعد إلى صدام عنيف بين المواطنين والحكومة منذ أن استقر الحكم لصاحب الجلالو. لكن لا نستطيع أن ننكر أن عمان كنظام عبارة عن بلد عسكري وأمني من الطراز الأول رغم مسالمة الشعب وشخصياً أعزي سبب ""تأخرنا"" الرئيسي(في الجوانب المدنية) إلى هذا التوجه العسكري الأمني القوي. بطبيعة الحال يمكن كشف هذا الأمر من خلال عاملين رئيسيين؛ الأول هو النفقات الهائلة في هذا الجانب أي الجانب العسكري والأمني والثاني مكانة العسكريين والأمنيين في المخصصات المالية والمحفزات مقارنة بالكوادر المدنية المتعلمة. فما هي دواعي هذه القبضة الأمنية وما هي مبرراتها؟!
هناك عوامل عدة لعبت دور في هذا الشأن وأخص بالذكر ثورتي الجبل الأخضر وظفار. فقد كانتا المبرر الأول لصب المال في الجوانب العسكرية والأمنية. بالتأكيد كان الأمر مبرراً في بداية الأمر ولكن بمرور الوقت وبعد ثقة الشعب بصاحب الجلالة واستقرار البلاد لم تعد هناك مبررات قوية لذلك الصرف الهائل على حساب الجوانب التنموية الأخرى. هناك عامل آخر وهو ضمان ولاء الأجهزة العسكرية المطلق للسلطان وهو أحد أهم العوامل التي تبرر هذا الإسراف المالي خاصة بعد أن استقرت البلاد وتوحدت. ضمان ولاء الجيش والأجهزة الأمنية يأتي من أجل ضمان استمرار صاحب الجلالة كسلطان للبلاد في وجه أي محاولة انقلابية من اقاربه الذين لا يعلمون(مثلنا) من سيكون الحاكم القادم. وكما أن السلطان انقلب على أبيه وكما أن أبيه كان قد انقلب على جده، فلا يمكن أن نغفل هذا الهاجس المخيف للجميع. بالطبع هذا افتراض ولكن هناك على الارض ما يوحي بأن السلطان غير مطمئن وهناك ما يشير أن الجيش ولاؤه مطلق للسلطان ناهيك عن الأجهزة الأخرى.
ما أود قوله يتلخص في أن الوضع الراهن بحاجة إلى وقفة قوية من المواطن والقيادة من أجل البحث عن حلول لمستقبل البلاد بدل الجمود والهروب إلى الحلول الأمنية الصرفة التي لا تسمن ولا تغني من جوع. لابد من خلق قنوات حوار تقفز بنا إلى المستقبل وأن نعي أن الحلول الأمنية وخلق قوانين خانقة لحرية المواطن والتعامل معه من زاوية أمنية فقط لن تدفعنا للأمام بل ستعيدنا إلى المربع الأول الذي كنا نظن أننا قد تجاوزناه بعد التغييرات الأخيرة.
كلما طبخنا الحل في المطبخ الأمني سننتهي بالصدام والمواجهة الغير مطلوبة. البلدان المتقدمة تتعامل مع المشاكل التي تصادفها بكل شفافية بينما نرسل نحن مشاكلنا إلى المطبخ الأمني لكي يتعامل مع ما يخصه وما لا يخصه، بل نصنع قوانين مفصلة(أمنياً) لمواجهة التغيير.
الحكم الذي صدر بحق الإخوة الذين أدينوا بتهمة "التجمهر" لهو خير دليل على القوانين الأمنية المفصلة. شخصياً لا أرى أي مبرر لوجود هذا القانون الذي صدر بسبب الاعتصامات. نعم قضائياً الحكم كان ""مبررا"" بحكم وجود قانون مفصل من أجل منع المواطنين من التعبير عن امتعاضهم أو اعتراضهم على أي سلوك أو تصرف حكومي يرونه خاطئا. لكن هل هذا كل شئ؟ هل نترك الجهات الأمنية تفصل القوانين حسب رؤيتها لكي تمنع البلاد من التقدم والشعب من الحرية؟ لا يمكن قبول هذا التراجع الحكومي. أعرف بعض المحكومين في هذه القضية وأعلم أنهم وطنيين إلى النخاع وأنهم لم يتجمهروا من أجل الاخلال بالنظام العام ولا بالأمن العام ناهيك عن أنهم لم يقطعوا طريق ولم يسببوا زحام حسبما أفادوا. فقط هو القانون المفصل أمنياً الذي وضعهم في هذه الزاوية الضيقة. لا يمكن أن نفتخر بقوانين ""مفصلة"" غير صادرة عن رؤية وقناعة وطنية مدنية، كما لا يمكن أن نشعر بالسعادة لأحكام قضائية صدرت بناء على تلك القوانين المفصلة.
الشباب والشابات الذين حكم عليهم في قضية التجمهر وغيرهم الكثير من الشباب العماني الذي يحلم بعمان مدنية وبوطن للجميع، كل هؤلاء هم صمام الأمان لمستقبل هذا الوطن ولا يمكن أن نقبل تحويلهم إلى أعداء للوطن والأمن العام بسبب قانون "مفصل". الحراك هو الذي سيصنع عمان جديدة خالية من العقد والخوف والتخلف. بينما صناعة القوانين المكبِّلة للحرية ستؤخر تطورنا وستؤجل المشاكل الراهنة لتنفجر في وقت آخر.
بالأمس القريب صدرت أحكام في قضية ما يسمى بالإعابة أو"الكتابات المسيئة" التي لم نكن نتمنى أن نصل لها، فهل يمكن أن ننظر لهذا الموضوع المسيء للرمز من زاوية أمنية وأنه إعابة فقط؟!! إذا كان الأمر كذلك فبكل تأكيد نحن سائرون في الطريق الخاطئ. اليوم كتابات مسيئة وغداً سيكون الأمر مختلف بل أسوأ ما دامت الرؤية هي نفس الرؤية وآلية الحل هي نفسها الآلية الأمنية المحضة.
*****
هذا الكلام لا يعني أن عمان بلد سيء أو بلد بوليسي كبعض البلدان العربية المجاورة. هناك حراك شبابي طبيعي مسالم لا يطمح إلى المواجهة وهدفه وغايته الوطن. وهناك ارتباك في الأجهزة الأمنية من الحراك الأخير(الربيع العماني 2011) ولا نتمنى له أي الارتباك أن يسيطر على الأداء العام وينسف كل الانجازات. عمان بلد رائع وهو يمر بتجربة سنخرج منها بنتائج واعدة للأجيال القادم إذا تعاملنا مع الوضع بشئ من التروي والمنطقية. هذا التصادم الناعم بين القوانين الأمنية والحراك الشبابي سيولد قوانين مدنية أكثر ملاءمة للوضع والحالة العمانية بشرط جدية الحكومة.
من أجل الحفاظ على العلاقة الطبيعية بين المواطن والقيادة لابد من كبح جماح الشهوة الأمنية للصدام مع أي حراك يضع يده بيد القيادة من أجل التغيير والإصلاح.
عمان مهيأة لأن تكون أفضل دولة في الجزيرة العربية. لديها شباب متحمس ووطني إلى النخاع ولا توجد أحقاد بين القيادة والشعب كما أن المقومات الحضارية والثقافية والموقع الجغرافي كل ذلك يعطينا ميزة قوية لأن نكون رواد المنطقة في المستقبل، فلماذا القوانين المكبلة ولماذا نُعيق التغيير؟!.
ملاحظة: نحن لا نطمح لأن نكون كالدول المجاورة.. عمان أكبر وطموح العماني أكبر.. لا للمقارنة بالوضع الأمني أو الاقتصادي أو السياسي مع الجوار.
