ليلة البارحة كانت أقل حدة مقارنة بالليلة التي سبقتها وقد قرر المنظمون أن يكون المسرح لهم ولهم وحدهم. كانت هناك محاولات لشحذ الهمم والشحن للخطوة القادمة. ألقيت بعض القصائد وطرحت آراء مختلفة وفي النهاية خلص الأمر إلى نتيجة واحدة وهي إعطاء الحكومة مهلة إلى نهاية هذا الأسبوع للتجاوب مع المطالب على أن يكون الجمعة آخر يوم للمهلة، وإلا سيقدم المعتصمون على غلق بوابات مكتب المحافظ أمام مرتاديه من موظفين ومراجعين ابتداء من يوم السبت القادم بمن فيهم المحافظ وكبار الموظفين.
هذا كان رأي "الصقور" من المعتصمين الذين يرون أن الهدوء الذي استمر عليه الاعتصام لمدة شهر والاستجابة البطيئة من الحكومة يجب أن تليه خطوة جادة تحسس الجهات المعنية أن الاعتصام لديه أوراق ضغط غير التجمهر والخطب.
كانت هذه الخطوة قد سبقتها دعوة للإضراب العام ولم تنجح، تلتها محاولة -في نهاية الأسبوع الماضي - لغلق بوابات المكتب و قد تم اقناع أصحاب الفكرة بعدم إغلاق البوابات في الفترة الراهنة وتأجيل الأمر إلى ما بعد الاجتماع الذي تم بالأمس بين الشيوخ وأعضاء مجلس الشورى. يبدو أن بعض المعتصمين مل الجلوس والتفرج على بوابات مكتب المحافظ.
هناك عدم رغبة من معظم المتواجدين للتصعيد في الوقت الحالي ولكن يبدو أن المعتصمين (من تكلم منهم على الأقل) قد نفد صبرهم من مماطلة الحكومة ورهانها على عامل الوقت وسلمية الإعتصام. هذه حجة من هو مصمم على التصعيد. هم يرون أن لا بد من صدمة تحسس الحكومة بجدية المعتصمين وتصميمهم على مطالبهم.
في الوقت الذي يرغب هؤلاء باستجابة الحكومة لمطالبهم فإنهم غير مستعدين للحوار وهذا ما أو ضحه أحد المتحدثين على المسرح. هو ليس من المعتصمين الرئيسيين ولكنه قالها بكل صراحة في وجوه المعتصمين: " هذا الاعتصام أبكم لا يتكلم لأنه بغير قيادة وكل من أراد الحوار أجبرتموه على التحدث إلى العريضة التي لا تتحاور !!". لعل المشكلة الوحيدة تكمن في أن الاعتصام بدون قيادة مرئية واضحة ولكن كما أشرت في تدوينة سابقة وبلا شك أنه ليس كما يبدو بل هناك قيادة قد نراها أو لا نراها تريد له أن يكون هلامياً كما هو الآن..
من هنا إلى نهاية الأسبوع ستتضح ما إذا كان الاعتصام يدار من داخل الميدان أم من الخارج!!
******
اليوم سيأتي وكيل القوى العاملة -حسبما سمعت في الاعتصام- إلى محافظة ظفار وهناك دعوة من أحد المعتصمين لمنع الوكيل من دخول القوى العاملة في صلالة ولكن في نفس الوقت ليس هناك استعداد للحوار معه!!! هذا أمر غريب جداً وفيه من الاستفزاز والإزدواجية ما فيه.. لم أعد أفهم إلى أين سيتم جر هذا الاعتصام؟!!
في الأخير لا يزال الدعم موجود للإعتصام الحقيقي رغم عدم الرضى عن الطريقة التي يُقاد بها الاعتصام، ولا يزال الأمل موجود لإيقاف التصعيد والتأني إلى أن تتضح الأمور أكثر. كما أن هناك أمل في مراسيم سلطانية حاسمة خلال هذا الأسبوع.
الاعتصام بهذه الحالة اصبح غير صحيح.. يجب تحديد وجوه لها القدرة على التحدث والمخاطبه وتكون هي واجهة المعتصمين.. لن يتم الامر بدون حوار والمعروف انه لن تتم الاستجابه لكل المطالب فيجب النقاش للخروج بالفائده الكبرى للجميع.. فلعل بعض الامور التي يراها المعتصمون تكون صحيحة من وجهة نظرهم ولن يتضح العكس الا ان قام المسؤولين بايضاح الاسباب وراء عدم التلبية وما الحل الاوسط لارضاء الجميع.. وبالاضافه انه قد تم الاتفاق في الاجتماع على ان يتم تمديد المهله لبعض المطالب والتي قد تحتاج فعلا للوقت فلا يجب نكث العهد وايضا يجب على الشيوخ ان يبينوا جديتهم في حل المسألة والا يجب ادراج تغيير الشيوخ ضمن العريضه لعدم كفاءتهم :) طبعا ان اثبتت عدم كفاءتهم :)
ردحذفHilariOus
ردحذفكلامك منطقي والحوار الهادف المسبوق بنية الوصول إلى حل يجب أن يكون ديدن الجميع وركزي على كلمة ديدن :)
أما الشيوخ فأصبحوا ملطشة.. كل من جا يديهم على قفاهم مع أن موقفهم في الاجتماع الأخير لم يكن سلبي.
مع كل هذا راح اشتكيبك عند أول شيخ أقابله:) ..