رماح فاقئة |
كم هو صعب أن ترى الكلمات أمامك متجمدة بلا لون ولا طعم ولا رائحة..
لا تستطيع أن تجمعها.. كلما حاولت أن تصلح بينها وترتبها في جملة انفجرت في وجهك صارخة ابتعد!! أنا لست ملكك.. أنا حرة..بعض الكلمات ترفع اصبعها في وجهك مهددة بفقء عينك لتضطرك إلى الرجوع إلى نفس المكان الذي كنت تتفرج منه عليها.. وأنت جالس تتفرج على الكلمات تقرأ في كل مكان " انظر حتى تشبع بس إياني وإياك تلمس أو تحاول لم الشمل".
الأفكار تأتي كالمطر الصحراوي كثيفة ولكن سرعان ما تختفي في الرمال أو تتصرف إلى البحر بالسرعة التي انهمرت بها.. الكلمات والأفكار موجودة ولكن ما يؤلف بينها غائب..
صعب جداً أن تبلى الكلمات أمامك وأنت "موثوق" القريحة.. صعب جداً أن تتحرش بالكلمات المربعة الخالية من التعرجات.
السيناريوهات المحتملة لقضية معاوية الرواحي:
ردحذفأعتقد بأن الحدس والتخمين ـ في حالات معينة ـ ربما يفـتــّق الذهن، لوضع تصور يؤدي إلى الجزم واليقين، فإن كان هذا النمط من التفكير بصوت عال، يصلح بأن يكون أساسا لعصفة ذهنية، تساعد على جلاء الضبابية؛ لتوضح الصورة، ولو في سياق التوقعات، فاعتقد:
أن المروءة السامية لمولانا جلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وشيمه النبيلة ـ أعزه الله ـ هي المعوّل عليها دائما في كظم غيضه، وعفوه، وإحسانه. وهذا هو السيناريو الأول.
والسيناريو الثاني: المحاكمة العادلة، وصدور حكم بات، بالإدانة، إذا لم تقتنع عدالة المحكمة بمرضه، أو بالبراءة إن اقتنعت.
وفي الحالين معا، وإذا ما مـنّ الله على معاوية بالحرية ـ طال الزمان أم قصر ـ أين سيولي شطره؟
وهو في نظر السواد الأعظم من الناس أنه مرتد عن الملة، هل سيكون آمنا على دمه، هل سيعيش في حصن حصين طوال حياته، اليس له الحق في الحياة؟ وأن تتوفر له حرية التنقل والعيش الكريم؟ وفي هذه الحالة، اليس من المنطقي القول بان المخرج الأوحد له أن يطلب حق اللجوء إلى أي دولة، توافق بأن تمنحه ذلك، والحال كذلك ما هو التكييف القانوني للجوئه؟ هل لجوء لأسباب سياسية، أم لأسباب اقتصادية؟ الامر محير حقا. وأسفاه يا معاوية ـ والحر يأسف للأحرار إن شانو ـ ألا يمكن القول أن الأسلم عاقبة له، هو ادخاله في مصحة متخصصة خارج السلطنة، إلى أن يمن الله عليه بالشفاء، عندها سيكون قادرا على ممارسة حق تقرير مصيره بنفسه.
ادعو مخلصا كل من يستطيع بفكره الوقاد، وعقله المستنير، وبصيرته الثاقبة، أن يدلو بدلوه في ذلك، مؤيدا، أو معارضا، قادحا أو مادحا، ولكن الرجاء كل الرجاء، أن تكون عصفة ذهنه محصــّــنة بالطرح الموضوعي، الرصين، بعيدا عن القذف والتشهير. شاركوني في التفكير ولكم جزيل الشكر وعظيم الامتنان.