يدور في بالي موضوع "الجزر" أو الدوائر المغلقة في مجتمعنا المحلي والعربي منذ فترة طويلة، وأقصد بالجزر هنا جزر الحوار المغلق الذي يجتمع فيه ذوي الاهتمام الواحد بحيث يصبح نقاشهم وحوارهم عبارة عن تكرار لنفس الخطاب وإعادة مستمرة له، سواء أكان محور النقاش والطرح فكر سليم أم فكر مشوه. هناك أمثلة كثيرة على وجود الجزر أو الدوائر المغلقة في حياتنا.
حوارنا الديني أو المجموعات الدينية:
أستطيع القول أن الحوار الديني في مجتمعاتنا العربية متطابق بصورة كبيرة من حيث الانغلاق و التعصب الحاد للفكرة واﻹقصاء الشديد للمختلف، لكني هنا أركز على فكرة أبسط تتعلق بآلية الإقناع الداخلي(داخل المجموعة) التي تركز على فكرة أو موضوع ما يتم طرحه وترديده بشكل متكرر على نفس الأفراد المقتنعين أو لنقل الذين لايريدون الاقتناع إلا به أو الذين يعلمونه مضمون الطرح قبل أن يطرح. أكبر مثال على ذلك ما يطرحه الوعاظ والخطباء في المساجد حول أحداث إسلامية تاريخية كمعركة بدر وحادثة الاسراء والمعراج وأهمية الصلاة في جماعة وبر الوالدين والجهاد.. إلخ. عندما نستمع إلى الطرح في مثل هذه المواضيع نجد أن هناك نقل للأحداث كما وردت في كتب التراث دون أن يكون هناك جديد في الطرح وهنا أكاد أجزم أن الجميع يعلم ما سيقوله طارح الموضوع(الخطيب أو الواعظ مثلا) قبل أن يطرحه. لا تجد جديد أو إضافة أو استنباط لفكرة جديدة غير التكرار لسرد أحداث حصلت قبل 1400 سنة في أغلب الأحيان. هذا السرد تردده كل مجموعة حسبما ورد في كتب ثقاتها( السنة والشيعة مثلا). ونظرا لوجود اختلاف في الروايات واختلاف الثقات تجد كل مجموعة تركز على ما يخدم أهدافها في ذات الموضوع بحيث تتحول المجموعة إلى جزيرة محاطة بفكر واحد ولا تقبل الفكر المخالف بأي حال من الأحوال. تتقوى الجزيرة ويشتد انعزالها بقدر تكرار الطرح وكلما اشتد الخوف من تأثير الجزر الأخرى بدأت آلة العزل في الدوران من أجل الحفاظ على أكبر قدر من الاتباع. يتأتى ذلك العزل ويشتد من خلال ذكر مثالب الجزر اﻷخرى ونعتها بأسوأ النعوت بل ووضعها جميعا في سلة واحدة وهي سلة العدو المتربص بنا والمنتظر منا غفوة بسيطة للانقضاض علينا. طبعا هناك جزيرة أكبر هي جزيرة المسلمين هنا والتي تستعدي غير المسلمين وتشتد عزلتها من خلال الحديث عن المؤامرات والدسائس التي يقوم بها الغرب المسيحي وإسرائيل لإلهاء المسلمين عن دينهم وكأن الغرب "فاضي" ما عنده شغل إلا جزيرة مقدسي الجهل. هنا في هذه الجزيرة يكاد يتطابق طرح كل الفرق الدينية فتجد أن التركيز ينصب على أن هم الغرب وحده أن يبتعد المسلمين عن صلاتهم وعن بر الوالدين وعن التماسك اﻷسري لكي يحولونا إلى كفار أو مسيحيين. هنا يتم الحديث عن عيوب الحضارة الغربية كالتفكك الأسري وشيوع العلاقات المحرمة وغياب التكافل إلى غير ذلك من الاسطوانات المعادة في كل وقت وحين.
تتعاون جزيرة الخطاب الديني بشكل كبير مع السلطة بحيث تضمن استمراريتها وبحكم استغلال السلطة للخطاب الديني من أجل السيطرة على العامة. كذلك في الدول التي تضم مذاهب متنافسة تظل ورقة المذاهب ذهبية في يد السلطة، فبدلا من خلق جو من التسامح تسمح السلطة بوجود نوع من الشرارة قائمة بين الفرق حتى تظل هي الضامن الوحيد للأمن. ولعل ما حصل في العراق ويحصل الآن في سوريا والبحرين أكبر دليل على أن التسامح الذي كان أيام الهدوء لم يكن إلا تسامحا إجباريا مزورا.