السبت، 28 يوليو 2012
دوائرنا
الدوائر التي نختارالعيش فيها أو التي تُفرض علينا أو التي نفرضها على أنفسنا أو التي نفرضها على من هم تحت إمرتنا وتأثيرنا هي التي تتحكم في مصائرنا ومصائرهم وترسم لنا مسار حياتنا بشكل تلقائي يبدو لنا بإرادتنا واختيارنا لكننا نكتشف في الأخير عندما نُعمِل عقولنا أننا كنا تحت تأثير برمجة الدائرة التي نقع فيها وتحت نظام تشغيلها.
فهل كل منا يدافع عن دائرته عن إيمان أم عن أنانية؟
أنا مع الحب حتى حين يقتلني ... إذا تخليت عن عشقي فلستُ أنا
يبدو أن نزار هنا تحت تأثير برمجةٍ ما
الخميس، 19 يوليو 2012
كيف ينقلب الدفاع إلى إساءة
قررت أن أكتب بعد أن هدأت أعصابي علما بأن حالة الغليان الداخلي لا تزال نشطة لكنها أقل حدة من ذي قبل. فبعد أن فاجأتنا وكالة الأنباء العمانية بصور المتهمين بالإساءة بملابس السجن المهينة في نظري، فاجأنا تلفزيون سلطنة عمان بإذاعة خبر الدفعة الثانية من المتهمين والتي تضمنت إحدى بنات عمان. قام التلفزيون باذاعة الخبر مشفوعاً بصور المتهمين ومن ضمنهم الطالبة منى حاردان.
قبل أن أخوض في الحديث أود أن أوضح أن القضية هنا ليست الاحكام التي صدرت وإنما الطريقة المهينة المليئة بالتشفي التي تم بموجبها نشر صور المحكومين حتى قبل انتهاء القضية انتهاء كاملا أي قبل الاستئناف. القضية الأخرى هي الأثر العكسي للتشهيرالذي لم تحسب الحكومة له أي حساب وهو ردة الفعل الغاضبة من استخدام وسائل الاعلام المحلية للتشهير بمواطنين قد اعتذر بعضهم حتى قبل القبض عليهم.
شخصيا أصف الوضع بالمقلق لأن أجهزة الدولة الأمنية أصبحت تتدخل في عمل وزارات "مدنية" حسب ما يبدو. لا أستطيع أستيعاب أن يكون د. عبدالمنعم الحسني هو من أمر بنشر الصور.. فما الذي ستضيفه الصور؟!!. أحس بالاحراج الشديد الذي وقع فيه وزير الاعلام، فهو نتاج لأحداث فبراير من العام الفائت.. هو من الدماء الشابة التي نادى بها المعتصمون لتبعث الحياة في الجسد الهرم للحكومة.. هو مع الدكتور عبدالله الحراصي الشخصيتان المتزنتان اللتان يعول عليهما الشباب الكثير في مستقبل الاعلام العماني. الآن تم وضعهما في فوهة الاحداث لكي ينقلب عليهما من عول عليهما في التغيير. نحن في الأخير نعرف أن وكالة الأنباء تابعة لوزارة الإعلام ولا يمكن أن نلقي باللوم على وزارة الصحة أو المكتب السلطاني حتى وإن كانا -فرضاً- خلف النشر، لهذا لا نستطيع لوم وزارة الصحة بل سنلوم وزارة الاعلام ووزيرها تحديدا.
إن ما حصل قد يكون أقوى من الوزيرين كون الأمر يتعلق بجلالة السلطان لكني مصر على أن نشر الصور بتلك الطريقة يعتبر خطأ لا يمكن تبريره فلم نصل بعد إلى هذا الحد الذي يستوجب ما حصل. الذي حصل "خطأ" لأن الصور تخص مواطنين لم يخونوا البلاد ولم يسرقوا المال العام ولم يتعاونوا مع قوى خارجية أو دول أجنبية. قد لا نتفق مع ما كتبوه لكن في نفس الوقت لا نقبل أن يتم التشهير بهم بهذه الطريقة المهينة التهديدية في مضمونها لبقية المواطنين. و"خطأ" لأنه قسّم المواطنين إلى مع وضد وذلك له تداعيات خطيرة. و"خطأ" لأنه وضع بعض المواطنين(المشهر بهم) في طريق اللاعودة. ماذا عساي أن أفعل بعد أن يتم التشهير بي بهذه الطريقة؟!! بالتأكيد سيظل الحقد مصاحبا لي وإلى الأبد على الأجهزة التي شهرت بي وعلى من باسمه تم التشهير بي.. نعم قد يحصل عفو وقد يعتذر البعض لكنه سيظل اعتذار لاعتبارات أسرية أو خوف أو أي شيء آخر بينما سيظل الجرح حاضرا.
عندما كان هؤلاء يكتبون في النت لم يكونوا معروفين على مستوى عمان ولم يكن ما يكتبونه معروفا على نطاق واسع ولكن بعد القبض عليهم وسجنهم ومحاكمتهم ونشر صورهم أصبح ما قالوه معلوماً وأصبحوا شخصيات عامة وأبطال في نظر البعض. بعد أن كان الجميع ينظر للسلطان على أنه فوق ما يجري، جرّه الادعاء العام بغباء إلى الساحة وأصبح مادة يتم تداولها بطرق شتى لا تليق بمقامه. وبعد أن صدر الحكم أصبح "رأس هؤلاء الشباب برأس السلطان" مما يعني أن الجميع سيتعاطف معهم.. لماذا؟ لأن السلطان لديه كل شيء وهم لا يملكون إلا أفكارهم التي يطرحونها في النت.. نعم لقد أساء الادعاء العام إلى السلطان بطريقة غير مباشرة. لقد سلط الضوء على أمر يمكن حله بطريقة أسهل وبدون أن يُساء إلى السلطان.
إذن لابد من أن نعرف ان هناك أيدي لا نستطيع أن نقول أنها بريئة تحاول أن تجر السلطان إلى الساحة وأن تجعله مادة تلوكها الألسنة تمهيداً لأمر لا نعلمه. لا يمكن أن نعتبر كل ما يجري باسم السلطان هو بالضرورة يخدم السلطان، فما حصل من فساد قبل 2011 كان تحت مسميات التنمية والسياحة وووو بينما كان الواقع هو خلق "شرخ" بين المواطنين والسلطان. نحن نقول أن السلطان تدارك الأمر واختار الشعب وغير الكثير ووظف الكثير ولا تزال بعض أوامره قيد التنفيذ وبعضها قيد الدراسة ولكن الأحداث الأخيرة التي عقبت الأحكام التي صدرت أثبتت أن هناك قرارات غير مدروسة تنال من الصورة المرسومة للسلطان في أعين شعبه.
أتمنى أن تتوقف مهزلة التشهير والتشفي وأن لا يُجرّ السلطان إلى الساحة وأن يتم تجاهل ما يتم تداوله عن السلطان في النت. قبل الفيسبوك والإنترنت كان هناك الكثير من القصص التي يتم تداولها عن السلطان وكانت رائجة ولكن الأجهزة الأمنية لم تلاحق أحد(حسب علمي) فظلت كل تلك القصص مجرد أساطير لم تحط من قدر السلطان أمام شعبه. الآن وبعد أن لاحق الادعاء العام بعض الذين يكتبون في الفيسبوك فإنه بذلك يضع السلطان في ساحة الحدث ويركز كل الأنظار عليه وعلى ما يفعل ولا نستبعد ظهور كتابات أقوى من تلك التي اعتقل وحوكم بموجبها بعض المواطنين.
أخيرا..
لقد ساءني ما حدث من تشهير بالأخت منى حاردان وبقية من معها ومن قبلها في وسائل الإعلام الوطنية من جراء آلية نشر صورتها ولكن ما ساءني أكثر هو النزعة التي أوقعتها صدمة نشر صورتها في عقول بعض الشباب هنا في ظفار.
