زحمة هذا الخريف متعبة .. صلالة تغص بالسيارات وبعبارة محلية "تقلح" سيارات :).
الذي يتحرك في سيارته في صلالة "هاليومين" سيكره حياته وربما "يدعي على" من صمم المدينة. هذه المدينة أو القرية الكبيرة التي ضاقت بزوارها ولم تعد شوارعها كافية لسيارات أبوظبي وحدها لضيق الشوارع وقلة المنافذ، فما بالكم ببقية سيارات عمان؟!.
شارع الرباط الذي نسميه "الشارعين" معطل من الجهة الشمالية من دوار أم الغوارف وحتى سنتربوينت إذا استثنينا منفذي المطار وقاعدة سلاح الجو، بينما منافذه من الجهة الجنوبية وإن كانت أكثر إلا أنها غير كافية و تؤدي بك إلى أماكن مزحومة وضيقة.
حتما سيكره حياته من لديه حاجة في المنطقة التجارية (السوق المركزي) في منتصف النهار أو الفترة المسائية وبالطبع سيكره حياته أكثر إذا كانت سيارته من نوع "جير عادي". كل الحِيَل والمنافذ السرية أصبحت مكشوفة وأكثر زحمة من ذي قبل بل إن شارع المنتزه الذي لم أعرفه إلا عندما تم إغلاق شارع السلطان قابوس أصبح ينافس شارع السلام في زحمته.
الأمر ينسحب على كل الشوارع أو معظمها والسبب أن السياح فاقوا التوقعات من ناحية الأعداد. وكذلك ينسحب على السكن فأسعار الشقق ارتفعت ارتفاع غير معقول(125 ريال/يوم) ومع ذلك هناك أزمة سكن في صلالة بل إن بعض السياح اضطروا للرجوع إلى مناطقهم بعد أن باتوا في سياراتهم في "الجربيب" لليلة واحدة على الأقل.
طبعا هناك إمكانية للسكن في مدينتي طاقة ومرباط وبالتأكيد الإيجارات هناك أقل لكن السائح العربي دائما يعتقد أن "الأماكن كلها محجوزه له" فيتجه إلى المدينة التي رسمها في مخيلته دونما تنسيق مسبق وفجأة يضطر إلى دفع مبالغ مضاعفة بسبب عدم التخطيط. هناك حلول وإن كانت محدودة وهي المدن التي ذكرتها خارج صلالة، لأن المسافات قريبة والجو جميل في كل هذه المدن وبالإمكان الوصول لكل الأماكن السياحية والخريفية في يوم واحد تقريباً. كما يمكن زيارة مركز البلدية الترفيهي مع أن زيارته قد لا تضيف الكثير للعوائل غير ألعاب الأطفال والرقصات الشعبية والبضاعة الصينية التي نعرفها.
******
الزحمة التي أفرزتها السياحة في صلالة تحتم على الحكومة التخطيط الجدي لخلق مراكز جذب جديدة خارج قلب المدينة. الآن لدينا أزمة سكن وأزمة شوارع بشكل موسمي ولكن في الغد ستكون المشكلة مستمرة على مدار العام لأن السكان في تزايد والمدينة تتوسع عموديا أكثر ربما من التوسع الأفقي بينما الشوارع "هي هي".
أعتقد أن هناك دراسات لتوسيع بعض الشوارع في صلالة ولكن ذلك سيكون حلاً آنياً وليس استراتيجياً، لهذا لا بد من خلق مراكز جذب جديدة في ضواحي صلالة وخارج السعادة وعوقد كما أن تطوير المدن الأخرى أصبح ضرورة ملحة لاستيعاب السياح من ناحية ولجذب أبناء تلك المدن وأريافها بدلاً من التركيز على مدينة واحدة فقط.
في المستقبل ستتوسع مدينتي صلالة وطاقة إلى أن تلتقيا وتصبحا مدينة واحدة لهذا يجب أن تضع الجهات المعنية(هيئة تخطيط المدن) خطة مسبقة للشوارع ومراكز الجذب حتى لا تتكرر نفس الأخطاء التي حصلت في كل مدن عمان وخاصة أخطاء العاصمة مسقط. من أراد أن يرى مستقبل مدينته فعليه بتتبع ما حصل في مسقط من بداية توسعها وحتى الآن. ولأن تخطيطها كان آني ارتبكت بلدية مسقط فيما بعد في معالجة الأخطاء مما أدى إلى نزيف مالي غير عادي لا يزال مستمراً إلى الآن وإلى المستقبل.
بما أنا مدينة مسقط هي المدينة الأكثر نمواً في عمان وبما أن الحكومة هي نفس الحكومة فلا بد من أن تتعلم هذه الحكومة مما حصل في مسقط لكي تتجنب وقوعه في بقية المدن المعرضة للنمو في المستقبل القريب على الأقل.
*****
أخيرا الله يساعد السياح وكذلك غير المنتفعين من السياحة من سكان ظفار.. والسؤال الذي تطرحه شوارعنا خلال هذا الموسم يقول: كم من السيارات ستبلع صلالة؟!!... تُرسل الإجابات إلى بريد المدونة وسيكون هناك سحب في نهاية الموسم على "قطميم خرفي" ومجمر مرباطي حجز مسبق لشقة في الموسم الخريفي القادم.