الحوار القبلي:
يعد الفكر القبلي أكبر نواة مولدة للتقوقع والإقصاء. ولا أستطيع هنا التمييز بين الفكر القبلي والفكر الديني عندنا نحن العرب ﻷن هناك تأثير خرافي لفكر القبيلة على فكرنا وسلوكنا الديني. بطبيعة الحال عدو القبيلة هنا ليس الغرب بل القبائل المجاورة. فتجد كل قبيلة تذكر عيوب القبيلة اﻷخرى، بل يصل اﻷمر إلى الدخول في تفاصيل دقيقة تشكك في أصول القبائل اﻷخرى ونقضها للعهود وظلمها لغيرها بينما تتحدث كل قبيلة عن نفسها بأنها صاحبة أمجاد في الحروب وحاملة لقيم أخلاقية قبلية لا تتوفر في قريناتها من القبائل ناهيك عن أصلها النقي الذي لا يضاهيه نقاء في أي قبيلة أخرى. هذا الطرح تصاحبه مبالغات وخيالات عن أمجاد تضاهي في قوتها قوة أعتى الدول في وقتنا الحاضر. بطبيعة الحال يظل هذا الغسيل للمخ مستمر على مدى أجيال بحيث يصنع كره متراكم لكل القبائل المجاورة الأمر الذي يشعل الحروب بين الحين والآخر على قضايا تافهة جدا. في الوقت الحاضر لا توجد حروب بسبب وجود الدول ولكن في حالة أي زعزعة أو اختلال أمني كالحاصل الآن في ليبيا تبدأ القبائل في التطاحن. هذه القنابل الموقوتة تتغذى ذاتيا بسبب تفشي الجهل وتكرار الخطاب وهي موجودة بكثرة في الدول القبلية كدول الجزيرة العربية وبعض الدول العربية كليبيا.
يتعاون الخطاب القبلي مع السلطة بحيث ينتفع بعض أفراد القبيلة من السلطة وتبقى السلطة قائمة بحكم سيطرتها على رموز القبائل واللعب بهم كأوراق ضامنة لخلق الفوضى متى ما شاءت وهنا لا يستغنى أحدهما عن الآخر. يظل الكره المتوارث بين القبائل ورقة في يد السلطة تلعب بها متى ما شاءت، وخير دليل على ذلك ما حصل في معظم الدول العربية إبان احداث ما يسمى بالربيع العربي.
الحوار الثقافي أو حوار المثقفين:
المثقفين العرب أيضا يعيشون كجزيرة أو جزر حسب توجهاتهم وهم غالبا في حوار داخلي لا يتداخل مع العامة أو الحكومات(باستثناء مثقفي السلطة في كل دولة)، بل إنهم يغذون بعضهم البعض بانعزالهم عن الشعوب بسبب جهلها -حسب رؤيتهم- وعدائم للحكومات بسبب راديكاليتها وتسلطها وتخلفها. يظل حوارهم من بعيد متعاليا عن الشعوب ومعاديا للسلطة وبذلك ينحسر تأثيرهم على بعضهم البعض فيزيد الانعزال ويقل التأثير، فتظل الشعوب جاهلة والحكومات متسلطة وطاغية وهم في جزيرتهم قابعون.اتحدث هنا بصفة عامة ولا أعني الاستثاءات من هؤلاء الذين نعول عليهم الكثير في حلحلة الوضع السيئ الذي نعانيه من الجل والتخلف الذي لن يبرح مكانه ما لم يقم هؤلاء بدورهم وينزلوا من بروجهم العاجية للحديث والتخاطب بلغة يفهمها البسطاء منا.
جزيرة السياسيين:
السياسيون العرب أيضا يعيشون كجزر معزولة عن العامة ويتحدثون دائما من أعلى. يجهلون(بضم الياء وشد الها) الشعوب ويستغلونها، ويعادون المثقفين ويتفردون بالأحزاب وإن وصلوا للسلطة يذلون الشعوب ويقصون بقية الجزر السياسية ويحاولون تقزيمها وإضعافها ووصفها بكل النعوت السيئة(كالعمالة للغرب) الكفيلة بإبقائها بعيدا عن السلطة.
جزر التجار:
جزز التجار تعتبر من أكثر الجزر قوة، وتكتسب قوتها من الاحتكار واستغلال الشعوب وتعاونها الدائم مع السلطة التي تسهل لها عمليات الاحتكار بسن القوانين الكفيلة بضمان قبضتها على كل ما يحتاجه المواطن، وهنا تعتبر هذه الجزيرة متفتحة بحكم اتحادها مع الجزيرة السياسية لضمان بقائها( زواج بالإكراه).
*******************************
ربما يكون سبب وجود الجزر عندنا بهذه الكثرة عائدا إلى كوننا نتاج للجزيرة العربية، فالجزيرة هي التي ولدت الجزر :).
هنا لابد ما أشير إلى ضرورة الحوار الجاد ونشر ثقافة قبول الآخر من أجل ضمان عيش مشترك منتج. مالم نجد طريق للحوار سنظل أكثر انعزالا وتخلفا وجهلا وستكبر الجزر وسيطول الدوران في نفس الحلقة المفرغة التي يخسر فيها الجميع.
هناك بوادر توحي بأن الحوار سيأتي ولكن الإرث ثقيل والآثار الجانبية أو مقدمات الحوار ستكون صعبة وربما دامية.. نسأل الله السلامة.
يبدو أنك تعاني من عقدة نقص شديدة..تؤثر على سير حياتك..نسأل الله لك الخروج منها..