أتمنى من الجميع الهدوء خلال الفترة القادمة كما أتمنى أن لا تصب "الإدارة الأمنية" مزيدا من الزيت على النار التي لم تشتعل بعد.. أتمنى أن نُدار بطريقة مدنية وأن تتوقف كل أشكال النفوذ العسكري والأمني على الساحة.. الله يحفظ عمان ومن عليها.
الاثنين، 9 يوليو 2012
وَقْعُ القَطْر
من فترة وأنا أريد أكتب شيء في هذه المدونة لكن كلما خطرت في بالي فكرة وجدت أن كتابتها بحاجة إلى تركيز وأرقام وشغل "من صح" وأنا بصراحة ما فيني.. خريف ورذاذ ومظبي.. ما شي وقت :). لم أستطع التركيز منذ فترة لأسباب عديدة منها الموسم السياحي الذي أطل علينا بحلته البهية وما ترتب عليه من أنشطة قد لا تكون منطقية أو مفيدة بالضرورة ولكنها من متطلبات الموسم وهي كفيلة بأن تجعل الواحد منشغل حتى بـ"اللاشغل"
الانهماك الشديد في العمل و"قلة الأمطار" لعبا دور بارز في نسياني للمدونة رغم تصفحي الدائم للنت من خلال هاتفي ومتابعتي لبعض المنتديات وصفحات الفيسبوك على طريقة " تفرج بس لا تلمس".. أحس أن 2012 سنة قحط تدويني :).. كنت معول على موسم الخريف بأنه سيعيد لي الحماس للكتابة لكنه طلع حاسد.. تأخَرَت الأمطار بعض الشيء وكان عليّ الانتظار. إلى الآن لم أشعر بمطر الخريف "من صح" إلا مرة واحدة.. الله كريم.
قبل ليلتين وأنا عائد من المهرجان (مركز البلدية الترفيهي ماعرف ليش نسميه المهرجان) شعرت أن الخريف بدأ يتحرش..كان الوقت يقارب منتصف الليل..كنت مرهق جداً لكنه تَحَرُّش الرذاذ، فبدلاً من الذهاب إلى البيت قررت الاتجاه إلى الجبل.. وصلت إلى إحدى البقع الخالية من الأشجار والصخور.. أوقفت سيارتي على بعد متر واحد من الشارع.. رميت "نعالي" خارج السيارة وهِمْتُ على وجهي كالمجنون.. أتممت ساعة كاملة أمشي حافي القدمين وحاسر الرأس.. كنت أريد أن أبتلّ بالكامل.. كانت السماء كريمة جداً وكنت في قمة البهجة والشاعرية والجنون..ابتللت.. أحسست أن الخريف كل الخريف لي وأن كل قطرة قد بعثتها السماء لي وحدي.. اندمجت مع المكان وأحسست أن العالم من حولي عبارة عن رذاذ لطيف.. هنا السماء تمطر محبة.. أحببت العالم كما لم أحبه من قبل وأحببت الحياة بطريقة رذاذية صافية .. تصالحت مع كل شيء.. تذكرت عبارة قرأتها في كتاب رائع تقول" هناك لحظات نشعر فيها أننا متصالحون مع العالم".. نعم كانت تلك هي لحظاتي الأكثر تصالحية مع ما حولي .. أحسست أن علي أن أرقص رقصة زوربا اليوناني.. كانت لحظات صفاء لا يمكن التعبير عنها إلا بتلك الرقصة.
بعد أن شبعت قدماي من المشي والحوار مع التربة المبللة رجعت إلى الموقع الذي تركت فيه السيارة .. جلست على الأرض المبللة.. لا أريد ترك المكان.. كانت رائحة التربة تملأ المكان..وكانت لحظات الصفاء والتصالح مع الكون مسيطرة..اغمضت عينيّ واستسلمت لهمس الرذاذ كطفل غلبه النوم بعد أن أعياه اللعب طوال النهار... فجأة مرت سيارة عابرة بقربي أفسدت علي خلوتي.. نظرت إلى شاشة الهاتف فإذا بالساعة تناهز الثالثة صباحاً.. قلت في نفسي "ويحوووه" راح دوام بكره :).. دورت على نعالي، ركبت السيارة وعدت أدراجي حاملاً معي ما حَمَلَتْه ملابسي وشَعَري من الرذاذ وما التصق بقدميّ من تراب.. كان ذلك بداية وقع قطر الخريف علي.. الله يستر من الجاي وكل عام والجميع "مخرف".
عيناك مثل الليلة الماطرة .. مراكبي غارقة فيها ... (نزار)
السبت، 23 يونيو 2012
مهرجان اللبان السنوي
سؤال: ليش حليمة ما تتوب؟!!
جواب مختصر: لأنها حليمة.
لابد أن نبحث قدر الإمكان عن التميز خاصة عندما نكون في موقع القيادة
والتعامل المباشر مع العامة. من ارتضى لنفسه أن يتصرف بجزء من المال العام فعليه
أن يصرفه في مكانه الصحيح أو أن يرجعه إلى خزينة الدولة. ومن ارتضى لنفسه أن يرسم
خطط وبرامج المقصد منها خدمة البلد ومرتاديه فعليه أن يخطط ويرسم وفق منهجية علمية
أو أن يترك التخطيط لغيره. هناك ما يسمى ببيوت الخبرة وهناك ما يسمى بالمواطن صاحب
الرأي والمقترحات وهناك السائح المواطن وغير المواطن الذي يمكن الاستعانة به في
معرفة ما يمكن أن يُوفر له من ترفيه.. موضوعي يتعلق بمهرجان صلالة السياحي.
أصبح لدي يقين بأن مهرجان صلالة السياحي قد وصل إلى مرحلة الشيخوخة
بعد أن عمل bypass لمرحلة الشباب -التي لم يستطع الوصول إليها- فقفز قفزة وضعته في
مرحلة اللاجديد. سنويا نسمع عن المفاجآت التي تنتظرنا أو ننتظرها ولكن نتفاجأ بأن
الملل في انتظارنا.. خلاص يا جماعة بلا مهرجان بلا تمرهندي.. مل التكرار من
التكرار.
مع أننا في بداية المهرجان إلا أن المثل الشعبي يقول "إذا با
تحلب البقرة شوف وجهها". من البداية حاس أن المهرجان ليس إلا أداة لحرق مالنا
العام.. سنويا يُبذل جهد كبير في وقت وجيز تكثر فيه الأخطاء ويقل فيه الابتكار
وتهدر فيه الأموال الطائلة نتيجة عدم وجود منافسة حقيقية بين الشركات المنفذة لما
يصاحب المهرجان من فعاليات ومتطلباتها وأيضا نتيجة عدم وجود عقليات تفهم في
المهرجانات... و بالمناسبة عمان فاشلة في المهرجانات سواء مهرجان مسقط أم مهرجان صلالة.
لدي معرفة ببعض الموظفين الصغار والمتوسطين في البلدية وهم على قدر
كبير من الإخلاص والوطنية لكن إمكانياتهم أقل من الحمل المنوط بهم. لم يخضعوا
لتدريب كاف ولم يُعطوا الوقت الكافي للتعامل المبكر مع الحدث ناهيك عن إمكانياتهم
ومهاراتهم، لذلك تجد أنهم يعملون لساعات طويلة فيقعون بين مطرقة الشركات
الانتهازية وسندان الوقت. ولأن الطريقة التي يتعاملون بها مع الواقع ليست
احترافية ولأن مسئوليهم لا يفهمون العمل الاحترافي ويعتمدون على الإرتجالية كان
لابد من تعرضهم للضغط المتواصل والغير مبرر وكان لابد من أن يكون المهرجان هزيل.
عمل البلدية عمل كبير وهي تسخر كل طاقاتها للمهرجان سنوياً وكأنه آخر
مهرجان ستقيمه لتتفاجأ بأن السنة التالية قد حلت وأنه لا بد من مهرجان آخر. يبدأ
الارتجال من جديد وتتكرر الأخطاء فتكون النتيجة مهرجان هزيل متكرر يمكن اختصاره
ببيت تراثي وخيمة للتسوق ومطعم "محبوب" وحفلة لمطرب منتهي.. إفلاس
حقيقي.. المواطن والزائر يقولان لا جديد.