ردحذفأخي العزير ..ثق بنفسك وسوف تتجاوز كل الجزر التي صنعتها مخيلتك المعقدة..
أخي أبوخالد
ردحذفأولا شكرا لمرورك وقراءتك للتدوينة.
ثانيا أتمنى أن تطرح رأيك واعتراضاتك إن كنت لا تتفق معي بدلا من القفز إلى شخصي فأنت بلا شك لا تعرفني.
أسعدني تواجدك بالطبع وأحب أطمئنك أن أي إنسان لديه عقده التي تشكله وتلعب دور كبير في التأثير عليه قد تكون عقدة النقص أو عقدة الجهل أو كلاهما :)
أعتذر عن إسلوبي السابق..ربما لم أعبر عنه بالوجه الصحيح..
ردحذفوتقبل تحياتي ..أخوك/أبوخالد
حلو الموضوع ودقيق وواقعي جدا!
ردحذفواقعنا كذا للأسف! اتمنى دمج الجزر او بناء جسور تواصل بينها
شكرا على التدوينة الرائعة محفيف :)
أبوخالد
ردحذفمرحبا بك في أي وقت ولك خالص تحياتي
متفائلة
ردحذفشكرا لمرورك وتعليقك
بناء الجسور مهمة على عاتق الجميع وقد يكون للمثقف المتنور الدور البارز في هذا الشأن أكثر من الإنسان العادي ﻷن تأثيره أكبر وقراءته أشمل، وللأسف مثقفينا لا يزالون بحاجة إلى التحرر من دوائرهم إلا من رحم ربي، لهذا يظل بناء الجسور أمنية في الوقتالحاضر.
أولا هذا لا يتعدى كونه مجرد سرد إختزالي فلسفي لا يحمل بين طياته إلا أنات شخص يأتي من جزيرة اللوم نفسها، لكنه لم يلتقي بأهل جزيرته الذين يلومهم بعد،
ردحذففيا محفيف،
لا أراك إلا تعيش في جزيرة من تلومهم في عدم تجديدهم للخطاب الديني والأنظمة والقبيلة والمثقفين والتجار وغيرهم،،
شئ جميل أن تعي هكذا أمر، لكنه سيستقبح منك الوقوع في مستنقع الفكر السردي الذي لا يتعدى اللوم.. بل قدم حلا
فطن مقرا:
أحفف رحم
دودو(اسمك حلو:))
ردحذفمرحبا بك..
يا صديقي العزيز نصف الحل في كشف العلة والنصف الآخر يبقى على الطبيب والمريض. وعشان أكون معاك صريح لا يوجد طبيب بعد. وعندما نتحدث عن بعض من مشاكلنا ونسردها هنا فإن ذلك لا يعني أننا منعزلون عن الجزر التي نتحدث عنها بل نتحدث من قلبها.
الأمر الآخر الذي أحب التنبيه له هو: نقد الواقع لا يعني السوداوية بل على العكس هو خطوة إلى الأمام مهما كانت مؤلمة. النقد يؤدي إلى التصحيح. وعندما نقول أن هناك جزر منعزلة منطوية على نفسها فإن الحل هو التحاور البناء والقبول بالآخر والتعاون بدل العكس.
معلومة لك أخي دودو: إداحففك رحيم بيديتوبك زتى :)
بعيدا عن الفلسفة، من أين أتوا هؤلاء الذين ذكرتهم؟!
ردحذفمن الشمس؟ أم من منكب الجوزاء؟
أم من جوف الأرض؟
هؤلاء لم يأتوا إلا من بيئتك، لذلك لست بحاجة إلى جسور وكثرة فلسفة، أنت بحاجة إلى تنشئة صحيحة تؤمن أن الحق هو الفيصل، وليس التعددية، بالإضافة إلى إعداد نواة المجتمع الإعداد الصحيح حتى يخرج منتسبيها متحررين من قيود الظلامية والتبعية والتحزبية بغير حق..
بصراحة، لا بد من إصلاح نفسك أولا
فكرة الإقصاء والتقوقع وعدم الترحيب بالآخر موجود فيك أنت كشخص، إذ أنك لم تتحرر من القيود الأسرية والعائلية والقبلية والمناطقية .. متعصب لمذهبك .. متمسك بجهلك وتعيب على الآخرين تقوقعهم وعدم إنفتاحهم وقبولهم للآخر !!
مثال على ذلك: التصويت لمجلس الشورى أو مجالس البلدية على أسس قبلية أو تحزبية فئوية، وصولا إلى التقوقع الوهمي في تشجيعكم لأندية الأوروبية وحلف كاذب وأيمان لغو وشتم ولعن في أمور تافهة، وفي الأخير تطلع نتيجة المباراة متلاعب بها..!!
متى ستعقلون؟ أم أصابكم ضرب من الجنون؟ ما لكم لا تناصحون؟ أأنتم عن الحق معرضون؟ مالكم بالمعروف لا تأمرون؟ وبالمنكر تنادون ولا تنهون؟ أم أصابتكم غفلة فأنتم بالدنيا متعلقون؟ أفلا تبصرون؟ والفتنة تتقون؟ ولأمر الله ورسول تمتثلون؟
لا يصلح المجتمع إلا بصلاح أفراده، والمجتمع مستقبله الشباب.
لا بد من مراجعة النفس والتعرف على مكامن الخلل والعمل على ترقيعها على المستوى الأول فالأول ومن بعده يأتي الالمجتمع ومن ثم السلطة وبعدها نتجه نحو الأممية ...
ملاحظة: الموضوع يحمل مواضيع مختلطة والأفضل تصنيفها ومناقشة سبل التغلب على مكامن الخلل الموجودة فيها، طبعا نقاش ناضج هادف، لا يلبس كلمات الفلسفة ولا يتعرى من الحقيقة.
مرحبا أخي دودو
ردحذفهنا أنا أتحدث عن الجزر كرؤية عامة لم أبرئ فيها الأفراد أبدا لكن الافراد ليسوا موضوعي الآن، ومع ذلك أجد نفسي متفق معك في أن إصلاح الذات هو الأساس لبناء أكثر متانة وقوة، لكن في المقابل هناك مشكلة الجهل والتعصب الأعمى الذين يقفان في وجه أي إصلاح ذاتي. الإصلاح الذاتي بطييييييييئ جدا عندنا ( أنت قد تراه ديني فقط وأنا أراه ثقافي معرفي في في المقام اﻷول) وذلك ناتج عن ثقافة الجزر في نظري. هنا في وسط هذه الثقافة لابد أن يبدأ اﻹصلاح التدريجي من خلال المبادرات سواء الفردية أو الحكومية من أجل خلق جو عام يسمح بقبول الآخر على علاته وحقه في العيش والشراكة من أجل أن تندمج الجزر وتتقدم. مجتمعاتنا العربية بشكل عام عندها مشكلة الصراع الداخلي من أجل أن تغلب كل جزيرة اﻷخرى وهذا هو سبب التأخر ﻷن الصراع السلبي يستهلك طاقة الأمة وينقلها من صراعها الحقيقي ( ضد الجهل والفقر والتقدم)إلى صراعات هامشية تدفعها للخلف نحو هوة التخلف.
فكرة الموضوع واحدة وعامة حسب رؤيتي لكن بسبب عمومية الفكرة تتولد أفكار توحي بأن الموضوع متفرع.
شكرا لتعليقاتك المثرية للحوار أخي دودو وثق أن الهم واحد وأن طرح المواضيع الموجعة كهذا الموضوع ليس لجلد الذات أو ناتج عن كره للمجتمع وإنما ناتج عن شعور بالمسئولية تجاه المجتمع الذي نعيش وسنموت فيه. أنا وأنت وغيرنا أفراد قد نختلف في تحليلنا لما يدور حولنا لكن لابد لأهدافنا العامة أن تصب في خدمة المجتمع الذي نعيش فيه وأن نحاول تغييره للأفضل حسب استطاعتنا..
السلام عليكم أيها الأخوة..أخي محفيف ..ربما أتفق في الكثير مماقاله الأخ دودو العزيز..
ردحذفالتغير لابد أن يأتي من ذات الشخص الداخلية..فالمثالية المصطنعة والأفكار الإيجابية ..تجدها تسقط سقوط مدويا عند وجود المصالح الخاصة أو الفئوية والقبلية..
يوجد مقياس واحد فقط لنجاح أي مجتمع من وجهة نطري المتواضعة..غاب عنا جميعا..وهو أساس صلاح كل مجتمع ..
قول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام .." لايؤمن أحدكم ..حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه".
صدق رسول الله..
أخي أبو خالد
ردحذفشكرا لطرحك الراقي
أنا أيضا أتفق معك ومعه في أن صلاح الفرد هو الأساس.
في مجتمعنا هناك أخطاء مسكوت عنها وما لم تناقش ويسلط عليها الضوء لن نكتشفها وسنظل نكررهها.
أعرف أن الحقيقة صادمة لكن لابد من الاعتراف بما نعانيه وبالقيود التي تحول دون تقدمنا. الحياة تغيرت ولم نعد نحن المتحكمين فيها وعليه لا يمكن أن ندافع عن أخطائنا وممارساتنا التي تحول دون تقدمنا. كلما حصرنا أنفسنا في القشور والشكليات وتجاهلنا الحقائق ودافعنا عن الباطل كلما تقوقعنا ووجهنا لأنفسنا سهام التخلف والجهل.
الحرية( حرية الفرد في التعبير والاستقلالية إلخ) مطلب واحترام الإنسان مطلب والنقد للواقع لن يدفعنا للوراء بل سيبصرنا بما نحن فيه وعليه. المطلب الملح هو قبول الإختلاف؛ فعندما نصل بثقافتنا إلى قبول الاختلاف سنبحث عن المشتركات التي تقفز بنا لﻷمام من أجل صلاحنا جميعا.