أين التحضير المبكر وأين التقييم وأين المحاسبة. لا بد أن تكون هناك
مساءلة ولابد أن يعرف الشارع كيف تدار الأمور وكيف تصرف الأموال وتحت أي مبرر تسند
الأعمال إلى أفراد بعينهم وشركات بعينها. لابد أن تعرف البلدية ردة فعل الشارع
تجاه ما تقوم به من أعمال وما تنتهي إليه من إخفاق. نريد أن يقف المسئول عن المهرجان أمام وسائل الإعلام بعد انتهاء المهرجان
ليخبر الجميع عن الانجازات التي تمت والأهداف التي وصل إليها المنظمون وكذلك أن
يخبرنا بالاخفاقات ومسبباتها. لن نتطور بدون نقد أو تقييم لما نقوم به.
الحديث هنا لا ينتهي فالبلدية ومهرجانها يعنيان الجميع ولا يعني
انتقادنا لما يجري أننا أفضل من أحد أو أننا لا نخطئ لكن أخطاء من هم تحت الأضواء
أضخم بكثير من أخطاء من هم في الظل. كنت قد قررت عدم الكتابة عن المهرجان حتى لا
يُفسر انتقادي له على أنه شخصي لكن ردة الفعل على حفل الافتتاح الذي لا يستحق
النقل المباشر والأخطاء التي صاحبت النقل المباشر وسوء الإخراج، كل ذلك دفعني
للفضفضة هنا.
المواطن والزائر لا يطلبان المستحيل ومن حق الزائر أن يحصل على الحد
الأدنى مما يرضيه. هناك أفكار كثيرة يمكن أن تضيف قيمة للمهرجان سواء كانت إقامة
بطولات رياضية ومسابقات إقليمية أو إقامة الندوات الثقافية والفكرية أو إقامة
مسابقات فنية واستقطاب فنانين عالميين في شتى الفنون.. الأفكار كثيرة جدا.
كنا في جلسة نقاشية قبل عدة أشهر فطرح أحد الحضور فكرة رائعة جداً
تمنينا أن يتبناها المهرجان في يوم من الأيام.
الفكرة هي أن يكون هناك يوم سنوي يُسمى يوم اللبان السنوي وأن يصادف هذا اليوم يوم
افتتاح مهرجان صلالة السياحي. في هذا اليوم يتم حرق اللبان في كل بيت وفي توقيت
واحد بحيث تتوه المدينة في ضباب من عبق اللبان.. يكون حفل الافتتاح عبارة عن رمي
كمية من اللبان في "مجمر" ضخم في مركز البلدية أو إحدى الساحات بحيث
تعلن رائحة اللبان عن بدء فعاليات المهرجان. الفكرة خلاقة جداً ويمكن العمل بها
كما يمكن أن يتم تغيير اسم المهرجان إلى مهرجان اللبان العالمي. خلال فترة
المهرجان تلتزم إدارة المهرجان بالتعاون مع جهات حكومية ومدنية بزراعة عدد معين من
الأشجار.. هناك افكار كثيرة ستنبثق من فكرة اليوم السنوي للبان.
بالطبع هناك أفكار كثيرة في رؤوس الشباب لكن تظل
أفكار تتوافق فقط مع العقليات الجديدة اليافعة ولا يمكن أن يقبل بها من شب على
التقليد.
هذا ما لدي قبل النوم :)
أمنية قبل النوم: أتمنى خروج أخواننا المعتقلين والمعتقلات من سجن "بيان الادعاء العام" وأن تخرج سلطتنا الأمنية من سجن الخوف من أبناء الوطن الصادقين.
قال نزار: مشكلتي مع النقد أنني كلما كتبت قصيدة باللون الأسود قالوا أنني نقلتها عن عينيك..
أمنية قبل النوم: أتمنى خروج أخواننا المعتقلين والمعتقلات من سجن "بيان الادعاء العام" وأن تخرج سلطتنا الأمنية من سجن الخوف من أبناء الوطن الصادقين.
قال نزار: مشكلتي مع النقد أنني كلما كتبت قصيدة باللون الأسود قالوا أنني نقلتها عن عينيك..
الثلاثاء، 5 يونيو 2012
خلو الناس تعبر
وانتو برايكم |
لا يزال هناك خوف كبير من البوح سواء منا كمواطنين أو من أجهزة الحكومة. المواطن يخاف من أن يفكر بصوت مرتفع لأن "الجدران لها ودان" وقد توفر له الأجهزة الأمنية جراء ذلك إقامة مع إعاشة مجانيتين في أحد السجون. هذا بحد ذاته رادع كافٍ لأن يمشي الواحد منا "جنب الحيط" كي يضمن سلامته وبهذ تضمن الحكومة خط سير رئيسي للجميع أي " امشوا عدل". لكن هل هذا هو الحل؟!!.. لا أظن. الحكومة بدورها تخاف من أن ينفلت الأمن (أو هكذا تدعي) عندما يعبر المواطن عما يجوش في نفسه ويفكر بصوت مرتفع بسبب تزاحم الأفكار في رأسه. هذا التزاحم "العاصف" في الذهن ليس ترف فكري بل هو ناتج عن تصرفات خاطئة -من وجهة نظرالمواطن- يقوم بها أفراد محسوبون على الحكومة ليس بالضرورة أن تكون بسوء نية أو عن قصد. تتكرر التصرفات الخاطئة ويتكررالعك في تنفيذ المشاريع والخطط وإهدار المال فيسكت معظم الشعب ويتحدث القليل منهم وقد يصل بالمتكلمين الحال إلى التوغل الحاد في النقد لدرجة أن بقية الخائفين يحكمون على المتوغلين في النقد بأحكام قاسية جدا. هنا لا يجب على الحكومة أن تستعرض قوتها على المواطن لأنه انفجر، بل يجب عليها أن تدعه يفضفض من ناحية وأن تصحح هي أخطاءها من الناحية الأخرى أي عليها أن تتجاهله إن كانت واثقة مما تفعل وتكذبه بالنتائج والأفعال.
شخصياً مقتنع بأن التطرف في الطرح من أجل الصالح العام مطلوب في الوقت الذي لا يطغى فيه صوت التطرف على صوت الاعتدال العام. نحن بحاجة إلى بعض التطرف في الطرح لكي نصل إلى حل وسط في النتائج في ظل وجود الهيمنة الحكومية على كل شيء. ما لم تكن هناك معارضة أو إعلام محترف يجب على الحكومة أن تعطي المواطن مساحة لا متناهية من الحرية وأن تتقبل نقده مع إحسان الظن به. الركود الطويل مع التطبيل والتضليل قادنا إلى هذه الحالة ويجب أن نعالج واقعنا باستئصال مسببات التوتر والاحتقان بطرق حديثة وليس بالرجوع إلى حلول قد عفا عليها الزمن.
من أجل مصلحة الجميع يجب أن تستمر الحكومة في الاستماع إلى المواطن من خلال كل القنوات المتاحة وأن تضمن له الحق في إبداء الرأي وأن توقف سن القوانين الكابتة للحرية لأن الطرح الواضح مهما كان جارحاً هو أفضل بكثير من المجاملات الكاذبة المضللة فالأول يصحح المسار والثاني يقود الجميع إلى الهاوية ولو بعد حين.