أنا فقط أعتب على من يدافع بطريقة عمياء ويضع من لا يتفق معهم في زاوية يختارها هو. قد أتفهم المنطلقات التي ينطلق منها أخي دودو لكن أختلف معه في أن النقد لا يعني إلا كره المنتقد للمجتمع. أنا أرى أن من يكشف العيوب هو أكثر حرصا على المجتمع من الذي يدفنها، فكما يكشف القول المأثور " رحم الله امرءا أهدى إلي عيوبي" أهمية النقد فإن الحديث عن وجود سلبيات في ممارساتنا يعد طريقة للإصلاح وليس هجوم على ثوابت أو محاولة لنسف مرتكزات الأمة.
نحن بحاجة إلى الصدام الناعم لكي نتفادى الصدامات الدموية. صدقني نحن على بركان بل براكين ستنفجر إن لم نعد لها الإعداد العقلاني المستنير. إن لم نشرح واقعنا سيسقط علينا سقف هذا الواقع دفعة واحدة وساعتها لن نكون بالقوة التي تتناسب وثقل السقف.
تحياتي الخالصة لك أخي أبو خالد وللصديق دودو.
نعم أخي محفيف..لابد من النقد لإظهار العيوب بهدف معالجتها..ومجتمعنا بالتأكيد به مابه من العيوب والمنغصات..شانه شان أي مجتمع أخر ..فنحن لانعيش بالمدينة الفاضلة..أو مجتمع مثالي ..
حذفولكن السؤال هنا ؟ من يحاور من ؟ إذا كانت)النخبة(ذاتها تعاني من فكر إقصائي في مختلف أدبياتها..والبعض يعيش في بروجه العاجية وينظر إلى البقية نظرة دونية لأنهم ليس في مرنبته الفكرية والثقافية..
والعامة جلبوا على عادات وأنماط يرونها تحقق عيشهم في وضع مستقر..
في النهاية إستاذي العزيز يبدو أننا نخلق لأنفسنا وضعا ليس واقعا يعيشه الجميع..وخاصة أننا نعيش في ظل نظام يعالج بحكمة كل المنغصات والقضايا الداخلية العالقة..وما العفو السامي اليوم الذي اصدره جلالة السلطان حفظه الله على المتهمين في القضايا الأخيرة..إلا دليلا على هذه السياسة الابوية الحكيمة..
أخي العزيز أبوخالد
ردحذفمرة أخرى أشكرك على طرحك الرائع
سؤالك مهم جدا، من يحاور من؟
كما ذكرت في المقال أن ثقافتنا إنعزالية في مجملها ولا زلنا نبحث(هكذا أعتقد) كمجتمع عن آلية للتواصل لا أقول أن الجزر جادة في البحث ولكنها ربما لم تهد بعد للطريقة نتيجة لتخوفها من فقدان شئ من قوتها أو خصوصيتها في حين يمكن للحوار أن يأخذ مجراه مع بقاء الخصوصية كما هي. لا أقصد بالحوار الجلوس على طاولة مرة واحدة بل التداخل والقبول بالآخر المشترك في الأرض وحينها سيسهل التعاون. عندما يقصي السني الشيعي أو العكس مثلا بينما هما يعيشان على نفس الوطن يظل القلق موجود وعندما لا تعترف السلطة السياسية بحقوق المواطن يظل الحل الأمني دائما موجود وعندما تتشاحن القبائل التي تعيش على نفس الرقعة يسود القلق وتتأخر التنمية ويتم تركيز الاهتمام على الكره. من هنا لابد أن يكون الحوار المبني على قبول الآخر موجود من أجل التركيز على ما هو أهم.
من يقوم بهذا الدور؟ هذا ما يجب أن نبحث عنه وإن وجدناه لابد من تشجيعه ومباركته. نشر المحبة بين فئات المجتمع وتياراته ومذاهبه واجب على كل فرد من أجل تجاوز " التعطيل" الذي توقعنا فيه التعصبات والخوف من الاندماج. مناقشة مثل هذه الآليات( آليات التواصل) مطلب من أجل خلق ثقافة التعايش الإيجابي بين فئات المجتمع. ثقافة قبول الآخر تقضي على ثقافة التعطيل الناتجة عن الخوف من الآخر.
المثقف لايزال منعزل في برجه العاجي كما ذكرت ولا يزال ينعت العامة بالجهل وهو بذلك يخلق جزيرته بنفسه.
ردحذفالقضيةقد تكون أكبر من إنعزال هذا أو إنعزال ذاك، فهي ليست قضية بعد وعدم إندماج بقدر ما هي تحزبات فكرية لانمطية في مجملها، والمحزن أن كل مع أحزابهم فرحون،، فلا قابلية للوعي المتبلور، فعجلته توقفت مذ زمن طويل، ولهذا تفرقت بهم السبل ...
أخي العزيز،
إتبعت الناس أهواءهم فتفرقت بهم السبل، وتفرقوا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم.... وتشرذموا وتحزبوا وإصدموا ببعضهم البعض إجتماعيا وفكريا وجغرافيا، بكل ما في ذلك من أوجه الفكر وتعدد المنهج وأشكال التطبيق..
والحل في نظري بسيط جدا ..
لا لتحكيم التشريع الحزبي أو الجهوي أو الفكري الرجعي ..
إنما التحكيم لشريعة الله، فالناس لن تخضع إلا لشريعة خالقها فقط،، فلتأت الناس ولتجتمع على كلمة سواء في ظل شريعة الله ...
قضي الأمر الذي فيه تستفتيان
أخي دودو
ردحذفأسهل شئ أن نردد عبارة الحل في تطبيق شرع الله. صدقني هناك مشكلة كبيرة في تطبيق شرع الله( إذا سيكون كما في السعودية أو أيام طالبان أو كما هو في إيران) في ظل وجود مذاهب وأديان وتوجهات مختلفة. وفي ظل وجود الجهل وضيق الأفق لدى السواد الأعظم من العلماء الملتصقين بالسلطة. بمذهب من سنحكم في عمان مثلا؟ أبمذهب السنة أم الإباضية أم الشيعة أم البوذية أم الهندوسية أم المسيحية( عندنا مجنسين)؟ تطبيق الشريعة ليس حل بل مشكل عظيم.
لم يعد الحكم بالشريعة بالطريقة السعودية يتناسب مع هذا العصر. وحفاظا على الوطنية سيأتينا وقت نحن من سيضع القوانين التي تناسبنا وتحترم توجهاتنا من غير أن يعني ذلك أننا كفار. الدين أتى من أجل أن ينظم الناس ويضعهم على الطريق وليس من أجل أن يفرض عليهم نمط وطريقة واحدة لا تتطور ولا تتغير. الفكر يتطور دائما والحياة ليست ثابتة.. لا يمكن أن أفرح لقطع يد إنسان لأنه سرق " قوطي ديو"... هذا ليس عدل أبدا.. لابد من طريقة وعقاب آخر يردعه ويقومه وليس تحويله إلى معاق عالة على المجتمع.
والله لو صلينا ليل ونهار وطبقنا الشريعة ولم نغير سلوكنا فلن نتقدم قيد أنملة لهذا كنا نعتقد أن العلة في عدم وجود الدين بينما الدين كل حياتنا ولكنا لم نتغير... المشكلة كامنة في آلية تفكيرنا وجمودها.
لم ولن أصدقك طبعا .. لماذا؟ لأن تفكيرك لا يتقبل الأمور كما هي بصورتها الجوهرية الحقيقية.. !!
ردحذفبل يجعل لها أنماط مكتسبة من جهل لا يقبل البحث في مقتضيات الحقيقة. فأنت لا ترى تطبيق شرع الله إلا على طريقة آل سعود أو حاكمية شريعة إيران.. تبلورت هكذا فكرة في مخيلتك ولم تعد تستطع تمييز الشرع الحق.. وأسأل الله أن يردك إلى الحق ردا جميلا ..
وبالنسبة للسلطنة، لا داعي للفلسفة والتفلسف بدون بصيرة.. تطبيق الشريعة تكون على الجميع بإختلاف مذاهبهم..
(البوذية والمسيحية والهندوسية؟ كلام فلسفي سخيف لا يحمل قيمة، فلسفة كلامية رخيصة تستخدم التعدد كعقبة وحاجز)..
ثم، أين أنت من العالم؟؟ من قال لك سيفرض عليك حكم آل سعود؟ ومن كفرك أو أقر ديانتك أساسا؟؟ لماذا كل هذه الفلسفة الكلامية وإلباس الشريعة نمط سياسي جهوي أو طائفي؟؟
كم هو ممتلئ فكرك بالحواجز والعثرات؟!!! لماذا يا أخ؟
وبالنسبة للتعزير وإقامة الحدود ليست بفرحتك أو سخطك، لا أنت و لا غيرك.. هذه ليست لك، فلها أهلها بإذن الله..
الشريعة أرحم بك منك لو تعلم .. لكنكم لا تفقهون ..
تفقه في دينك، غفر الله لك ..
يا دودو بيه أنت لست مجبر على تصديق حد كما أنك غير مجبر على التفكيرتطبيق الشريعة على أي مذهب يا دودو؟ لا ترمي الكلام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.بعدين إيش فيك عالفلسفة؟! أنت إذا ما عرفت ترد تقفز إلى الفلسفة والتفلسف؟ إذا مش قادر تناقش بهدوء أفضل لك تترك النقاش. الشريعة أرحم، لكن البشر الذين يدعون تطبيق الشريعة في عصرنا أشد قسوة وكرها للبشر من الشيطان. أنا لا أثق بواحد مقصر ثوبه ومطلق اللحية ولا يعرف أي شئ عن الحياة غير الحور العين أن يطبق علي الشريعة. أريده يتعلم ويفهم الدنيا ويفهم الحياة وحقوق البشر قبل أن يسلط نفسه باسم الله على رقاب الناس. خليك منطقي شوي يا دودو، ولا تحاول تقول أن تطبيق الشريعة عندنا سيكون مختلف عن تطبيقه عند طالبان والسعودية وإيران!!