الكبت والتخويف انتهى وقته ولابد للعقول الجديدة في الحكومة وأجهزتها الأمنية أن تعي ذلك وأن تبحث عن طرق جديدة للتعامل مع الواقع الحالي بما يضمن للشباب المتحمس مساحة كافية من حرية التعبير. عندما تكون حرية التعبير مكفولة بالمطلق ستقل الأخطاء بالتدريج إلى أن تصل إلى أقل مدى ونتيجة لذلك سيتفرغ الشباب للإبداع كل حسب ميوله. أعتقد أن التحرش بالشباب المتحمس في هذا التوقيت بالذات تصرف غير حكيم وسيجر الجميع إلى مزيد من التوتر والإحتقان وبالتالي الصدام الذي لا نتكهن بنتائجه.
التهدئة من قبل الحكومة مطلوبة خاصة في الظرف الراهن لأنه حسب ما نرى فإن بعض الشباب "بايعها" ولديه أعذاره ومستعد أن يمشي إلى آخر الطريق خاصة إذا وجد استفزاز مباشر، ومثل البيان أعلاه يعتبر استفزاز صريح مهما كانت مسبباته. قد يرى البعض أن هناك تصرفات جريئة حصلت من بعض الغاضبين في الفترة الأخيرة نتيجة للإعتقالات لكن لابد لبال الحكومة أن يكون "أوسع" وتبحث في المسببات الحقيقية للمشكلة وأن يكون البحث بآليات وعقليات جديدة تتناسب والمرحلة.
****
دعوا الناس تحكي وتحكي وتحكي ثم اقلبوا الصفحة وضعوا فيها نصاً جديداً من بعض ما حكوا أو من كل ما حكوا وأضيفوا للنص ما يجمله ثم قدمه للوطن...
قال نزار:
إقلبي الصفحة يا سيدتي علني أعثر في أوراق عينيك على نصٍ جديد :)
الأحد، 20 مايو 2012
محفيف وكآبة القيظ
عندما تبدأ الرطوبة في صلالة تبدأ الكآبة المحفيفية. لا أدري هل أنا الوحيد من تبدأ كآبته تتبلور في هذا القيظ أم أن العدالة القيظية شاملة. من حبي للجميع تمنيت أن تتوزع "الكآبة القيظية" بحيث يكون نصيبي منها متساوٍ مع الجميع(إيثار :)).
بالفعل جالس أحاول مقاومة كآبة الجو التي ألقت بظلالها على كل شيء، ليس هذا العام وإنما كل عام.. الرطوبة القيظية أصبحت عدوي.
في هذا الفصل أحكم على يومي من خلال توقيت قيامي من النوم. إذا صادف وقمت متأخر يدور حوار شديد بيني وبين نفسي يقضي على الوقت الذي أقضيه بين البيت والعمل وينتهي بخلاصة أن هذا اليوم "قد يحمل مفجآت غير سارة". طبعا هذا ناتج عن ظني أنني الوحيد -في صلالة- المتأخر عن العمل لأتفاجأ بأن الشارع مزحوم بسبب بقية المتأخرين عن أعمالهم. أصبر نفسي بأني إنسان طبيعي لا يشذ عن بقية المجتمع آخذا بالحديث الذي يقول "إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية" وأنا من زمان أخاف من الذئب فأحاول تشجيع نفسي بلغة المبرمجين العصبيين: أنا مع الأغلبية إذاً أنا طبيعي.. سأكون مميزاً غداً :). عندما أصل إلى مواقف المؤسسة أجد أن سبب الكآبة وجيه جداً؛ المواقف ثم المواقف ثم المواقف.ولأن المواقف الظلية قد نفذت وبقية المواقف أيضاً مشغولة أجد نفسي لا شعوريا "أدعي على المعتصمين" الذين سببوا الزحمة عندنا في العمل. فبعد أن توظف في مؤسستنا أكثر من 50 شخصاً - كنتيجة من نتائج الاعتصامات- زادت 50 سيارة وهذا بدوره عمل زحمة شديدة في المواقف الأمر الذي يجعلني أكتئب إن تأخرت عن العمل. في هذه الحالة ليس لدي مجال إلا ترك سيارتي في الشمس الحارقة على قارعة الطريق.
أضع الشمسية وأتجه إلى البوابة بسرعة شديدة متجاهلاً مجموعة من الزملاء المتأخرين حتى أجتازها. أمارس عملي بشكل طبيعي وأكون في حالة أفضل إن كان العمل مكتبياً. أما إذا كان العمل ميدانياً أكون أكثر الناس إحساساً بهذا الفصل وقساوته. العمل في الرطوبة باللباس العماني أمر لا يحتمل. لابد من حل لهذه المعضلة. إذا استمرت الرطوبة بهذا الشكل لا بد أن يسقطوا عنا لبس "المصر" أو يخترعوا مراوح أو "مايكرو مكيفات" للمحافظة على ما تبقى من شعر لدينا. ينتهي يوم العمل وأكتشف أني لم أشرب ما يكفي من المياه فأذهب إلى المقهى الكئيب واشتري غرشة(قنينة) ماء مدموغة بـ "عماني" أي أن الماء الذي بين أيدينا صناااااااعة عمانية!!!. بصراحة تقدمنا في الكيمياء لدرجة أن شركاتنا العمانية ألفت بين ذرتي هيدروجين وذرة أكسيجين فتدفقت المصانع ماءً نفخر به.. مهما اكتأبت اختياري عماني.
أصل إلى سيارتي لأحس أني دخلت مايكرويف..أشم رائحة الحليب الرائعة فأعطس العطستين المعتادتين. أشغل المكيف للقضاء على كآبة الحر فيتلطف الجو بعد عدة دقائق. بمرور الوقت يتغير الجو داخل المقصورة فتبدأ الأشياء الجميلة بالتشكل وأعود إلى طبيعتي تدريجياً لأكتشف أني لم ألبس الحزام. ولأن ثقافتي من ثقافة المجتمع الذي يستمتع بمعاندة القانون والنظام لله فلله أظل في صراع مع ذاتي هل ألبس الحزام وأنا غير مقتنع فيه أثناء السواقة في المدينة أم ألبسه من أجل تجنب المخالفات أم ألبسه لكي أكون قدوة وأدعم الحملة الوطنية للحد من الوفيات في الحوادث، أم ألبسه لإرضاء شخص -أعزه واجد- ودائما ما يحثني على لبس الحزام؟!!. هذه التساؤلات تأخذ الكثير من الوقت.. في الأخير ألبس الحزام من أجل أحد الأسباب أو معظمها فتترنح السيارة وسط الشارع ويبدأ مهرجان التصفير من الأمام والخلف.
لأنني لا أنام بعد الدوام اكتشفت أن لدي استراتيجية لا إرادية لمحاربة الكآبة بعد الخروج من الدوام وهي الذهاب إلى كورنيش صلالة(الحافة). طبعا لأسباب جينية لا أحب صوت موج البحر الشديد رغم استمتاعي بزرقة البحر ونصاعة بياض شاطئ الحافة على وجه التحديد لذا أظل في سيارتي وأمر ببطء شديد على طول الشاطئ موزعاً النظر بين المحيط الهندي والشاطئ وجزر أشجار النارجيل بين البيوت والبيوت والبحر. أنظر إلى بيوت الحافة التي ستُعدم بعد حين. حينما أنظر للبيوت التي تم بناءها بعد الـ 70 أو على النمط الحديث أجد نفسي غير متأسف على إزالة معظم هذه البيوت التي لا تحمل هوية المنطقة شأنها في ذلك شأن بقية البيوت في مدننا لكنني أشعر بالحزن تجاه الذين أجبروا على ترك بيوتهم وذكرياتهم هناك.
في طريقي إلى البيت تصادفني بعض المواقف التي أفضل عدم ذكرها.
أصل البيت.. أتغدى.. أشاهد التلفاز حتى العصر.. أبدأ في وجبة القراءة.. أحاول تجنب الكتب الكئيبة قد الإمكان.. تأتيني رسائل بشكل كثيف(ربما أفرد تدوينة عن علاقتي بهاتفي:)) تتخللها بعض الأحيان أخبار وفيات تذكرني بأحد الزملاء الذي يتحجج دائما بأنه ذاهب "لحضور دفن فلان أو فلانة" رغم أني أعلم انه يذهب في مواعيد مشبوهة.
بعد المغرب تبدأ رحلة الصيف(رحلة الشتاء إلى الكورنيش) وهي السهر في أحد المقاهي الجبلية. شخصيا أفضل مطعم كهف إتين رغم خدمته السيئة لأن موقعه جميل وقريب من البيت، فمنه تبدو صلالة متلألئة كالعروس وفيه تتحرك نسمات البحر بحرية تعطي كوب الشاي الأحمر قيمة إضافية.. نقضي السهرة في نقاشات "بجية" غير منظمة ولا تخلو من خبث ونميمة بعض الأحيان.
أرجع إلى البيت..أشاهد التلفزيون المحلي لأجد أن عنوان قضية اليوم(متابعة قضية) في أخبار العاشرة تتعلق بالسياحة في ظفار. لا أدري ماذا كان القصد من الاتصال الذي أجراه التلفزيون مع وكيل السياحة؟!!.. يبدو أنه بطلب من السياحة. كان هناك قبل أكثر من شهر في نفس الأخبار تقرير عن السياحة في ظفار والمرافق السياحية وفقرها والأراضي التي صرفت ولا تزال فضاء رغم مرور عدة سنوات على استلامها تحت شعار الاستثمار السياحي!! وكان هناك لقاء مع أحد مدراء العموم في السياحة ولم يكن هناك جديد حيث تحدث عن المشاريع السياحية في ظفار ولم يعطِ المبررات التي دفعت وزارة السياحة لعدم استرجاع الاراضي المصروفة. أعتقد أن الوكيل ظن أن التلفزيون تعمد إخفاء المشاريع العظيمة التي تقوم بها السياحة في هذا الجزء من الوطن فقرر التواصل والتذكير بها.. تكلم الوكيل عن مشاريع لن تكتمل خلال هذا العام ولا العام القادم بينما المذيع كان يسأل عن هذا العام وما ستقدمه السياحة من جديد للسائح.. فهمت من المذيع أنه كان يسأل عن ماذا ستقدم السياحة للسياح في الخريف القادم أي بعد شهر، كما فهمت من المذيع أنه يعتقد ان الوكيل يقصد أن المشاريع ستكون في متناول السائح هذا العام.. انتهت المكالمة بدون أي جديد غير التذكير بنفس المشاريع التي سمعنا عنها من مكتب المحافظ والبلدية ومهرجان الخريف ووزارة الصحة والصحافة والأخبار المحلية والسوق المركزي.. مللنا من تصريحات المسئولين وتكرار الحديث عن نفس المشاريع(مارينا صلالة.. عالم صلالة.. المستشفى السياحي المرتقب).. لم يبق أحد في عمان لم يسمع بهذه المشاريع العظيمة. طبعا عالم صلالة لم يكتمل وكذلك صلالة مارينا أو ما يعرف بمنتجع شاطئ صلالة كان من المفترض ان يبدأ افتتاح جزء بسيط منه 15 مايو الجاري حسبما سمعت من أحد موظفيه(مصري!!! تمصير الوظائف) بينما مشروع المستشفى السياحي(نسيت اسم المشروع) لا يزال على الورق بعد أن أهديت الأرض للمستثمر الذي سيأتينا بالمرضى ليشاركونا المضبي في الخريف. تركت التلفزيون ولجأت إلى الإنترنت فوجدت تصريح لمحافظ ظفار يذكر نفس المشاريع من ضمن تصريح له لوكالة الأنباء العمانية..أتمنى اختفاء هذه الظاهرة.. لازلت أتذكر تصريح معالي أحمد بن عبد النبي مكي بخصوص المشاريع في ظفار قبل عدة سنوات والضجة التي أثارها تصريحه..
طبعا تذكرت يومي الطويل وتأكدت أن تأخري البسيط عن الدوام كان هو السبب الرئيسي لكآبتي.
طبعا تذكرت يومي الطويل وتأكدت أن تأخري البسيط عن الدوام كان هو السبب الرئيسي لكآبتي.
*****
الهروب من صلالة إلى التلال في هذه الفترة يعتبر أحد الأسلحة الفعالة المضادة للكآبة القيظية.. كل عام والجميع بخير.
كذلك شعر نزار قباني يعتبر دواء للكآبة وأنصح به.. يقول نزار:
لم يبق في شوارع الليلمكانٌ أتجول فيه.. أخذَت عيناك كل مساحة الليل
سؤال الحلقة: كم مرة وردت كلمتي طبعاً وكآبة في التدوينة أعلاه :)؟
السبت، 12 مايو 2012
صور في الذكرى الأولى لإنهاء الإعتصامات في عمان
* في الأسفل بعض الصور من اعتصام ظفار في الذكرى الأولى لفض الاعتصامات في السلطنة
** التذكير هنا ليس للتحريض أو إعادة الإعتصامات وإنما من أجل أن نتذكر ما حدث بفخر وحذر وأن نظل نطمح إلى الأفضل وكذلك من أجل أن نذكر أنفسنا أن الوطن للجميع ولا يمكن اختطافه أواحتكاره إلى الأبد.
،،،،،،،،
بعد مرور سنة على التدخل الحكومي في انهاء الاعتصامات التي لا تزال خيراتها تتوالى على الوطن وأبنائه أردت أن أضع بين أيديكم بعض الصور للتذكير بحدث تاريخي مر على السلطنة ولا يمكن نسيانه ألا وهو حدث الحركة الاحتجاجية التي عمت بعض المدن الرئيسية في السلطنة. ذلك الحدث الذي غير الكثير على أرض الواقع عندما صرخ الشارع بقوة ضد الفساد ونادى بالإصلاح فاستجاب القائد وأزاح الكثير من الرؤوس التي لم نكن نحلم بخروجها. تغيرت أشياء كثيرة، فقد كسر الشباب حاجز الخوف والسلبية بنزولهم إلى الساحات. ولأنهم لم يخرجوا ضد عدو فقد كانوا في مستوى المسئولية طيلة 77 يوم إلى أن صدمهم التدخل العسكري العنيف في شكله والغير مبرر نظرا لسلمية المعتصمين.
في الحقيقة كانت الإعتصامات مفخرة للجميع حكومة وشعباً وأصبحت عمان ما بعد الاعتصامات عمان جديدة تنعم بدماء جديدة في أروقة صنع القرار وظهرت قوانين جديدة وصلاحيات أكثر للشورى وتم فتح الإعلام للجميع(الحكومة ومنتقديها على حد سواء) بعد أن كان حكراً على الحكومة وأجهزتها فقط. أصبح العماني يناقش مشاكلة بشكل مباشر وأصبح المسئول الحكومي تحت عدسات وميكروفونات الإعلام بشكل يومي من أجل تبرير ما يتم هنا وهناك من أخطاء أمام الرأي العام.
،،،،،،،،
على الرغم من أن الكثير يرون أن ما حدث مجرد تخدير مؤقت للشعب بدليل عدم محاسبة أي من الوزراء السابقين، إلا أنني أرى أن ما حدث إلى الآن وخلال هذه الفترة القصيرة ليس بالهين ولا يمكن من خلاله الحكم بصورة قطعية على أن هناك نية مبيتة من الحكومة لإرجاع الأمور إلى ما كانت عليه. لا يزال الوقت مبكراً على التغيير الذي ننتظره لكن البوادر تقول أن القادم أفضل وأن المستقبل سيحمل في طياته قرارات تطمئن الشارع فيما يخص الفساد.
تحية لمن اعتصم بصدق من أجل التغيير وتحية لمن استجاب وتحية كبيرة لعمان..إلى الصور:
ملاحظة: بعض الصور تم نشرها العام الماضي في هذه المدونة أثناء الأحداث ولكن بسبب اختفاء معظم الصور قمت بإعادة نشرها.