ردحذفالقانون البشري أرحم وأصلح من تطبيق حد قطع اليد أو الرجم إذا كان التطبيق بالمطلق. بالله عليك إذا سرقت أنت " قوطي بيبسي" (شكلك ما تحب الديو:)) وسرق شخص آخر طن من الذهب هل ترى أن عقوبتهما واحدة أي نقطع أيديهما؟! لايمكن أن يكون الحد هنا منصف إن قطعنا يد سارق البيبسي وساويناه بسارق طن الذهب. لابد من التمييز بين نوع الجرم وتصنيفه ووضع العقوبة التي تتناسب مع الجرم.تطبيق الشريعة أو تطبيق الحدود ليس كلام يرمى والسلام، صدقني تطبيق الحدود في هذا العصر النير أكبر جريمة خاصة عندما يطبقه/ا الهمج اللذين يتلذذون بقتل الناس باسم الله ظلما وبهتانا.تحياتي لك أخي المتشدد دودو
أولا شكرا على ردة فعلك ..
ردحذفثانيا كثرة التفلسف بالكلمات لا يأتي بشئ، وهذا دائما إسلوب تستخدمونه من في صفكم هذا ..
بالنسبة لموضوع النقاش،
الأحرى أن لا يكون فكرك ظلاميا لهذه الدرجة. لا ترى جدوى من تطبيق شرع الله .. الشريعة أكبر من أن تقاس بممارسات سياسية وقطرية ضيقة يا أخي، لا إيران ولا سعودية..
يأخي إقرأ في الفقه وما فعله سلفك الصالحين الصادقين الأولين. لم يقل أحد أن الذي سرق من حاجة، غير باع ولا عاد تقطع يده. من قال بهذا؟ لماذا تقديركم لتحكيم الشريعة ضيق وهش هكذا ؟؟
ثم من قال بأن اللحية وتقصير الثياب دلائل مطلقة على الايمان؟ لو كانتا كذلك، لكان السيكي واليهودي والأسكتلندي والفلبيني أكمل إيمانا ...
الدين ليس رمزيات ولا طقوس متخلفة رجعية ..
وبعدين يا أخي كف لسانك عن سب الطلبة المجاهدين..
هؤلاء تاج رأسك، شئت أم أبيت،
هؤلاء فتية آمنوا بربهم، إذا قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعوا من دونه إله أخر في وقت حفر "المتحررون" من أمثالكم حفرا ودفنوا رؤسهم فيها من الخوف والجبن.
كل من تعامل مع الطالبان يثني عليهم..حتى أعدائهم ..
يأخي أنت تقول للحقيقة وجه آخر، تحرى الوجه الآخر لأمرهم.
الإعلام صنع منهم كابوسا تضيق منه أنفس الضعفاء، فلا تكن منهم. هؤلا أعاد الله بهم الأمن والإستقرار والعدل إلى الإمارة الإسلامية في خراسان.. بعد أن كانت تنهشها الجريمة والإختطافات والمخدرات ..
إذا،
لم يقل أحدا بأن العقوبة لا تقع إلا بالمطلق،
ولقد ورد في أثر من سبقنا من لم تقطع يده لأسباب إنسانيه ..
وطبعا، تطبيق الحدود من أوجب الواجبات ومن أعظم القربات، بها يسود العدل وتستمر الحياة ويختفي فيها الأشرار ..
بالنسبة لل"متشدد"
هت بس أعك أشنك شه ...
جمعة مباركة للجميع ..أخي محفيف العزيز..إذا كان هناك طريقا مستويا للمركبات لاعيب فيه او إعوجاج..وإشتهر هذا الطريق بكثرة الحوادث المركبات المرورية !
ردحذفهل تقع المسؤولية على سائقي المركبات وأسبابهم المتعذة !؟ أم على الطريق السوي الذي لاعيب فيه !!؟
هكذا هي الشريعة الإسلامية ..فهي طريقا سويا لاعيب فيه إطلاقا ..ولكن من يستخدمها بأنماط تخرجه من هذا الطريق ..فداك شانه ..الإسلام ليس مسؤولا عن تطبيق البعض له بفكر أو مذهب هنا وهناك..لايخدم فكرته السمحاء الحقة..وعليه فإننا لانحكم عليه من خلال تطبيقه من قبل نظام معين أو سلوك أفراد أو جماعات ..حتى وإن إدعت ذلك..
خلاصة القول لايجب علينا القفز على منهجية الإسلام الحقة ..من خلال تجارب مشوهة له لم تنجح في تطبيق أحكامه..الإسلام أقر نظام الشورى(ديمقراطية اليوم) منذ 1434هجرية..
وعذرا على الإطالة..
كما أود التنويه ..أن ركيزة أي نظام كان..هو إحترام الإنسان ورفعة شانه ..
ردحذفوالإسلام يحقق ذلك بإمتياز ..
الأخ دودو
ردحذفيعلم الله أني لا كره الطلبة( طالبان) وأعلم يقينا أنهم مخلصون فيما فعلوا ولكني لا أتفق مع تطبيقهم
للحدود على مجتمع يرزح تحت الحرب والظلم والجهل لسنين. كما أنهم يعيشون خارج العصر(فلم تاريخي).
يا جماعة الخير النبي لا يحكمنا الآن ولا الله حتى نطمئن لتطبيق الشريعة. نحن ومنذ وفاة النبي ونحن في خلاف ناتج عن اجتها أفراد لا نتهمهم بالجهل ولكن نتهمهم بأنهم بشر يخطئون ويصيبون وهذا ما قادنا إلى التشرذم والاختلاف لهذا لا يمكن أن نثق في تطبيق بشري للحدود ما لم يكن نبي نؤمن به. الكل يعرف أن الفرق الاسلامية تختلف في المرجعيات والتفاسير وبالتالي نسأل أنفسنا ما هو النموذج المثالي للحكم الإسلامي الﻵن؟ لا نجد إجابة والنماذج الحية لا تشجع. سيقول أحدهم لكنها لا تعبر عن الاسلام الحقيقي، وسأجيب إذن أين الإسلام الحقيقي؟!!!! لا يمكن أن نلقي الكلام على عواهنه هكذا ونسكت، لابد أن نكون واقعيين ونبحث عن طريقة مناسبة تضمن للجميع المساواة والحرية والعدالة والعيش الكريم بدلا من الانغلاق في نظم قديمة لا تصلح لهذا العصر. هذا لا يعني أننا سنترك الدين أبدا.
أما فيما يخص الحدود فأنا لا أتكلم عن الذي يسرق عن عوز، هل يمكن تصنيف السرقة على أنها سرقة أم هناك درجات للسرقة التي تستوجب عقوبة كبيرة وتلك التي تستوجب عقوبة أقل؟!! أنا لا أطرح السؤال للإعجاز بل لتوضيح الفكرة.
أخيرا أخي دودو، يسنودك أرحمون:)
أبو خالد
ردحذفشكرا لرقي طرحك
أتفق معك أن التطبيق هو المشكلة ولكني أزيد وأقول سيظل المشكلة ﻷننا ننطق عن الهوى ولسنا رسل.
ما أطرحه لا يعني نسف الاسلام أرجو المعذرة إن تراءى لك من خلال طرحي ما يوحي بذلك. أنا مع تعميم مبادئ الاسلام السمحاء التي تحترم الانسان وتقدس النفس وأتمنى أن يتم توجيه العامة لهذه المبادئ الراقية التي تؤمن بالآخر وتحترمه. لدينا ما يدفعنا للتسامح.. لا إكراه في الدين.. قد تبين الرشد من الغي.. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. هناك ما يدفعنا لتبني رسائل جديدة للعالم بدلا من الكره والانغلاق والتلويح بالشريعة بين الحين والآخر دون علمنا بتداعيات جهلنا بها.
عندما ينحسر الجهل والفقر ستكون هناك بيئة مناسبة لفهم الدين الفهم القويم. الدين ذوالرسالة العالمية رسالة المحبة والإخاء.
صدقني الأمثلة الطافية على السطح الآن والتي احتكرت بل اخطفت الدين لا تقدم صورة كونية للدين بل سطحته إلى أبعد حد بل جردته من رسالته الانسانية الكونية وحصرته في المواجهة والعنف. نعلم أن هناك مسببات لذلك الفكر لكننا غير ملزمين بتبنيه أو الدفاع عنه.
شكرا لك مرة أخرى واعذرني على التشعب
حاشا الله أن أظن إنك ضد التعاليم الإسلامية أو ماشابها !؟ وعذرا منك إذا فهم من تعليقي ذلك..
ردحذففأنا عادة أجد صعوبة في إيصال الفكرة لغيري!!
أنت سألت سؤالا جوهريا للأخ"دودو"..(اين الإسلام الحقيقي)!
والذي يجعلني أعود للفكرة الأصلية إصلاح الذات ..أخي العزيز ..الإسلام واضح لا لبس فيه ..لايدعو إلى حزبية أو فتنة طائقية أو مدرسة دينية بعينها ..وأنت أعلم مني في ذلك بكل تأكيد..
فليمارس الفرد إسلامه مع نفسه..لاحاجة لنا لمن يملك الوصاية علينا..لاأتحدث عنه هنا بمعناه الفقهي والشرعي الذي نستقيه من المختصين..ولكن دع فكرك حرا مسؤلا عن نفسه..وعقلك متحزرا يتقبل الأخر..وعش أنت الإسلام الحقيقي مع نفسك وتصالح معها..وثق إن كان لايوحد الان صورة مجسدة لهذا الدين العظيم في واقعنا الحالي ..فحتما سيكون ذلك في المستقبل بمشئية الله ..أما الأن فيكفينا وجود قانون وقضاء عادل ينصف الجميع في مجتمعنا..
شكرا لك إستاذي العزيز"محفيف"على إستضافتك لي في مدونتك الرائعة..والشكر موصول لمن تداخل في هذا الموضوع أو إطلع عليه ..وسلامي للجميع ..تشرفت بمعرفتكم حقا ..وداعا أيها الأحبة..
أخي أبوخالد
ردحذفشكرا لمرورك وإثراءك الحوار وشكرا قبل كل شئ على نبرتك الهادئة الرزينة.
أتفق معك نحن بحاجة أن نشتغل كأفراد على أنفسنا قبل أن نشتغل كجماعات.
اتمنى أن تستمر اطلالاتك هنا.. شرفني مرورك