الأربعاء، 9 مايو 2012
بـــــ ... ...
إذا كانت تبدو مثل بطة، وتمشي مثل بطة، وتصيح مثل بطة، إذاً فما هي؟!!
أكيييييييييييييييييييييييييييييييييد بــــــ ... ... .
الاثنين، 7 مايو 2012
حول النقاش
أحياناً تُصاب بالصدمة من النقاش الذي يأخذ مسار غير مساره الطبيعي. ذلك الذي قد يوصلك إلى "تصادم" مع الآخر حتى وإن لم تكن مخططاً للصدام. أتمنى أن تكون هناك استراتيجية وطنية لتحسين أداء المواطنين في نقاشاتهم اليومية وخاصة عندنا في ظفار :).
في الجلسات العادية سواء في فترات استراحات العمل أو في المقاهي أو في البيوت أو في أي مكان آخر ونظراً للعفوية التي نعيش عليها وعدم وجود موضوع رئيسي للنقاش في الغالب، نظراً لذلك فإن الحظ قد يقود الواحد منا إلى المشاركة في مناقشة موضوع عشوائي غير مهم وغير مناسب مع أشخاص غير مناسبين للنقاش. هذا النوع من البشر يعتبر الحوار معركة لا مجال فيها للخسارة. هم كما قال البج الكبير: "أناس تستعبدهم أفكارهم" وتأخذهم العزة بالإثم ولا يستسلمون للحقيقة حتى وإن كان الأمر بسيطاً. هؤلاء لا يضيفون شيئاً لرصيدهم المعرفي لأنهم مبرمجون على النظر من زاوية واحدة. أن تصر على فكرة خاطئة لا يعني أن شخصيتك قوية، وكذلك أن تترك الأفكار الخاطئة لا يعني أنك إمعة فالحكمة ضالة المؤمن كما يقول تراثنا.
يجب أن لا تسيطر علينا الأفكار بل يجب أن نسيطر عليها بقدر خدمتها للحقيقة لأنها أي الحقيقة مبتغى كلٌ منا. عندما يكون الواحد منا مقتنعاً بأمر ما، يجب أن يعرف الأسباب التي تجعل ذلك الأمر مقنعاً أو حقيقةً أو موجوداً. وكما قال أحدهم: "الفكرة كالرداء الجميل"؛ إن كانت منطقية يجب علينا أن نلبسها دون غيرها لأنها تجملنا، وقد تكون كالرداء البالي المشوه وهنا من الواجب التخلي عنها.
يجب أن لا تسيطر علينا الأفكار بل يجب أن نسيطر عليها بقدر خدمتها للحقيقة لأنها أي الحقيقة مبتغى كلٌ منا. عندما يكون الواحد منا مقتنعاً بأمر ما، يجب أن يعرف الأسباب التي تجعل ذلك الأمر مقنعاً أو حقيقةً أو موجوداً. وكما قال أحدهم: "الفكرة كالرداء الجميل"؛ إن كانت منطقية يجب علينا أن نلبسها دون غيرها لأنها تجملنا، وقد تكون كالرداء البالي المشوه وهنا من الواجب التخلي عنها.
،،،،،،،،،،،،،،،،
من خلال تجربتي المتواضعة مع أكثر من شخص من مستويات ثقافية متفاوتة اتضح لي بأن معظم البشر الظفاري/العماني/العربي يمكن أن يناقشك في أي موضوع يخطر على بالك إلا من رحم ربي. ما عليك إلا اختيار الموضوع و"الشعب" جاهز. نادراً ما تجد شخص يقول: ليست لدي فكرة عن الموضوع أو أنا غير متخصص أو لم أقرأ في هذا الجانب. الأمر ينطبق على شريحة كبيرة من الشباب مدعي المعرفة وبعض المتخصصين في جوانب غير التي يتم مناقشتها.. ويا ويلك من "بعض" أصحاب الشهادات العليا وجمهور الجزيرة. هنا لا تجد مكان لـ "رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه".
،،،،،،،،،،،،،،،،
مجموعتي الشهيرة بشلة "البجز" عبارة عن مجموعة تتفق إلى حد كبير في الإطار العام وتتفق في محبتها للنقاش خاصة في الشأن العام. أثناء فترة الربيع العماني وبعده "تكثفت" النقاشات في شأن الاعتصامات وما يُطرح فيها من خير وشر وردة فعل الحكومة وبالطبع زادت اجتهاداتنا وزاد الحماس. نحن متفقون أو متفقين المهم متفقين في الخطوط العريضة ولكن نختلف دائما في التفاصيل وكما يقال الشيطان في التفاصيل. يحتد النقاش تحت تأثير المجال المغناطيسي لخُطب الإعتصام ونصل في بعض الأحيان إلى حد الصراخ ( ما عدا البج الكبير:)). في الأخير وبحكم اتفاقنا على الخروج بخلاصة يهدأ الوضع ونضطر إلى احترام الاختلاف لنفترق حتى نلتقي في جلسة أخرى. عندما أرجع إلى البيت أجد أن الذي حصل كان يمكن أن يحصل بطريقة أفضل وأهدأ لكن بعد إيش :)؟.
،،،،،،،،،،،،،،
الحوار العربي هو - في الغالب - حوار بيزنطي متشنج يعتمد على تصيّد أحد الطرفين لأخطاء الطرف الآخر لإحراجه فقط. وقد يخرج المتحاور من مناقشة الفكرة إلى أمور شخصية في خصمه المتحاور. الحوار هنا يكون حواراً منفراً - في غالبه - وميال إلى إثارة الضغينة و البغضاء بين أطراف النقاش. فعندما لا يجد أحدهم ما يقوله يعمد إلى استخدام الشتائم المباشرة او الغير مباشرة.وخير دليل على ذلك البرامج الحوارية التي بدأتها قناة الجزيرة كبرنامج "الاتجاه المعاكس".
نلاحظ في هذه البرامج:
رفع الصوت
تكرار الفكرة
المقاطعة المستمرة
إجابة السؤال بسؤال..
كل هذا من أساسيات حواراتنا العربية في التلفزيون مثلاً أو الندوات أو الحوارات اليومية وللأسف يتضح للمراقب أن هدف المتحاور ليس الوصول إلى حل أو إقناع الطرف الآخر بل الهدف هو البحث عما يعريه وإن كان بعيداً عن موضوع النقاش.
أخيراً..
النقاش يجب أن يكون صادقاً من أجل أن يثمر.. والإنفعال مصيبة الحوار.
كل هذا من أساسيات حواراتنا العربية في التلفزيون مثلاً أو الندوات أو الحوارات اليومية وللأسف يتضح للمراقب أن هدف المتحاور ليس الوصول إلى حل أو إقناع الطرف الآخر بل الهدف هو البحث عما يعريه وإن كان بعيداً عن موضوع النقاش.
،،،،،،،،،،،،،
أخيراً..
النقاش يجب أن يكون صادقاً من أجل أن يثمر.. والإنفعال مصيبة الحوار.
ملاحظة: الموضوع عبارة عن ملاحظات شخصية غير مبنية على منهجية علمية ويجب أن تظل كذلك.
الثلاثاء، 1 مايو 2012
بعيدا عن مباديء التمرهندي
كنت أرمي اللوم بكبره على الحكومات
العربية بسبب إخفاقها في نقل الشعوب من ثقافتها السلبية الراهنة إلى ثقافة احترام
العمل وتحمل المسئولية -بكل جوانبها- تجاه الوطن لأنها أي الحكومات تملك "كل
شيء" وهي بالفعل تملك كل شيء وتستطيع توجيه الرأي العام والمجتمع نحو التغيير
الإيجابي وتستطيع تأهيل المواطن ودفعه نحو التخلص من السلبية الموجودة بطريقة أسرع
بدلاً من ترك الأمر كما هو إلى
أن تتغير الأشياء من تلقاء نفسها.. مع كل هذا علينا أن لا نرمي كل الحمل على
الحكومات فما رجالاتها إلا منا، إن صلحنا صلحوا وإن فسدنا فسدوا، بل يجب أن نسعى
كأفراد بجد لتغيير سلوكنا وعاداتنا المعيقة للتقدم لكي نفرز في المستقبل من يستطيع
تلبية مطالب أحفادنا على الأقل.
،،،،،،،،
هناك جدل دائم حول "من أين
يبدأ التغيير"؛ هل الأفضل أن يبدأ من قاعدة الهرم باتجاه الرأس أم العكس؟ وثقافتنا تقول أن التغيير
يجب أن يبدأ من الأعلى بحكم ارتباطنا بالأنبياء والأبطال بينما تجاربنا تقول أن
التغيير من أعلى هو تغيير محفوف بالمخاطر لأن ثباته مستحيل وبالتالي رجوع الناس
إلى نقطة الصفر هو نهاية السير في ذلك الطريق -في الغالب- وخير دليل هو الحكومات
الناتجة عن الانقلابات في العالم الثالث والتي لم تتزحزح عن الحكم إلا بانقلابات
وثورات اشتعلت بسبب جمودها وتسلطها. لهذا فإنني أفضل الدفع باتجاه تغيير السلوك الفردي
من خلال النشاط التطوعي التثقيفي في البيوت وأماكن العمل وذلك بخلق وابتكار طرق
جديدة للتغيير مهما كانت البيئة المحيطة محبطة. هذا بلا شك سيخلق ثقافة جديدة تضغط
بشكل متدرج على حامليها لإفراز طريقة حياة مناسبة من خلال تأثيرها على محيطها.
،،،،،،،،
العقليات القديمة المسكونة
بالهاجس الأمني وشبح المؤامرات والخوف من الخطر الخارجي(أو التي تطيل عمرها
باختلاق الأعداء) لم يعد هذا العصر عصرها وإن كانت موجودة فهي التي يمكن أن تعيق
مثل هذه التحركات وهذا هو مكمن الخطر ومنشأ الخوف الذي يسيطر على الناس في الوقت
الراهن. كانت الحكومات المتسلطة بحكم سيطرتها على الأجهزة الأمنية والمال تستطيع
أن تعيق التغيير وهذا ما دفع شعوب العالم الثالث إلى اليقين بأن التغيير يجب أن
يبدأ من القمة لأنها أي القمة لن تسمح بأي تغيير وتضرب عادةً بيد من حديد على كل
من تسول له نفسه "التفكير" في زعزعة النظام وإن كانت نية سعاة التغيير
تحسين الأوضاع فقط.
،،،،،،،،
لا شك أن الفرد هو أساس التغيير
ولكن عندما تخفق أي قيادة -على الرغم من سيطرتها على المفاصل الحقيقية الدقيقة
للمجتمع- فإن فساد الأفراد أو إفسادهم (الهدم) يكون أسهل وأسرع وبالتالي من
الصعوبة بمكان إعادة الثقة في الحكومات التي تتوالى فيما بعد مهما اجتهدت لأن
الإدارة الفاشلة كانت قد أسست لثقافة ليس من السهل انتزاعها والقضاء عليها بعد أن
تجذرت. أصبح الإقتصاد والحياة العامة مبنية على ذلك النمط الفاسد وأصبح الفساد
ينتج نفسه بالتوازي مع الجهل وبالتالي تنتظر الشعوب مخلِّصين من السماء بينما هي
غارقة في ممارسة الفساد وإنتاجه من القاعدة إلى قمة الهرم. الفساد هنا لا يعني في
كل الأحوال الفساد الناتج عن سوء نية أو عن سبق إصرار وترصد بل قد يكون الفساد
المبني على النية الصادقة لمنفعة الناس أو الناتج عن بعض السلوكيات الناتجة عن
الثقافة العامة والتي تستبيح المال العام وتهدره من أجل منفعة شخص أو فئة
لاعتبارات قد لا تكون منطقية للعامة لكنهم أي العامة لا ينكرونها حين تصب في
جيوبهم كأفراد.
،،،،،،،،
في المجتمعات الحية يحصل التغيير
من القاعدة من خلال ضغطها باتجاه القمة بحيث نتج عن ذلك سن قوانين ودساتير فصلت
السلطات وقللت بل قضت على النفوذ المطلق للأفراد وبالتالي قل الفساد وأصبح كشفه
سهلاً. ولأن تلك المجتمعات هي التي أفرزت القوانين فقد تشكلت ثقافة احترام القانون
ولأن تلك المجتمعات كانت بحاجة إلى حماية مستمرة فقد جعلت للقانون هيبة واحترام
وأوجدت له آليات الاستقواء.
في مجتمعاتنا المليئة بالجراح
ننتظر المخلصين دائماً لذلك نختزل الخير والخلاص في شخص نعلم مسبقاً أنه لن يدوم
وبفنائه ننتظر السماء أن تمطر لنا غيره وإن لم تمطر لنا غيره نظل مرتبطين به وتكبر
مع الزمن صورته في مخيلتنا لدرجة تقترب من صورة الإله والنتيجة أننا نظل في حلم
مستمر. هذه الثقافة لا تحملنا كأفراد أي مسئولية تجاه التغيير بل تشجعنا على رمي
المشكلة على مسببِ هلامي غير مُعرّف وغير موصوف وعليه يضيع التشخيص وننتظر السماء
ولا تأتي السماء بشيء بل ننتج نحن باسم السماء أوهاما تعزلنا عن الواقع وتحجبنا عن
رؤية حقيقتنا وتدفعنا للبحث عن العدو المتفوق علينا دائما لنرمي عليه كل أسباب
الفشل. نبحث عن كل ما يبعد عنا اللوم كأفراد فتسقط الجماعة.
،،،،،،،،
ربما لأني أعرف أن الإنسان
"العربي" بمجموعة معارفه التي استقاها من تراثه وثقافته يُعتبر
"أكبر كارثة" فإني لا أعول عليه كثيراً في التغيير على المدى المتوسط
لأن نَفَسَه قصير ويستعجل النتائج ولا يبني لغيره أي أنه أناني وإن ادعى غير ذلك.
فطبقات الجهل والخوف التي يقبع تحتها لا تؤهله في الوقت الحاضر لأن يضطلع بدور مهم
في هذا الشأن بل إنه بحاجة كبيرة إلى التبصير والتنوير من أجل إكسابه جزء ولو بسيط
من الثقة لكي يصنع ثقافة أخرى تؤمن بأن التغيير ليس من أجل مصلحة فرد أو مجموعة
أفراد لفترة وجيزة بل هي لأجيال قادمة ولفترات أطول.
،،،،،،،،
أخيرا..
عندما تنتقل من مكان تعتقد أنه
مثالي إلى مكان أفضل منه تُصاب بصدمة تجبرك على الكفر بما كنت تعتقد أنه مثالي في
يوم من الأيام.. فما بالكم بمن انتقل من الجحيم إلى جنة الحرية والعدالة والمساواة
وبعد أن نهل من معين علومها ومعارفها تسلم مفاتيح بلد بأكمله وقالت له الأرض بمن
عليها "هيت لك" افعل ما تشاء.
كل قيادات وصناع القرار في دول
العالم الثالث وسافروا ودرسوا وفهموا الحياة الغربية.. ونهلوا من معارفها المليئة
بمبادئ الديمقراطية والعدالة واحترام الانسان. عرفوا أن الغرب عملي.. يحترم
القانون، يحترم العمل، يقدر صاحب المهارة والموهبة، يحتقر الفساد، يحترم الحريات
وحقوق الأفراد... إلخ، لكن تلك القيادات أدارت ظهرها لكل ذلك وسيرت بلدانها بطرق
شتى بعيدة كل البعد عن مبادئ " التمرهندي".
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)